مقالات سياسية

المؤتمر الوطني وشركاؤه

السودان هذا البلد العظيم المترف بالموارد والتنوع البشري صاحب أعظم إمكانات تجعله واحداً من أرفع الدول، إنحط قدره بين دول العالم وأصبح (ملطشة) وأصبح يعاني من أزمة في كل شيء الغذاء والمياه والوقود، يعاني من انهيار كامل في الصحة والتعليم والبيئة والبنية التحتية والسكن، حدث له تدمير كامل في كل قطاعات الإنتاج وانخفضت قيمة العملة الوطنية إلى أدنى حد، أصبح وطناً مأزوماً في قطاعاته الاجتماعية تأكله نار الصراعات القبلية والسياسية وتتآكل أطرافه من كل اتجاه ويطحنه الفساد والمفسدون، أصبح وطناً معزولاً عن العالم، يقف على قارعة الطريق جائعاً عارياً مريضاً متخلفاً يتلقى الصدقات والمساعدات ويعيش مهدر الكرامة، هذه هي إنجازات المؤتمر الوطني خلال ثلاثة عقود كاملة .
الأسئلة التي تطرح نفسها الآن، ألا يشعر المؤتمر الوطني بما وصل إليه السودان؟ ألم يشعر يوماً بالتقصير والفشل والحاجة إلى مراجعة نفسه؟ وإلى أين يريد أن يصل بالسودان؟! ولماذا هذه الروح العدائية التي يكنها للسودان وشعبه؟! وهل هو فعلاً حزب أم إنه عصابة اختارت من الأسر السودانية كل الفاسدين الذين يعانون من عاهات نفسية تجعلهم يستمتعون بكل ما هو غير سوي؟، إذ ليس هناك عمل قام به المؤتمر الوطني يمكن أن يشكر عليه خلال 30 سنة، حتى الإنجازات التي يمن علينا بها هي إنجازات واهية لا تتناسب مع زمن وجوده في السلطة ويمكن لاية حكومة أن تنجز مثلها ألف مرة في عامين فقط .
المؤتمر الوطني هو الحزب الوحيد في العالم الذي لا يعترف بإخفاقاته رغم إنه هو فعلاً سيء للدرجة التي تجعله غير قادر على تقديم شيء للسودان، ولن نمضي بعيداً، فقبل فترة نائب رئيس الحزب فيصل حسن إبراهيم طلب من الحزب التخلي عن سياسة الحفر والتصفيات وهذا اعتراف بأن الحزب يتبع منهج تدمير الآخرين، الرئيس نفسه في شهر يناير الماضي انتقد (تفلتات) الحزب وقال إن هناك غياباً شبه تام للمبادرات وتقديم الحلول الاقتصادية والسياسية بالبلاد وتوفير الآليات التنفيذية المطلوبة، أي إنه حزب (عاطل) وعاجز عن التفكير والتدبير، أليس هذا كافٍ بأن يجعل المؤتمر الوطني يخجل على نفسه إن كان هو فعلاً حزب محترم؟ .
هذه الأسئلة لا نوجهها للمؤتمر الوطني وحده بل ولكل أحزاب وحركات (الفكة والفتة) التي شاركته وهم الحوار ومن ثم شكلت معه حكومة سميت كذباً وفاق وطني زادت الطين بلة، فهي إن لم تكن تتمتع بنفس صفاته لما شاركته، الأسوأ من كل ذلك إنها حتى هذه اللحظة لم تضف شيئاً ولم تسهم في تغيير واقع ولم تؤثر عليه حتى بل هو احتواها تماماً وتقمصت هي سلوكة حتى أصبحت أسوأ منه.

أنانية المؤتمر الوطني وشركاؤه وكراهيتهم لرفعة السودان تظهر الآن في كل شيء في البلد، أما السؤال الأهم من كل ذلك هو، هل المؤتمر الوطني سيتنازل عن نهجه هذا؟ الإجابة لا، بل مستحيل لسبب بسيط جدا، لأنه غير مؤهل لحكم دولة قوية فهو وبدلاً من أن يرتقي بنفسه إلى مكانة السودان قزَّمه ليناسب مستواه ويبقى آخر الكلام للشعب، ما قاله أبو القاسم الشابي في آخر قصيدته إرادة الحياة. إذا طمحت للحياة النفوس لا بد أن يستجيب القدر.

التيار

تعليق واحد

  1. اقتباس”””
    إذ ليس هناك عمل قام به المؤتمر الوطني يمكن أن يشكر عليه خلال 30 سنة، حتى الإنجازات التي يمن علينا بها هي إنجازات واهية لا تتناسب مع زمن وجوده في السلطة ويمكن لاية حكومة أن تنجز مثلها ألف مرة في عامين فقط .
    نهاية الاقتياس”””””

    في الحقيقة لا أرى أي انجاز في طول فترة 30 عاما. كل ما عملته الانقاذ هو بيع اصول السودان و ادخال السودان في ديون لا قبل لنا بها و استجلاب ودائع مليارية.

  2. اقتباس”””
    إذ ليس هناك عمل قام به المؤتمر الوطني يمكن أن يشكر عليه خلال 30 سنة، حتى الإنجازات التي يمن علينا بها هي إنجازات واهية لا تتناسب مع زمن وجوده في السلطة ويمكن لاية حكومة أن تنجز مثلها ألف مرة في عامين فقط .
    نهاية الاقتياس”””””

    في الحقيقة لا أرى أي انجاز في طول فترة 30 عاما. كل ما عملته الانقاذ هو بيع اصول السودان و ادخال السودان في ديون لا قبل لنا بها و استجلاب ودائع مليارية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..