مقالات سياسية

اسرائيل حليف قوات السودان المسلحة 

أسامة ضي النعيم محمد 

 

هو الذكاء الفطري الذي يجعل ذلك ممكنا ، لابد من رفع القبعات تحية وتقديرا للقائد حميدتي ، بذّ بعضا من هم قادة لسنوات في جيش البلاد صرفت عليهم الدولة السودانية أمولا طائلة ، أمضي بعض القادة الذين يتشارك معهم عضوية مجلس السيادة ، أربعين عاما في خدمة جيش السودان ، كسبهم في الجمع بين قيادة الجيش وحل معادلات تسيير الحياة المدنية مزيدا من الشهداء ، بتواضع خبراته العملية مع سني عمره ، استطاع أن يأخذ حميدتي عقل البشير، طلب منه البشير تجهيز خمسة الاف مقاتل فجهز القائد حميدتي ستة الاف منهم ، كانت له الغلبة أيضا وهو يحصل علي رعاية جنرالات امن من طه الحسين الي البرهان ، أصبحت أجناد الدعم السريع هم جواد السباق في حرب اليمن ، قبلته علي الخدين  دول الخليج ملوكا وأمراء وفرشت له السجاد الاحمر استقبالا واحتفاء وجنود السودان تصد عن بلادهم خطر وكلاء ايران .

 

زيارة  القائد حميدتي عضو المكون العسكري الاخيرة الي أثيوبيا ، تبرز عنوان لقائد يثمن المصلحة العليا للسودان عاليا ، لا يقرأ في تعامله مع أبي أحمد من (برشامه) دسها له اللواء عباس كامل قبل الزيارة بقليل ، فالجيران هم من اختيار المولي عز وجل وأوصانا رسوله الكريم -عليه صلوات الله وسلامة- باحترام حقوق الجار للسابع ، لا تفضيل لجار عربي علي أعجمي وربما كان الجار يهودي الديانة . كانت زيارة القائد حميدتي رُمانة اعادت التوازن في علاقات الجوار بين الشعوب ، لاينقص زيارة القائد حميدتي لأثيوبيا ما يثار من خلاف مع بعض أعضاء المكون العسكري في مجلس السيادة ، بعضهم ما زال ذاك الحوار الذى يقرأ من صحف حسن الترابي ولوح البشير ، يعيد ذلك النفر ترديد ما يحسبه يرجع عقارب الساعة الي الوراء .

في رمية جيده يحقق القائد حميدتي تفوقا في العلاقات مع اسرائيل ، صحيح بدأ ضربة البداية معالي الفريق أول البرهان رئيس مجلس السيادة ، تلجلج الرجل البرهان ووقف في العقبة وتناول القائد حميدتي البيرق ، فتح القائد حميدتي خط علاقات مع اسرائيل وتبادل منافعا ألجمت منظمة حكماء السودان وعلماء البشير والإخوان من رفع الصوت ولزموا صمت الجبناء .

تلاقت مصالح اسرائيل مع مصالح دول الخليج في السودان ، القائد حميدتي ودعمه السريع كمكون أصيل في القوات المسلحة هو ما ترنو اليه مصالح الدول التي تراهنت علي السودان ، في حساب دقيق للخطوات تذهب أمريكا شوطا لجذب السودان للتوقيع عند البيت الابيض والانضمام الي اتفاقات ابراهام للتطبيع ، يري  بعض صناع القرار الامريكي في نهج القائد حميدتي مدخلا لإعادة التوازن للمنطقة ، تنظيف الجوار الليبي من المرتزقة ومشاريع القاعدة  وقف تكرار نموذج حزب الله والحوثي في القرن الافريقي ، كلها مصالح تختزنها قواعد القرار في أمريكا ، اجترارها يبين ويظهر في تفضيل التعامل مع القائد حميدتي من بين فرقة المكون العسكري في مجلس السيادة السوداني .

حركات الكفاح المسلح وبالرغم من التعليم العالي الذي تمنطق به بعض قادتها جنبا الي جنب مع الكلاشن ، الا أن الله نزع الحكمة من عقول بعضهم وزرع في قلوبهم الحاجة والسعي للمناصب والمال ، قسمة السلطة والثروة هو عنوان بعض حركات الكفاح المسلح وهم يتنادون للمحادثات مع الوطن السودان ، وجد فيهم القائد حميدتي ضالته وكان صغر نفوس بعض قادتهم مدخلا ، أغرقهم بالعطايا وبذل القائد حميدتي في تدجين بعض قادة تلك الحركات جزء يسيرا من عائدات ذهب جبل عامر .

الصورة الكلية تتضح والقائد حميدتي يخطو ليصبح الرقم الاوحد لقيادة السودان وعبر الانتخابات ، تتلاقي عند الرجل مصالح دول الجوار الاقليمي وأمريكا لا تجد حرجا في الاصطفاف مع ما تراه اسرائيل داعما لأمنها ، ربما تحالفت إسرائيل مستقبلا مع مكون هام في القوات المسلحة  السودانية لإزاحة حزب الله اللبناني من حدودها ، عند أمريكا يسير ذلك مع ازاحة الحوثي من اليمن .

لا يغفل القائد حميدتي التعامل مع القماشة السياسية في السودان ، يغازل القائد حميدتي لجان المقاومة عبر الادارة الاهلية ليظفر بعدالة انتقالية لتضميد الجراح ورد الظلامات واعادة الاهل في المعسكرات الي الحياة الكريمة ، مطيته وحصانه الاسرع في الوصول الي تسوية سودانية عبر الية الامم المتحدة والسيد فولكرز .

ما يرشح من خلاف بين القائد حميدتي وبعض جنرالات مجلس السيادة ، مقدور عليه بفقه القائد حميدتي ، لسان حاله يخاطب ويصالح الشعب السوداني بقوله ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك كما رددها أمام البشير دحضا للفتوى التي جاء بها فقهاء البشير من الاخوان .

 

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. الحبوب، اسامة.
    تحياتي ومودتي الطيبة.
    ١-
    جاء في جزء من تعليقك وكتبت :
    (في رمية جيده يحقق القائد حميدتي تفوقا في العلاقات مع اسرائيل ، صحيح بدأ ضربة البداية معالي الفريق أول البرهان رئيس مجلس السيادة ، تلجلج الرجل البرهان ووقف في العقبة وتناول القائد حميدتي البيرق ، فتح القائد حميدتي خط علاقات مع اسرائيل وتبادل منافعا ألجمت منظمة حكماء السودان وعلماء البشير والإخوان من رفع الصوت ولزموا صمت الجبناء.).
    ٢-
    لكن فات عليك يا حبيب، ان آل المهدي في السودان سبقوا كل الدول العربية والاسلامية في اقامة علاقة مع اسرائيل – وتحديدآ في سنوات الخمسينات قبل استقلال السودان – .
    ٣-
    من بين ما تم نشرها في الصحف العالمية عن علاقة حزب الأمة باسرائيل ، ذلك المقال الذي نشر في صحيفة “رصيف 24″، بتاريخ يوم الجمعة 30 نوفمبر 2018، تحت عنوان “تاريخياً…ما شكل العلاقة بين السودان وإسرائيل؟!!” وجاء فيه:
    كان السودان أول محطة عربية انطلق منها قطار التطبيع مع إسرائيل، وذلك في إطار مساعي الخرطوم للحصول على الاستقلال عن مصر وبريطانيا. وأثناء زيارة إلى العاصمة البريطانية لندن للقاء مسؤولين بريطانيين من أجل المطالبة بدعم استقلال السودان عن مصر، اجتمع الصديق المهدي، الابن الأكبر للسياسي عبد الرحمن المهدي، ونائب الأمين العام لحزب الأمة محمد أحمد عمر مع مسؤولين إسرائيليين في السفارة الإسرائيلية في لندن، في 17 يونيو 1954، واتفقا على أن يكون عُمَر رجل الاتصال الدائم بين الجانبين.
    وبعد فترة وجيزة من ذلك اللقاء، التقى مسؤولو حزب الأمة السوداني مع محافظ بنك إسرائيل دافيد هوروفيتس في العاصمة التركية إسطنبول، من أجل بحث “فصل السودان عن أي اعتماد اقتصادي على مصر”. واتفق الجانبان على منح مساعدات مالية لحزب الأمة على شكل قروض لتمكينه من مواجهة النفوذ المصري في السودان، كما اتفقا على استثمار إسرائيل أموالاً في مشاريع اقتصادية في السودان، وفي مشاريع تدرّ أرباحاً مالية على حزب الأمة. واقترح الحزب السوداني على المسؤولين الإسرائيليين شراء القطن من أراضي المهدي، زعيم الحزب، لثلاث سنوات مقدماً، بمليون ونصف مليون جنيه إسترليني.
    ووفقاً لتقارير منشورة، تكثفت الاتصالات بين إسرائيل وحزب الأمة السوداني عشية العدوان الثلاثي الإسرائيلي-الفرنسي-البريطاني على مصر للضغط على القاهرة، وجرى الاتفاق على تقديم إسرائيل قرضاً لحزب الأمة السوداني قيمته 100 ألف دولار من غير ضمانات، وقرضاً آخر للمهدي قيمته 300 ألف دولار، مقابل ضمانات. وبحث الجانبان إقامة بنك زراعي في السودان من أجل إدارة ملف الاستثمارات الإسرائيلية هناك، واقترح رئيس الحكومة الإسرائيلية دافيد بن غوريون أن يسافر المدير العام لوزارة الزراعة الإسرائيلية إلى الخرطوم، لبحث النشاط الإسرائيلي في السودان.
    وفي سبتمبر 1956، زار زعيم حزب الأمة السوداني مصر، برفقة صديقه الشخصي رئيس البرلمان السوداني محمد صالح الشنقيطي، وأجريا محادثات مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وقدم الشنقيطي تقريراً إلى مسؤول إسرائيلي في جنيف، في 27 سبتمبر 1956، عن تلك المحادثات. وعقدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية غولدا مئير اجتماعاً رسمياً سرياً مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله خليل في صيف 1957 في أحد فنادق باريس.

  2. الحبوب، اسامة.
    تحياتي ومودتي الطيبة.
    ١-
    رجعت مرة اخري لاسالك:
    هل انت مع فكرة “تطبيع” علاقات سودانية مع اسرائيل… ام ضدها؟!!
    تعرف يا اسامة، نحنا اهل النوبة شمال عندنا اعتقاد قوي لا يتزحزج ان سيدنا موسي عليه السلام من “اندينا” باللغة النوبية وبلغتكم العربية – يعني من “عندنا”!!
    ٢-
    اكون شاكر ومقدر لو طالعت المقال ادناه – تحت اسم:
    “نبي من بلاد السودان ..المؤلف : شمال السودان أو بلاد النوبة هي موطن موسى وفرعون الأصلي، نهر النيل هو المكان الذي ضَرَبَه موسى بعصاه فانشَقَّ إلى نصفين،”… ونشر المقال بصحيفة “الراكوبة”.-21 أبريل، 2011-
    https://www.alrakoba.net/197411/%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%84%D9%81-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF/

  3. الحبوب، اسامة.
    تحياتي ومودتي الطيبة.
    ١-
    رجعت لك مرة اخري، واهدي لك هذا الرابط الهام للغاية.
    ٢-
    نحن النوبة السودانيون أصل العرب وبنى إسرائيل المكرمين-
    بقلم/ عبدالله ماهر – “الحوار المتمدن” – 2019/ 10/ 14-
    https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=652484

  4. القائد حميدتي ؟؟؟
    … نعم هو قائد لكل قبيلة الريزيقات المجرمة التي ينتمي إليها ويسبح بحمده كل من ينتمي لقبيلة الريزيقات وأبناء العمومه المسيريه…
    … استاذ ضي النعيم من اسمك يبدو لي انك تنتمي لقبيلة الريزيقات الاجراميه او المسيريه…
    …. أفصح لنا عن نسبك وحسبك،. َ
    …. هل مدحك لحميدتي يعني أنك في انتظار عيدية حميدتي لك،، مثلا مستشار دبلوماسي له؟؟؟

  5. الاستاذ / بكري – لكم التحية وشكرا علي المرور القيم. كل التحية للقوات المسلحة السودانية سليلة قوة دفاع السودان من 1925 وتحولت للجيش السوداني في 1956. حوها البشير للاسف لمليشيات تابعة لتنظيم الاخوان. خاف منها لاحقا وطلب الدعم السريع قوة موازيةوحامية له شخصيا ، الاقدار تحكمت وفرضت الحاجة علي دول الخليج في حربها ضد الحوثي للاستعانه بصديق ، طلبت العون أولا في 2015 من السيسي وقال لهم ( مسافةالسكة ) والي اليوم لم يرسل جندي مصري لهم ، استدعت الحاجة أيضا لدرء خطر حزب الله اللبناني من دول الخليج وذاك يلاقي هوي من اسرائيل.أصبحت الحاجة الي وجود مليشيات تأتمر بأمر قائدها لتزويد تلك الدول بالجنود وتلاقت مصالح دول الخليج واسرائيل في القائد حميدتي مما رفع أسهمه— ما رأيك؟

    1. الحبوب، اسامة.
      الف تحية طيبة لشخصك الكريم.
      ١-
      طبعآ يا اسامة، لم يعد يخفي علي احد، ان دول الخليج بصورة عامة، وبصورة خاصة في الامارات يعتبر “حميدتي” هو (رجل الامارات داخل السودان)، لذلك ركزت الامارات كل اهتماماتها اليوم ب”حميدتي” علي اعتبار انه في المستقبل سيكون له شأن اماراتي بارز، ، كلنا نعرف ان دول الخليج عندها مخزون نفطي هائل بكميات ضخمة في باطن الارض، و”حميدتي” ايضآ بالنسبة للامارات مثل النفط المخزون، لم يتم استخدامه بعد، هو حاليآ “مخزن” لوقت الحاجة الضرورية، وستظهر اهميته مع قرب مواعيد الانتخابات السودانية في يوليو ٢٠٢٣.
      ٢-
      “حميدتي” عنده قابلية شديدة ان يكون “رجل” اي دولة تدفع!!، هو مع اسرائيل!!، ومع حفتر الليبي!!، ومع الامارات ضد الحوثيين!!، ومع السعودية ضد ايران!!، ومع اثيوبيا وعنده هناك مشاريع!!، هو مع تشاد !!، وضد موسي هلال بسبب جبل عامر!!، هو مع البرهان مؤقتآ وضد القوات المسلحة وحل قوات الدعم السريع!!، هو مع بناء سد النهضة وفي نفس الوقت مع مصر ضد السد!!،… “حميدتي” مثل “الجوكر” في ورق اللعب، يمكن استخدامه في كل مكان!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..