مقالات سياسية

جنوب كردفان (الفساد و السكات)

خالد دودة قمرالدين

_ هنا فقط من دون سائر بلاد الله لا معنى لشعار (الطلقة ما بتكتل بكتل سكات الزول)
_ ربما هاهنا فقط يثمر السُكات ذهبا في مريفعين والحميض والتقولا وباجون وغيره من مناجم الذهب ، ويحصد السكان السرطانات وإنهيارات المناجم ومخلفات مصانع الموت والإجهاض وبرضو السكوت من ذهب
_ من القائل هاهنا أن كل شيء للبيع الذمم والرمم والعمم ( أرباب الفساد)

_ يردد الناس هنا في فرقانهم ومدنهم أن ليس للحرامي قبيلة – فعلا والله وإلا لما كان سرقنا المخلوع البشير (الأسد) .. طبعا حتى الآن ما قادر استوعب .. أي هوان هذا الذي يجعل الرجل يجمع ما بين (رئيس جمهورية .. وحرامي) ومثله كُثر لا زالوا هنا يجمعون بين السلطة واللصوصية

_ بعض مدنها منوره بأهلها ولها نصيب من (النور) الجيلاني وذلك بترديد اغنياته كثيرا ، عدا ذلك فالظلام هو السائد وليس مستغربا أن تجد مستشفى بحاله يأخذ مرضاه جرعاتهم بإنارة البطارية اليدوية الشخصية لإنعدام الوقود بينما السوق السوداء غارقة حتى أُذنيها بالوقود بأنواعه

_ إذا يجوز لنا أن نقولها  (ليس للفساد قبيلة) .. المفسدون يمشون بين الناس .. فقط على الناس إجتثاثهم نزولا لإرادة الثورة ، وإلا لا معنى لشعار حنبنيهو

_ صحيح هي كواحدة من المنطقتين ذات الوضعيتين الخاصتين ، مما يعني ان أمرها معقد بعض الشيء ، ولكن هذا لا يعني مطلقا انها ترذل كل عام لأن الإعمار والتنمية والخدمات تحتاج إلى عزيمة الرجال والإصرار وتضافر الجهود أكثر مما تحتاج إلى بروتوكولات وجلاليب وعمم وكرفتات .. حكومة الثورة يجب أن تستصحب ان هناك اوكار للفساد ، لم تسلم حتى من النظام البائد رغم فساده وحفره حينما وصفهم بالحفارين ..فضلا عن ان للولاية طيور مهاجرة من خيرة الرجال يجودون بمالهم لبناء ولايتهم  فقط ينقصهم التنسيق وتضافر جهودهم والإدارات المحلية

_ بعيدا عن حركات الكفاح المسلح ومفاوضات جوبا ، ومساراتها والتي تُعنى بها الولاية بشكل أساسي ، هناك ثوار الداخل الذين خلعوا البشير ولا زالوا بين مطرقة الفساد وسندان السكات

_ هي من الولايات القليلة التي يوكل فيها الأمر إلى غير أهله لذلك تتعثر حكاية الإعمار والتنمية هذه وتطفو رائحة الفساد دائما إلى السطح وليس أدل على ذلك من صندوق إعمار ولاية جنوب كردفان صنيعة النظام البائد

_ معروف عن الولاية انها ذات خير كبير ، ثروة حيوانية ، زراعية ، معادن ، بترول .. ويمكنها تماما من خلال مواردها هذه أن تُبنى وتعمر وتنمو وتكون جنة الله في الأرض ، ولكن تكمن العلة في موردها البشري لأن المخلصون الصادقون الأنقياء اما في الرصيف يلزمون الصمت النبيل (السكات) ، او مهاجرون تركوا الجمل بما حمل
_ دائما ما يأخذ الساسة من ابناء الولاية مواطنيهم بالإنتهازية والخداع لدنيا يطلبونها ويعملون لها ألف حساب ولو على حساب مواطني ولايتهم وشعبهم

_ هنا وبعيدا عن السكات .. الطلقة بتكتل العشرات عشان خاطر حفير أو (بئر معطلة وقصر مشيد ) .. ما لا يتنزّل إلى ( الناس شركاء في ثلاثة …) وما يعني الأهالي هناء الماء  الذي يخدم الجميع

_ ترتفع هذه الايام اصوات الشباب الشرفاء من ابناء الولاية عالية حيال الفساد الذي لا يزال منذ العهد البائد يضرب الولاية بالطول والعرض .. وتنادي بيانات لجان مقاومة المحليات كثيرا بالحيلولة ايضا دون الفساد الذي لا زال يتنامى وينتشر في ربوع الولاية من غربها إلى أقصي شرقها في تجارة وتهريب الوقود والكهرباء والمستشفيات والطرق الداخلية وإصحاح البيئة و…  ،  ولكن هل من مجيب ؟ لوضع حد لهذا الفساد .. ولاّ أخير السكات ؟! .

خالد دودة قمرالدين
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..