شر البلية ما يضحك – الحق على (الفاو)

إبراهيم ميرغني
دفعت الحكومة باحتجاج رسمي لدي المنظمة العالمية للزراعة والأغذية (الفاو) لعدم تعاونها في مكافحة الجراد الصحراوي الذي غزا الولاية الشمالية وولاية نهر النيل وأحدث أضراراً كبيرة بالمحاصيل الزراعية . ووقف عدد من نواب البرلمان الزائر للولاية الشمالية على الخسائر التي أحدثها الجراد بمحلية الدبة وأضاف مصدر مطلع ان الوفد تفاجأ بدخول الجراد داخل مبني المحلية أثناء اجتماعهم بالمسؤولين المحليين حسب صحيفة السوداني التي أوردت الخبر أمس 25 فبراير الجاري.
وفي الحقيقة لا نملك الا أن نقول ان شر البلية ما يضحك فهل منظمة الفاو مسؤولة عن حماية مباني محلية الدبة أيضاً ؟! لكنه نهج النظام الانقاذي ففي كل موضوع يبحث نظام الانقاذ عن شماعة لتعليق أخطائه عليها.
فالازمة المستفحلة في دارفور سببها الحركات المسلحة، والأزمة الاقتصادية سببها وثيقة الفجر الجديد ، وانهيار قيمة الجنيه السوداني مسؤولية تجار العملة،وكل فشل جديد في أي مجال لا بد من أن يعلق في شماعة جديدة.
ففي الأيام الماضية هجم الجراد على بورتسودان وانتقل للشمالية فقضي على الأخضر واليابس فيها تحت سمع وبصر الحكومة والتي لم تحرك ساكناً .
لقد حطمت سلطة الانقاذ الزراعة وحطمت معها وقاية النباتات ولم تعد هذه الأشياء من أولويات الحكومة المشغولة بالبحث عن البترول مجدداً وبصناعة الأسلحة ونسيت فيما نسيت أسراب الجراد التي تأتي في مواسم محددة لبلادنا.
وما إن حلت الكارثة حتى وجدت الحكومة شماعة جديدة وهي منظمة الفاو فتقدمت باحتجاج رسمي لعدم تعاونها في مكافحة الجراد الصحراوي. ولو طالب المزارعون في الشمالية بالتعويضات لقال لهم قادة الانقاذ اشتكوا منظمة الفاو للمحاكم الدولية وكما هو معروف لا تقع رئاسة منظمة الفاو في القولد او الدبة ولا تتبع منظمة الفاو لحكومة السودان ولم يتعاقد النظام معها للقضاء على الجراد.
والحال هكذا فان الجراد مسؤولية نظام الانقاذ وما حدث هو فشل جديد يضاف لسلسلة الفشل المتواصل على كل الأصعدة.
الميدان
ياخى ما الفاو براها …. الجراد دا فكتو اسرائيل …. ياخى الجراد الياكلهم واحد واحد … وهو فى جراد غيرهم
اتو قايلين الفاو دى مؤتمر وطنى ولا دفاع شعبى
وهذه تخطر قبل ان يقع الفاس فى الراس
والفا شل الكبير هو وزير الزراعة والذى ادمن الكنكشة
الجراد + حاجات تانية = عذاب الله تعالى . ( فهل من مدكر ) صدق الله العظيم .
قائد النظام يحمل حقد غير عادي تجاه القطاع الزراعي و هذه مصيبة كبيرة في بلد يؤمل فيه أن يكون سلة غذاء العالم ، و هذه الكراهية التي يحملها رئيس النظام للزراعة ( لأسباب غير معروفة، ربما عقدة نفسية يعاني منها تجاه هذا القطاع ألمت به خلال نشأته و ترعرعه داخل مشروع الجزيرة) و الشواهد الدالة على هذه الكراهية كثيرة يعلمها كل من يعمل في هذا القطاع من زراعيين و مزارعين و لا يتسع المجال لذكرها، و هذه الحقيقة ربما لا تبدو للكثير من الناس في السودان ، أكثر من عقد من الزمان و يجلس على كرسي وزارة الزراعة (أطباء) بينما يمتلئ السودان بأحسن الكفاءات الزراعية على نطاق العالم العربي و إفريقيا و هم الأدرى بالزراعة و مشاكلها ـ لم يستفيد القطاع الزراعي من موارد البترول خلال فترة إنتاجه ـ لا يزال السودان يستورد كثير من المدخلات الزراعية من مبيدات و أسمدة و خيش و خلافها من المواد الأساسية بينما ندعي أننا أصبحنا نصنع الطائرات و السيارات و الأسلحة ـ الدمار الذي أصاب المشاريع الزراعية و على رأسها مشروع الجزيرة بصورة لم يسبق لها مثيل منذ إستقلال السودان ـ تشريد أعداد كبيرة من العلماء و الكفاءات الزراعية للصالح العام و إهمال البحوث الزراعية و التي كانت مفخرة للسودان ـ فشل الإستثمار الأجنبي في هذا المجال و هروب المستثمرين نتيجة للفساد الذي إستشرى في هذا العهدـ ضعفت و تدهورت العلاقة بين المنظمات العالمية و الأقليمية في هذا المجال مع السودان … و كثير و كثير من الأشياء التي لا يتسع المجال لذكرها …
هناك ملاحظة أن النائب الأول ربما أدرك هذه الحقيقة بتبنيه كيان النهضة الزراعية الذي يكاد أن يكون جسم آخر موازي لوزارة الزراعة و يعمل بشبه استقلالية عنها لا زالت جهوده تذهب هباء …
(فتقدمت باحتجاج رسمي لعدم تعاونها في مكافحة الجراد الصحراوي)
اس موضوع هذا الاحتجاج الاجوف وسدرة منتهاه
شوية دولارات لتغطية عجز الموازنة وانهيار
الميزان التجارى .. وبعدها كافتيريا سفاسف..
فى جماعة متخصصين فى العملة الحرة .. وقد
تجاوزوا الضرب المحلى ..