مقالات وآراء

نُطبِّع أو لا نُطبِّع..؟

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
نُطبِّع أو لا نُطبِّع مع دولة إسرائيل (المُسمار) الغليظ الذي غرزته الدول الغربية الكُبرى في الشرق الأوسط لأسباب معلومة اتفقوا عليها قديماً شغلوا بها الشرق الأوسط الكبير في الصراع معها واستغلوا ثرواته وما زالوا ، وانشغلوا هم في تطوير بلدانهم وتمكينها ، التطبيع سؤال مطروح من زمانٍ طويل أجاب عليه البعض عملياً وسارعوا في التطبيع معها في العلن وتبادلوا معها السفراء وتبادلوا معها كُل شئ ، وأحجم البعض عن الإجابة قولاً وعملا، وراودها البعض سراً وأقاموا معها علاقات سرية حتماً ستظهر إلى السطح في حال أن حدثت تغيّرات سياسية في مستقبل المنطقة يجعل من العلاقة معها أمراً عاديا.
في بيانٍ صادر عن مكتب رئيس وزراء إسرائيل إنّ نتنياهو التقى رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان في عنتيبي بدعوة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني و”اتفقا على بدء تعاون سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين”.وأضاف“يؤمن رئيس الوزراء نتنياهو بأن السودان يسير في اتجاه جديد وايجابي وعبر عن رأيه هذا في محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي.
وقامت الدُنيا عندنا ولم تقعُد.
ضجّت المواقع وتضاءلت أخبارها أمام خبر لقاء الفريق البرهان مع نتنياهو وانقسمنا (في الداخل) ما بين مُعارِض مُتشدّد يرفض التطبيع مع إسرائيل جُملةً وتفصيلا ويرى أنّ مُجرّد التفكير في بناء علاقة مع إسرائيل يُعتبر جريمة لا تُغتفر ولديه من المُبررات ما يظُن أنّها كافية لرفض العلاقة ومن أهم أسباب الرفض (كما يزعمون) احتلالهم للقدس الشريف وتشريدهم للمواطن الفلسطيني والواجب يُحتم عليهم الوقوف معهم واعتبار قضية فلسطين هي قضيتهم الأولى ولا يجب التخاذل والتنصُل من دعمها بكُل الوسائل ، وقسم آخر يؤيد ويُبارِك خطوة البرهان ويعتبر أنّ الأوان قد آن للتعافي من الهوس الذي كان يُسيطِر على عقول البعض ، وآن الأوان أيضاً لأن يعود السودان عبر إسرائيل بوابة الشرق الأوسط للدخول إلى الغرب والمُشرعة دوماً لمن يُطبِّع والموصدة باحكام أمام من يُناكِف ويُعارض ويتمنّع وهو راغب.
نُطبِّع أو لا سؤال يجب أن نُجيب عليه إجابة واضحة بنعم أو لا .
نعم للتطبيع الطبيعي لتبادل المنافع والمصالح (شيلني واشيلك) وفي حال أن اقتضت مصلحة السودان ذلك واجتمع أهل الشأن السياسي على أنّ التطبيع فيه من الفوائد ما يدعم حالة الاستقرار وتتعافى به البلاد مما هي فيه وأن يُتخذ التطبيع مطية يصل بها السودان إلى ما يُريد ويعود بلداً فاعلاً في المُجتمع الدولي يصل إلى مُراده بلا عراقيل ، ولا وألف لا للتطبيع إن كانت لإسرائيل أجندة خاصة ومطامع تُريد تحقيقها والوصول إليها عبر جسر التطبيع ويُضيف للسودان المُثقل بالمشاكل مُشكلة جديدة يصعُب الخُروج منها.
والله وحده المُستعان.
الجريدة

تعليق واحد

  1. ((ولا وألف لا للتطبيع إن كانت لإسرائيل أجندة خاصة))!!؟؟
    وكيف تعرف؟ هل سألت البرهان؟ السؤال (نُطبِّع أو لا نُطبِّع..؟) سؤال خطأ وإجابته سلباً وايجاباً لا تبرر ما فعله البرهان!! هل نترك حرية التصرف لكل من هب ودب في اتخاذ القرارات والسياسات المصيرية ثم نأتي لاحقاً لنقيم تصرفه فنجيزه أو نرفضه بحسب فائدته أو ضرره في نظرنا؟؟؟ أليست هناك قواعد تحكم الاختصاصات والتصرفات في الفترة الانتقالية؟ ألم تستغرق صياغة الوثيقة الدستورية دهراً قدم فيه الشباب ضعفي تضحياتهم منذ بداية الثورة؟ كيف لكم أن تتكلموا عن التطبيع بدلاً من تشجبوا هذا التصرف الأخرق من البرهان الذي يعني أنه لا يقيم وزناً لهذه الوثيقة المعلولة أصلاً بل يعني أنه مزقها فعلاً وهو يخادع بالتزامه بها قولاً!
    يا سادة إن خطورة تصرف البرهان تكمن في هذه النظرة التسلطية التي ينظر بها البرهان والمكون العسكري إلى أنفسهم! يحسبون أن في يدهم الوة ويستهينون بقوى الشعب وقد ساعدهم في ذلك أحزاب الهبوط الناعم لكي يلعبوا على تناقضات قوى الحرية والتغيير واستغلال رؤاهم الساسية الحزبية ! فهل وجود أحزاب توم على التطبيع مبرر للبرهان أن يفعل ما فعل؟ طيب بنفس المنطق هناك أحزاب توم أصلاً على معاداة اسرائيل ، فمن أعطى البرهان الحق في تغليب سياسة هذا الحزب على ذاك؟ بل من هو حتى ينظر في سياسة الأحزاب أصلاً ليتصرف بناءً على مزاجه الخاص؟ قال الأمن الوطني السوداني قال؟ طيب نحن نقول ن تصرفه هذا يخدم الأمن الوطني الإسرائيلي أكثر من السوداني!
    والمؤلم حقاً أنه ليس بنادم على فعلته بل ويلوح لمنتقديه أن الجيش معه وقد جعل بعض قياداته يخرجون بيان تأييد له!!! تماماً كالمخلوع!! قال بيان تأييد للقائد قال! هل تصرفه كان عملية عسكرية ومتى كان الجيش يخرج بيانات تأييد للقائد بشأن القرارات السياسية التي تمس الأمة كلها ولا صلة لها البتة بشئون الجيش؟؟؟ إنه لا يميز بين وضعه كقائد للجيش وكصاحب منصب دستوري (رغم أن هذا مخالف لكل القواعد الدستورية في العالم إلا الأنظمة الشمولية!!)
    إني لأعجب كيف للبع أن يتجاهل كل ها وينصرف إلى سؤال هل نطبع أو لا!! رغم الاجابة الواحة وهي نطبع أو لا نطبع ولكن ليس بقرار من البرهان فهو لا صفة له في هذا لافي الفترة الانتقالية وولا بعدها ككل السلطة الانتالية. لقد كان يمكنه ذلك عندما كان رئيساً للمجلس العسكري فلماذا لم يفعل هذا وقتها وهو يحكم البلاد وحده؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..