الآن فهمتا

ساخر سبيل
الآن فهمتا
الفاتح جبرا
ما أن دخل السيد (رئيس المحلية) إلى مكتبه مترجلاً عن عربته الفارهة حتى دخل إلى مكتبه وأمسك بالتلفون مخاطباً سكرتاريته :
– أعمل ليا إجتماع سريع مع قسم الجبايات بالمحلية
لم تمض إلا ساعة واحدة حتى أكتظت قاعة الإجتماعات الرئيسة بأشكال وأنواع من مسئولى المحلية لشئون الجبايات .
– بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .. يا جماعة إنتو عارفين إنو المنصرفات بتاعت المحلية دى كتيره .. شئ بنزين وشئ جزولين للعربات الراكبنها دى وشئ فواتير موبايلات وشئ أثاثات وشئ ما بعرف شنو .. والأيرادات بقت ما بتكفى الحاجات دى عشان كده أنا بجتمع بيكم هسه عشان نشوف لينا طريقه بتاعت إيرادات جديدة !
– زى شنو سعادتك؟
– يعنى ح يكون زى شنو؟ الناس دى والله مافى جباية تخطر على بال إلا عملناها ليهم والله يا سعادتك نحنا قمنا بابتكار كل الجبايات الممكنة …
– قمتو بي إيه؟ هم ديل يا دوبك 7678 جباية!
– سعادتك والله أنحْنَ ابتكرنا للناس ديل جنس جبايات ما أنزل الله بها من سلطان. شي دمغة غريق؛ وشي رسوم إقامة صيوان عزاء؛ وشي رسوم عدم إقامة حفل؛ وشي رسوم لافتة محل؛ وشي رسوم قدوم؛ وشي رسوم مغادرة؛ وشي رسوم نفايات؛ وشي رسوم هنايات؛ وشيي …
– (يلتفت كمن يبحث عن شخص) : إنتو دكتور عبدالمنتقم ما جا الإجتماع ده !
– (شخص يرفع يده فى الصفوص الخلفية) : والله سعادتك أنا جيت لكن قدر ما نحتا مخى ما قدرتا أيّ جباية أفكّر نعملها، ألاقى إننا عملناها!!
– (في حدّة) : ده هسه كلام زول عندو دكتوراة فى (الجباية) ؟ أنا أصلو ما ممكن أقتنع إنّو زول عالم زيك كدا مَعِينو يكون نِضِب وبنات أفكارو طَفَشو، وما قادر يبتكر لينا ولا جباية وآحدة جديدة !
– والله سعادتك أنا الفينى كملت .. عشرين سنة وأنا قاعد أفكر ليكم .. !
– يا دكتور إنتا عاوز تتخلى عن مسئوليتك فى الظرف الحرج البتمر بيهو المحليه ده ! يا دكتور خزنة المحلية فاضية وما فيها ولا حتى ستمية مليون !
– خلاص يا سعادتك أدينى بس يوم الليلة ده وبكرة بإذن الله أكون لقيت ليا حاجة !
– خلاص يا جماعة أنحن نفض الإجتماع ده ونأجلو لحدت بكرة عشان نشوف دكتور عبدالمنتقم ح يبتكر لينا شنو؟
في الاجتماع :
– (رئيس المحلية) : بسم الله الرحمن الرحيم! “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسولُه والمؤمنون” (صدق الله العظيم) . (يلتفت إلى دكتور عبدالمنتقم قائلاً ) : أها يا دكتور إن شاء الله لقيت لينا حل !
– الحل فى ستات الشاى !
– (الجميع فى دهشة) : ستات الشااااى؟
– أيوه ستات الشاى .. شوفو البلد دى فيها كم ست شاى؟ على باليمين الستات الفى سوق ليبيا ديل براهم يفكوا ليكم زنقتكم دى !
– (ريئيس المحلية) : دى فكرة جهنمية لكن نشيل منهن القروش دى كيف ؟
– دى عاوزة ليها كيف ؟ مال عبدالمنتقم بيعمل فى شنو؟
– ممكن تشرح لينا شوية؟
– نحنا (النسوان) ديل بدل ما يتبهدلن ويجن شايلات عدتهن .. بنابر ومناقد وكوانين وكبابى وكفتيرات نحنا نوفرا ليهن !
– (بصوت واحد) : نوفرا ليهن ؟ إنتا يا دكتور ما نصيح؟
– أيوا نوفرا ليهن .. بس نشيل منهن إيجار !!
– (بصوت واحد) : الله لا كسبك يا عبدالمنتقم .. طيب ما فد مرة نبيع ليهم الفحم والشاى واللبن والنعناع والقرفة !
– لا لا ما ينفع كده .. هو أنحنا فاضيين عشان نبيع حاجات زى دى ؟ نحنا عندنا مسئوليات وطنية جسام ! وعشان كده ح نبدأ بتأجير البنابر فى المرحلة دى وبعدين نشوف قصة الكفتيرات والكبابى والملاعق كمرحلة ثانية
– لكن نجيب ليهم موظفين يتابعوا الموضوع ده كيف؟
– موظفين شنو؟ نحنا نطرح الموضوع ده فى عطاء .. نمسك قروشنا والزول البيقع ليهو العطاء يقوم بالقصة دى !
بالفعل ما أن إنتهى الإجتماع حتى قامت المحلية بتنفيذ القرار حيث طرحت (عطاء تأجير بنابر وكراسى ستات الشاى) حيث فاز به بعد أقل من ثلاثة دقائق من طرحه (تمساح الدميرة) المليونير الشهير الذى بدأ حياته العملية كبائع للشاى بسوق الملجة .
كان القرار واضحاً بعدم إحضار اى بنابر أو كراسى بواسطة (ستات الشاى) وإلا تعرضت للمصادرة وقد حدث ذلك عدة مرات ، حتى لا يتأثر إيرادهن الضعيف أساساً فقد بدأت بعض النسوة فى تخفيض عدد الكراسى والبنابر المستخدمة ، كمات لم تسمح الحالة المادية لبعضهن بذلك فآثرن عدم التأجير وأصبح زبائنهن يقومون بشرب الشاى (وقافى) ومن هؤلاء النسوة (عوضية أم العيال) والتى بعد أن لاحظت أن زبائنها يقل عددهم شيئاً فشيئا بسبب عدم وجود كراسى أو بنابر قامت بوضع بعض (الحجار الكبيرة) ليجلس عليها الزبائن لتفاجأ بعربة بوكس تقف أمامها ينزل منها بعض الأشخاص :
– واحد حجر.. إتنين حجر .. ستة .. عشرة .. طيب عشره فى خمسمية .. معانا الواحد .. سته ألف وأربعمية وعشرين !
كسرة :
موضوع هذا السيناريو حقيقى .. نرفعه للمسئولين .. للتنوير وإتخاذ اللازم لرفع هذا الظلم المبين .. عشان الواحد بعدين لمن تحصل (ثورة بنابر) ويقع الفاس فى الرأس ما يتفاجأ و يجى يقول (الآن فهمتا) !!
يا أستاذ
مش برضو ناس المحليات عندهم جبايات عتب وتجديد حكر؟ أنا خايف يوم زى بتاع المحلية العبقرى الإنت ذكرته فى مقالك ده يطلع يوم بقرار حصر ما بمنزلك لتدفع عليه جباية… كل شئ جايز فى الزمن ده!!!! حتى (…………………………..)
أنا قلت حاجة؟
جبرا يا خطير أهو كده من السوق للبيت يشارع العدني عديل.
اشهد انه مقال ممتع وممارسة امينة لساطة الصحافة الرابعة وغلبت به جماعة الانقاذ فى عقر دارهم التى يزعمون لان فيه امر بالمعروف ونهى عن المنكر بالطريقة الاسلامية الصحيحة دون ضجيج ولا تهليل ولا تكبير لكنك كمن ينادى فى الظلمات وسوف يخرج عليك عبد المنتقم ليقول لك انه استند على قوله تعالى خذ من امواهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلى عليهم ان صلاتك سكن لهم وينتهى الامر بالصلاة على ستات الشاى ولكنها صلاة جنازة ويمنع مقالك من النشر بحجة محاربة شرع الله وتقويض الدستور
تمساح اب كبلو الضارب الليا يبلع جب وجب لخصيمو جدليا …
كسرة:
وكيف يكون تمساح الدميرة
يا استاذ جبره انا من اكثر المعجبين بكتاباتك انا قرات لك هذا المقال قبل 4 اشهر او زياده نحن لا نريد التكرار ولكن نريد الفريش والكسرة العجيبه بتريحنا في حنانا متعك الله بالصحة والعافيه
السلام عليكم يابروف والله ضحكتني الله ابارك فيك لكن يا بروف دي ح تكون ثورة بنابر ولا ثورة شاي منعنع او ثورة النعنااااع علي قياس ثورة الياسمين
الهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احداً
يا جبرا الجباية دي مش هى الجزية ؟
على أيام المستعمر الإنجليزي للسودان لم تكن هناك وظائف ولاأعمال تجارية لمظم الإخوة في الجنوب (الدولة الوليدة) (نتيجة زواج غير ……….) …… المهم فكر عبد المنتقم الجبار الخواجة الإنجليزي وابتكر ضريبة اسمها (بلنج بلنج) وتدفع على كل رأس من البشر أو ال….. كما يحب أهل الإنتباهة . الفكرة مهداه إلى د. عبد المنتقم مجاناً دون ملكية فكرية دعماً للمشروع الحضاري في ثوبه الجديد .
ـ يا عسكرى طلع لينا من الدفار ده خمسمييايه …
ـ يا بتاع الدفار الرخصه والمنفستو …
ـ حاضر ..( الأوراق كلها تمام )
ـ طيب .. نزل البضاعه بتاعتك دى عشان فى مشكله وفيها ناس ماتو ونحن عربيتنا معطله والقانون بيلزمك بمساعدة الشرطه ….
ـ يأ أخوى أسمع دى خمسمايه أجرو ليكم دفار بيها عشان أنا لازم أوصل البضاعه دى اليوم …..
ـ …………………فهم ………………….
للأسف الشديد الزكاة كمان أصبحت جباية …. لمدة 6 سنوات أدفع الضرائب والزكاة (لم يبلغ النصاب ) بالمغتربين , وقبل شهر وأثناء إجازتي السنوية تفاجأت ان موظف الزكاة يفرض زكاة قدرها 88 دولار , وبسؤالى له حيث ابرزت جميع الايصالات التى بحوزتي وتثبت ان راتبي لا يبلغ النصاب … اجابني ان هذا اجراء جديد حيث يتم أخذ ما قيمته 30% من الراتب .. ذكرت له اننى أعول اسرتي في السودان ومديون … قال لى ما عندهم دعوي بذلك لكن اذا داير تأجل ما في مشكلة … ياهو دا السودان … الزكاة دخلت الجبايات …. حسبنا الله ونعم الوكيل …. ونفوض أمرنا لله في اسماءه " المنتقم الجبار القهار "
والله مجنون
جبرة
انت تتحمل مسئولية افكار كهذه
الا تخشى ان يستعملها مرضى العقلية (اقصد المحلية)
وتكون جنيت على ستات الشاي المسكينـــــــــــــــــــــــات
يعطيك العافية يااخ جبرا والله عندما تكتب احس انك تعبر عنى وعنهم وعنهن وعن كل الشرفاء الانقياء من هذا الشعب الفضل فى الوطن الفضل سلم فاهك ولا شلت يداك امضى بنا قدما وغدا لناظرة قريب فجر الانعتاق والحريه والسياده والمواطنه الحقة والله الموفق ;) ;) ;) ;)
اللهم عجل لنا بالخلاص منهولاء الماجورين الذين استعبدو الشعب
ياجبره الله اجبر خاترك…. عندما اقرأ كتاباتك الفى المليان دى اقول بينى وبين نفسى دى تنفع اسكتشات دراميه وبالتحديد نديها لفرقة الاصدقاء ناس محمد نعيم عشان توصل لكل الناس…كدى فكر فيها…
مع تحياتى…