هل يقع عبد الفتاح السيسي في نفس حفرة حسني مبارك؟!

قبل البدء:
– عبد الفتاح السيسي ضابط مخابرات شاطر وذكي بدون ادني شك وقبل ان يصبح رئيس لأكبر دولة في المنطقة والدليل علي ذلك انه رمى في مزبلة التاريخ تنظيم الاخوان المسلمين (العالمي) لا المصري وحده بكل قدراته وامكاناته ونفوذه وعلاقته وتمدده حتى في العالم الأول لا في الدول العربية والافريقيه وحدها.
– لكن هل توقف ذلك الضابط الذكي الخبير ملياً وسأل نفسه لماذا كان موقف غالبية الشعب السوداني يوم لقاء مصر بالجزائر في ام درمان في مباراة لكرة القدم منحازاً للدولة الاخيرة علي حساب الشقيقة والجار الجنب التي درس في جامعاتها ومعاهدها عدد كبير من السودانيين ويدخلها في كل عام اكثر من مليون سوداني للعلاج او للسياحة وبعضهم يذهب فقط للإستمتاع بجو المقاهي والأنس اللطيف.
– نفس ذلك الموقف تكرر خلال لقاءات مصر في المونديال الأخير مع جميع المنتخبات التي واجهتها حتي ومصر فيها محمد صلاح الذي احبه الشباب السوداني مع ليفربول الانجليزي لكنهن لم يحبوه وهو يرتدي شعار مصر.
– وهل يصحح عبد الفتاح السيسي خطأ اجهزته وقرارها الذي اكثر من انتقده وبكل وضوح باحثون في مراكز دراسات مصرية لها وزنها ومنهم من كنا نعرف مواقفه المشرفة ونقدرها منذ زمن بعيد لكن الغريب ان يكون من بينهم هاني رسلان . وكفي!!!!
********
ومن ثم اقول .. نعم نحن ديمقراطيون وليبراليون ومناصروا حقوق إنسان ونؤمن (بالحرية لنا ولسوانا) ونتباهي ونعتز بذلك … لكننا وبوعي كبير أيدنا ثورة 30 يونيو 2013 المصرية وهي تخص الشعب المصري بالدرجة الاولي ثم الإنسانية من بعد ذلك وفاضت دموع بعض منا حينما تذكروا بان ذلك اليوم المفرح لمصر ولشعبها والذي خرج في اكثر من 30 مليونا هو ذاته يوم شؤم بل اسوا يوم مر علي تاريخ السودان وشعبه من قبل ان يولد جدهم (بعانخي) اكثر من ذلك هو اسوا يوم في تاريخ الانسانية كلها فالذي حدث بعده من جرائم قهر واضطهاد وتعذيب وإغتصاب وحرق للقري وابادة. يفوق كثيرا جرائم الهلكوست والذي حدث في العصر النازي.
الشاهد في الامر فرح الاحرار وشرفاء السودان كلهم بتلك الثورة عن وعي وادراك وعلي الرغم من ان بعض الحقوقيين في المنطقة والعالم بأسره يعتبر انها انتجت نظاما ديكتاتوريا وباطشا .. فلماذا وجدت منا تلك الثورة ذلك الدعم والتاييد؟
الإجابة لاننا وبوعي كامل ندرك لولا أن توقف تمدد الإخوان من موقع نشأتهم (مصر) ومع وجودالنظام الاخواني في الطريق اي في السودان لوصلوا ومعهم الدواعش والارهاب بجميع اشكاله حتي كيب تاون.
وحتي لو كان النظام القائم الان فعلا ديكتاتوري كما يقال وينشر في الوسائط فانه لن يكون اسوا من تظام الاخوان المسلمين (البديل) الذي لا يوجد بديل غيره في مصر ولاننا جربنا الانظمه الديكتاتورية والاستبدادية (الوطنية) في اكثر من مرة ومهما كانت سئية لكنها لم تكن اسوأ من نظام (الإخوان المسلمين) الحالي فالمستبد الوطني اذا كان مدنيا او عسكريا قد يقتلك ويري من حقه ان يفعل ذلك من اجل الوطن وهكذا فعل النميري ومن قبله عبود لكن الاخ المسلم حينما يعذبك او يجلدك ويذلك بالسوط او يقتلك فانه يري بان الله قد امره بذلك وهو ينفذ فيك حكم الله وبمثل ذلك الفهم تنخدع الجماهير الأمية والبسيطة وتتحول الي داعمة لمثل ذلك النظام الذي يخطط منذ اليوم الاول في السلطة للتمكين وللبقاء علي كرسي الحكم مهما طغي وتجبر وفسد ونهب حتي ظهور المسيح وان ظهر لنازعوه عليها ولربما أعادوا صلبه.
نقولها بكل وضوح ودون مواربة ان مصر كانت قلعه للعلم والعلماء ولا نتنكر لذلك لكننا كسودانيين ظللنا نفوقهم ثقافة ولولا ذلك لما منع متخذ قرار في موقع هام السيد/ الصادق المهدي من دخول مصر اذا كنا علي اتفاق معه او إختلاف.
من حق البعض ان ينتقد مواقف عديدة للسيد الصادق في السابق من النظام لكن مواقفه الاخيره جيده والسياسة ليس فيها ما هو ثابت علي نحو مطلق.
فاذا كان نظام (السيسي) يواجه الاخوان المسلمين في مصر ويرفض مجرد فكرة التصالح معهم فحكام السودان هم (اخوانهم) اذا ابعد محمد عطا او جاء صلاح قوش والسيد /.الصادق المهدي وعلي الرغم من عدم رضاء البعض عنه لكنه محسوب اليوم ضمن المعارضة السودانية واذا كان نظام السيسي ومن اجل مصالحه الضيقة المحدودة ولكي لا يأتي نظام ينازعه علي (حلائب) السودانية, لذلك يعمل للتقارب مع نظام عمر البشير مضحيا بالشعب السوداني, فالصادق المهدي هو اكثر المعارضين (اعتدالا) تجاه نظام البشير حيث لا يرفضه بصورة مطلقة ربما لانه لا يستشعر خطرهم كجماعة تمارس السياسة مستغلة للدين.
وهاهو السيسي يفعل نفس الشئ ولا يستشعر خطر الاخوان المسلمين وكذبهم وخداعهم ونفاقهم.
فعلاقة البشير مع الرئيس المصري الأسبق (حسني مبارك) كانت تشبه علاقة البشير بالسيسي خلال هذه الايام فهي لا عداوة ولا صداقة بل خوف وحذر من جانب البشير وتقديم متواصل لفروض الطاعة والولاء … لكن وبمجرد ان سقط (مبارك) وتأكدوا من سقوطه مدوا اياديهم الملطخة بدماء السودانيين نحو (آخوان) مرسي وحينما هبت عليهم ثورة 30 يونيو 2013 وأقتلعتهم من جذورهم سيروا اكبر مظاهرة في المنطقة قادها من جانب جماعة الترابي مساعد رئيس الجمهورية الحالي (ابراهيم السنوسي) ومن جانب جماعة البشير رئيس الحركة الاسلامية الحالي (الزبير محمد الحسن).
نحذر السيسي لو حدث تغيير في مصر فان البشير اذا كان موجود في السلطة هذه المرة ام لا لكن جماعته سوف يتدخلوا ومن خلفهم الدواعش كما فعلوا في ليبيا فهم لا امان لهم ولا عهد.
الاهم من كل ذلك فالذي حدث يؤكد امرين الاول توقع المزيد من تردي العلاقات (الشعبية) السودانية /المصرية وبصورة تفوق الذي حدث يوم لقاء مصر بالجزائر في كرة القدم بالسودان ويفوق كون جزء كبير من السودانيين اصبح يكره اسم مصر اكثر من اسم اسرائيل ويجب الا ندفن رؤوسنا تحت الرمال اشك ان يكون سوداني واحدا قد وقف بمشاعره صادقا مع مصر وهي تشارك في مونديال روسيا حتي بعد ان خرجت واصبح اللقاء بينها وبين السعوديه اشبه بالودي علي الرغم من ان السعودية ارتكبت خطئية تسليم معارض وناشط يقيم في اراضيها لنظام البشير وايادي السعودية وامانيها غير بعيدة عن القرار المصري الأخير بابعاد السيد/ الصادق عن مصر فنحن في زمن اصبح فيه الارزقيه والماجورين والعملاء والجواسيس مكان تقدير واحترام وحفاواة حتي اقترب الزمان الذي يردد فيه الناس يا ليتني كنت ترابا.
علي مراكز الدراسات المصرية المختلفة ان تحلل هذا الامر وتعرف السبب في اتخاذ الاجهزة الرسمية لقرار انتقده اغلبهم وهل
(الاخوان) مخترقين للنظام المصري ويجلسون في مواقع هامة وحساسة للغاية دون ان يكتشفهم احد ..وذلك ليس بغريب عليهم وتلك عادتهم ما ان يجدوا فرصة في (السلطة) ولو ليوم واحد الا واستغلوها واستفادوا منها واسرعوا بغرس مجموعة من كوادرهم لا يمكن ان تكتشف بسهولة حتي اذا ابعدوا من السلطة في اي لحظة يواصل المغروسين دورهم التخريبي الهدام حدث ذلك حينما تقرب منهم النميري عام 1983 وادخلهم معه في السلطة وحدث ذلك حينما ائتلف معهم حزب الامة بقيادة الصادق المهدي نفسه عام 87 مما ادي الي ابعاد حليفه السابق الحزب الإتحادي الديمقراطي وذلك (الغرس) هو الذي مهد لنجاح انقلاب الانقاذ المشئوم في 30 يونيو 1989.
ولولا المغروسين دخل الاجهزة المصرية فكيف اغتيل النائب العام المصري بتفجير متقن التدبير .. وكيف اغتيل عدد كبير من ضباط الشرطه المصرية وخلاف ذلك من حوادث في اماكن مختلفة اكدت اختراق (الإخوان) ومشكلة مصر مع التدين (التقليدي) الذي يشبه تدين الاخوان المسلمين ولا يختلف معهم منهجيا اسوا بكثير مما عليه الحال عندنا في السودان فالشيوعيين والجمهوريين قاموا بادوار مقدرة في التوعية.
ابحث حولك يا سيادة الرئيس قبل الطوفان وقد وصل غضب السودانيين درجة لن تتصورها والزعيم العاقل هو الذي ينظر للمستقبل لا تحت قدميه فقط.
شخصيا خرجت من مصر طوعا عام 2012 بعد ان وصل (الإخواني) مرسي للسلطة ومواجهتي للإخوان عامة ولنظام البشير الاخواني الآخر كانت معروفة وموثقة في منتديات القاهرة الثقافية والسياسية لكني وللأسف الشديد اشعر اليوم بأني كنت سوف اخرج كذلك لو بقيت في مصر في عصر السيسي الذي ايدنا ثورته ضد الإخوان فاصبح (سيفهم المسلول) ويرعي مصالحهم في مصر ولا زالت علي القلب حسرة.
هديتي لك ايها الرئيس عبد الفتاح السيسي اتمني ان تصلك وهي اراء لمفكر سوداني اسمه (محمود محمد طه) تامر عليه الهوس الديني المتمثل في جماعة الاخوان المسلمين الذين خدعوا النميري وضللوه حتي اطاح به الشعب السوداني.
قال الشهيد محمود:
(كلما اسأت الظن بالإخوان تكتشف انك كنت تحسن الظن به).
وقال عنهم (انهم يفوقون سوء الظن العريض).
ختاما … اذا كان هذا هو مصير السيد/ الصادق المهدي المعارض (المعتدل) الاقرب نسبيا من معارضين غيره من ( الإخوان) السودانيين والذي يتوسط لإخوان مصر مع القيادة المصرية فكيف يكون حال من هم اشرس منه معارضة ولا يرون حلا في السودان الا بالتخلص منهم واسقاط نظامهم وارسالهم لمزبلة التاريخ كما فعل الشعب المصري في 30 يونيو 2013.
تاج السر حسين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. العزيز التاج لك التحية والشكر اجزله على هذا الموضوع الدسم الذي كالعادة تعلمت منه اشياء جديدة . المصريون يحسبون انهم يعرفون السودان لانهم منذ اكثر من قرن من الزمان قد تحكموا في السودان . وهم ينسون ان السودان والسودانيي اليوم يختلفون عن البرابرة الذين عهدوهم . ان في امكان مصر ان تتعلم الكثير من السودانيين .
    لقد قلت قديما ان هاني رسلان يأتي في زيارات قصيرة للسودان وجعلوا منه الخبير المصري للشأن السودامي . وقلت ان من عاش في مصر لعشرات السنين من السودانيين ومنهم تاج السر حسين يعرفون ادق امور مصر . ولكن المصريون يؤمنون بأنهم هم الوحيدون الذين يعرفون كل شئ . ولهذا يفسد تدبيرهم .

  2. مـنـع الـصادق المهـدى من دخـول مـصـر , لـعـبـة اسـتـخـباراتـيه غـيـر ذكـيـة وهـى مكـشـوفـة لكـى تـزيـد اسهـم الصادق فى المعارضة وتـقـوى مـركزه فى رئاسـة نـداء الـسودان لـكى تـساعـده فى مـؤامـراته ضـد المعارضة الضعـيفـة التى اكـتـفـت بالـمعارضة عـن طريق اخـتـراع الـنـداءآت والمؤتمرات واللقـاءآت فـقـط دون ان تعـمل ولو عـمل واحـد ذى فـعالـيه داخـل الـسـودان وقـد وجـدت اكـثر من فـرصة لـضرب النظام ولكن لم تفعل وذلك لضعـفـهـا .الصادق المهـدى غـواصة يعـشـق العـمل وراء الـكوالـيـس ويـتـجـنـب العـمل المـباشـر واكـبر دلـيـل عـلى ذلك الـفـرص التى نالـهـا فى حـكـم الـسودان وبـددهـا فى الكلام الـذى لا يـفـيـد والـتـنـظـيـر والـوهـم الذى يـسـيـطـر عـلـيـه بأنه من سـلالـة بـيـت يجـب ان يحكـم الـسـودان . رجل هـذا ديـدنـه من قـديم الزمان مـنـذ المعارضة ايام الشريف حسين الهـندى ضد نـمـيرى فـكـيـف تـتـوقـعـون منه ان يخـدم كمعارض وقـد صرح اكـثـر من مرة بأن الـبـشـيـر هـو جـلـدنا وما بـنجـر فـيه الـشـوك وارتضى ان يـمنحـه الـبـشـيـر وسام واثـنـيـن من اولاده يعـمـلـون مع النـظام . كـيـف بـربـكـم تـأمـنـون رجلا بهـذه المـواصفـات ان يـكـون فى صفـوف المعارضة ناهـيـك ان يـكـون رئيسها ؟ ؟ مـشـكـلة الـسـودان الآن لـيـس فى الـنظام ولكن فى المعارضة التى هـى اســـؤا من النظام نـفـسـه . الله الـطـف بـنـا واحـسـن خلاصـنا من ما نـحـن فـيـه .ولا حـول ولا قـوة الا بالله وحـسـبنا الله ونعـم الوكـيل .

  3. العزيز التاج لك التحية والشكر اجزله على هذا الموضوع الدسم الذي كالعادة تعلمت منه اشياء جديدة . المصريون يحسبون انهم يعرفون السودان لانهم منذ اكثر من قرن من الزمان قد تحكموا في السودان . وهم ينسون ان السودان والسودانيي اليوم يختلفون عن البرابرة الذين عهدوهم . ان في امكان مصر ان تتعلم الكثير من السودانيين .
    لقد قلت قديما ان هاني رسلان يأتي في زيارات قصيرة للسودان وجعلوا منه الخبير المصري للشأن السودامي . وقلت ان من عاش في مصر لعشرات السنين من السودانيين ومنهم تاج السر حسين يعرفون ادق امور مصر . ولكن المصريون يؤمنون بأنهم هم الوحيدون الذين يعرفون كل شئ . ولهذا يفسد تدبيرهم .

  4. مـنـع الـصادق المهـدى من دخـول مـصـر , لـعـبـة اسـتـخـباراتـيه غـيـر ذكـيـة وهـى مكـشـوفـة لكـى تـزيـد اسهـم الصادق فى المعارضة وتـقـوى مـركزه فى رئاسـة نـداء الـسودان لـكى تـساعـده فى مـؤامـراته ضـد المعارضة الضعـيفـة التى اكـتـفـت بالـمعارضة عـن طريق اخـتـراع الـنـداءآت والمؤتمرات واللقـاءآت فـقـط دون ان تعـمل ولو عـمل واحـد ذى فـعالـيه داخـل الـسـودان وقـد وجـدت اكـثر من فـرصة لـضرب النظام ولكن لم تفعل وذلك لضعـفـهـا .الصادق المهـدى غـواصة يعـشـق العـمل وراء الـكوالـيـس ويـتـجـنـب العـمل المـباشـر واكـبر دلـيـل عـلى ذلك الـفـرص التى نالـهـا فى حـكـم الـسودان وبـددهـا فى الكلام الـذى لا يـفـيـد والـتـنـظـيـر والـوهـم الذى يـسـيـطـر عـلـيـه بأنه من سـلالـة بـيـت يجـب ان يحكـم الـسـودان . رجل هـذا ديـدنـه من قـديم الزمان مـنـذ المعارضة ايام الشريف حسين الهـندى ضد نـمـيرى فـكـيـف تـتـوقـعـون منه ان يخـدم كمعارض وقـد صرح اكـثـر من مرة بأن الـبـشـيـر هـو جـلـدنا وما بـنجـر فـيه الـشـوك وارتضى ان يـمنحـه الـبـشـيـر وسام واثـنـيـن من اولاده يعـمـلـون مع النـظام . كـيـف بـربـكـم تـأمـنـون رجلا بهـذه المـواصفـات ان يـكـون فى صفـوف المعارضة ناهـيـك ان يـكـون رئيسها ؟ ؟ مـشـكـلة الـسـودان الآن لـيـس فى الـنظام ولكن فى المعارضة التى هـى اســـؤا من النظام نـفـسـه . الله الـطـف بـنـا واحـسـن خلاصـنا من ما نـحـن فـيـه .ولا حـول ولا قـوة الا بالله وحـسـبنا الله ونعـم الوكـيل .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..