السودانى فى مصر و(الاستفحال) الأخوانى فى السودان!!

عبد الغفار المهدى

عندما كنا نشير الى معأنأة السودانيين فى مصر فى هذا المكان وغيره جراء اختلال ميزان العلاقات على المستوى الرسمى بين البلدين والانفراد المصرى بالاستفادة من جميع الاتفاقيات الثنائية بين البلدين على كافة المستويات وعلى رأسها اتفاقية الحريات الأربعة بين وفى أجهزة الاعلام المصرية نفسها وغيرها ،لم يكونوا من يستفحلون الآن من الكتاب والسياسيين أو حتى الدبلوماسيين الموجودين بمصر والزائرين وغيرهم وبل أتحدى اتحاد الصحفيين نفسه والكتاب وغيرهم من تلك الكيانات البالونية والكيزانية التى أنتفخت الآن فى وجه مصر تجرؤ حتى على مناقشة مسألة حلايب وشلاتين بين البلدين لأن هؤلاء نفسهم او على وجه الدقة البعض منهم صرح بعدم أهمية مشكلة حلايب وشلاتين التى تم مكياجها وتحولت لقضية لأن كثير منهم كان يكون ضيفا على جهات مصرية دون حتى علم السفارة السودانية،وعندما كنا نتحدث عن خطأ اعتبار مصر لملف علاقاتها مع السودان ملف أمنى فقط ووضعه فى دائرة المخابرات بدلا عن الخارجية لم يكن يتجرأ هؤلاء الشجعان بالاشارة على النطق بحرف رغم حجهم الاسبوعى لمصر لتدخين الشيشة والتسوق والسياحة وغيره من المتع على حساب المواطن وبموارده التى أخذها منه هؤلاء بالقوة ولاشك ان غضبهم هذا مردود عليهم لان اغلبهم من أصحاب الأملاك بمصر، والعودة للظهور فى أجهزة الاعلام.!!

السودانى فى مصر هو المواطن منذ ثلاثة سنوات بالتحديد يلجأ اليها مستشفيا والسودانى الذى لم ينقطع عن مصر حتى فى أوج ظروفها الأمنية فى السنوات الثلاثةالماضية رغم انقطاع الكثيرين عنها للعلاج او التجارة أصبح يمثل مصدر دخل للعملة الصعبة لمصر ويكفى أن شركة مصر للطيران أصبحت تسير ثلاثة رحلات الى السودان يوميا ذهابا وايابا،الجزء الأخر هم المغتربون الذين فضلوا الهرب بأموالهم وأهليهم الى مصر وتملكوا شقق سكنية وحولوا مدخراتهم بمصر دون جهاز مغتربين يستحلبهم أو ضرائب تهربهم لأنهم على الأقل يضمنون تحويلاتهم بنفس العملة،الجزء الثالث تجار ومستثمرين كبار دخلوا بأموالهم وأستثمروا وتملكوا وشاركوا وتوسعوا وأمنوا الوضع بمصر فطاب لهم المقام من جحيم الكيزان بالسودان ،وجزء كبير منهم نفسه تدفق على مصر بعد افتتاح فرعهم فيها فى اوائل العام 2005م وتحولوا لأصحاب شركات وعقارات بعد أن كانوا موظفين هدموا الملك العام وشيدوا الخاص حتى السفارة لم تسلم من فسادهم ،والجزء الرابع المطحون هم اللاجئين الذين كانوا أكثر معاناة وضحايا لتأرجح هذه العلاقات الغريبة بين السودان ومصر وتحول ملفهم الى ورقة للعب فى العلاقات بين البلدين للدرجة التى وجه فيها كاتب فى حجم الأستاذ (عبد المنعم سعيد ) فى صحيفة المصرى اليوم قبل أسابيع بأن تحل مصر مسألة النقد الأجنبى بتوطين مليون لاجىء على أراضيها ومنحهم الجنسية المصرية.!!!؟

قد لاتكون الصحافة وأجهزة الاعلام السودانية ولا حتى السفارة نفسها قد أنتبهت لما جرى وحدث لكثير من المرضى السودانيين والتجار وبل حتى أعضاء فى السلك الدبلوماسى وحتى المصريين أنفسهم من نهب وسرقات بواسطة متفلتين عقب ثورة يناير يحملون كارنيهات مزورة وقد أشرنا للأمر حينها فى هذا المكان وتم القضاء على الظاهرة بمساعدة الأجهزة الأمنية،ولعل الكثيرين ممن يتحمشون الآن للكرامة السودانية من الاعلاميين لايعلمون أن هناك أكثر من قضية أموال عامة تم التحقيق فيها كان أطرافها سودانيين يتبعون لنافذين فى السفارة تتعلق بتحويل أموال بطرق غير مقننة.

مرارا قلنا ان البشير واعوانه لن يأتوا لمصر الا صاغرين ولايملكون من أمر نفسهم شيئا خصوصا أن مصر هى بوابتهم الرئيسية للعالم الخارجى باعترافهم والا ما نجحت مصر فى توجيه الصفعات على تعبير أحد مقدمى البرامج لنظام البشير فقلت له ليس هناك تكافؤ فى المعركة فنظام البشير هش عميل منبطح مستسلم متراجع غدا سيسحب كل هذا المهرجان على مصر بعد الاشارة الختامية والفورة الذوبانية فجميعهم تتلمذوا على المدرسة المصرية والتى يريدون احياءها فى السودان عقب اخمادها فى مصر،ولعل خبراء الشأن السودانى من الاستراتجيين المصريين والاعلاميين دوما ما يحدون فى النقاش معنا ان مصر تتعامل مع الدولة وليس مع الأجسام والأحزاب والجبهات المعارضة تتعامل مع ماهو رسمى وواقعى وقلنا وحتى لو كان خطره مردود عليكم قالوا نحن نعلمون بكل ما يدور داخل الخرطوم وهذه حقيقية..فهل لكم فى مثل هكذا نظام ان ينتفض من اجل كرامة مواطنه الذى هجره قسرا وصوبه الى مصر؟؟

ام لاتزال مصر على المستوى الرسمى والتى نأمل من الحكماء ان لايتعرضوا لشعبها من السودانيين على أراضيهم بسؤ فلاسبوع وأكثر وحتى الآن لازلت اتجول فى القاهرة فى وسط البلد والجيزة وبالمترو وبالمواصلات العامة ومرافقا للمرضى لم اتعرض لشىء رغم الكثافة الأمنية المعتادة فى مصر فى مثل هذه الظروف وعلى السودانيين التوجه للصرافات الرسمية بدلا من تجار السوق السوداء ونأمل من الحكومة المصرية ان تراعى ظروف الشعب السودانى والذى أجبرته ظروفها القاهرة وحكومته الفاشية للجؤ لشمال الوادى مستشفيا ومتاجرا أو خلاف ذلك ..ونتمنى أن لاتكون فكرة الكاتب الكبير عبد المنعم سعيد والتى تضمنها مقاله المشار اليه فى الرابط أدناها هى الاستراتجية المصرية القادمة تجاه السودان لتزيد معأناة اللاجئيين السودانيين المجمدين فى مصر لعشرات السنوات دون حقوق.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اصلا نحن السودانيين بنحب البطهدنا ونجلد ذاتنا ونبقى اسود على بعض ولكن مع الغريب نحن زى الغنماية عشان كدة غيرو طبعكم حتى يغير الله لكم هذا الطبع اختشوا شوية وشيلوا حقكم اولا من الغريب وبعدين من القريب مااخبار تصريحات الرئيس بشان سودانية حلايب

  2. والله انا أستغرب جدا كل ما يحصل إنقلاب فى البلد دي يبدأ السودانيون بالهروب وعلى رأسهم الاحزاب؟؟؟؟؟؟؟حصل في زمن النميرى والان نفس الشي؟؟؟والكيزان برضوا هربوا في زمن النميري…شعب عايز يعيش الحياه السهله ماعايز يتعب…واضح جدا ان الاستقلال تم بالاتفاق مافي زول يكلمنا عن الوطنيه..هناك الف وسيله لمقاومه نظام حكم اي كان..مالازم مظاهرات وضرب وقتل…مثلا الانتخابات الاخيرة خير مثال اجبر النظام للتفاوض… انتو السودانيون اللي فى مصر قاعدين تعملوا شنو هناك؟؟؟بيع عمله وأشياء مامعروفه…إرجع لبلدك مهما كانت الظروف…الكيزان قالوا حيسلموا الحكم للمسيح . كلام جيد…اها كيري جاي يستلم.ياجماعه دوام الحال من المحال. ماعوزين حريات اربعه ولاحتى عشرون..خلاص إركزوا في البلد دى وانتجو وهربوا ..خلوا الحكومه فى السهله…….افضل الف مره من اوضاعكم الحاليه في مصر او غيرها…
    تعليق الاخ على

    اصلا نحن السودانيين بنحب البطهدنا ونجلد ذاتنا ونبقى اسود على بعض ولكن مع الغريب نحن زى الغنماية عشان كدة غيرو طبعكم حتى يغير الله لكم هذا الطبع اختشوا شوية وشيلوا حقكم اولا من الغريب وبعدين من القريب مااخبار تصريحات الرئيس بشان سودانية حلايب

    ونبقى اسود على بعض ……… دا كلام في الصميم وازيدك الحياة نفسها قصيرة لاتستحق المعاناه الرهيبه اللي نحن وضعنا انفسنا فيه

  3. عفارم عليك كلام سليم والله العظيم انا لى داخل على 19 سنه مقيم فى مصر بعد تشريدنا من الخدمه فى السودان فى الصالح العام والله والله عيشين فى امن وامان نعم عايشين ونجدد الاقامات كل سنه ونزوق الامريين فى تجديد الاقامات لكن لا نلوم الحكومه المصريه بل نلوم الحكومه السودانيه لعدم حسم موضوع الحريات الاربعه منذ عام 2004 حتى الان وكلما يحضر مسئول كبير سودانى الى القاهرة بدا بالرئس البشير وكافه الوزراء بنسمع بانهم سوف يناقشون تلك المواضع ولم يطبق على ارض الواقع اذن الخطا فى حكومتنا الضعيف وليس على مصر مهما قلنا مصر هى عمق الاستراتيحى العربى وقبله السودانيين للعلاج لضعف التشخيص الطبى فى السودان لابسط الامراض وكلم من حضر الى مصر راجع الى السودان الحمد لله معافى من المرض ولسانهم يذكر بالشكر للاطباء والمستشفيات حتى لو كانت مستشفيات حاصه

  4. الان اصبح العدو من خلفنا والبحر اماما ، لذلك شانا ام ابينا يجب علينا محاربة هذا العدو حتى النصر وتسليم المجرم الهارب الى لاهاي .

  5. الغريب في الأمر إنا نسمع عن سوء معامله للسودانيين المقيمن بمصر وقد كثر الحديث عن هذا الأمر في الآوانه الأخيره بل وصل الأمر لتبادل تقارير في هذا الشأن بين الدولتين وأخيرا التقرير المصري الذي وصل الحكومة السودانية والتي أحاطته بالسرية التامه ولكني أود أن أقول إلى أننا لم نسمع عن الحالات التي أنتهكت كرامتها او إسيئ معاملتها من السودانيين المقييمن بمصر !!!!

  6. السودانيون الجنوبيون في دولة جنوب السودان يلهثون خلف تنفيذ اتفاقية الحريات الاربعة مع حكومة البشير الا انها تتحايل عليهم و تتزاوق منهم —-
    حكومة البشير تلح و تطالب بتنفيذ اتفاقية الحريات الاربعة مع الحكومة المصرية الا انها تتزاوق منهم تتحايل عليهم —
    اذن حكومة البشير شربت من نفس الكأس الذي سقته للسودانيين الجنوبيين —

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..