قاتلهم الله يا أمنية..!!

هل هو منّا من لم يرحم صغُيرنا ..؟
قال أحد العُلماء في شرحه لحديث نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه هذا (ليس منّا) أي ليس مثلنا من لم يرحم صغيرنا لعجزه في الدفاع عن نفسه وبراءته عن قبائح الأعمال ، وهل هُناك أقبح وأفظع ممّن يغتصب ويفتك بصغيرٍ لا حول له ولا قوة ، ليس منّا هو ولن يُشرفنا أمثاله وليذهب غير مأسوف عليه بلا رأفة تُدنيه إلى الجحيم وليشهد عذابه وقتله الناس في ميادينهم ليتعظ من هُم مثله..
أجواء تحمل الكثير من الرُعب والخوف باتت تُهدد الأسر من إنتشار وتنامي كارثة إغتصاب الأطفال في بلادٍ يلهث الآباء فيها وكثير من الأمهات لتوفير مُعينات حياة باتت عصية ، كارثة للأسف تمددت وانتشرت وعمت المُدن والقُرى الآمنة هددت أمن أهلها وأقلقت مضاجعهم وازداد خوفهم على فلذات أكبادهم الأبرياء من وحوش بشرية مسعورة تتحين الفرص لافتراسهم وبلا رحمة..
إنها ليست حالات متفرقة (شاذة) حتى نتجاهلها ونستُر فاعلها رُبما يعود إلى رُشده بشراً سويا لكنها حوادث توالت بات الجميع يخشى حُدوثها والمُغتصَب هو طفلي وطفلك والمُغتصِب أيضاً هو منّا عندما كان سوياً في سلوكِه وفي طباعه وما يُهمني قطعاً يهُمك ما دُمنا نحيا في رُقعة جُغرافية واحدة إجتمعنا فيها واجتمعت مصالحُنا وتشابهت فيها ظُروفنا ، ظاهرة يجب أن لا نُعين فاعلها بالسكوت عليه وعدم إفتضاح أمره خوفاً على أسرنا وأطفالنا منه ..
كُنا وما زلنا أحد أسباب تمدد الكارثة والمُساهمة في خلق جيل مُعقد غير سوي لم يجد الحماية ولا الرعاية وتركنا له الذئب حُراً بعد السُكوت عليه يفترس في المزيد من أطفالنا الأبرياء ومتى شاء..
هكذا تمددت الظاهرة وسرق الخوف منهم نعمة البراءة والطفولة السعيدة والإستمتاع بها ، سرقها الرُعب من المُعتدي الخبيث المريض بفعلِه المُدمِر لنفسياتهم والتلذذ بعذابهم وقتلهم بوحشية ..
من الذي يُقتِل أطفالنا من المُشتكى ومن المسؤول..؟
الأسرة يا تُرى وغياب أربابها للبحث عن توفير أسباب الحياة لهم.؟
الدولة وغياب مؤسساتها التربوية ذات الصلة عن دورها ..؟
تهتك نسيج المُجتمع وغياب ثقافة الخوف منه ومن الكبير..؟
ثورة الاتصالات وانتشار مُعيناتها رُبما..؟
غياب الوازع الديني العميق وغياب المنابر عن دورها التوعوي..؟
من القاتل وما الحل والأخبار تترى واغتصاب طفل لم يعُد خبرا..؟
إغتصاب الطفلة (أمنية) في كوستي الوادعة الآمنة كانت كارثة حقيقية إهتزت لها أركان مدينة كوستى واهتزت لها قلوب الملايين من أهل السودان وبشاعة المشهد تُرغِم الجميع على البُكاء والنواح و(أمنية والديها) ترقد بلا حراك وسنواتها الثلاث لم يُمكننّها من التمييز بين الوحش المُفترس وبين الإنسان السوي وما أكثر الوحوش في زمانك يا أمنية قاتلهم الله..
نسأل الله السلامة..
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..