داعش داخل النطاق السوداني

مديحة عبد الله

تمدد الإرهاب وانتشاره في المحيط العربي والأفريقي يجعل من أمر اختراقه المجتمع السوداني أمراً لا ريب فيه. الصحف وأجهزة الإعلام تناقلت أخبار الشباب السودانيين الذين توجهوا صوب سوريا لدعم داعش, وما من مجلس عام أو خاص يخلو من نقاش وتداول المعلومات والحكايات حول داعش، ومحاولاتها الدائبة لتجنيد وإغراء الشباب السودانيين من الجنسين للسفر والإلتحاق بصفوفهم في سوريا وغيرها.

الكل يتحدث, عدا الأجهزة الرسمية المعنية بكشف الحقائق وتنوير الرأي العام وتوعيته بالمخاطر المحدقة بالمجتمع وشبابه وقواه الحية, عوضاً عن ذلك يسارع المسؤولون لنفي وجود الإرهاب بالسودان, رغم أن كل العوامل المساندة لوجوده متوفرة بالسودان, ابتدءاً من السلطة الحاكمة التي تمارس صنوفاً من القمع والإرهاب ضد المواطنين بمصادرة حقوقهم المدنية والاقتصادية, إضافةً للقيود والحجر على حرية التعبير, وحرية التفكير الحر والنقد والإبداع, ومحاربة الفنون والمبدعين, والحجر على تلقي المعرفة المتنوعة, وفرض الحصار على السودانيين من الإطلاع على المطبوعات العالمية، وأحدث ما تصدره دور النشر من مؤلفات وكتب، إضافة إلى الحصار المحكم من الخطاب الديني المتشدد، الذي يندد بمظاهر حضارة اليوم ويشيِّد ويثمِّنُ بنموذج الماضي دون تمحيص.

إنه مناخ معتم فقير وبائس, إضافة لدورة كاملة من المصاعب تجعل الحياة بتفاصيلها قاسية وغير محتملة تدفع لليأس والتفكير في الموت, أي مناخ غير ذلك يهيئ أي إنسان للتطرف والتفكير في الهروب حتى ولو( بالهجرة) لداعش؟ إننا جميعاً في مرمى الخطر, أفرادا ومجتمعات, الأمر يقتضي مواجهة كاملة شفافية وصريحة، حتى لا نرى شبابنا جماعات وأفراد ينضمون لداعش وغيرها، وحتى لا نجد أنفسنا بغتة أمام العنف الدموي, ونحن على ما نحن عليه دون حماية أو استعداد ذهني ومادي لمواجهة الإرهاب بكل ما يملك من عتاد قاتل وفكر إقصائي, وسائل الإعلام والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني عامة، لابد أن تعد نفسها لعمل واعٍ تواجه به الخطر وتضغط على الحكومة لتقوم مؤسساتها بواجبها في حماية المجتمع وتبصيره بخطر التطرف والإرهاب.

الميدان

تعليق واحد

  1. اشار صحفى تركى فى غازى عنتيب على الحدود التركية السورية ان وجهة الاطباء السودانيين قد لاتكون داعش فقد تكون وجهتهم مساعدة الجيش الحر…او قوى المعارضة السورية عامة…فلا داعى للشفقة فى توصيف كل من يذهب لسوريا بأنه ذاهب للانضمام لداعش….هناك قد تكون اهداف اخرى وهو ان سوريا اصبحت حقل تعليمى للاطباء من كثرة الحوادث…قد يكون الهدف تعليمى وهذا لا ينقص من اجر الاطباء فى المساعدة فى علاج الجرحى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..