كلبٌ .. تيسٌ و ديكْ

كلبٌ .. تيسٌ و ديكْ
شريفة شرف الدين
[email][email protected][/email]
اجتمعت الدجاجات منذ الصباح الباكر و كلهن ترقب لخطاب الديك التاريخي في خطاب برنامجه الانتخابي .. كلهن ترقب و شوق إلى طلته البهية .. الكل يتدافع من أجل موقع يتيح أفضل رؤية لديك الأحلام .. طال الانتظار و السبب أن مستشارو الديك أشاروا إليه بذلك بغرض التشويق و إبداء الأهمية و لتعمل الشمس عملها في عكس ألوان ريش الديك الهمام .. بعد طول انتظار و ترقب .. جاء الديك يمشي في أناءة و تؤدة ثم صعد على تل .. ساد الهدوء تماما .. فقد حبست كل الدجاجات أنفاسها مأخوذة بجمال و بهاء الديك .. أغمي على عدد من الدجاجات الفتية لمجرد طلة الديك .. و بدا الديك في كامل مزاجه .. رأى أن يستعرض جميع مميزاته .. كان متعمدا يلوح برأسه يمنة و يسرى عاكسا ضوء الشمس بريش عنقه ثم لا ينفك أن يهز تاجه الأحمر على رأسه و ذاك الآخر أسفل منقاره .. عملت هذه الاستعراضات عملها في الدجاجات .. دون وعي منها أخذت دجاجة فتية تدندن بأغنية في (الليلة ديك) و من فرط أنها مأخوذة بمنظر الديك الخلاب خلطت كلمات أغنية (في الليلة ديك) بـ (و لي ديك له صوت جميل اللحن رنانا) و دجاجة فتية أخرى همست قائلة ( أنتف ريشي لو أن الديك لم يرمني بنظرة إعجاب .. أرأيتم كيف أنه لا يحول ناظرتيه عني؟ و حياء تغمض عينيها و تسقط مغشي عليها .. و فروج يهمهم في سره ( أنت مثلي الأعلى .. كم أريد أن أكون مثلك أيها الديك العظيم!)
رفرف الديك بجناحيه مرة .. ثانية و ثالثة ثم استجمع كل قوته و رفع صدره و منقاره و أطلق صيحة رددت صداها كل الغابة .. لم تملك الدجاجات إلا أن تلهب جوانبها تصفيقا بأجنحتها و صياحا بمناقيرها و أخذت تقفز في الهواء إلى أعلى ما تسمح به أجنحتها .. قالت بصوت راجف أكبر الدجاجات سنا: رغم إني عاصرت أكثر من ديك إلا إني في حياتي لم أسمع صوتا أندى و أطرب من صوت هذا الديك .. و فجأة بدأ هتاف جماعي من الدجاجات .. ضربتان بالأجنحة و صيحة .. بوب بوب كاك .. بوب بوب كاك .. بوب بوب كاك .. و إذ ذاك لم يتمالك الديك نفسه و خرج عن وقاره و صار يرقص على الإيقاع و استمر الحال إلى أن سقط الديك من التعب لكنه قام قبل أن تراه الدجاجات المنتشية .. قام الديك و قال: لن أكون مثل الديك السابق .. لقد كان مهملا و أنانيا .. في عهده استباحت الصقور صغارنا نهارا و الثعالب اجتاحتنا ليلا .. و الديك السابق الذي لا يستحق أن أذكر اسمه .. لاهٍ لا يهمه إلا نفسه .. سأعمل على راحتكن و أوفر لكن أفضل الحبوب و الرعاية للحاضنات و الفاقسات على السواء .. هذا من حقي عليكم أما من حقكم علي فالطاعة و أشياء أخرى تعلن في حينها بحسب ما تقتضيه الضرورة .. أعتمد عليكن في انتخابي و أذكركم بأن الريشة هي رمزي .. ثانية أخذت الدجاجات في الهتاف والتصفيق .. بوب بوب كاك .. بوب بوب كاك .. بوب بوب كاك .. ثم انصرف الجميع إلى اليوم الموعود ببدء عملية الاقتراع.
(2)
في الجانب الآخر من طرف الغابة لم يكن النشاط بأقل مما كان مع جماعة الدجاج .. جاءت الكلاب من كل حدب و صوب تهز ذيولها و تلهث ثم تكومت أسفل الشجرة العملاقة في انتظار زعيمها المرتقب و لم يمضي وقت طويل حتى خرج كلب ضخم شرس .. أدخل ظهوره رعبا كبيرا في الكلاب التي التزمت بالصمت التام .. جاء الكلب الشرس بين صفين من الكلاب الحارسة .. عيونها متقدة بالحمرة و مكشرة أنيابها في كامل أهبتها للانقضاض لأيما خطر يهدد زعيمها
.. قامت كلبة في هدوء و طأطأت رأسها و أدخلت ذيلها من بين رجليها الخلفيتين و سرعان ما تبعتها كل الكلاب بنفس الحركة .. ثم لم تلبث أن أخرجت ذيولها و أخذت في هزها كناية عن ارتضائها بالزعيم الجديد الذي لم يقل في خطابه الانتخابي إلا كلاما وجيزا هو: سيكون همي كله راحة بني كلب .. ستكون هناك مخصصات قوامها ثلاثة وجبات من اللحم الطازج حتى الشبع .. و أعدكم بالارتواء من حليب طازج .. هذا من حقكم علي أما من حقي عليكم فحمايتي و حماية المملكة الحيوانية ليس من الخونة و المتربصين و لكن لتأمين المؤونة الغذائية لبني كلب .. شعاري الإنتخابي هو العظم .. عوت الكلاب جميعا بثلاثية منتظمة ,: هو هو هو … هو هو هو .. هو هو هو ثم انصرف الجميع إلى اليوم الموعود ببدء عملية الاقتراع.
(3)
و في الجانب الثالث من الغابة كانت هناك جماعة الأغنام على رأسها تيس ضخم يعلو رأسه قرنان كبيران .. و لحية بيضاء تتدلى أسفل ذقنه .. لم يكن التيس يرتاد مواقع الطهارة و لا يقرب الماء إلا عند العطش حتى غدت رائحته مقرفة و منفرة لكن لا أحد يجرؤ على التمليح بذلك .. لم تكن تعرف المعزات بأمر الانتخابات المزمعة في المملكة الحيوانية لذلك كانت ترعى في السهل الخصيب .. جاء التيس الضخم و علا هضبة ثم استجمع قوته و صاح بأعلى صوته .. هرعت كل الأغنام صوبه ثم قال مخاطبا إياها: أي حياة بائسة هذه التي تحياها جماعة الأغنام؟ عشب بلا غذاء و ماء عكر .. أقسمت إن جئت زعيما لأوفرن لجماعة الأغنام مراع خصيبة و أمانا دائما من الذئاب هذا من حقكم علي أما من حقي عليكم فالطاعة و أشياء أخرى تعلن في حينها بحسب ما تقتضيه الضرورة .. شعاري هو القرن … ما إن انتهى التيس من خطابه الوجيز حتى دب الهرج و المرج في وسط الأغنام أن سيصير لها زعيم يمثلها و يحقق رغباتها التي طالما حلمت بها .. أخذت الأغنام على غير نسق تصيح في تظاهرة عارمة .. ميع ميييييع ميع ميييع ميع مع .. ثم انصرف الجميع إلى اليوم الموعود ببدء عملية الاقتراع.
(4)
كانت كل الحيوانات تسكن الغابة لكن تحت الظلم الواقع و الافتراس الخفي الممارس على نحو يومي من بعض الوحوش .. انفصلت إلى أقسام كثيرة و فجأة في مكان ما خارج الغابة .. وجد كلب تيس و ديك الفرصة سانحة تماما لزعامة كلاب ضالة و دجاجات و بعض معزات هاملة .. اقترحت القواعد الحيوانية أن تدخل القيادات الثلاثة اجتماعا مغلقا و تتداول فيما بينها قضية تقسيم المراكز القيادية .. كانت الثقة بين الثلاثة معدومة تماما و حاول كل اثنين من الثلاثة التكتل على الثالث .. رأت في البداية أن تستعرض مؤهلاتها القيادية .. نبح الكلب .. كشر عن أنيابه و قال إن لي قاعدة عريضة من الكلاب تستطيع تأمين أركان المملكة من الأعداء و أنتما الاثنان لا قدرة عليكما فوقي .. أستطيع الساعة القضاء عليكما و على قاعدتيكما و لكني لن أفعل .. أنا لا هم لي بقيادة المملكة الحيوانية .. سأترك القيادة لأحدكما لكني سأعقد معكما اتفاقا لا خيار لكما فيه .. سأكون في قمة جاهزيتي و شراستي متى ما كانت هناك مهددات .. فطبيعتي هي العدوانية المطلقة و أملك الأسباب و الوسائل و الرغبة و بالمقابل .. أريد حليب معز طازج و دجاجة يوميا لكل فرد من أفراد قطيعي .. تململ الديك و أراد الاحتجاج فانتهره الكلب قائلا .. قلت لكما .. أنا لا أخيّر و لا أأخذ برأييكما بل عزمت على ما سمعتماه مني و أنا ماض في تنفيذه شئتما أو أبيتما .. رضخ التيس و الديك و تجادلا كثيرا في أمر الرئاسة إلى أن توصلا أن تكون الزعامة للديك و النيابة للتيس .. كان تنازل التيس عن الرئاسة لخطة مبيتة .. كان ينتظر أن تنبت القرون لصغار أغنامه و تيوسه ثم ينقلب على بني كلب المهدد الرئيس له .. أما الديك فقد كان هانئا بمنصب القيادة و لا هم له غير يقترن بالدجاجات و أن يستعرض ريشه و تاجه و يصيح في كل محفل حتى اختل التوقيت الزمني لبني حيوان .. كان الديك غير مدرك للثمن الباهظ الذي ظل يدفعه حتى صار قبيحا سيئ السمعة.
(5)
بعد عامين أصابت الكلاب التخمة و زادت أوزانها و فقدت الكثير من سرعتها و شراستها بسبب أن أكلها و شرابها يأتيها على غير تعب و بالجانب الآخر تضررت الدجاجات و نقص عددها و ضاع بيضها و ديك هناءها لم يفعل شيئا غير الصياح و التباهي في حلته حتى فقد بريقه و هلكت صغار الأغنام بسبب عدم الرضاعة لانعدام الحليب .. في الجانب الآخر من الوادي كانت الأرض تكتسي بحلة خضراء .. وقفت كل الحيوانات على اختلافها كلابا .. أغناما ودجاج و على غير اتفاق بينها و عزمت أمرا .. خرج الديك ليصيح كعادته .. صاح مثنى و ثلاث و رباع و لكن لم تكن هناك و لا دجاجة .. انقلبت الكلاب على زعيمها لنفاد مؤونتها الغذائية و إخفاق زعيمها في توفير الحد الأدنى من تلك المؤونة التي كانت تأتيها رغدا .. و خرج التيس يحمل مسطرته ليقيس نمو قرون أغنامه لكنه لم يجد ما يقيس غير قرنه الذي سقط و كان الآخر آيلا للسقوط مع كل خطوة يخطوها .. اجتمع الثلاثة و استمروا في النقاش حتى أدركهم الليل و في الصباح كانت الرياح تعصف بريش الديك في كل مكان و لم يعثر من التيس إلا على قرنيه أما الكلب فقد أصيب بعسر هضم فتردى في بئر عميقة و قضى.
بس لو القصة كان فيها فصل عن أبو العفين كان الواحد يقول كان ما أخاف الكضب ده السودان ذاتو.
ابداااااااااااااااااااااااااااااااع هههههههههههههههههههههههه
اوجزت ايها الكاتب.بالتاكيد هذا ما حدث وسوف تتحدث في القريب العاجل في السودان . هذا واقع الحال في العلاقة ما بين الرئيس البشير وبطانته الفاسدة والشعب السوداني المغلوب علي امره وكذلك العلاقة مابين الرئيس وبطانته الفاسدة وبقية الاحزاب الاخري.
الثورة قادمة باسقاط النظام باذن الله
والله يا شريفة لم أقرأ منذ زمن طويل أطروحة بمثل هذه الرمزية. أزجيك التحايا وواصلي إمتاعنا. شكرا
لوحة ادبية
الكلاب هم المؤتمر البطني ……الديك هو الزعيم حامل لواء الجهاد المدني الدجاج هم اتباعه من صنف مسار ونهار والزهاوي …… اما المعزةفهم اتباع الميرغني من امثال المرحوم زين العابدين والدقير والوسيلة اما التيس فهو زعيمهم الميرغني فقد قدموا الدجاجات و حليب الاغنام للكلاب حتى اصابتها التخمة وعجزت عن حماية حدود الدولة فانفصل الجنوب وانتشرت الحروب في اطراف السودان وجاع الشعب
لك الله يا وطن
ما هذا الترف والبزخ اللفظي والأدبي والله اجمل ما قرات لك التحيه مثنى وثلاث ورباع
هذة مضيعة للوقت قراءة هذا الموضوع الكيزانى الهائف ، أليست هى ذاتها المفردات التى يستعملها انجاس حكومة الإنقاذ المنحطة ، عليهم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ، الم يصف البشير الحركة الشعبية بالحشرات؟؟ الم يصف مالك عقار بالتيس؟؟ الم يصفو ا السودانين بانهم كلاب و شذاذ آفاق ؟؟ وألحسوا اكو اعكم؟؟ و كاتبة هذة المقال لبوة من أخوات نسبية ، عندما خطبت إحداهن فى ولاية سنار ، تحرض فى المغفلين للنفرة، اذهبوا و حاربوا أنتم الاسود و نحن اللبوات، هذا اسلوب كيزانى حطيط، عله كتبته د. سعاد، و شريفة شرف الدين هى الشبح(ghost writer).، استعملت اسمها للتمويه، كما ذهب الترابى لكوبر سجينا و البشير للقصر رئيسا، و هذة محاولة لإجهاض الثورة، و بث الياس فى النفوس، انها محاولة ذكية ، و لكنها مكشوفة لان الشعب أذكى
ما حرام الزيك ما يلقى جو كتابه وحرية تعبير والزينا يهاجر وما يلقى يساهم في نهضة وطن حدادي مدادي يسع الجميع ليك يوم يا ظالم يا جاااااااااااااااهل
مثلك لا يقدرها هؤلاء لكن هذه أيام للإبداع النغمة والوجع يولد الإبداع وفي إنتظار جديدك
لاول مرة و بكل صدق اقرء لك و لاننا في زمن تهاوت فيه الاسوار فالكلمة الصادقة كالهواء . لا يستطيع المانعون له وسيلة فواصلي انت مبدعة . و لك الشكر .
الاخت العزيزة : شريفة…
جدا بدأت اقرأ لك في الفترة الاخيرة… بعين الرضا والاعجاب .. وجدا ..اجد راحة كبيرة وانا اتوق الى لعوالمك ومواقفك القوية.. ما كل هذا الجمال وهذا الابداع المخزون .. من اي الثقافات تستمدين فكرك الاخاذ.. لا ابغي تقريظ يا سيدتي .. لكني جد ..فرح بروح الكتابة وبهذا التناسق الجميل …جدا اجد تناسقا واجد جرأة قوية في الطرح وفي الفكرة … احييك سيدتي على هذا الفيض الهادر .. فقط اود ان انبهك انك مبدعة وصاحبة قضية ورسالة ..لله دركم يا ايها الكتاب والصحفيين ومبدعي بلادي .. وانتم تنيرون الدرب لنا وتوقدون شعلة الحماس ونبض الحياة.. ((فالمرء كثير باخيه)).. لي عودة.. سيدتي الفاضلة.. كل الود والتقدير..
عندك مشكلة مع الذكور
عين الحسود في العود ( ولا أروع ) وكفى .
رووووووووووووعة
وبقت النهاية المحزنة … صدقيني ما بقدر أصبر كتير على نهايتهم هذه.. اللهم عجل بنهايتهم.
اللهم كما حرمتهم من الجنة فلا تحرمهم من النار.
والله ياجماعة انا مابليد بس والله مافهمت حاجة اى نعم قصة جميلة ومفردات وعبارات انيقة بس اتوقت فى نهاية القصة حاجة مختلفة وماقدرت اربط بين الحاجات الفى وسط الغابة والحاجات الفى طرفها وانو الابطال كانو الجوه الغابة ولا الفى طرفها
لا فض فوك يا بنت شرف الدين .. والله أقرأ قصة فيها مثل هذا الخبث الحميد والهمز الجميل واللمز العديل .. حلفتك بربكن والخاين الله يخون، لو ماقلت لي القصة دي سمعتيها في ياتو قعدة مشاط وحكتها ليك ياتو مشاطة. بس لكن نهاية الكلب هذه لم تعجبنى، لأن المفروض باقي حيوانات الغابة الجيعانة هي التي يجب أن تنقض عليه وتزقه إرباً، عشان ضميرنا يرتاح وغبينتنا تفش شوية.. ولو في الاحلامز
شكرا على السرد البديع والخيال البازخ.