الخرطوم.. (بتقيف)..!

منكم

عند اهلنا في الريف مقولة مشهوره ..صارت فيما بعد مثلا ..يكثر تداوله في مثل هذه الظروف التي نعيشها فيقولون.. (بجي الخريف واللواري بتقيف..!) ويقصدون به انه عند حلول فصل الخريف وهطول الامطار (بغذاره) فالعربه اللوري التي يكثر استخدامها في الارياف لن تستطيع الحركه ويضطر اصحابها احيانا لا ايقافها طيلة فترة الخريف.
المشهد الذي شاهدته امس اثناء تجوالي في الخرطوم العاصمه يشبه الى حد كبير مضمون ذلك المثل ..ويمكنني ببساطه شديده بعد ما رايت ان احل كلمة الخرطوم محل اللواري لتصبح الجمله (بجي الخريف والخرطوم بتقيف..!) .
نعم في كل عام ومنذ عقود ظلت الامطار (تعطل) حركة الخرطوم كلها ..فلا الماره في الشوارع يستطيعون السير ولا السيارات تستطيع المرور..! .
ظللنا نفتخر دائما باننا كسودانيون (احسن ناس )في الطب والهندسه وجميع التخصصات ..بل ونتباهى امام العالم اجمع بان الكوادر السودانيه المهاجره من المهندسون والاداريون هي التي بنت دول الخليج مثلا .. وان اطباء السودان العاملون بالمستشفى الملكي في بريطانيا (اشطر دكاتره )على مستوى العالم .
لكن الواقع ان ( موية الخرطوم اليومين ديل بتكضب الغطاس) فالذي يحدث يقول بعكس ذلك ويثبت بالدليل القاطع ان السودانيون مهاجرون ومقيمون هم (افشل) من مشى على وجه الارض..! فهاهي بلدهم هذا حاله..! وعاصمتهم هاهو منظرها..!.
اذ كيف لبلد ..يغرق في (شبر مويه) كل حين ان تكون عنده عقول فذه كما يدعي اهله..!.
تفسيرنا لمشكلة غرق الخرطوم سنويا نعزيه دائما لا اسباب اداريه ونحمله لحكومة الولاية وحكومات المحليات ..ونقول لم يفعلوا كذا او كذا ولو انهم فعلوا كذا منذ وقت مبكر ماكان لذلك ان يحدث..!ّ.
في تقديري ان المشكله في عدم امتلاكنا لعقول مبدعه في مجال هندسة وتخطيط المدن ..اذ اننا لوكنا نمتلك امثال هولاء لن تتكرر عندنا مثل هذه الكوارث كل سنة.
حلول المشاكل المتعصيه والمتكرره ايا كانت تحتاج ان تتعامل معها عقول مفكره مبدعه ومتخصصه ..لا ان تترك هكذا لا اداريون افنديه ..كل الذي عندهم من فهم قيامهم بتنظيف المصارف والمجاري من الاوساخ كعمل روتيني ليس فيه اية اضافة جديده.
ان مايحدث للعاصمه في خريف كل عام يعد فضيحه كبرى ..حيث ان الصورة الراهنه تكشف للعالم من حولنا اننا بلد متخلف للغايه.
كانت الخرطوم في السابق (انظف) عاصمه في افريقيا ولكنها اليوم صارت (اقذرها)..!.
المساله تحتاج للوقوف عندها كثيرا .. وان يتم النظر لها من بعد قومي فالخرطوم هي واجهة البلاد ..ويجب ان تجتهد العقول السودانيه ..في الخارج والداخل لا ايجاد حل لهذه المشكله المزمنه ..حتى وان رعت الحكومه الاتحاديه مؤتمرا خاصا بتخطيط وهندسة العاصمه دعت للمشاركه فيه خبراء اجانب..وذلك لعدم توفر عقول سودانيه في المجال وان تكون توصياته التي يخرج بها (واجبة) التنفيذ..!.

[email][email protected][/email]