الحكومة .. تحسين الصورة السيئة !

ما وراء الخبر

قطعت وزارة السياحة والأثار والحياة البرية بعدم وجود علاقة بين تأهيل محمية سواكن بشرق السودان وأعمال عسكرية لدولة تركيا ، ووصفت اي حديث عن هذا الاتجاه باللغط ، بينما شكت الوزارة من ضعف التمويل ، كشفت انها تدفع لصحفتين أجانب من حسابها تحدثت عن السودان بصورة سلبية و دعتها لزيارة السودان من اجل تحسين الصورة في الخارج والتي وصفتها بالسيئة جداً . وقال وزير الدولة بوزارة السياحة عادل دقلو خلال رده علي مدوالات نواب البرلمان حول تقرير اللجنة المختصة عن بيان ادء وزارته انه ورد لغط كبير بأن عمل عسكري يجري هناك ، وأضاف ( لا يوجد عمل عسكري في محمية سواكن ولكن تأهيل لمسجدي الشافعي والحنفي ومباني المديرية).
منذ سنوات درجت الحكومة السودانية على دفع مباغ ( اتاوات ) لبعض وسائل الاعلام الغربية لتحسين صورة الحكومة ، منها على سبيل المثال المليون دولار التى دفعت لاحدى كبريات الصحف الامريكية ،و منذ 2013 م تعاقدت الحكومة مع احدى شركات العلاقات العامة الامريكية على تحسين صورة الحكومة مقابل (40) الف دولار امريكى ،
وفى مارس 2013 م كشف وزير الإعلام السودانى أحمد بلال عثمان عن استعانة الحكومة بخبراء في مجال العلاقات العامة يحملون الجنسية الأمريكية للعمل كاستشاريين لتحسين الصورة السالبة للسودان في وسائل الإعلام الخارجية ،وقال، خلال مخاطبته ملتقى الاتجاهات الحديثة لإدارة الإعلام والعلاقات العامة والمراسم الذي نظمه مركز الفيدرالية للبحوث وبناء القدرات (طلبنا من بعض مجموعات شبابية أردنية تحمل الجنسية الأمريكية ويعملون في مجال العلاقات العامة إجراء دراسات لتحسين صورة السودان في الإعلام الخارجي لكنهم طلبوا مبالغ مالية طائلة تعجز وزارة المالية عن الإيفاء بها، وشدد الوزير على ضرورة بذل مزيد من الجهد في قطاع الإعلام والعلاقات العامة بالسودان؛ لتحسين الصورة السالبة له في الخارج، والعمل على رفع الوعي الرسمي للاهتمام بالعلاقات العامة،
و هكذا يتضح انها جهات حكومية عديدة تدفع مبالغ مالية كبيرة غير محددة و غير مخصصة فى الميزانية لجهات واضح انها تبتز الحكومة بدليل ضآالة مردود تحسين صورة الحكومة او ربما انعدامه تمامآ، و تنشأ الاسئلة حول قانونية مثل هذه التصرفات المالية و( حرمتها) و لا شك انها تصرفات فاسدة و اهدار لاموال الشعب دون مقابل ،
ما تطلبه الحكومة يظل امرآ بعيد المنال ، فى ظل تراجع الحريات العامة و الحريات الصحفية ، و استدعاء الصحفيين و مصادرة الصحف ، و الحكومة تطلب تحسين صورة يتعذر تحسينها فى بلد يعانى من استمرار الحرب و اتهامات بانتهاك حقوق الانسان و انتشار الفساد و تردى الاوضاع الاقتصادية ، بالاضافة الى تخبط السياسة الخارجية للبلاد و تكرار اتهامات حول موالاة دول و منظمات ارهابية ، و عليه فأن الطريق الذى تسلكه الحكومة هو السبب فى هذه الصورة سيئة ، و لن تتعدل سمعة الحكومة الا بتعديل سلوكها ،
المعادلة بسيطة و سهلة ، ان حازت الحكومة على رضا شعبها فى الداخل ، و استطاعت تحسين صورتها امام الشعب السودانى ، و تعاملت بايجابية مع دول الجوار ، و اعلنت صراحة تخليها عن (الايدولوجية) ، التى تجعل الحركة الاسلامية تمسكها من ( قرونها ) ، و قطر تشد ( ذيلها) ، و ربما الافضل للحكومة ان تتمسك بحربها على الفساد دون استثناء لاحد ،حتى لو كان من المقربين ، و ان تعترف بعجزها و فشلها ، و لعلها تقدم اعتذارآ للشعب السودانى ، هذا يعنى ان صورتها فى الخارج قد تحسنت ، و فى الداخل ايضآ ،
هل سيغادر الاتراك سواكن ، بعد تأهيل مسجدي الشافعي والحنفي ومباني المديرية.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..