وعود السراب وهيئة الإلهاء

بعد وعود ووعود من الرئيس البشير ونوابه وكل ولاة البحر الأحمر لبورتسودان منذ العام 2005 بمدها بمياه النيل ، أخيرا تضخم الجبل ثم تضخم ثم تضخم فولد هيئة شعبية لمد الولاية بمياه النيل فالوالى (الهادى) يكون هيئة شعبية لمد مياه النيل للبحر الأحمر ،
وهذا فى رأيي تنصل واضح وفاضح من الحكومة من واجباتها وإلتزاماتها وإلقائها على عاتق بعض الناس بإسم هيئة شعبية لتقوم هذه الهيئة الشعبية العظيمة ماشاء الله عليها بمهام قديرة ومسؤليات كبيرة عجزت أو “تعاجزت” عنها الحكومات المركزية والولائية تنفيذ “توصيل مياه النيل لبورتسودان” وهذه الهيئة ليست لديها ميزانية دولة ولا منح دولية لتقوم بواجب الحكومة بدلا عنها……وهذه الخطوة الغريبة التى قام بها والي البحر الأحمر بتكوين هيئة شعبية لمياه النيل صراحة هى إخراج قضية المياه عن مسارها الطبيعى إن كان لها مسار طبيعى الى مسار آخر لن يجلب مياه ولن يجعل القضية حية ومتقدة كما كانت بل سيجعلها قضية ميتة وثانوية يتم النقاش حولها من حين الى آخر من السادة أعضاء الهيئة الشعبية الذين لن يفلحوا سوى بمعرفة بعضهم البعض فى حلقات التعارف التى ستكون بينهم وهذا أيضا مكسب إجتماعى جيد لكنه لن يفيد القضية فى شيء ، واذا كان الوالي جادا فى مسعاه لذهب الى دهاقنة نظامه فى العاصمة الخرطوم مباشرة الذين أفتى أحدهم قبل سنوات بعدم جدوى المشروع أصلا وسألهم عن أسباب منعهم الحقيقية لبورتسودان من مياه النيل وأسباب عدم إيفائهم بوعودهم المكررة المتكررة ولماذا كانوا يعدون المواطن مرات ومرات بشيء لم يكن ولن يكون وبأمر لا أمر لهم فيه ، وصارح مواطنى الولاية بالأسباب الحقيقية وراء ذلك بدل تضيع جهود الناس فى هيئات شعبية لا تقدم ولا تؤخر ، وإهدار وقت المواطنين فى أشياء لن تتحقق فلو كان بإمكان حكومته العمل مجرد العمل فقط لتوصيل المياه لما كون هذه الهيئة المواطنية أو الشعبية كما قالوا ولا أدرى الفرق بينهما، إذن لماذا يا ترى كون هذه الهيئة أيريد أن يقول أن من فشل فى توصيل المياه لبورتسودان ليس الحكومة وحدها وإنما حتى بعض مواطنى بورتسودان متمثلين فى هيئة شعبية كونها سيادته فشلوا فى المهمة مع أنه يعلم أن هذه الهيئة لا تملك عصا موسي لتشق النيل الى مدينة بورتسودان لتنساب المياه وتروى فى طريقها كل مدن الولاية قبل أن تصل بورتسودان وتحقق الهيئة حلم راود الكثيرين من مواطنى البحر الأحمر ؟ أم يا ترى يريد قتل القضية تماشيا مع المثل السوداني القائل إذا أردت أن تقتل قضية كون لها لجنة فكون لها هيئة (عديل) شوية أكبر من اللجنة (موش) لكى لا تقوم لها قائمة….فالمياه لن تأتى للبحر الأحمر فى هذه الظروف السودانية ولم تأتى حينما كان السودان دولة بترولية فهو يعلم ذلك وانت تعلم وذاك يعلم وكلنا يعلم والسودان اليوم على حافة الإفلاس ، ومن الصدق مع النفس والمصالحة مع الذات ، عدم خداع الناس ، والكذب عليهم ، وغشهم بهيئات ولجان “إلهائية” تلهى الناس بقضية المياه وتشغل بالهم بها عن غياب الخدمات الضرورية الأخرى بالولاية بحضرها وريفها ، ولكن الناس أوعى من ذلك ولن تضيع زمنها ووقتها فى هذه الهيئة والتحدث فيها والتحدث عنها ، وستلفت أنظارها عنها لقضايا الولاية الأخرى ﻷن الهيئة ولدت ميتة ولا تملك تفويض ولا ما يقتضيه التفويض من مال لا تريد الحكومة المركزية دفعه فكيف بهيئة شعبية مسكينة تضم بعض الناس الغلابة أن تقوم بدور لا تنوى الحكومة بكل إمكانياتها القيام به حينما كانت غنية وحينما “تفافرت” الآن وهى غنية ،وبالله يا ناس حكومة البحر ألعبوا بغيرها إذا أرادتم إنجاز مشروع مياه النيل للولاية فألاعيبكم (الهيئة الشعبية) والمسميات البراقة هذه مكشوفة للجميع ولن تنطلى ﻷصغر مواطن فى أقصي ريفى جبال البحر الأحمر.

عمر طاهر أبوآمنه
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هههه حتى لو الوضع كويس والأموال متوفرة والانابيب متواجدة بكثرة… المصريين ما حيسمحوا ليهم وحيرفضوا رفض شديد والكيزان عارفين الحقيقة المرة دي لكن طبعا ما حيصرحوا بيها عشان السيادة وكدة….
    مياه النيل لي بورتسودان هو موضوع مصري سوداني ، لا لجان ولا مفوضية

  2. هههه حتى لو الوضع كويس والأموال متوفرة والانابيب متواجدة بكثرة… المصريين ما حيسمحوا ليهم وحيرفضوا رفض شديد والكيزان عارفين الحقيقة المرة دي لكن طبعا ما حيصرحوا بيها عشان السيادة وكدة….
    مياه النيل لي بورتسودان هو موضوع مصري سوداني ، لا لجان ولا مفوضية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..