العلة فيكم يا وزير المالية

بالأمس نقلت الصحف ما قاله وزير المالية من حديث مفضوح أمام البرلمان مبرراً فشله وفشل حكومته التاريخي في إدارة الاقتصاد لم يبقَ له إلا أن يبكي، فقد قال إن ميزانية العام 2018 هي ميزانية حكومة الوفاق الوطني وليست ميزانية الركابي وقد وافق عليها البرلمان بجميع مكوناته الـ(100)، أي إنه بريء منها، وقال إن الخلل الأساسي في الاقتصاد يعود للفجوة الداخلية والخارجية، وإن كل المحاولات فشلت لسد الفجوة الخارجية، وأن السودان يعاني آفة الاعتماد على مصدر واحد، وهناك فجوة كبيرة بين الاستهلاك والإنتاج، وقد أصبحنا نعتمد على الاستيراد في السلع الأساسية (فول، عدس، أرز، زيوت طعام) وإن نصف الموازنة تذهب دعماً اجتماعياً، كما قال إن كل محاولات الوزارة وبنك السودان فشلت في استقطاب التمويل الخارجي وإنهم (ما خلوا مصدر مع بنك السودان وسافروا الصين وتركيا للبحث عن التمويل بالكذب بالصاح) وفشلوا طبعاً، وأقر بتزوير العملة السودانية، واتهم دولة مجاورة بأنها تُزوِّر العملة، وقال إنّهم يعرفون الدول المجاورة (الشّغّالة تزوير والبتهرب دهبنا) وتدفع مبالغ كبيرة لشراء الذهب والماشية، وإن هناك خمس دول مجاورة تعمل ضد السودان و90% من صادرات السودان تذهب إليها وتكتب باسمهم، وإنه وجد الشعب السودان عطشان لا يستطيع إروائه في ثلاثة أشهر.
هذه مُقتطفات من خطاب الركابي أمام البرلمان، وهو خطاب مليء بالحديث عن الفشل والعجز، واعتراف صريح بانهيار الاقتصاد وأنّ البلد (غلبتهم عديل)، وهذه نتيجة طبيعية لما ظل يقوم به المؤتمر الوطني من تسخير للدولة لمصلحته وحده.
كلام السيد الركابي يؤكد ويثبت إن آفة الاقتصاد السوداني هي الحكومة بكامل طاقمها الاقتصادي والسياسي والبرلمان، وما تحدث عنها كلها مشاكل سهلة، فالفجوة الداخلية والخارجية سببها سياسات الحكومة الخاطئة منذ البداية والحل يكمن تصحيحها، آفة الاعتماد على مصدر الواحد تحتاج إلى تنويع المصادر وهناك حلول متوفرة في هذا الجانب، فجوة الاستهلاك حلها يمكن في فتح الأسواق وتحريك قطاعات الإنتاج التي توقفت بسبب ضغوط الحكومة على العاملين فيها بالجبايات، الدعم الاجتماعي يقل تلقائياً مع الإنتاج.
أما فشل محاولات وزارة المالية وبنك السودان في استقطاب التمويل فهذا سببه خوف الدول من فساد الحكومة، إذ لا يمكنها أن تضحي بسمعتها وموارد شعبها في التعامل مع حكومة مصنفة أفسد حكومة في العالم، أما ما تقوم به الدول المجاورة إن صح فهو ناتج من سياسات الفوضى العامة التي تضرب البلد، أما التهريب فيقوم به المواطنون أنفسهم بعدما أغلقت الحكومة أمامهم كل مصادر الدخل ولذلك ما يحصلون عليه من ذهب وماشية ومحاصيل يبيعونه بعيداً عنها لأنهم لا يثقون فيها، أما الشعب الذي وجده الركابي عطشاناً فهو لم يكن عطشاناً وإنما حكومته هي من عطَّشته وجوَّعته وعرَّته وسرقته ومسحت بكرامته الأرض.
مشكلة السودان يا السيد الركابي في حكومتكم هي الآفة الحقيقية، سلِّموها للشعب وسترون بأم أعينكم كيف ستنتهي هذه المشاكل التي (غلبتكم 30 سنة) في 30 شهراً فقط.
التيار
تسلمي
ياسلااااام عليك ….مقال رائع وقوى وجرئ … والله قلتى لهم مالم يستطع ان يقوله الرجال ابين شنبات ….وفعلا فى هذا الزمن اصبحنا نرى ان النساء صرن ارجل من الرجال … ربنا يحفظك يابنتى … ويحفظ زميلاتك الشجاعات الجريئات … وعسى ان نرى الفرج على ايديكن …. بعد ان إستكان الرجال ….
تسلمي
ياسلااااام عليك ….مقال رائع وقوى وجرئ … والله قلتى لهم مالم يستطع ان يقوله الرجال ابين شنبات ….وفعلا فى هذا الزمن اصبحنا نرى ان النساء صرن ارجل من الرجال … ربنا يحفظك يابنتى … ويحفظ زميلاتك الشجاعات الجريئات … وعسى ان نرى الفرج على ايديكن …. بعد ان إستكان الرجال ….