مقالات سياسية

مجتمع كسلاوي صحي .. وتكتلات سياسية مريضة

الإنسجام المجتمعي قوة ولاية كسلا:

🔵 مجتمع مدني صحي.. وتكتلات سياسية مريضة..

✍ ظلت ولاية كسلا شامخة بتماسك نسيجها الإجتماعي عبر الأزمان ، وتُشكّل مكونات الولاية القبليّة المختلفة تناسق وانسجام، يملأ الحياة الكسلاوية، جوّاً من الإلفة والمودة والتآخي والوحدة الاجتماعية، ويظهر انسجامها المجتمعي واضحاً في تلاحم مواطنيها وترابطهم بالأسواق والأندية الرياضية والمقاهي وهم يتجمعون في لحظات أُنس وسمر يبددون بها هموم حياتهم ومصاعبها.

✍ ما هو موجود في واقع كسلا السياسي اليوم، لا يسُّرُ عدو ولا صديق، ويملأ النفس خوفاً من مستقبل مجهول لهذه الولاية الطيبة، التي تفشت فيها في الآونة الأخيرة ظاهرة اصدار البيانات والتصريحات بإسم القبائل والنظارات، مع فائق احترامنا وتقديرنا لتاريخها وعطائها في الحفاظ على وحدة نسيجها القبلي بشرق السودان و الولاية، طيلة عهود حكمها السابقة عبر مختلف ولاة الأمر الذين تعاقبوا عليها، كانت مضرب مثل للإنسجام والإستقرار الإجتماعي، ولكن ظهرت في الآونة الأخيرة، موجة من البيانات والتصاريح والأخبار الإعلامية عبر وسائل التواصل، والتي تعكس جاهلية القرن الحادي والعشرين، في زمنٍ إنقرضت فيه القبليّة والجهوية والعنصرية بلا رجعة، وتعافت الإنسانية من هذه الأمراض “المُنتنة”، التي تملأ نفس حاملها، روائح الجيف والصديد والنتانة، وتعكس خلو عقل صاحبها من العلم والدين والمعرفة، وترمي به لغياهب الجهل والتخلف والإنحطاط الفكري.

✍ ما زال في أذهان وذاكرة مواطني ولاية كسلا، سيرة واليهم المرحوم، اللواء معاش، أبو القاسم أبراهيم محمد، الذي يتذكره بالجميل والعرفان كل أهل كسلا، فقد كان صمام الأمان للنسيج الاجتماعي بولاية كسلا، ووجد القبول من كافة الفئات القبليّة حين نشر روح التسامح والعدالة بين مكونات الولاية الإجتماعية المختلفة، ويتذكر الجميع مشاركته في تشييع العالم الجليل، الشيخ المرحوم أبراهيم أشقر، وقد سار الوالي لحظتها والحزن يُخيم عليه وخطب في الناس بدموع صابرة صبّر بها الحشود الحزينة، من غرب كسلا وشرقها من مختلف القبائل، رحمهما الله، الشيخ أبراهيم أشقر واللواء أبو القاسم، فقد كانا محور التقاء أهل الولاية.

✍ لست أدري أي جيلٍ من السياسيين والمسؤولين الآن بالسودان، يتقلّد مقاليد الحكم والادارة، ولا يحمل سير وذكريات سلفه من الذين ضربوا أعظم الأمثلة في التجرد والنكران للمصالح العامة وللوحدة ونبذ التعصب والفتن والحفاظ على حرمة المسلم وكيانه وانسانيته بدلاً من الإنجراف وراء تيار القبيلة والقبليّة الجارف المُدمر للإنسانية، وهم يسمعون ويقرؤن قوله صلى الله عليه وسلم “دعوها فإنها مُنتنة”، ويرون بأُمّ أعينهم وأُمهات أبصارهم، كيف تخلصت معظم الدول من حولنا، حتى الدول الفقيرة، من هذا الداء العضّال الذي يُفتت المجتمعات ويحيل الاستقرار تشرّداً وضياع.

✍ أي جيل هذا الذي تسلم مقاليد الادارات والنظارات والأمارات، والمحليات، وهو يتجاهل ويتناسى تاريخ ولاية كسلا الزاخر بالانسجام الإجتماعي الذي تحقق عبر رجالٍ عدول، صدقوا في حبهم لأوطانهم، وأخلصوا في خدمتهم لمواطني الولاية، بقلوب صادقة وضمائر يقظة وأخلاق عالية ولم يداهنوا مسؤولين أو حكام، بل خدموا الوطن والحق، فحفظ لهم التاريخ سيرهم وسجلها بأحرفٍ من ذهب في تاريخ الولاية، منهم على سبيل المثال، السيد حيدر حسين، ضابط اداري ومحافظ بمحافظة كسلا، التي كانت تمتد حتي مناطق سيدون، ومنهم علي جرقندي النعيم، ضابط تنفيذي من غرب السودان، تشهد كل ولاية كسلا بامتيازه في عمله، ومجهوداته المقدرة في المحلية، ومنهم كذلك السيد علي الهداب، يعرفه كل أهل كسلا، منذ أن كان ضابطاً ادارياً خدم في كل مجالس أرياف ولاية كسلا، رحمة الله عليهم أجمعين، لقد كانوا يحلون مشاكل معظم المواطنين، لم يُعرف عنهم النفاق والكذب والظلم، كانوا يعملون لمصلحة المواطن والوطن، وليس للشخصيات والمسؤولين والأحزاب.

✍ المحامي حسن الماحي، خريج القانون بجامعة الخرطوم، والنائب البرلماني في عام 1968م في الجمعية التأسيسية (المجلس الوطني الآن)، ومحمد احمد عطا رئيس اتحاد المزارعين الذي كان يساهم في بناء المدارس بالولاية، وحسن يعقوب رئيس جمعية الذكر والذاكرين ورجل البر والاحسان، وعبدالله الحسن محمد نور، والرجلين الرياضيين السنجك و محمد حسين كسلا، رغم تنوع قبائلهم، وقيادتهم لمناطقهم، لم نجدهم يحتمون بالقبيلة، ويقاتلون لمصالحهم الذاتية باسمها، ولم نسمع عنهم بيانات وتصريحات تفيض بالعنصرية، ولم يحس مواطني كسلا في عهدهم، ولا لحظة واحدة، بوجود تكتلات قبلية تناصر وتؤيد من أجل مصالح دنيوية ضد بعضها البعض.

✍ رحم الله مولانا محمد شريف فضل مدير عام التعليم بولاية كسلا، الذي كانت له غيرة شديدة علي التعليم وكان يذهب بنفسه لاحضار الكتب للطلاب وتوفي وهو لا يملك بيتاً، واليوم يمتلكون السيارات الفخمة بالمليارات ويجلس الطلاب في بعض المحليات في فصل دراسي سوره من القش، وكراسيه الرمال والتراب، وسقفه من أشعة الشمس، وبعد هذا كله يأتي المسؤول ليتحدث للقنوات الإعلامية عن التنمية في التعليم ونهضة التعليم بالولاية، ولا يعلم شيئاً عن الأطفال بالسوق وهم يتجولون لبيع الأكياس والخبز والخضار.

✍ على المجتمع إعلان حرب ضروس على كل من يتحدث باسم القبيلة وينادي بها، ونبذ أي سياسي أو زعيم حزبي قبلي يريد أن يحقق مكاسبه عبر القبيلة والقبليّة، فكُلّنا أبناء آدم، وإنسانيتنا هي من تساوي بيننا في الحقوق والواجبات، فالمشاركات عبر النفاير التي قامت لانجاح الدورة المدرسية، ليس الغرض منها التقرب والتودد لحكومة الولاية وإنما هي من باب المساهمات الوطنية والحس الوطني العالي.

✍ بداية الإصلاح والتنمية الذي أعلنته الدولة، تكون ببداية الوفاق والانسجام المجتمعي، وجمع قيادات كسلا على قلب رجل واحد، والعمل علي نشر روح الاخاء، فقد جمع الرسول صلى الله عليه وسلم، بلال وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وقاد بهم النهضة والتنمية البشرية والعمرانية، فاستطاعوا قيادة الولايات الإسلامية عبر تاريخ، مازال يُدرّس في أضخم المؤسسات التعليمية العالمية، فلا يعقل أن تأتي قيادات بالولاية مدنية أو حكومية لتناصر وتؤيّد عبر قبائلها، وتطالب بالتنمية وازالة التهميش عبر القبليّة والعنصرية، فالوطن كله يعاني من فقر التنمية، وهذه التكتلات والقوى السياسية القبليّة تزيد من معاناته.

✍ عدم العدالة والمساواة في حقوق المواطنة وتوفير الحقوق الضرورية للحياة، يؤدي للكره والغبن، فالاحساس بالظلم والتهميش يجعل الوطن عدو نفسه، فتفتقد أجزائه الأمن والأمان، ومع نشوب نزاعات وحروب، وتدخلات خارجية لا نستبعد تماماً أن يقاتل المظلوم ومهضوم الحقوق ومن يُحس بالدونية في صف أعداء الوطن تنكيلاً وانتقاماً ممن حرمه أبسط مقومات الحياة، فأعدلوا يا مسؤولي وحكام السودان، لتحافظوا على وحدة النسيج الإجتماعي بالبلاد، وتناموا قريري العين ومرتاحي الضمير.

✍ رحم الله محمد جبارة العوض الذي جمع كل أهل ولاية كسلا في قطار الموت، لمساندة ثورة اكتوبر.

✍ ستظل كسلا ولاية سياحية وملتقى للعشاق والأحبة من مختلف القبائل السودانية لتغمرهم بفيض طيبتها وحنانها وروعتها، فهي أرض الحبايب ورمز المحنة، التحية للشاعر الفذ أحمد حاج علي، ولوالي كسلا ادم جماع الذي طبع له كل دوايينه، وقد مزج الشاعر في قصيدته كل أحياء الولاية متنقلاً ما بين شرقها وغربها، بلا بيانات قبليّة وبلا ذكرٍ واحدٍ لقبيلة:

طال اشتياقي للترعه و نضاره،،
و غرب القاش حليله الزاهي أخضراره،،
تلقي الكاره هادئه و البوليس جواره،،
و الختميه نايمه في أحضان جباله،،

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كسلا ستضم لي ارتريا ان طال الزمن أو قصر. مثل ما انضم شعب حلايب الى مصر بمحض ارادتهم. وكما انضم شعب الفشقه لي اثيوبيا. وايضا كما اصبحت الجنينه مثلها مثل ابشي. السودانيين يعايرون بعضهم انك نازح وانا صاحب الارض والعالم يتقدم واوباما ذو الاصل الكيني يحكم أكبر دوله.وباكستاني يصبح وزير داخلية بريطانيا العظمى وراعية غنم مغربيه وزيرة الاعلام الفرنسي و.ووو.يجب ان تغيروا العقول اولا وخليكم من الكلام السااااي. اعذروني لو اخطات في العربيه فلست ناطقا بها بل هي لغتي الثانيه.

  2. كسلا ستضم لي ارتريا ان طال الزمن أو قصر. مثل ما انضم شعب حلايب الى مصر بمحض ارادتهم. وكما انضم شعب الفشقه لي اثيوبيا. وايضا كما اصبحت الجنينه مثلها مثل ابشي. السودانيين يعايرون بعضهم انك نازح وانا صاحب الارض والعالم يتقدم واوباما ذو الاصل الكيني يحكم أكبر دوله.وباكستاني يصبح وزير داخلية بريطانيا العظمى وراعية غنم مغربيه وزيرة الاعلام الفرنسي و.ووو.يجب ان تغيروا العقول اولا وخليكم من الكلام السااااي. اعذروني لو اخطات في العربيه فلست ناطقا بها بل هي لغتي الثانيه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..