مقالات سياسية

الفرصة الحقيقية للتغيير !

أيمن الصادق
نقترب من اكتمال عام كامل  معايشةً لأوضاع  الحرب ، نرزح تحت وطأتها وكل ما تحمل ؛ فقد أصحبت الحرب  حقيقة مؤسفة للغاية رغم تحذيراتنا المبكرة ، و التي جاءت بمختلف الصيغ والمواضِع ، ومع ذلك لست هنا بصدد البكاء على اللبن المسكوب ؛ بقدر ما أنني أكتب محذرًا  ؛ ولكن هذه المرة من الخسران المبين ؛ والذي يعني عندي أن تضع الحرب أوزارها ونصبح – نحن المواطنين/ات – على الحالة نفسها التي كنا عليها قبل ١٥ ابريل ٢٠٢٣ ( لم نتغير ) .
فبعيدًا عن الساسة والسياسة ، وتناسيًا لأجهزة الدولة الرسمية ؛ هل نحن مستعدين لبداية مختلفة مع بلادنا ؟ … وبما أنه قد فشل الجميع (مدنيين ، وعسكريين ) طيلة العقود الماضية في صياغة واقع أفضل ، ووضع  محترم ، أو حتى التخطيط لمستقبل  لقادم الأجيال بصورة مقبولة لبلادنا ،  أو على أقل تقدير الفشل في  منع حدوث الأسوأ الذي يجري الآن  ؛ حريُ بالمواطنين/ات القيام بذلك ، ولسنا بحاجة لإجتماعات  ، ولا منابر ، ولا أحزاب وكشوفات ، ولا أختام ومقرات  ؛ فقط أن الجميع بحاجة إلى التغيير الذاتي ، ومن ثم مراجعة مواقفه وسلوكه تجاه بلده وكل ما يتعلق ،،، وهذا ببساطة يعني احترامك للوطن   والشعب ، وكل الامتدادات المرتبطه بذلك وبجميع القيم الإنسانية والوطنية ، والقوانين …. فأزمتنا الحقيقة في تقديم المصالح ، والانتصارات  الصغيرة على على حساب مصلحة البلد ، وسمعته ، وصورته بين الأمم ، فيجب أن نتعامل مع ذلك بتقديس كامل ، ولا نقبل فيه المساس ؛ بالمقابل  سنجد أننا تغيرنا  لشعب يراعي كل شئ ، وحققنا  ما نريد على كل المستويات ( العامة ، الخاصة ) وعندها فقط سيرعوي كل من يتقدم الناس ويَحْذَر الرقابة الصارمة  ؛ لأن خلفه شعب ( كتلة واحدة )حريص على مصلحة بلاده ، ولن يجامل في ذلك ( مسألة مبدأ ) وتصبح هي الخارطة العامة التي يرسمها المواطنين .
يجب أن يقول الشعب كلمته عبر السلوك العام تجاه بلده ،وموقفه ، فالذي نعايشه الآن هو بسبب عدم التركيز على القيم الوطنية وأصبح المواطنين كأنهم حقل تجارب ، وهذا غير مقبول إن فكرنا فيه ( مليًا) .
أما حجري العثرة ، والزاوية في ذلك ؛ هو التخلي عن الأنانية ، ولا ننسى أن هنالك تضحيات ناعمه لها أثر كبير في تغيير الواقع على المدى البعيد  مجملها  ( الانطلاق دائمًا من نقطة مراعاة المصلحة الكلية ، وحقوق الغير ؛ وذلك في كل حركة وسكون ) .
أتمنى أن تنتهي هذه الحرب اليوم قبل الغد ؛ لتبدأ مرحلة بناء حقيقة بصورة صامته تبدأ من دواخلنا ( النقية ، ووجداننا السليم) فلا خير فينا إن لم تغيرنا كل هذه الهزة القوية ، ورغم قسوتها ،وفظاعتها وإتيانها بأسوأ من ما كان يتوقعه أعظم المتشائمين ؛ الا أنها فرصة حقيقة للتغيير  ، وكلمة السر ؛ تجاوز الغبن ، والمرارات ، والتشفي، والاعاذة بالله من الغل والحسد ، و ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية .

 

في السبت، ٢٠ يناير ٢٠٢٤, ٢٠:١٩ Ayman Alsadig <[email protected]> كتب:
الأثر البيئي  في حرب السودان
‘نصف الكوب ‘
أيمن الصادق
من الآثار الواضحة للحروب ؛ الخراب والدمار ، ونسف الطمأنينة والاستقرار للناس ويمتد ذلك وينعكس كواقع مزري  في كل الجوانب الحسية والمعنوية  ،ولكن يبقى التحدي الأهم والاولوية هو العمل على إزالتها ، والتخفيف من أثرها على المواطنين وهذا جانب بطبيعة الحال في مثل هذه الظروف يتطلب تدخلات عاجلة ومبادرات تنظر للأوضاع من خارج صندوق العمل  الروتيني  ( الايواء ، والاعانات ، الإغاثة  ) وبما أنه تطاول أمد الحرب – والتي اتمنى أن تنتهي الآن –  فنحن في حاجة عاجلة لمعالجة الآثار البيئية والنفسية على المواطنين في المناطق الملتهبة أو في مدن وقرى النزوح ؛ فالأثر البيئي بمفهومه الشامل المتمثل في التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكل ما يرتبط بحياة الناس بدأ واضحًا واستفحل في مواضع كثيرة ، وفي الحقيقة لا تعويل على أي دور رسمي في هذا التوقيت ، ولكن رغم ذلك اتمنى أن تتوفر الخطط لمعالجة ذلك على المدى القريب والبعيد يتم تنفيذها بالقدر الذي تسمح به الأوضاع .
كل ربوع السودان تأثر بأوضاع الحرب في صحة البيئة ، وفي الأوضاع المعيشية ، والعلاقات ،الاقتصاد ، والسلوكيات ، الخدمات وغير ذلك بالتالي التحدي كبير ؛ لبذل جهود اكبر في الجوانب  المهملة ؛ لأن الكثير من المبادرات الطوعية الآن تتشابه في المشروعات وخطط العمل ، و النشاط .
قصدت في هذه المساحة لفت الإنتباه لقضايا البيئة في كل جوانبها ؛ فهو أمر يجب الإنتباه له في كل الظروف والأوضاع ( السلم،والحرب) -وبالطبع نحن الآن نواجه مشكلات خطيرة محيطة خاصة في مناطق الاشتباك حيث التلوث ، وتحلل الجثث، ومتفجرات ومواد خطرة ،وأيضًا  انقطاع  الخدمات الضرورية ، والمياه الصالحة للشرب ، والاحتياجات الأساسية …عليه نأمل في خطوات في هذا الاتجاه تبدأ برفع الوعي وبث رسائل الهدف منها مراعاة الجوانب الصحية والبيئية ، وما يتعلق بصحة المواطن وسلامته (النفسية والجسدية )في كل مكان خاصة في مواقع الايواء ، ومدن النزوح التي استقبلت أعداد كبيرة من المواطنين وللأسف لم يتبع ذلك في كثير من الولايات تحرك يُحدثك عن مراعاتهم لصحة البيئة وما يتعلق بحياة المواطن وكل ما يعايشه الآن.
و معًا  لأجل مواطنينا ، فالمسؤولية جماعية .
لطفك ربي .
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..