صندوق الخج، بين ماكرون وعمر البشير!!

أحمد الملك
انتابت عمر البشير حُمى (ديمقراطية) وهو يستعيد في ذاكرته صور مظاهرات فرنسا، فأعلن في إحتفال استقباله المُكلّف في نيالا(ذكرت مصادر انّ تحشيد الناس لاستقباله تكلّف ستة مليارات جنيه!) أعلن وهو يلوّح بالعصا التي يهش بها على شعبه، ويطعن بها الهواء اثناء الرقص وله فيها أيضا مآرب أخرى: إنّ المظاهرات لن تسقط النظام، بل صندوق الانتخابات هو من سيفعل ذلك!
يا للاكتشاف العظيم! احتاج لثلاثة عقود قبل أن يعلنها مثل ارخميدس : وجدتها!
يا للمهزلة! يظن نفسه ماكرون هذا المهبول! لو بقي ماكرون في السلطة 30 سنة لقامت القيامة في فرنسا وليس فقط النسخة الثانية من الثورة الفرنسية! لأعلن بلة الغائب (نسخة فرنسا) العصيان المدني، وتوقف عن النبوءات المُباحة!
واي صندوق انتخابات هذا سيسقط نظامك؟ صندوق الخج والتزوير ام صندوق آخر لا نعلم أمره؟
ماكرون استجاب لمطالب المتظاهرين، لم يقتل منهم أحدا، لم يعلن انّ المظاهرات لن تسقط نظامه بل الصندوق، ثم إنهمك في الرقص (عشرة بلدي) فوق جثث الشهداء كما يفعل (ماكروننا) ميت القلب والشعور!!
مظاهرات فرنسا جزء من النظام، تتداعى له بالسهر والمظاهرات حين ينحرف النظام عن مساره ويتغاضى عن حقوق الطبقات الفقيرة التي تكفلها الدساتير، دساتير راسخة وليس مثل(العرّاقي) الذي يعكف عليه ترزية القوانين ليل نهار(ناس بدرية) لتعديله حسب مقاسات أهواء السلطة المُنحرفة.
مظاهرات السودان تريد ارسال النظام الفاسد الى المزبلة ، تريد تأسيس نظام يقوم على المواطنة ودولة القانون والمؤسسات واحترام الحقوق. نفس القيم التي عمل عمر البشير ونظامه ليل نهار طوال ثلاثة عقود لتدميرها، وتشييد دولة التمكين مكانها.
دولة التمكين التي لا تعترف بقانون أو مؤسسات، دولة الافك والضلال، دولة الحزب الواحد التي دمرّت وطننا وقسّمته، واعملت آلة القتل في شعبنا، وأحيت نار عصبية القبيلة، وأحرقت أخضر بلادنا ويابسه من المشروعات العظيمة التي قامت عليها نهضة بلادنا، وسرقت كل شيء فوق ارضنا وفي باطنها ثم باعت الأرض نفسها للغرباء!.
ثلاثة عقود جرّبوا فيها كل شيء وفشلوا في كل شيء، ورغم ذلك يتحدث هذا المهبول عن الصندوق! فكرة الصندوق تنبني على المحاسبة، من لا يفي بالعهود يلفظه الصندوق، وهو ونظامه معجونين من طينة الكذب والخداع ونقض العهود. لو كان هناك صندوق لما رزئ وطننا المنكوب بانقلابي مثله ولما تحكّم في رقابنا حزب منبت أنشأه ثلة من السُرّاق والحاقدين.