المتصوفة.. انتفاضة اضطرارية

جنة الشوك
المتصوفة.. انتفاضة اضطرارية
من الصعب أن نفصل بين توقيت إخراج الأستاذ الياقوتي الوزير الصوفي السابق بوزارة الإرشاد والأوقاف للهواء الساخن المكتوم في قلبه حول أسباب مغادرته للوزارة وبين شروع شخصيات صوفية في تكوين حزب سياسي يخص الجماعات المتصوفة في البلاد ويحمل صوتهم ويحمي وجودهم المُهَدَّدْ بسبب تمكن التيارات السلفية واتجاهها للسيطرة التامة على القرار الديني الرسمي في السودان وإقصاء الإسلام الصوفي.
إن حديث الوزير السابق للأخ الأستاذ الطاهر التوم في فضائية سودانية 24 يخرج بصراع الصوفية والسلفيين ببعده السياسي في السودان من داخل أسوار المساجد وحدود المنابر الدينية لكل منهما إلى ساحات المواجهة الإعلامية المكشوفة..
ويعزز الخطوة سياسياً ذلك التصريح المتزامن مع حديث الياقوتي الذي أطلقه الأمين العام لرابطة علماء التصوف في السودان محمد المنتصر الإزيرق في حديثه لصحيفة آخر لحظة أمس بأن الصوفية في السودان بصدد الإعلان عن حزبهم السياسي بعد أن شرعوا في تكوين لجنة من 500 شخصية بينهم سياسيون وأطباء ومهندسون وإعلاميون من داخل وخارج السودان من أجل إنشاء هذا الحزب السياسي الصوفي داخل السودان وذلك تعبيراً عن الإسلام الوسطي وبالطبع مواجهة لإسلام الجماعات السلفية، التي ظلت تمارس انتقادات حادة للمتصوفة تصل إلى درجة تكفيرهم ووصفهم بالشرك والابتداع في الدين.
إنها انتفاضة الصوفية في السودان.. وثورتهم الاضطرارية.. فقد كنا في الماضي نعيش واقع لجوء السياسة إلى الدين.. ولجوء السياسي إلى الديني ليضفي على عمله ونشاطه السياسي واجهة دينية ويُكِسبْ نشاطه السياسي صفة العمل الديني الخالص لله.
وكان ذلك يحدث لأن السياسي دائماً يكون موقفه أضعف من الديني ومصداقيته أقل.
أما أن تحتاج جماعات دينية راسخة في المجتمع مثل المتصوفة إلى سلطة السياسة والسياسي لتأمين وحماية وجودهم فإن ذلك أمر جديد تماماً في تقديري.
خاصة إذا كانت تلك الجماعة الدينية التي صارت مستضعفة في المجتمع هي جماعة المتصوفة الذين ظلوا يمثلون التيار الديني التقليدي الأوسع انتشاراً في المجتمع السوداني.
التدين السوداني هو تدين صوفي في أصله.. لكن ما يشكو منه الياقوتي بكونه وزيرا صوفيا تعرض لإقصاء بواسطة السلفيين أو من يحمي ويحمل أفكارهم وتوجهاتهم من النافذين في الدولة يشير إلى تغيير كبير يحدث في ثقافة التدين في السودان ليس تغييراً طبيعياً لكنه تغيير محمي بالسلطة.
لا لوم على المتصوفة في نوعية التفكير لحماية طرحهم الديني الوسطي في ظل حرب بدأت تستخدم قوة السلطة السياسية في معركتها الدينية والفكرية ضدهم.
لا لوم عليهم إطلاقاً.. لكن هذا لا يعني أن تكوينهم لحزب سياسي هو أمر محبوب ونتيجة إيجابية لهذا الصراع.. فقط هو خيار اضطراري يمكن استيعابه وتفهمه.
نحن نعتبر أن التصوف حديقة روحانية ظلت دائما هي الصديقة لبيئة المجتمع الإسلامي السوداني.. ملاذ التائب ومخرج القلب المتوحل ومسلك النفس اللاهثة إلى الله وبرهان الروح وبصيرة العارفين.
لم نكن نريد أن يضطر المتصوفة للاستقواء بالسياسة لإدارة معركتهم.. فالتصوف في السودان حالة روحية عامة يحتفظ بها أصحاب لافتات وتوجهات سياسية مختلفة ويودعونها في أعماق إيمانهم وتدينهم الشخصي.. فتجد الصوفي شيوعيا وإخوانيا وبعثيا.. لأنه مسلك العشاق وطريق اليقين.
كونوا جميعاً حزبهم السياسي وليذهب الإقصائيون من حيث أتوا.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
جمال علي حسن
اليوم التالي
الاخ جمال تحية طيبة كتاباتك جميلة وهادفة وتناولك لهذا الموضوع المهم غاية الروعة ولو سمحت لى أن اشاركك الرأي أولا المتصوفة أو المنتسبين لطريق القوم هم الأغلبية في هذا الوطن وبما أن الرسول صل الله عليه وسلم كان قائدا للجيش واماما للمسجد واصحابة كانوا حكاما للاقاليم وبعدلهم وتقشفهم وزهدهم انتشر الدين وعليه لا نرى اي تعارض فى أن يستلم الراية اهلها الحقيقيون ولا تنسى أن فيهم كل الكوادر المؤهلة لقيادة هذا البلد رافعين شعار (تجرد بذل إيثار)حباب الحزب الجديد والبرنامج جاهز
اهل التصوف لهم المقدره في قلب النوبه لبن فلم لا يقبلون الحكومه ويستولون علي السلطه أن فعلوا ذلك فهم اولي من غيرهم…
ركبوا مركب التوالي وعندما انتهت مهمتهم لفظوا وثار ثائرهم … كونوا ماتشاؤون من أحزاب…الا أن حزب الله هم المفلحون…
ما شاء الله الكاتب الجنجويدي الأفاك الكذاب اهتدى وصار صوفيا يخاف الله ويتيع سنة رسوله و يقول الحق ولو على نفسه !!!!!!!!!!!!!