مأزق مصر في السودان

مأزق مصر في السودان
فيصل محمد صالح
تواجه مصر مأزقا سياسيا حقيقيا في السودان أينما اتجهت رياح استفتاء تقرير المصير للجنوب، تتحمل هي جزءا من مسؤولية المأزق، بينما تقبع بقية المسؤولية على الوضع السياسي السوداني المتقلب والمتأزم والذي لا يسيره منطق مفهوم.
هناك إجماع وسط النخبة السودانية بأن مصر، الحكومة أو الإدارة الرسمية، ارتكبت أخطاء كثيرة في تعاملها مع الملف السوداني، وأهم الأسباب يكمن في تصنيفها الدائم لهذا الملف ببعده الأمني أكثر من السياسي، ومهما تغير الحزب الحاكم في مصر فلن تجد لديه معرفة حقيقية بالسودان أو متخصصين يرسمون السياسات تجاه السودان، وإنما هذا، دائما، اختصاص أجهزة أخرى.
صحيح أنه حدث نوع من الانفتاح في الفترة الأخيرة بزيادة عدد الباحثين والمهتمين بالشأن السوداني في مراكز البحوث والدراسات ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب الأخرى، ولكن لن نرى أثرا حقيقيا لهذا التراكم المعرفي إلا بعد فترة طويلة، وحتى ذلك الوقت سيدفع البلدان ثمن قصر النظر وفقر الرؤية وغياب التفكير الاستراتيجي في علاقاتهما المشتركة.
لكن، وكما ذكرت سابقا، فإن جانبا من التعقيد يأتي من السودان وأوضاعه وظروفه، والتي قد تجعل دراسة مجريات الأحداث فيه والتعرف على مواقف القوى المختلفة أمرا عسيرا وصعبا. هناك مجموعات من السودانيين تعتقد أن أفضل ما تفعله مصر تجاه السودان هو أن ترفع يدها وتبتعد تماما عن الشأن السوداني، ويحمل هؤلاء مصر وزر كل مصيبة حدثت في السودان، أو هكذا يعتقدون. هناك مجموعات أخرى تتهم مصر بالتقاعس والبعد عن الشؤون السودانية ويحملونها مسؤولية أي تدهور أو كارثة تحدث…. ” لأنها لم تتدخل بما يكفي في الوقت المناسب!”، فهي مسؤولية عن تدهور الأوضاع في دارفور وتأزم علاقات الشريكين في حكومة الوحدة الوطنية ومسؤولية انفصال الجنوب بعد الاستفتاء.
وستجد في الجنوب من يلوم مصر على انحيازها الكامل للشمال ودعمها له في معاركه المستمرة مع الفصائل الجنوبية، ويعتبرها مسؤولة، بالتضامن، عن سلبيات سياسات الحكومات الشمالية في الجنوب طوال الخمسين عاما الماضية. وستجد في الشمال من يشير إلى التحركات المصرية الأخيرة في الجنوب بأنها محض عمل انتهازي سيكون نتيجته نفض يدها من الشمال وتمتين العلاقات مع دولة الجنوب حرصا على مصالحها المهددة في منابعه النيل.
ولا ينظر هؤلاء إلى أن تمتين علاقات مصر مع دولة الجنوب المستقبلية، في حالة الانفصال، هو أمر في صالح الجميع، وفي صالح الشمال أيضا، ولعله يلعب دورا في تلطيف الأجواء بين الشمال والجنوب.
وأظن أن البداية يجب أن تكون فتح كل أبواب الحوار وفتح كل الملفات، ومهما كانت سخونة الحوار، وخروجه عن النص أحيانا، فذلك أفضل من السياسة الباطنية التي توق شيئا وتستبطن أشياء أخر.
الاخبار
مشكلتنا اننا حتي الان لم نستطيع فهم طبيعة علاقتنا مع مصر . مصر تبني علاقتها مع السودان او اي دولة اخري من خلال مصالحها فقط ولا تذهب ابعد من ذلك هذا من حقها طبعا ولا عيب في ذلك. ولكننا دائما عندما يتعلق الامر بمصر نفكر بعلاقتنا وفقا للشعارات القديم مثل الاخوة الجيرة وخلافه الذي اصبح لا طائل من ورائها اليوم ,لذلك دائما تجدنا نتوقع من مصر اكثر مما تقدم وكأنما هناك دائما مشكلة بين مصر والسودان مع اننا اذا اتفقنا علي شكل العلاقة فليست هناك اي مشكلة ونستطيع ان نحقق علاقة مصالح ممتازة مع مصر والمنافع المشتركة بيننا كثيرة جدا .
نحن نعيش زمن دولت الريس والأستخبارات والباقى واضح 000000000
للمعلومية فقط
مصر هي اللي كانت تتابع تحركات خليل يوم دخل أمدرمان
وهي اللي ضربته بطائرتها لأنو الجماعة ماعندهم التكتح ..
والتحية لمصر ..