ما أكثر الواصفون وما أقل الفاعلون

(1)
كثير من الفضائيات السودانية وفي شهر رمضان تقوم بتصفيد برامجها السياسية والحوارية وكأنها من كبار المردة والشياطين فهل السياسة في رمضان من مبطلات الصيام؟
(2)
اتصل بصاحبه أنت وين يا عبدو؟ قال أنا قاعد في المدينة، قاعد تعمل في شنو؟ قال قاعد ألعب ليدو مع كفار قريش!! وإيه حكاية الليدو التي عمت كل القرى والحضر؟ وأدمنها الكبار والصغار وكلما رأيت مجموعة منهم يتحلقون حولها كلما أيقنت أن وقت تغير الحكم بعيد جداً لانشغال القهاوي والشوارع بغلبتني وغلبتك.
(3)
وزير المالية الفريق محمد عثمان يقول الموازنة الحالية لن تحل مشاكل الاقتصاد وكبير مساعدي الرئيس سناً الشيخ إبراهيم السنوسي يحث السيدة مشاعر الدولب وزيرة التنمية والضمان الاجتماعي بزيادة الدعم للفقراء الذي وصفه بالضعيف ووزير التجارة السيد حاتم السر يصف ما يجري في الأسواق (يكاد يصل الى مرحلة الفوضى) وكأننا لم نصل تلك المرحلة بعد وأمثال وزير المالية والشيخ إبراهيم السنوسي وحاتم السر بالحكومة كثيرون حين تعدهم وكلهم خير واصفون لما يجب فعله ولكنهم لا يعملون إذا في الحكومة ما أكثر الواصفون وما أقل الفاعلون.
(4)
الشعب السوداني المؤدب جداً والذي إذا أراد أحدهم أن يفتح باب الثلاجة فإنه يطرقه ثلاث مرات وإذا لم يفتح له إنصرف!! هذا الشعب المؤدب كثيراً رأى البعض أن هذا الأدب الجم نوع من الطيبة فأرادوا أن يستغلوها أسوأ استغلال ولكن هيهات لهم فالشعب المؤدب يعرف أن طريق المحاكم واضح وبين وهو أعدل وأسرع الطرق لإرجاع الحق لأصحابه أم دروب الاستهبال والاستعباط والاستحمار فإنها عديدة ومتشعبة ولكنها لا تهدى إلا للتي هي الضلال لذلك نقول للحكومة المصرية تعالوا ندع أنفسنا وانفسكم ونأتى بوثائقنا ووثائقكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين وعلى المغتصبين ونرضى ونقبل بحكم المحاكم الدولية ونقول للشعب زيد في أدبك ولكن لا تنسى إستعمال العين (الحمرا) وشرارة عند نفاد الصبر.
(5)
امرأتان وثالثهما شافعهم يقفون في انتظار وسيلة مواصلات وتمر من أمامهم جارة لهن لم تلق عليهن تحية الصباح أو تحية العلم و(عاملة فيها مشغولة) بمكالمة مهمة فقالت إحداهن للأخرى (شوفي زي دي بعد شناتها المرة دي كمان لا بتسلم ولا تقول أصبحتو كيف؟) ونستأذن من تلك المرأة كلماتها ونقوم بقصها ولصقها على ظهر الحكومة التي بعد شناة عمايلها المُرة في الشعب لا تقوم بالسلام عليه ولا تسألهم كيف أصبحتوا مع الأوضاع المرة دي؟ طوال عمري المسربل بكوارث ومصائب الحكومة لم أر شناة وغرور إجتمعا إلا في تلك المرأة وهذه الحكومة!!
(6)
بعد المتابعة اللصيقة للحكم الديموقراطي وللشعوب الديموقراطية وباعتبار أنني (بغران) منهم إتضح لي إن العمر الأدنى للحكم الديموقراطي أربع سنوات والعمر الأقصى ثمانية سنوات وما زاد على ذلك فهو حكم شمولي وديكتاتوري صريح وبواح، واللهم فك أسر وحظر دكتور زهير السراج والأستاذ عثمان شبونة وعجل لهما بالنصر وبالفرج وردهما سالمين غانمين الى القراء والمحبين.
الجريدة