مهازل وزارة الثقافة والاعلام!!

“بالتمادي?
يصبح اللصّ بأوروبا
مديراً للنوادي?
و بأمريكا?
زعيماً للعصابات و أوكار الفسادِ?
و بأوطاني التي
من شرعها قطع الأيادي?
يصبح اللصّ
رئيساً للبلاد.”
أحمد مطر

في عام 2007، عندما كان الأستاذ محمد يوسف عبد الله وزيراً للثقافة والشباب والرياضة، كان الأستاذ التجاني حاج موسي أميناً عاماً للمجلس الإتحادي للمصنفات الأدبية والفنية. في تلك الفترة، ومن دون أي مقدمات، أطل علي المجلس شاب صغير في السن تبدو عليه علامات الإستعجال لبلوغ شئ ما بأية وسيلة، مستعملاً كافة الأساليب الشيطانية التي يمكن عن طريقها التغلغل داخل أوصال المجلس. وقدم نفسه للأستاذ التجاني حاج موسي بأن اسمه ياسر وأنه تم تعيينه بالمجلس من قبل الوزارة بالدرجة الخامسة لأنه يحمل ماجستيراً في الملكية الفكرية !! متخطياً كل قوانين الخدمة والتدرج الوظيفي ومداخيل التعيين. مع بعض الإيحاءات التي تجعل الآخر يعتقد بأن الفتي مسنود من ( الجماعة ) وأن بإمكانه، وبما يمتلك من قدرات، حل كافة مشاكل المجلس. قال كل ذلك وهو علي علم مسبق بأن الأستاذ التجاني غارق إلي أذنيه في مشاكل لا قبل له بها خاصة وهو معروف بحساسيته العاطفية المرهفة كشاعر، فسعد بالفتي غاية السعادة حتي أنه أسرَ لبعض مقربيه بأن ( الجماعة ) أرسلوا له شخصاً (( فلتة!! )) ليساعده في حل مشاكل المجلس.
فلم يصدق الفتي، وانطلق يحشر أنفه في كل كبيرة وصغيرة في المجلس. في فترة وجيزة، قلب المجلس رأساً علي عقب. فأعطي الجميع إحساساً بأنه ممثل ( الجماعة ) بالمجلس وأنه نائب الأمين العام ومدير شؤون الخدمة، والعلاقات العامة والدولية، والمشرف علي لجان المجلس ورئيس ( السواقين ) …..!! أو باختصار، كل شئ. فاضطر العاملون الخائفون للتعاون معه ومساعدته في تنفيذ أجندته الغريبة، وبقي البعض الآخر يتفرج علي مسرح اللا معقول الذي يجري أمامه والذي يلعب دور البطولة فيه، الطفل المعجزة !! هكذا أسماه بعضهم، تهكماً.
وكديدن هذا النوع من البشر اللذين ابتلي الله بهم الخدمة المدنية في عهد الإسلاميين، وبسلوكهم اللا أخلاقي المعروف، بدأ الفتي في خلق جو من عدم الثقة وزرع الفتنة وغرس النميمة والوقيعة بين العاملين. مستغلاً حاجة البعض للإنصاف الوظيفي بعد ظلم تعرضوا له، حسب زعمهم، أو صرف إستحقاق لطالما انتظروه طويلاً، أو تصفية حسابات قديمة. وهكذا قرب إليه بعضاً منهم. وعن طريقهم بدأ يجمع المعلومات ويفرض نفسه علي كل إدارة من الإدارات، وكل قسم من الأقسام بطريقة لم يعهدها أحد في الخدمة المدنية حتي من أتيام التفتيش الإداري عندما كانت في عزها.
إلا أنه من أخطر الأدوار التي قام بها هذا الطفل المعجزة، تلك العلاقة الغريبة التي جمعت بينه وبين تلك الموظفة المسؤولة عن إدارة شؤون العاملين بالمجلس. وهي موظفة صغيرة أسندت إليها إدارة شؤون العاملين في غياب المسؤول الديواني في ذلك الوقت. وهي أيضاً شقيقة المدعو إبراهيم محمد خير الذي يعرفه كل العاملون بوزارة الثقافة بمسمياتها المختلفة أيام التمكين والفصل للصالح العام. عن طريق هذه الموظفة، تمكن الفتي من الإطلاع علي كافة ملفات العاملين السرية منها والعامة!! وخرج بتقرير، وصفه بالخطير، ودفع به إلي مكتب الأستاذ التجاني واستصدر منه، بناءً علي ذلك التقرير، قرارات حوت إلغاء تعيينات بعض العاملين وإلغاء ترقيات البعض منهم ? لاحظ إلغاء ترقيات ? وكشف شهادات زعم أنها مزورة. وطلبت تلك القرارات من آخرين إبراز الشهادات الدراسية وأصل بعضها وهكذا!!.
تخيلوا شخص محسوب علي المجلس، لم يتم التأكد من طريقة وصحة تعيينه بعد، يضطلع بكل حرية علي كافة ملفات العاملين ويراجع ويتحكم في مصائر البعض منهم لدرجة إلغاء ترقياتهم، ويقول عنه الأمين العام بأنه فلتة!!.
أثناء تلك الفترة، إنتدب الأستاذ التجاني حاج موسي أحد كبار موظفي الأمانة العامة للخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005م للعمل بالمجلس مديراً للشؤون المالية والإدارية، ولكنه، حال مباشرته لمهامه، ووجه بحرب شرسة من بعض الإداريين بالمجلس، بإيعاز من الفتي، لدرجة الإمتناع عن مده بالمعلومات التي تعينه علي أداء مهامه. بل ذهب أبعد من ذلك حين طلب من جميع مدراء الإدارات ورؤساء الأقسام والعاملين، عدم التعاون مع مدير الشؤون المالية والإدارية وعدم تنفيذ قراراته. وطلب منهم الرجوع إليه في كل ما يتعلق بالأمرمن أشياء وأنه قادر علي توفير كل متطلباتهم ومتطلبات إداراتهم. فتحدث مدير الشؤون المالية إلي الأستاذ التجاني ناقلاً له كل هذه التصرفات من الفتي ومن بعض الإداريين، ولكنه لم يفعل شيئاً وما كان امام الموظف المنتدب من خيار سوي إنهاء الإنتداب.
نما لعلم الوزارة بأن هناك شخص يقوم بدور الأمين العام للمجلس في وجود الأستاذ التجاني. فطلبت رسمياً توضيح هذا الأمر. فرد الأمين العام بأن الشخص المذكور أتي إلي المجلس من الوزارة. فإذا بمكتب الوزير يرد بأن المدعو ياسر لم يتم تعيينه من الوزارة، ولا علاقة له بالوزارة أصلاً!! فبهت الذي كفر!! واستفاق أهل المجلس علي الحقيقة التي كانت تمشي بينهم ولكن لا حياة لمن تنادي.
قبل أن يتم إيقافه من العمل، إختفي الفتي من المجلس وصار يدير معاركه من خارجه. ومثل نهاية كل السيناريوهات في هذا العهد، وبعد فترة وجيزة، عاد مجدداً للمجلس رغم كل الذي حدث. ولكن كيف؟ لا أحد يدري. وبعد أشهر قليلة، فاجا الجميع بنيله شهادة الدكتوراه في الملكية الفكرية!! ولا اعتراض لنا في ذلك فذاك جهده، ولأننا نعرف تماماً كيف تمنح الشهادات في عهد هؤلاء الإسلاميين، ولكننا لا نقبل أن يزايد علينا أحد بمثل هذه الشهادات ( الممنوحة )!! ولو سارت الأمور بهذه الوتيرة البهلوانية، فعلي العالم الدكتور كامل الطيب إدريس، خبير الوايبو، أن يبحث له عن سبل أخري لكسب عيشه وكذا الدكتورة مها بخيت زكي.
يأبي مسلسل الفتي الطائر، إلا أن يواصل الإستمرار بقوة دفع عجيبة وغريبة هذه المرة. فنفس الوزارة التي كتبت بأن المدعو ياسر لم يتم تعيينه بواسطة الوزير ولاينتمي للوزارة بصلة مما يعني أن الأمر تم عن طريق الغش والتزوير والكذب، نفس الوزارة قامت بإصدار قرار في الأسبوع الماضي بتعيينه أميناً عاماً للمجلس االإتحادي للمصنفات الأدبية والفنية بدلاً عن الأستاذة هالة قاسم التي كانت تشغل المنصب بالإنابة!!. في وقت كان فيه الجميع يتوقع تعيينها بالأصالة. لخبرتها وعلاقاتها الواسعة بالمنظمات الدولية ذات الصلة، ولكونها من صلب المجلس وليست دخيلة عليه. فأي مهزلة تضاف لمهازل هذه الوزارة أكثر من هذا!!!؟؟.
إن مثل هذا القرار يعني أحد أمرين لا ثالث لهما:
إما أن الوزارة لا تعي أهمية قانون الملكية الفكرية والحقوق المجاورة ومدي إرتباطها بمنظمات وقوانين دولية وبالتالي لاتري أهمية للمجلس؟ وهذا مستبعد. علي الأقل إحتراماً لكونها وزارة للثقافة. بغض النظر عن من فيها. أو أن الأمور تدار داخلها بالهمجية والمحسوبية وبعدم المسؤولية واللا مبالاة، وهذه كارثة.

التجاني حاج موسى
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الليله حرقتك يا التجاني ؟ ما انت اول من ساعد النظام ده لمن رقوك من الموتر الفيسبا للعربيه , وكنت مبسوووط ! التسوي كريت تلقي في جلدا يا تجاني …

  2. ((إما أن الوزارة لا تعي أهمية قانون الملكية الفكرية والحقوق المجاورة ومدي إرتباطها بمنظمات وقوانين دولية وبالتالي لاتري أهمية للمجلس؟ وهذا مستبعد. علي الأقل إحتراماً لكونها وزارة للثقافة. بغض النظر عن من فيها. أو أن الأمور تدار داخلها بالهمجية والمحسوبية وبعدم المسؤولية واللا مبالاة، وهذه كارثة))
    * دعك عن رئينا، إنت رأيك !!؟؟، شنوا، “إن لم يكن هنالك إختلاف، بين التيجاني الكاتب للمقال، والتيجاني المكتوب عنه، درويش المجلس!!!؟؟(القفز بالزانة، او الصعود عمودياً، والنزول بالسلم)_ او التمكين، والقوي الامين، علي صهوة بالبراق، والنزول بالساق) كداري!!!؟؟؟ وكلو لله!!؟؟ وموتوا بغيظكم،!!؟؟ لأنكم قاطعين علاقتكم، بالسماء؟؟1

  3. يادوبك وعيت بمهازل وزارة الثقافة والاعلام!!…. و ما كنت مستغرب عن الطريقه الجابتك كأمين عام ؟؟؟ ( دا مجرد سؤال لأنى ما عارف الطريقه و لكنى فهمتها من التعليقات على المقال) بس مثل هذه الطرق هى أول ما بدأت به الإنقاذ كسياسة للتمكين….. و للمفارقه بدأت بهذه الوزارة بالذات و بتعيين الفتيان الغر أمين حسن عمر من الشارع ( عواطلى مقنع كان يعمل صبى صحافه فى جريدة الرايه لسان حال الجبهجيه) كمساعد للمرحوم الدكتور فيصل محمود الوكيل آنذاك … و الرائد محمد حاتم سليمان كمساعد لمدير التلفزيون بعد عمله كمساعد مراقب عمال النظافة أو النظام العام بماكينة معتمد بمحافظة جبل الأوليا ….الذان فعلا نفس الأفاعيل التى ذكرتها عن المدعو ياسر( بعد منحهم تلك الألقاب العلميه الوهميه) و آخرين فى مؤسسات و وزارات أخرى ذات العمل طبق الأصل و ذات المسار التوظيفى و كأنه نسخ كربونى و هى نفس ما جاء بالتجانى حاج موسى قافذا بالعمود …وليس فى هذا ما يدهش يا صديق….وما عليك إلا تناول حبوب منع الخجل لمدة لكى تنسى….. و ما تجيب لنفسك الهوى

  4. عادي ان نشاهد مسرح العبث واللامعقول داخل وزارة الثقافة .. و الشباب خارجها مشغول بالجل و السستم و قنبلة في سنتر الخرطوم .. نعيب علي الكاتب التشويش باسم التجاني بجانب التجاني حاج موسي الامين السابق للمصنفات .

  5. كدى فهمونا؟؟ الكاتب المقال ده التجانى حاج موسى زاتو؟؟اذا كان هو زاتو الكتب المقال ليه بيقول
    -(كان الأستاذ التجاني حاج موسي أميناً عاماً للمجلس الإتحادي للمصنفات الأدبية والفنية. في تلك الفترة)
    -(قال كل ذلك وهو علي علم مسبق بأن الأستاذ التجاني غارق إلي أذنيه في مشاكل لا قبل له بها خاصة وهو معروف بحساسيته العاطفية المرهفة كشاعر، فسعد بالفتي غاية السعادة حتي أنه أسرَ لبعض مقربيه بأن ( الجماعة ) أرسلوا له شخصاً (( فلتة!! )) ليساعده في حل مشاكل المجلس)
    -(الفترة، إنتدب الأستاذ التجاني حاج موسي أحد كبار موظفي الأمانة العامة للخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005م للعمل بالمجلس مديراً للشؤون المالية والإدارية، ولكنه، حال مباشرته لمهامه، ووجه بحرب شرسة من بعض الإداريين بالمجلس، بإيعاز من الفتي، لدرجة الإمتناع عن مده بالمعلومات التي تعينه علي أداء مهامه)
    حاجة غريبة!

  6. الاخوة المعلقين، لكم شكري الجزيل علي مروركم الذي ما كان له أن يكون لولا حرصكم علي حال البلد عموما وحال الثقافة بصفة خاصة. .. وأحب أن أوضح بانه لخطأ ما ورد بأن كاتب المقال هو التجاني حاج موسي بدلا عن شخصي الضعيف إبراهيم مصطفي جارالنبي. فعذرا لهذا اللبس والخطأ الغير مقصود ويمكن الرجوع لموقعي حريات وسودانيزاونلاين للتأكد ومعذرة للاستاذ التجاني حاج موسي الذي ليس له من المقال سوي ما ورد بشأنه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..