اليوم العالمي للمسرح.. تجارب سودانية وأعمال فنية.. اعطني مسرحاً أعطيك أمة

الخرطوم – أماني شريف
يتموضع المسرح في مكانة عالية وضعته في المقدمة ووسمته بـ (أبو الفنون) بكل ضروبها، وهو أولها منذ أيام الإغريق والرومان لقدرته على الموالفة بين عناصر فنية متعددة، حيث كانت المسارح هي الوسيلة الوحيدة للتعبير الفني بعد حلبات المصارعين والسباقات، ويرجع أصل المسرح في جميع الحضارات إلى الاحتفالات المتصلة بالطقوس الدينية.
ويُعدُّ المسرح واحداً من أشكال الفنون المختلفة ومكاناً للأداء والتمثيل، كما أنه المكان الذي يجسد أو يترجم القصص والنصوص الأدبية أمام المشاهدين، وذلك باستخدام مزيج من الكلمات وبعض الإيماءات بالموسيقى والصوت على خشبته.
الحركة المسرحية في السودان
ولا يعلم أحد متى بدأت حركة المسرح السودانية بالتحديد، فقد تعددت الروايات حول بداياته، فمنهم من يتحدث عن بدايات الاستعمار الإنجليزي في أوائل القرن الماضي ومنهم من يقول إنه انطلق في العام 1920 في مدينة رفاعة على يد رائد تعليم النساء في السودان الشيخ بابكر بدري، وبدأت حركة المسرح القومي بأم درمان بفعاليات فنية مسرحية عظيمة، حيث كان المسرح القومي هو المقصد الأول والأخير لجميع المسرحيين والفنانين السودانيين والعرب، وحتى الأجانب، ففيه تم عرض جميع المسرحيات السودانية لأول مرة وفيه أُقيمت مهرجانات الإذاعة والتلفزيون، وقدم الفنانون أعمالهم الخاصة لأول مرة وبداخله شدت أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.
إدارة المسرح القومي
تم تعيين الفكي عبد الرحمن مديراً للمسرح القومي السوداني في 5/6/1967، وهو أول من بدأ تطبيق ما يعرف بالموسم المسرحي، وفي أواخر العام 1972 عين مديراً للفرقة القومية للفنون الشعبية والاستعراضية وفرقة العرائس المسرحية حتى العام 1974، وقد تم افتتاح المسرح القومي السوداني في 17 نوفمبر 1958 بأم درمان، وكان خالد أبو الروس من رواد الحركة المسرحية في السودان باصداره لمسرحية (تاجوج) عن قصة تراثية شبيهة بقصة مجنون ليلى في الأدب العربي أو روميو وجوليت في الأدب الإنجليزي في عام 1934 وإنشاء المسرح القومي كانت بداية لظهور جيل جديد من المخرجين والممثلين من بينهم، الطاهر شبيكة – الفاضل سعيد – يس عبد القادر – بلقيس عوض – فايزة عمسيب – تحية زروق- حمدنا الله عبد القادر وغيرهم.
قيادات تاريخية
كان المسرح في بداياته يتبع للإذاعة، وقد كان أبو عاقلة أول مدير له ثم تعاقب على إدارة المسرح (الفكي عبد الرحمن ? عثمان أحمد حمد- مكي سنادة- عثمان قمر الأنبياء ? محمد شريف علي- صلاح الدين العبيد- شمس الين محمد)، كما أفادنا بهذه الإفادات السابقة التالية الأستاذ محمد شاطر المدير الحالي للمسرح القومي، حيث أفادنا ببقية رواد الحركة المسرحية المذكورين أعلاه، وهم: (أبو قبورة ?عثمان أحمد حمد (أبو دليبة)- فايزة عمسيب ? نفيسة محمد محمود- رابحة محمد محمود- حسبو محمد عبد الله ? عمر الخضر- محمد خلف الله ? محمد شريف علي وآخرون).
مواسم العروض
كما ذكر فإن ازدهار الحركة المسرحية شهدته فترة السبعينيات، حيث المواسم المسرحية، فقد تم عرض مسرحيات (خطوبة سهير- نبتة حبيبتي- سفر الجفا- دربكين الليل)، كما تناوبت في تقديم العروض المسرحية فرق مسرحية تجارية متعددة كفرقة (الفاضل سعيد وفرقة الأصدقاء وجمال حسن سعيد وعماد الدين إبراهيم وفرقة مسرحية الأرض وعازة)، كما أُقيمت على خشبته مهرجانات عالمية كمهرجان (الثلوج)، وغنت على خشبته كوكب الشرق أم كلثوم.
اليوم العالمي للمسرح
يقول محمد شاطر مدير المسرح القومي عن اليوم العالمي للمسرح إن الاحتفال به بدأ تقريباً في العام 1962 وابتدعته منظمة عالمية، ومن ثم بدأ الاحتفال به كل عام في السابع والعشرين من مارس تلقي شخصية لها علاقة بالمسرح كلمة، تزامناً مع اليوم العالمي، وتترجم بلغات العالم المختلفة، ويتم توزيعها على كافة دول العالم، وقد ألقى كلمة الاحتفال هذا العام مخرج روسي وترجمها للعربية (يوسف عايدابي) سوداني والاحتفال باليوم العالمي للمسرح إنما هو التفات للمسرح والحركة المسرحية كتقليد عالمي في كل الدول. وفي إطار الاحتفال بالسودان، فقد تم إقامة ندوة في الرابع والعشرين من مارس عن تجربة هاشم صديق المسرحية، وفي اليوم الثاني كان الاحتفال الرئيسي، وقد تم عرض ثلاث مسرحيات قصيرة وعروض للأطفال وفرقة الفنون الشعبية، وذلك بحضور وزير الدولة للثقافة الأستاذ سيد هرون، اليوم الثالث شهد ختام ورشة أرقمة السوغرافية، وعن حركة المسرح والنشاط المسرحي قال شاطر إنه يتم الإعداد لانطلاق مهرجان أيام البقعة المسرحية هذه الأيام، حيث سيتم تكريم المخرج (أنور محمد عثمان).

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..