حدث في عهد الإنقاذ (2)اا

حدث في عهد الإنقاذ

صديق عثمان
[email protected]

انتشر فساد أبالسة الإنقاذ جواً وبراً وبحراً وعم القرى والحضر و تخطى حاجز المليون ميل وعبر الحدود حتى وصل إلى ما وراء البحار.. وأصبح حديث العامة والخاصة..وكتب الصحفيون والنقاد عن فساد الدولة والمنظمات الخيرية والإنسانية وتناولته وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والإلكترونية حتى أصبح حديثاً مملاً.. وسمجاً.. ولكن للأسف الشديد هنالك من يتصدى للدفاع عن أولئك المفسدين ويصفهم بالشرفاء والصالحين على الرغم من الأدلة الدامغة التي تثبت تورطهم في قضايا فساد واضحة كالشمس ستكشف أسرارها عندما يحين الربيع..
لذلك سأكتفي هنا وأنا في هذه العجالة بإضافة فضيحةً واحدةً فقط إلى فضائح هيئة الحج والعمرة دون أن أخوض في تفاصيل دقيقة حتى لا أعكر صفو القارئ الكريم.. حدثت الفضيحة في آخر سنة من سنوات التمكين وبالتحديد في عام ألفين.. وفي موسم الحج ..وفي الأراضي المقدسة! ولسوء حظ الأبالسة كنت حاجاً في ذلك العام.. وبعد انتهاء مناسك الحج ذهبت للبحث عن صديق عزيز بعد أن علمت أنه قدم من السودان مع بعثة الحجة السودانية.. وعندما وصلت إلى مقر البعثة دلوني على المكتب المكلف بتنظيم أعمال الحج..كان المكتب في تلك اللحظة مكتظاً بالحجاج من الجنسين وكل منهم يرقي ويزبد بسبب مشكلة ما..وأنا استمع للشكاوى لفتت انتباهي إحدى النسوة وهي تتحدث بلهجة تنم عن غضب شديد عندما اكتشفت أن بعض الرجال ? من غير محارمهن ? يتسللون للنوم في داخل الخيمة المخصصة للنساء ..وهذا بالطبع مخالف شرعاً لشعائر ومناسك الحج..ولكن يبدو أن أبالسة الإنقاذ لا يعرفون مناسك الحج كأنهم لا يقرؤون القرآن وإذا قرؤوه لا يفقهوه.. في تلك اللحظة لم أكن في وضع يسمح لي بالتدخل لتهدئة الوضع ..لقد كنت في عجلة من أمري.. لذلك التزمت الصمت حتى تتاح لي الفرصة للاستفسار عن صديقي لعلهم يعرفونه .. لكن خاب ظني عندما أخبرني أحدهم أنهم مجرد متطوعين لهذا العمل نظراً لمغادرة أعضاء اللجنة التنظيمية المكلفة للسكن في أحد القصور الفارهة..
كانت الفوضى تنتشر في كل ركن من أركان المقر..وبينما كنت التمس طريقي نحو البعثة التقيت بكثير من النسوة اللائي ضللن طريقهن في مزدلفة وفي منى..لقد اختلط الحابل بالنابل ..ليس هنالك تنظيم ولا يوجد مجرد كشف بأسماء الحجاج بصرف النظر عن أماكن سكنهم..يا لهم من دراويش!..ويا لها من فوضى!..كنت أعتقد أنهم قادرون على تنظيم أنفسهم في المناسبات الدينية..لكنني اكتشفت في نهاية المطاف أن الدراويش في وادي والشعائر الدينية في وادي آخر.. وأن فاقد الشيء لا يعطيه..وإلى أن نلتقي في فضيحةٍ أخرى من فضائح الإنقاذ التي لا تنتهي عجائبها ..أسأل الله السلامة لي ولكم..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..