هل أم فتفت والكوارع حلال أم حرام؟

على خلفية الفتوى المثيرة التي أطلقها الداعية ناجي مصطفى بتحريم السكر، وللغرابة سكت عن الملح، وهو نفسه الذي سبق أن حمل مسؤولية الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة للشعب، عنَّ لي أن أتساءل عما إذا كانت الأكلات الشعبية (أم فتفت والكوارع) حلال أم حرام، ذلك أن هذه الأكلات وغيرها لها مضارها الطبية بإجماع الأطباء، بل حتى اللحوم ذاتها والفواكه وأيما طعام إذا تم تناوله بإفراط يتسبب في الإضرار بالصحة، والحديث الشريف يقول: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)، وكانت فتوى (شيخنا) ناجي ستكون معقولة ومقبولة لو حذر من الإفراط في تناول السكر وبالمثل الملح وحث على التقليل من استخدامهما لأقل قدر ممكن، لكن أن يحرم السكر هكذا جملة ولا يذكر الملح، فذلك ما أفرط فيه هو وربما والله أعلم فرط في شروط إطلاق الفتوى واستسهلها دون علم منه ولا هدى ولا كتاب منير بالشؤون الطبية والصحية لشيء في نفسه، وفي أمثال هؤلاء الذين يفتون في أي شيء وكل أمر حتى ولو كان حظهم فيه كمثل حظهم في الفيزياء النووية، قال الإمام مالك: (ما شيء أشد عليَّ من أن أسأل عن مسألة من الحلال والحرام، لأن هذا هو القطع في حكم الله، ولقد أدركت أهل العلم والفقه ببلدنا وأن أحدهم إذا سئل عن مسألة كأن الموت أشرف عليه، ورأيت أهل زماننا يشتهون الكلام فيه والفتيا)، كان ذلك في زمان الإمام مالك، فما عساه يقول في زمان ناجي مصطفى هذا الذي تكاثرت فيه الفتاوى وتقاطعت وتضاربت حول المسألة الواحدة..
لست هنا في وارد المجادلة الفقهية في فتوى تحريم السكر أو سواها من فتاوى غريبة وعجيبة، وإنما لأروي حكاية عن عامر بن الظرب في التأني والتروي قبل إطلاق الأحكام الفقهية، وكانت العرب تلجأ اليه في كل معضلة أو أمر، وحدث أن قوما جاءوه في أمر أشكل عليهم في رجل خنثى كيف يكون وِرثه، أهو وِرث رجل أم ورث امرأة؟ نزل الأضياف عليه وهو يطعمهم لمدة أربعين يوماً حتى أوشك حلاله على الفناء وهو لم يجد الجواب الشافي، وكانت لعامر جارية اسمها سخيلة ترعى غنمه يتندر عليها لأنها لا تروح بالغنم إلا متأخرة ولا تؤوب إلا وهي أكثر تأخيراً، وعندما رأت سخيلة أن سيدها لا يقر له قرار وأن حلاله على وشك الفناء سألته عدة مرات عن الإشكال فما كان منه إلا أن يستهجن سؤالها، ولكن عندما كررت السؤال عدة مرات عنّ له أن يخبرها، فما كان منها الا أن هونت عليه وقالت له يا عامر أتبع الحكم المبال، فإن كان يبول كالرجل فهو ذاك وإن كان يبول كالمرأة فيورث ميراث الأنثى. فصاح عامر من الفرح وقال مسى بالله أو صبحى فرجتها يا سخيلة وأصبح يعاملها معاملة حسنة من وقتها حيث منحته الحل في محنته، وخرج على القوم فقضى بالذي جاءت به سخيلة. والعبرة هنا أنه اصطبر أربعين ليلة على أضيافه حتى أوشك حلاله على الفناء خشية أن يحكم حكماً غير صحيح.
الأخبار

تعليق واحد

  1. ما يحتاجه الناس هذه الايام هي اصدار فتوى من علماؤنا الاجلاء ما حكم ما يجري من البنوك هذه الايام من منع الناس من صرف مدخراتهم لدى تلك البنوك ومن الصرافات الآلية التي حصلوا على بطاقاتها من البنوك . مطلوب فتوى عاجلة يرحمكم الله .

  2. ما يحتاجه الناس هذه الايام هي اصدار فتوى من علماؤنا الاجلاء ما حكم ما يجري من البنوك هذه الايام من منع الناس من صرف مدخراتهم لدى تلك البنوك ومن الصرافات الآلية التي حصلوا على بطاقاتها من البنوك . مطلوب فتوى عاجلة يرحمكم الله .

  3. وإن كان يبول كالرجل لكنه يطير كالماعز! هل يورث إرث رجل أم أن العربات موديل 2002 لا يمكن ترخيصها؟

  4. أرجو أن تفتينا يا أستاذ المكاشفي في راس الباسم والكمونية والجقاجق، فالشيئ بالشيئ يذكرُ.

  5. وإن كان يبول كالرجل لكنه يطير كالماعز! هل يورث إرث رجل أم أن العربات موديل 2002 لا يمكن ترخيصها؟

  6. أرجو أن تفتينا يا أستاذ المكاشفي في راس الباسم والكمونية والجقاجق، فالشيئ بالشيئ يذكرُ.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..