غازي صلاح الدين والسموأل خلف الله

كنا من أوائل الناس الذين نبهوا الدكتور غازي صلاح الدين لاتخاذ خطوات إصلاحية عملية داخل حزبه السابق المؤتمر الوطني .. لن نقول إن الرجل استجاب ولكنه عملياً فرز عيشته وخرج مع آخرين ثم كنا من أوائل المنبهين له أن يبتعد عن تكوين حزب جديد، فإلاصلاح السياسي المفقود والمنشود هو إصلاح لا يتم عبر زيادة أسماء المواليد الحزبية ورفع المزيد من اللافتات الجديدة .. الإصلاح أو الفلاح أو الصلاح.. الإصلاح المفقود والذي كان بمقدور الدكتور اختصاصي الكيمياء أن يقدمه هو إصلاح يتم بعيدًا عن هذه المنصات القديمة والعتيقة وغير المنتجة.. الحال في السودان يحتاج لمستقلين أحرار لا يدخلون رؤوسهم تحت مظلات حزبية .. الأحزاب في السودان أجسام متحجرة وقفت عند محطات قديمة وحتى التي تنشأ حديثاً تأخذ (ترترتها الجديدة) ثم تأتي لتقف في الصف خلف الأحزاب التي سبقتها بالوقوف .. وهنالك الكثير من السودانيين تجربتهم الشخصية أكبر من تجربة الأحزاب، وهنالك كثير منهم الأحزاب التى ينشئونها تخصم منهم وترهقهم وتجرهم للوراء وتقعد بهم وتلهيهم (وتجيبهم ورا) وهو ما يحدث لغازي اليوم، وكثيرون من خصومه داخل الإصلاح وخارجه يستخدمون ضده أدوات لن يستطيع هو مجاراتهم فيها لأنه يعف عنها.. المهم

سبقني كثير من الزملاء لإبداء تعاطفهم مع الدكتور غازي صلاح الدين وهو يتصدى لمحاولة الإيقاع به في فخ سخيف خرج منه سريعاً.. أعجبتني الكلمات البسيطات القويات التي دافع بها عن نفسه وهي عبارات لا ينطق بها إلا شخص شديد الثقة في نفسه ، غازي كسب تعاطف الكثيرين واحترامهم ولكن يجب أن تكون هذه الكربة مدعاة للتفكر فالرجل سيستدرج لمثل هذه المعارك الفجة آلاف المرات وستفقد الساحة رجلاً تحتاجه ليبلي بلاءً حسناً هادئ البال وصافي الذهن بعيدًا عن مثل هذه المستنقعات في ميدان آخر.. ميدان التفكر والاستنتاج وتقديم العظات والخطط والأفكار .. دكتور غازي هل تسمعنا؟

لدي في الفيس بوك صفحتان عامرتان بالأصدقاء .. الأولى باسمى والثانية أنشأها أصدقائي في الولايات المتحده الأمريكية تحمل اسم عمودي الصحفى (هذا قولي)، مرتان فقط اضطررت لسحب المادة التى أنزلها هناك .. مرة أنزل فيها صديقي مدير الصفحة خبراً اعتبرته من الخصوصيات التي لا يصح أن أنزلها كأخبار والثانية خبراً لم أدقق في معلوماته فسحبته واعتذرت بعد أن صححني البعض.

قبل يومين جمعتني مكالمة مع الأستاذ السموأل خلف الله أبلغني فيها بصوت أسيف أن المادة التي كتبتها عنه في صفحتي هناك مغلوطة في معلوماتها وسببت له جرحاً وحرجًا كبيراً كونها صورته وقدمته بصورة خاطئة .. بالرغم من ثقتي في مصدري ولكنني سحبت المادة واعتذرت للرجل وأكدت له أننا لا نخرج أقلامنا للإساءة والتجريح والكيد الشخصى للآخرين ولا للنيل من أحد وأنه لا يوجد خلاف شخصي بيننا وبين الرجل بقدر ما أردنا الإشارة لحقائق قادمة لم يكن هو المقصود بها على الإطلاق .. تحياتى وعذري.

الصيحة

تعليق واحد

  1. الحل هوان يكون الدكتور غازي صلاح الدين ومبارك الفاضل حزب الامة الاصلاحي وحسن اسماعيل الناطق الرسمي لهذا الحزب.

  2. أنا أتعجب لأمثال غازي صلاح الدين وقبله عمهم الكبير الترابي مرة يصلحون النظام ومرة يعارضونه، ماذا يقدمون من جديد مخالف للنظام من حيث الفكر أو المنهج أو الوسائل .
    هم الوجه الآخر للنظام ليس لهم ما يقدمونه من طرح ولا ممارسة أو سلوك يخالف النظام الحاكم .
    إلا إذا كان إختلافهم هو الصراع حول المغانم والمكاسب .
    والأعجب أن عمهم الكبير الترابي خطط ودبر وصنع وأنشأ النظام و خطط له المسار وتحت إمرته لمدة عشرة أعوام كاملة ينقاد بتوجيهاته وفكره، وهذا العتباني تدرج في المناصب وتقلد ما شاء وكان أحد أركان النظام الأساسيين والفعاليين حتى وقت قريب .
    طيب ماذا سيصلحون وكيف وماذا سيقدمون من بديل ؟!!!
    هذا ليس إصلاح ولا تصحيح إلا إذا كان فقط إصلاح لمصالحهم وصراع من أجل مكاسبهم الذاتية ولا شأن للمواطن ولا الوطن فيها ،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..