عندما تستحي الحيوانات من تصرفات البشر

⊙ حيوانات ولا بشر:
🔵 متى يستحي البشر من الحيوانات..؟!
✍ “اتق شرّ من أحسنت إليه”..
يبدوا أنّ قائل هذا
المثل الشعبي..
كان واضحاً
أنّه يقصد بها الإنسان..
فقد أثبتت التجارب الإنسانية..
أنّ الحيوانات..
خارج نطاق هذه القاعدة..
فهي تزداد وفاءاً وعطاءاً..
كلّما تُحسن إليها..
✍ “يا كلب”..
عبارة نتخذها
كتعبير عن الإساءة..
نسئ بها بعضنا بعضاً..
ولا ندري أن الكلب
قد يستحي من الغدر والخيانة..
التي يتصف بها بعض البشر..
بل أنه قد يكون أفضل من بعضنا.. كرفيق وصديق وفي ومخلص.
✍ بينما بعض البشر يفارقون بعضهم البعض..
ضاربين بالإلفة وصلة الرحم أحياناً عرض الحائط..
بل أنّ بعضهم يتمنى
رحيل الآخر عن الحياة..
ليستأثر بالمال أو غيره..
فيرحل بلا احساس..
ويفارق.. “عينو قوية”..
نجد من الحيوانات..
من يحفظ العشرة والإلفة..
ليعطي الإنسان درساً..
في الوُدّ والتواصل..
الغوريلا..
من الحيوانات التي تعرف معنى الوفاء.. والحزن العميق لفراق من تُحب..
بل حتى أن إنفعالات الحزن..
قد تبدو واضحة في محياها..
فتزرف الدموع وتبكي..
✍ القط والقطة..
من الحيوانات الودودة..
المهذبة..
التي تستأنس بصحبة الإنسان..
وتفيض وفاءاً وعرفاناً..
لصداقته..
وكلّما يزداد الإنسان جفاءاً لها تجدها “تتمسح” بقدميه..
تطلب الدفء والقرب منه..
بينما يبخل الإنسان..
بقطعة لحم صغيرة يرحمها بها..
بل أنّ بعضهم يقوم بضربها..
ونهرها في تعامل لا أخلاقي بالمرة..
الوحيدون من يفهمون شعورها واحساسها هم الأطفال..
✍ “الحمار”..
دوماً يعطينا أمثلة حيّة في التحمل والصبر..
يعمل ليل نهار..
بطاقات جبّارة، مكتفياً
بما يقدمه له الإنسان من طعام..
يعكس البخل في نفس صاحبه..
وبعد هذا كله..
نستخدم كلمة “يا حمار”..
لنسئ بها بعضنا بعضاً..
✍ ما لا يعلمه الكثيرون..
أنّ هنالك حيوانات كثيرة أخرى..
تحمل من الأخلاق الحميدة..
مالا يتوفر في الإنسان..
الحوت معروف عنه القوة والتعاون..
الحصان.. مثال للوفاء والاخلاص..
الفيل من الحيوانات التي لا تنسى الإلفة والعشرة..
لعشرات السنين..
وغيرها وغيرها..
✍ لا يوجد على ظهر الأرض..
أسوأ منّا نحن البشر..
تنعدم فينا الرحمة..
والإلفة..
وتتفشى فينا الأنانية..
و”النرجسية”..
وحب الذات..
ومُصابين بأمراض الجشع..
والطمع..
والغرور..
والتكبر..
تمتلئ قلوبنا وتفيض بالكراهية..
لا نرحم بعضنا بعضاً..
ولا نرحم حتى الحيوانات التي لا تستطيع أن تشكي..
وتنطق بآلامها ومعاناتها معنا..
✍ لا تتألم قلبوبنا..
لرؤية صاحب “الكارو”..
وهو يسئ معاملة “الحمار” أو “الحصان”..
بلا إنسانية وبلا رحمة..
ولا نعطف على.. “قطة”..
مريضة.. معنا بالبيت..
ولا نهتم بها..
ولا تتحرك أحاسيسنا نحوها..
✍ نحن البشر..
نتلهف على الدنيا..
وكأننا خالدين فيها..
وقد نسينا الموت..
ونسينا لقاء الله عزوجل..
ولهذا نحن تائهون..
ومازلنا ندّعي.. أننا الأفضل..
✍ لو كانت الحيوانات تسئ لبعضها..
لنطق الحمار للحصان قائلاً..
“يا بشر”..
✍ روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
(بينما رجل يمشى فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها،
ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من شدة العطش،
قال: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي،
فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى الكلب ! فشكر الله له، فغفر له)،
قالوا يا رسول الله! وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال:
(في كل كبد رطبة أجر)..
✍ علي جعفر (بابا)
[email][email protected][/email]