الأرملة التى رفضت طلب الرئيس ..

جاء في (حفلة التيس).. ان (الازمنة لم تعد للاسترخاءات الكبيرة مثلما فعل بيترونيو العظيم)..
ايها السادة: هل شاهدتم فيلم الواشي (Snitch).. الفيلم المقتبس من قصة حقيقة عن صبي صغير كان عُرضة لدخول السجن في قضية مخدرات هو بريء منها.. رغم ذلك صمت الصبي ولم يش للشرطة عن اصدقاءه.. والده شمر عن ساعد الجد وتولى مهمة اثبات البراءة .. قفز فوق الصعاب ليقدم الدليل الحاسم الذي يبعده عن متاهة السجن.. رغم العراقيل التى واجهته انتصر الاب الذي يمثل دوره (دوين جنسون) المشهور ب(زا روك) ثم قال لابنه في الختام انه يشعر بالفخر كونه لم يكن واشيا..
ايها السادة قال الشاعر شوقي:
مولاي ان الشمس في علياءها * انثي وكل الطيبات بنات..
نكرر كل الطيبات نساء..
في كل بيت قصة تحكي عن الطيبات من النساء.. اللائي تولين زمام الامور في الاسرة بعد وفاة ازواجهن.. حفرن الصعاب بالمعاول من اجل نجاح الابناء.. ادركن انهن لم يعدن مثل بيترونيو العظيم.. فلم تعد هناك مجالات للاسترخاءات العظيمة.. عليهن ان يوجهن جل جهدهن للعمل والكدح.. شعرن بالفخر كونهم لم يمددن ايدهن لاولئل الذين جرحوا افئدتهن.. تَوقَفتْ كثيرا عند قصة خديجة محمد عثمان التى دعاها السيد الرئيس لمقابلته ورفضت بكبرياء ان تلبي الدعوة.. اقشعر بدني حتى كادت دمعات تسقط من اعيني الجافة.. رفَضَتْ العرض الذي سينتشلها من الفاقة والفقر بل اَثرَتْ ان تربى ابناءها على قيم وموروثات والدهم .. قالت لجريدة التيار: (رحيل زوجي كان مصيبة لكني ربيت الأطفال دون الاحتياج لأحد) واردفت (وكان الجو خانقا ومقيدا وأفراد الجهاز كان يأتوننا في المنزل وأي حركة كانت متابعة “ضايقونا شديد ” حتي حقوقنا “أرضنا” رفضوا أن يعطونا لها حتي الان.. “تلتلة وعذاب” والسبب قيل ان الملف بأكمله غير موجود ولم نطالب بحقوق زوجي ورفضت أخذ معاشه الخاص بالقوات المسلحة لكن لاحقا أخذنا بعض الحقوق لكن الباقي عند الله).. لو انها وافقت على مقابلة البشير لما ضايقها احد ولاخذت الارض ولجاءتها حقوق زوجها كاملة تسعى ولعاشت في عز.. لكنها رفضت ان تعيش مثل بيترونيو العظيم لفظت الاستراخاءات الكبيرة..
هي انبل مثال لقول الشاعر..
كل الطيبات بنات..
انها زوجة الضابط محمد أحمد قاسم.. أحد قيادات انقلاب 28 رمضان.. قتلوه اولئك الذين يشبهون الملك هنري الثامن في اوجه عديدة.. قتله ذلك الرقيب الشقي الذي سرب لهم خطة الانقلاب..
تبا لهذا الرقيب الجبان.. لقد باع 28 ضابطا ليعدموا في رمضان .. 28 اسرة ترملت في يوم واحد.. اكثر من 100 طفل تيتموا..
ايها السادة لم ترب خديجة محمد عثمان طفلا واحدا.. بل كانوا تسعة من الاطفال.. لكنها نجحت وكسبت الرهان..
لها طلب واحد لم تلبه الحكومة وهو طلب بسيط لا يكلفها شيء.. قالت: (اليوم لا نعلم أين دفنوا؟ ولا نعلم عنهم شيئا هناك من يقول بالقرب من السجن الحربي وهناك من يقول دفنوا في المرخيات “الدروة ” أم درمان ، والحديث كثير ونحن نريد معرفة أين دفنوا؟
وعن علاقتهم بعمر البشير قالت: علاقات أسرية وكان يزورنا وهو صديق لزوجي.. زوجي كان ضمن الدفعة 18 “دفعة البشير”.. ولم أتخيل انه في يوم من الايام أن يصدق عمر البشيرعلى إعدام زوجي ولم أحاول أن أذهب أو أستجديه لاجل زوجي..
ايها السادة انظروا الى هذا الموقف الشجاع حين قالت: (أرسل الرئيس في طلبي ورفضت لأنه لا يمكن أن تقتل القتيل وتمشي في جنازته ولا أحد يقبل)..
كما معروف للكافة ان الاعدامات التى نفذت في ال 28 ضابط لم يكن للرئيس يد فيها.. نفذها اخرون ووضعوا الورقة والقلم امامه للتوقيع بعدما دفنوا الجثامين.. وعندما على الرئيس ان صديقه شمله قرار الموت قرر ان يسجل قرار شهم ويتولي رعاية اسرة الشهيد.. فمعروف ان الدولة في ذلك الزمان يديرها اناس لهم رؤوس ذئاب مثل أنوبيس إله الموتى عند الفراعنة.. وامامكم محاولة حسنى مبارك لم يعلم بها الرئيس الا بعدمت فشلت..
كانت خديجة نصف محمد أحمد قاسم الذي حوى كل المعاني النبيلة السامية.. عزة النفس وإباء النساء الجليلات..
أوا تدري من أنا ؟!
انا ام اليوم اسباب الهنا ..
انا نصف قد حوى كل المعاني..
ايها السادة:.. اذا رايتم رقيب سابق في الجيش يتطاول في البنيان او اصابته نعمة ظاهرة ربما هو من قام بالوشاية.. فللوشاية دوما ثمن قذر.. كان نابليون بونابرت يرمي لاولئل الذين يبيعون اوطانهم النقود على الارض.. يرفض ان يمدها لهم بيده.. فيده اطهر من يدنسها خائن ..
يظل السؤال الذي يتردد كيف استطاع رجلات هنري الثامن السكوت عن ذكر اسم هذا الرقيب رغم الانشقاقات والمفاصلات والكيد لبعضهم البعض والضرب تحت الحزام.. ان محاولة اغتيال حسنى مبارك التي هي اكبر واعظم بالتاكيد.. انكشفت كل تفاصيلها لكن امر هذا الرقيب الواشي ظل طي الكتمان طوال هذه الفترة لماذا.. لماذا.. انهم يريدون زيادة اوجاعنا..
في يوم ما سوف يجلس ذاك الرقيب الواشي امام التلفزيون ليشاهد فيلم الواشي (Snitch).. سيدرك ضحالته وجٌبْنه وهو يقبض ثمن موت 28 ضابط من خيرة الضباط.. كانوا يريدون انتشالنا من القتل والفقر والعوز والذل والمرض وصفوف الجاز وصفوف العيش وصفوف الغاز.. وسيدرك انه كم كان خسيس وهو يقبض قيمة وشايته.. لو ان هذا الرقيب صمت لكنا تجنبنا عدد كبير من الضحايا الذين تساقطوا لاحقا مثل (صفق) شجرة النيم.. لم يبع الرقيب الوضيع ال 28 ضابطا الذين ااتمنوه على سرهم لكنهم باع دولة كاملة واضاع شعب كامل..

النذير زيدان
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كم أجج هذا الموضوع الذكرى الحزينة في نفسي…ثلاث من معارفي ضمن شهداء رمضان!! للهِ درُّكِ يا خديجة محمد عثمان!!!

  2. نسأل الله الكريم الرحمة والمغفرة للشهيد البطل محمد أحمد قاسم الذى واجه الموت بالجسارة التى عرفناها منه عندما عملنا سويّاً فى سلاح المظلات.
    أسأل الله أن ينزله منزلة الصديقين والشهداء وأن يبارك فى زوجته وأبنائه وأن ينزل بالخونة أشدّ العقاب.

  3. بحمد الله كقد كبر الأشبال التسعة وشبوا عن الطوق، وورثوا عن أمهم كراهية هذا النظام المجرم السفاك للدماء..

    لا تعجبن إن رأيت رأس البشير محمولاً بيد أحد هؤلاء الأسود عند سقوط صنم هبل، فرد التحية بأحسن منها فريضة واجبة الأداء.

  4. كم أجج هذا الموضوع الذكرى الحزينة في نفسي…ثلاث من معارفي ضمن شهداء رمضان!! للهِ درُّكِ يا خديجة محمد عثمان!!!

  5. نسأل الله الكريم الرحمة والمغفرة للشهيد البطل محمد أحمد قاسم الذى واجه الموت بالجسارة التى عرفناها منه عندما عملنا سويّاً فى سلاح المظلات.
    أسأل الله أن ينزله منزلة الصديقين والشهداء وأن يبارك فى زوجته وأبنائه وأن ينزل بالخونة أشدّ العقاب.

  6. بحمد الله كقد كبر الأشبال التسعة وشبوا عن الطوق، وورثوا عن أمهم كراهية هذا النظام المجرم السفاك للدماء..

    لا تعجبن إن رأيت رأس البشير محمولاً بيد أحد هؤلاء الأسود عند سقوط صنم هبل، فرد التحية بأحسن منها فريضة واجبة الأداء.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..