فشل الرهان الأمريكى على الأخوان

إسماعيل البشارى زين العابدين حسين
منذ إنهيار جدار برلين وتفكك الإتحاد السوفيتى لدويلات وإنفراد أمريكا كدوله عظمى بلا منافس حقيقى فى التأثير على مجريات الأمور السياسيه والتغييرات التى تحدث فى كوكب الأرض , نجد أن مراكز الدراسات والبحوث الأمريكيه لم تتوقف عن البحث فى أثار هذا التحول والدور الهام الذى تعتبره مناطا بها القيام به وماقد تؤول إليه الأمور وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط .وقد يقول قائل أن الصين مازالت ندا قويا يقف فى وجه أمريكا بأمكاناتها الصناعيه الضخمه وقوتها البشريه العملاقه وتقدمها فى مجال العلوم والتكنولوجيا ولكن تبقى الحقيقه أن الصين دوله ولكنها تسعى لتصريف شأن قاره بأكملها لما بها من كثافة سكانيه تفوق فى التعداد قارات ,ومسألة (الفيتو) والحفاظ على عضوية مجلس الأمن بتلك الخمس دائمة العضويه ماهو إلا مباركة أمريكيه للحفاظ على الشكل العام لتلك المنظمه الأمميه وماعاد (الفيتو) يحدث أثرا كما كان فى الماضى فما تعترض عليه روسيا أو الصين ولايتم تمريره عبر بوابة مجلس الأمن يمكن الإلتفاف عليه بتحريك بعض الدول من حلفاء أمريكا للقيام به وأحيانا تمتنع روسيا والصين مقابل صفقات يتم إبرامها قبل جلسات مجلس الأمن ويكون موقف هاتين الدولتين غامضا وغير مبرر كالإمتناع عن التصويت أو التصويت (بالضد) مع أقلية معروفه سلفا ,
ومن تلك المواقف الغامضه من قبل الصين و روسيا ,موضوع رفع أمر التحقيقات فى الإتهامات الموجهة للنظام بالسودان بإرتكاب جرائم حرب وإنتهاكات لحقوق الإنسان وأخيرا التصفيه العرقيه وقد تم تمرير الأمر لمحكمة جرائم الحرب بلاهاى .ثم تليها عملية التدخل وفرض منطقة حظر جوى على النظام الليبى فقد رفضت تلك الدول العمليه وصوتت ضدها ولم تشارك فيها ولكن فى نهاية المطاف تمت العمليه وأنتهى عهد العقيد القذافى !!بإختصار شديد هنالك العديد من المواقف التى تشير لمدى هيمنة القرار الأمريكى على هذه المنظمه مما يعد مؤشرا على إنفراد أمريكا بالتأثير على مجمل القرارات التى تصدر منها ! وبالعوده لصدر هذا المقال نجد أن صناع القرار الأمريكى إتجهوا للبحث عن الكيفيه التى يتم بها إعادة رسم خارطة أو إعادة ترتيب لطاولة الشطرنج بحيث يكون (الملك) أمريكا بمأمن وتتم إحاطته بما يجعل أمنه مستداما فخروج الإتحاد السوفيتى وماتركه من تبدلات فى الساحه السياسيه وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط ,ينذر بعوامل تغيير قادمه لامحاله فالصراع السابق كان بين القطبين بالوكاله ولكنه اليوم صراع على أنظمه أصبحت كراهية الشعوب لها أكبر من كراهية تلك الشعوب لإسرائيل العدو التقليدى فى المنطقه . ففى القرن الماضى كان الأمريكان يساندون الأنظمه الشموليه بل ويشاركون بصوره أو أخرى فى إحداث إنقلابات فى بعض الدول لتقف بجانب سياساتهم فى المنطقه ويعلمون أن منطقة الشرق الأوسط والعالم الأسلامى لم تعرف منذ الخلافة الأموية وحتى يومنا هذا معنى كلمة ديمقراطيه ولا كيفية المشاركه فى السلطه السياسيه !!ولا توجد دولة لها نظام ديمقراطى مطلقا ,شعوب لم تعلم بعد معنى الحريه وكيفية المشاركه فى إختيار من يحكمها لمدة بلغت قرابة ال1500 عام ؟!!!!!
وهذه المنطقة تعيش صراعا داخليا مذهبى وطائفى وقبلى بجانب مايسمى بالشيعه والسنه ككتلتين لهما من العداء والتنافر مئات السنين !!!وأمريكا قد تتعامل مع السنه ولكنه تعامل يراه أغلب الجمهور الأمريكى بغيض ويرون فى المملكه العربيه السعوديه مثال لهذا السؤ وخاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان .أما الشيعه وتتزعمها إيران فهى غير مرحب بها من قبل أغلب المسلمين فى الدول العربيه والإسلاميه كافه بجانب عداءها الصريح للغرب ونعت أمريكا بالشيطان الأكبر !!ثم إن تيار العروبه والناصريه قد أفل نجمه وذهب البعثيون بذهاب صدام حسين ,ولاتوجد أحزاب ليبراليه ذات قواعد جماهيريه فى المنطقه فكل الأحزاب قديمه وشبه أسريه أو مرتبطه بشخصيات تاريخيه عفى عليها الدهر ولم تقدم طرحا ينال رضا الجماهير وهى لم تسلم من بطش الشموليه لهذا نجدها تعيش على رصيد قادتها من الأموات وتقتات على مواقفهم .
إذن مامن خيار فى الساحه الشرق أوسطيه يدعى الوسطيه ويجمع بين النقائض سوى التيار الأخوانى !!فهو من السنه ولكنه أكثر إعتدالا فى ظاهره . وقد تأسست هذه الجماعه فى العام 1926 ولكنها واجهت العديد من الصعاب فى سعيها المحموم نحو السلطه بكل السبل والوسائل مما جعلها عرضه لإنشقاقات أفرزت أغلب الجماعات الجهاديه والتكفيريه التى تنتشر فى الساحه السياسيه الإسلاميه اليوم ,وقد تمدد هذا التنظيم فى كافة الدول الإسلاميه وغير الإسلاميه وعلى مر سنوات عمره التى ناهزت التسعين عاما تعاقب على قيادته أشخاص تختلف مدارسهم ومذاهبهم الفكريه مما أخضعه لعدة عمليات تجميليه وتمارين نفسيه جعلته يستطيع التعايش والتكيف مع مختلف الظروف وسريع التأقلم مع البيئه السياسيه فهو يتقن العمل تحت الأرض وعلى الهواء الطلق بل ويقيم علاقات مع ألد أعدائه ويتواصل مع النقيضين السنه والشيعه , وكان هذا نتاج عمليات المطارده والتضييق التى واجهها مع الأنظمه الشموليه جراء سعيه ليكون بديلا لها بالقوه عندما كان يميل للتطرف ولكنه مع مرور الوقت نبذ التطرف الدينى وسعى سعيا حثيثا لبناء علاقات أوسع وطارحا نفسه بديلا عن الأنظمه الشموليه وتلك الجماعات المتطرفه وكان هذا فى تلك الفتره التى تلت إنهيار الشيوعيه , وتولى قيادات عاشت فترة الحرب البارده بعقول الشباب وتابعت سير الأمور وشهدت المعارك والحروب بالوكاله ونالت قدرا من التعليم بل وعاشت أو قامت بزيارات دراسيه وأقامت بأوربا , لهذا حاولت إقناع الأوربيين بإحترامها للنظام الديمقراطى ويعلم الأوربيون جيدا بأن هذه الجماعه لا تؤمن بالديمقراطيه إلا عندما تكون وسيله لبلوغهم كرسى السلطه فسرعان مايديرون ظهورهم لها ويسعون لتمكين أنفسهم بصوره هى أشد بطشا من الأنظمه الشموليه ,ويستطيع أى مراقب أن يلاحظ أن الدول الأوربيه نأت بنفسها بعيدا وهى تراقب عن كثب التقارب الأمريكى الأخوانى , فقد أحست أوربا بأن أمريكا قد تبنت الجماعه وعولت عليها كثيرا والمخابرات الأمريكيه تدرك مدى تغلغل هذه الجماعه فى دول الخليج العربى حتى المملكه العربيه السعوديه وكل الدول العربيه .والمتابع لمجريات الأمور بالساحه المصريه اليوم يدرك مدى قدرة وأمكانيات هذه الجماعه فهى منظمه بمستوى يفوق أى حزب سياسى بالمنطقه ومن حيث العنصر البشرى لها طاقات وظفتها وأصبحت هى دوله كامله وقد تكون قدراتها أغرت الأمريكان بالتفكير فى جعلها ندا فى المنطقه يقف فى وجه التمدد الشيعى فيما سمي بالهلال الشيعى والسنى .
ومع إرهاصات ماتمت تسميته بالربيع العربى وماأحرزته الجماعه من نجاحات فى تونس ومصر بجانب وجود نخبوى فى ليبيا ولكنه لم يتمدد فى الشارع الليبى لعامل الكبت من نظام القذافى .مامن أحد يستطيع القول أن بالمنطقه العربيه اليوم تنظيما سياسيا يمتلك القدره ليحل محل الأنظمه التى ثارت عليها الشعوب غير هذه الجماعه ولأنها إستوعبت تلك الدروس والعبر من الماضى نجدهم كانوا فى الحياد أبان الثوره المصريه فى ايامها الأولى وقد بلغوا مرحلة المزاوجه بين البيضه والحجر وكانوا على مستو عال من المهاره فى إدارة اللعبه ,فهم لايقدمون على خطوه مالم يضعون فى حسبانهم ردود أفعال تلك الخطوه بل ويستشيرون بعض دوائر صنع القرار فى العديد من الدول التى إستطاعوا بناء قواعد من التفاهم معها وخاصة دول الغرب ورأينا كما روى الفريق شفيق مرشح الرئاسه المصريه المنافس لمرسى أن الأمريكان كانوا يضغطون عليهم للقبول بالأخوان كشريك بل ويطلبون منه التنازل لهم عن المجلس التشريعى أو الشورى , ولكن فى الجانب الآخر نرى شبه غياب للدور الأوربى المؤثر وقد يكون مرد ذلك لإحساس الأوربيون بمدى تعمق الذراع الأمريكيه فى البحث فى تلك الكومه من تناقضات العالم الإسلامى وبالتالى فأوربا تريد أن ترى لا أن تجرب المجرب فإن أفلح الأمريكان فى أختيارهم فأهلا وإن أخطأوا فأوربا تريد أن يكون لها خيارها بعيدا عن الوصايه الأمريكيه .فمنطقة الشرق الأوسط كانت كلها فى فترة الإستعمار تحت قبضة أوربا (إنجلترا وفرنسا) وكل الأحزاب والتيارات السياسيه كانت وليدة فترة الإستعمار الأوربى فالأوربيون أكثر إحتكاكا بشعوب هذه المنطقه ويعلمون كيف يفكر إنسان هذه المنطقه والعوامل المؤثره على تفكيره ولهم رصيد من الوثائق والتجارب و(لورنس ) العرب كمثال والذى على يديه تم رسم الخارطه السياسيه فى مجمل دول الخليج العربى بصورتها الراهنه اليوم .
وحتى إسرائيل كانت وليدة فكرة أوربيه لهذا أرادت أوربا أن ترى نتيجة تجارب الكاوبوى الأمريكى فى صحراء العالم العربى,ولاننسى تلك الدوله الأوربيه (تركيا ) والتى كانت فى يوم من الأيام تسمى خلافة المسلمين (والباب العالى) تركيا التى ركعت ثم إستجدت الأوربيين للسماح لها بالإنضمام للإتحاد الأوربى ولم تفلح محاولاتها بوصول النسخه الثانيه من تنظيم الإخوان للسلطه بها يسعون جاهدين لإعادة مجد الخلافه العثمانيه وتشكيل رأس الرمح فى الهلال الأخوانى ليثبتوا لأوربا أنهم جديرون بالإحترام .ولايهدأ لاردوغان بال مالم يذكر الثوره السوريه وكأنه الوصى عليها ولولا أوربا لدخل فى حرب مع سوريا لمصلحة الثوره ظاهريا وسرا لمصلحة الأخوان.
وبذا تصبح منطقة الشرق الأوسط تابعه للأتراك. فالشرق أصبح منطقة كوارث وبها وعليها يتم عبور معظم مصالح الدول الغربيه ,فهى كما أسلفنا تدور عليها صراعات السنه والشيعه وبها مخزون هائل من النفط والغاز الطبيعى وعليها الممرات المائيه كمضيق هرمز وقناة السويس ,بجانب الوجود الإسرائيلى الذى بدوره كان ومازال عاملا أساسيا من عوامل الصراع ولاتعرف شعوب هذه المنطقه معنى الديمقراطيه ولاكيف تدار هذه الدول !!
ولكن إنسان العالم العربى والإسلامى والشرق أوسطى وعبر تاريخه الطويل من المعاناه والكبت والحرمان جعله يتطلع للحريه بمعناها الشامل الكامل وليس حريه يتم منحها منحا فالمانح يمكن أن يوقف المنحه متى شاء لهذا فالحريه الممنوحه مرفوضه وإقدام ذلك الشاب التونسى على إشعال النار فى جسده إحتجاجا ليست وليدة لحظه عابره تلك اللحظه وليدة تراكمات لمئات السنين منذ العهد الأموى وإلى يومنا هذا فعمر الرساله الإسلاميه لم تقم دولة إسلاميه على نهج الشورى المدعاه ولم يتم تطبيق شرع الله المفترى عليه على الحاكم والمحكوم !!وتلك الثورات أنجبت دكتاتوريات أشد فتكا من الإستعمار ,والشئ الوحيد الذى لم تتم تجربته على هذه الأرض هو الديمقراطيه الغربيه التى يتغنى بها الغرب صباح مساء وحقوق الإنسان تلك التى يتباهون بها هذه (اليوتوبيا) أو المدينه الفاضله التى لم يجربها العالم الإسلامى ,فالحديث عنها فاق الوصف ويعلم الأمريكان قبل غيرهم كيف يكون الصراع أمام سفاراتهم عندما يتم فتح باب الهجره (اللوترى ) وهنالك الألوف الذين يموتون غرقا فى عرض البحار وهم يحاولون الفرار من أفريقيا والشرق الأوسط هربا لأوربا وبحثا عن تلك الجنه من الحريه ,يدفعون أرواحهم ويسافرون فى رحلة نسبة نجاحها 10% ولايبالون .لو أدرك الباحث الأمريكى أن هذه الشعوب أصبحت تبحث عن هذه الحريه وهذا البحث كلفها الأرواح حتى أوربا أصبحت تدافع عن نفسها عبر القوانين والتشريعات لكبح هذه الهجره التى شكلت هاجسا وسببت ضيقا للأوربيين فى عيشهم ,هل يرضى هؤلاء بحرية منحه ؟؟؟
الموقف الأمريكى أصبح كالمراهن الذى لايملك مالا ويراهن على مبلغ كبير وعندما يكسب خصمه الرهان يطلب منه أن يقوم بإقراضه المبلغ النقدى الذى بحوزته ليقوم بعملية رهان أخرى ..الشعوب أدركت معنى الحريه وأمريكا تريد من الشعوب أن ترضى بنظام شمولى آخر لأنه من ذوى القربى فهو نظام إسلامى !! وهنا لابد من التذكير بأن العلاقه بين أمريكا وجماعة الأخوان قديمه جدا ولكنها لم تكن تتعدى مستوى القائم بالأعمال والسكرتاريه بالسفارات والقنصليات وهى لقاءات تتم فى الخفاء أحيانا وعلانية أخرى, ولكن منذ بدء التحولات والتطورات التى أشرنا إليها حدث تقارب بل وتعاون بالغ السريه ومستوى عال من التمويه فدولة بحجم أمارة قطر فى الخليج تتبنى نظاما أميريا أو ملكيا طابعه وراثة السلطه يقوم بإنشاء أكبر قناة فضائيه تهتم بشأن جماعات الإسلام السياسى وعلى رأسهم الأخوان المسلمين , هذا الغطاء مكن الجماعه من التواصل مع أخطر الجماعات تطرفا كالقاعده وكان يقوم ببث أشرطتهم بصوره وكأنهم على إتصال دائم بتلك القناه !!حتى عملية إعتقال الصحفيين العاملين بالجزيره كتيسير علونى وسامى الحاج ليست سوى ذر للرماد على العيون.
فمعلوم أن كل الذين يتم إعتقالهم ليسوا بمتهمين فلأجهزة المخابرات عملاء يتم حبسهم مع المشتبه بهم للحصول على معلومات من خلال الدردشه بين الذين يتم حبسهم , وفى قطر هذه يتم الجمع بين البيضه والحجر كما أسلفنا القول فرغم قوة صوت الجزيره ووقوفها بجانب حركات الإسلام السياسى المتطرف والمعتدل تربض قاعده أمريكيه كبيره جدا (بالسيليه)وأغلب الظن أن قيادة الأخوان العليا أو مكتب الأرشاد العالمى يدار من قطر التى تربطها بأمريكا أقوى علاقه ,لهذا يظل العزف على وتر الشأن الفلسطينى يتكرر وتقوم حماس بطرح نفسها كبديل لمنظمة التحرير الفلسطينيه وإسرائيل تركز جل مشكلاتها مع حماس وتهمل دور منظمة التحرير وحماس تنظيم إخوانى ورأينا كيف قام مرسى بالوساطه مع إسرائيل فى عملية فتح المعابر ووقف الهجمات لم يكن هذا الموقف وليد لحظته فهو مدروس ويراد منه القول لأمريكا بأن المشكله الفلسطينيه يمكن حلها خاصه وقد ولى عهد دفع إسرائيل للبحر وتلك التسريبات التى تقول بأن هنالك تفاهم بين السلطه المصريه فى عهد مرسى وإسرائيل وحماس بالتنازل من جزء من سيناء أو كلها لإقامة أمارة لحماس قد يكون حقيقه ولو بنسبه ضعيفه ولكنه ليس كله كذبا !!
لكل هذه الأسباب تظل أمريكا تراهن على جماعة الأخوان فهى الأكثر تجربه والأكثر مالا وتنظيما ولها من الأمكانات مايفوق قدرات العديد من الدول ولكن التجربه فى ممارسة العمل السياسى فرصيدها صفر ,,لهذا كانت فرصة نجاح تلك الجماعه فى السودان هى الأكبر ولكنهم ولتأثير البيئه السلبى فى عقولهم أفشلوا التجربه بتقديمهم مصلحة الجماعه على مصلحة الشعب ومصلحة النظام على الدوله ومصالحهم الشخصيه كانت سببا فى العراك على كرسى السلطه مما جعلهم ينقسمون إلى قسمين وكلا منهم يدعى أن الحق إلى جانبه وضاع الحق تماما وضاع الوطن وأصبح المواطن لا يعلم أين وماهو الحق وأختلط الحق بالباطل !!ولكن يظل الرهان الأمريكى لماسبق وسقناه من أسباب على الأخوان فنلاحظ الإداره الأمريكيه وقد أدركت بأجهزتها بأن الشعب المصرى يرفض حكم الأخوان رغم إنتخابهم عبر صناديق الأنتخابات فيقول مبعوث الإداره أنهم مع خيار الشعب المصرى ولكنهم يأملون فى عودة الديمقراطيه ولكن فى الجانب الآخر نجد مبعوث الحزب الجمهورى المعارض (جون ماكين ) يقول ماتم فى مصر هو إنقلاب !! تحاول أمريكا أن تقف مع الشعب المصرى بناء على الحقائق ومن نبض الشارع ولكنها تحافظ على حبل الود مع شركائها الأخوان فتبعث برسالتين رسميه وشبه رسميه لتحافظ على موقعها بين تيارى الصراع فى الساحه المصريه !فهل سيكسب الأمريكان الرهان ؟
لقد بلغت شعوب العالم العربى والإسلامى قمة اليأس والإحباط ولا تريد تكرار تجربة الخلافه الإسلاميه الأمويه التى ينشط فيها مايسمى (بأهل الحل والعقد) وهؤلاء هم كل شئ وأهل البلد لاوجود لهم فقط قطيع يسمع ويطيع والعقل العربى والمسلم اليوم يرفض هذه ويرفض الشيوعيه والبعثيه ولم يبق له إلا هذه الليبراليه وهو يصر إصرارا ويناضل ويكابد لتجربة هذه الديمقراطيه فكل المسميات تمت تجربتها على هذه الأرض فلماذا لاتتم تجربة الديمقراطيه على نهج (وست منستر)أو الرئاسيه الأمريكيه؟ هل كفر العالم العربى عندما كان يحكمه المستعمر المسيحى أم أنكر وجود الله عندما تم حكمه بأنظمة تتبع النهج الشيوعى وترفض مجرد التفكير فى المزاوجه بين السياسه والدين !!هل يكسب الأمريكان الرهان ؟؟لا أظن فحركة تمرد المصريه تدل على أن العالم العربى قد تمرد على واقعه وعلى الشموليه وعلى الأخوان والأمريكان فخيار الشعوب الديمقراطيه على أى نهج تراه هذه الشعوب وشبابها وفق البيئه والمجتمع فقد ولى عهد الوصايه منذ الحرب العالميه الثانيه وأوربا أول من أدرك ذلك ولكن الأمريكان لم تكن لهم مراكز للدراسات والبحوث الإستراتيجيه تهتم بشأن إنسان ومنطقة الشرق الأوسط فى فترة الحرب العالميه الثانيه لهذا هم يجهلون مراحل نمو وتطور هذه الشعوب التى تشعل النار فى أجسادها فرحا وتقيم المآدب فى الليالى حزنا .أختم وأقول كل شعوب العالم العربى اليوم مع ثورة الشعب السورى ولكن إن تأكد لهم بأن البديل سيكون نظام الأخوان فسيفضلون بقاء الأسد وإلى الأبد على أقل تقدير هو لايتدخل فى شئونهم الشخصيه ,رغم دكتاتوريته المطلقه فهل يرضون بدكتاتور يتدخل حتى فى حياتهم اليوميه ؟؟؟
إسماعيل البشارى زين العابدين حسين
[email][email protected][/email]
الدول العربيه لاتتدخل في شؤن الولاياة المتحده الداخليه السياسيه وغير السياسيه فلماذا هيه تتدخل بلشؤن العربيه وتفرض على العرب شروط وتنصب وتلغي حكام وأحكام وفي كل صخيره وكبيره الى متى نتبعهم وهم من يصنع القنابل الحارقه التي تلقي بها اسرائيل على الشعب الفلسطيني
الاخوان يحسبون انهم دولة وليس تنظيم داخل دولة
ولكن السودان هو اول دولة كان بها نظام فيدرالى ممثل
فى دولة سنار … و لكن هناك من يريد أن يمسح التاريخ
الكبير ليضع تاريخه الصغير و هناك من يريد الالتفاف حول الغرباء
ليصنع لهم دولة باسم الدين … الصراع حقيقته انه هو حول المال الذى
تأتى به السلطة والدين . بذلك يخدم اهل السودان هؤلاء المستعلين و الموهموين
والكاذبين بانهم خلقو ليكونوا اسيادا و تتحلق حولهم طائفة من المتعلمين الذين فشلوا بان يعلو بعلمهم فتبعوا هؤلاء ونسو الرسالة الانسانية التى من اجلها وهبهم الله الذكاء
والقوى الخارجية تريد اخذ خيرات و معادن السودان بدون مقابل بواسطة الحكام الفاسدين
الاستاذ اسماعيل مقالك معقد كما الواقع ولم توضح لنا ماهو الهدف منه لان الاسلاميين في الساحه ليس هم فقط الاخوان المسلميين وليس المعارضيين للانقلاب في مصر كلهم اخوان او اسلاميين وامريكا ليس لها القدره لتسيطر علي الشعوب مادامت الشعوب ترغب في التغيير. وخير دليل علي ذلك فشلهم في كل البلاد التي تدخلوا فيها وسياسة اوباما بالتريث بالنسبه لما يحصل الان في المنطقه وعدم التحييز للجهات المتصارعه يدل علي انه فهم بان سياسة القوة التي اتبعها من قبله بائت بالفشل والخساره الكبيره . ان كان الهدف ان تتكلم عن السياسه العالميه وتاثيرها علي الوضع في العالم العربي او بالتحديد شمال افريقيا مهد الثورات الحاليه فلتعلم ان حتي القوي الغربيه لا تدري ماذا يحصل اليوم ولكن حتما ان لهم هدف غير معلن ويعملون في السر واي محاوله منا ان نكتشف هذا الهدف وماذا يقومون به يكون ضرب من ضروب التخمين . اما عن ماذا يحصل في شمال افريقيا فمن الواضح ان الشعوب في المنطقه بدآت تشم رائحة الحريه و في التدخل في تسطير سياسة دولهم ومستقبلهم وبما ان الشعوب ليس لها الخبره في ما يسمي بالديمقراطيه سوف يكون هناك تخبط وصراعات وخاصة في قبول المنتخبين ان كان لهم رائي اخر او ايدولوجيه اخري لان الشعوب لم تستوعب قبول الرائي الاخر والعمل بالطرق السلميه لتوصيل مبادئهم للعامه. تقبل الراي الاخر هو مهم في اي مجتمع ولا بد للشعوب ان تتعلم هذا ولابد من الوقت حتي يهضم وتعيش الشعوب في سلام وكل مواطن يكون له حرية التحرك في مساحته من غير ان يقهر او يظلم او يسلب الاخر. اوربا لم تتعلم الديموقراطيه في يوم او سنه ولكن في قرون حتي وصلوا لهذه المرحله المتقدمه من تطبيق تداول السلطه سلميا. وبما اننا مسلمون فلابد ان يكون للدين تاثير في كل نواحي حياتنا . وفشل الاسلاميين في السودان او اي مكان اخر لا يعني ان هناك خلل في الاسلام ولكن حتما هناك خلل في ما يسمي بالاسلاميين ان كانوا اخوانا او سلفيين. انا لا ادعي ان هناك حل سحري وخاصة في السودان لان المشاكل كثيره اهمها الانتمائات القبليه والمشاكل الاقتصاديه وتتوق الشعب للحلول السريعه لمشاكله. اما الحل فهو فهم وتعلم طريق الديموقراطيه وحرية الراي والتعبير حتي يتحقق التداول السلمي للسلطه مهما طال الزمن ومهما كانت العقبات في الطريق ومهما كلف الامر لتحقيق ذلك. والا سوف نرجع للقرون الوسطي التي نسير بخطي ثابته وسريعه نحوها بفضل البشير وجماعته وعقولهم الضيقه في فهم حتي الاسلام الذي يدعون انهم ينتمون له
الزول الجند صاحب العمامة اللي في الصورة للحركة الاسلامية ما عمل فينا خير.
سؤال: علي يد من دخل الترابي في الحركة الاسلامية؟
هل تعلم ان الداعم الاساسى للاخوان المسلمين منذ حسن البنا هى المخابرات الانجليزيه ليقفوا فى وجهه المد الشيوعى
يعنى هم اساسا ربائب الاستعمار و هم ابعد ما يكون عن الدين و التجربه السودانيه خير دليل .
اذن ما زال حبل الود المتين موصول بين المخابرات الامريكيه و الاخوان اينما وجدوا
مقال جيد يجب نشره في ملا اكبر القدس العربي مثلا
حتى يعرف العرب ان هناك سودانيين اذكياء
امريكا واعية بتجربة الاخوان المسلمين في السودان ونتائجها المدمرة والعرب لا يعرفون ذلك بان الاخوان المسلمين ادوات الحرب الباردة الجديدة والفوضى الخلاقة لتفكيك المنطقة الىشرق اوسط كبير-دويلات
نعم على كل دولة ان تشق طريقها الى الديموقراطية وفقا لمعطاياته الخاصة كما فعلت 50 دولة في العلم بعد سقوط جدار برلين
ونحن طريقنا واحد نيفاشا والسودان الجديد والدولة المدنية الديموقراطية الفارقنها سنة 1964 وباسس جديدة
قطر هى الداعم الرسمى لمشروع الخلافه الاسلاميه فى العصر الحديث .
ويستهدف المشروع كل الدول العربيه من المحيط الى الخليج..بما فى ذلك المملكة السعوديه..؟
تخطيط امريكى ..دعم مالى قطرى ..زائدا الاخوان المسلمين ..تكتمل الحلقه..؟
نقدر نقول نجح الاخوان فى تحريك الشعوب ضد الحكومات .وبعد نجاح الثورات انقلب الاخوان على الشعوب..؟
بنظرة تاريخيه للوراء قبل اكثر من الف واربعمائه سنه ..نجد ان مملكة اكسوم الحبشيه وملكها النجاشى قدموا دعم كبير للاسلام فى بداياته..؟
قطر اليوم تقوم بنفس الدور الذى قامت به مملكة اكسوم الحبشيه ..دعم غير محدود للاخوان المسلمين من اجل تثبيت الفكره وقيام المشروع الحضارى الاسلامى او الخلافة الاسلاميه من المحيط الى الخليج..؟
نجاح الاخوان فى مصر يعنى نجاح مشروع الخلافة الاسلاميه…؟
يقال ان جبريل نزل برابعه العدويه …وان الرسول {ص} قدم مرسى للصلاة ..ان صحت هذه الاقوال المنسوبه للاخوان المسلمين فى مصر ..فان القاهره تصبح هى عاصمة الخلافة الاسلاميه كبديل لمدينة الكوفه التى انتقل اليها الامام على بن ابى طالب قبل الف واربعمائه عام.؟
عبد الفتاح السيسى قطع الطريق امام مشروع الخلافة الاسلاميه ..لينقسم تبعا لذلك العالم العربى كله من المحيط الى الخليج الى تيارين متصارعين الاخوان المسلمين ومن حالفهم فى كفه …وبقيه الاحزاب الاخرى مجتمعه فى كفه اخرى ..وسيستمر الصراع بين الفرقتين الا ان تتغلب احدى الفرقتين على الاخرى .وشكرا
( ذئاب الدمار )
أمريكا ليست بهذا الغباء حتى تخسر الرهان في هذه الجماعه الماسونيه، فهي تعرف تماماً من هو القرضاوي أو الترابي و مدى الكره الذي تنفثه هذه الجماعه المأفونه ضد المسلمين من تطرف و فتنه
الآن إستشعرت أمريكا أن كفتها في الأخوان المسلمين خاسره بعد أن رماهم الشعب المصري الذي تسانده الشعوب المسلمه كافه عدا الدول المعروفه بدعمها لحركة الأخوان العالميه ( قطر + تونس + تركيا).
لك الشكر بما تفضلت الأستاذ البشاري.
اين المجازر التي تحدث في مصر من اخباركم يا ناس الراكوبه والله كنت اشد الكارهين في الاخوان المسلمين ولكن بعد ان رايت كيف هم يؤمنون بغضيتهم ويموت من اجلها وكيف ان القوة الليبراليه التي تدعي حبها للدمغراطيه تكزب وكل ما يقولونه هو من اجل السلطة فقط اقولها وبكل قوة انتصر الاخوان المسلمون في مصر حتي وان لم يعودو الي الحكم انتصرو عندما دافعو عن حرية الشعب المصري انتصرو عندما دافعو عن مبادئهم وماتو من اجلها ..
السياسة لعبة قذرة تعتمد فيها التحالفات غير الظاهرة على تلاقي المصالح . الأمريكان و أوربا يطلبون الأمان من الارهاب و الأخوان يطلبون الوصول الى الحكم . ظاهريا يلعن الأخوان المسلمون الأمريكان و دول الاستكبار و باطنيا يلتقون بهم و يمدونهم بالمعلومات الاستخباراتية عن الارهابيين و شبكاتهم . لذلك زرعت أمريكا قناة الجزيرة لتثبيت الأخوان اعلاميا و ليقوم الشيخ القرضاوي رئيس تنظيم الاخوان المسلمين العالمي برعايتهم و تقوم دولة قطر بمساندتهم ماديا و معنويا. بقى أربطوا كل هذا بما يحدث عندنا في السودان
في أحد القنوات القضائية قال أحد الذين كانوا في مكتب الارشاد الخاص بالاخوان المسلمين أن القاعدة التي يعمل بها الامريكان وأخذها عنهم الاخوان هي: “أدعم من لديه طموح كبير مع إنعدام كامل في الامكانيات” وبذلك تضمن السيطرة عليه ولهذا إختار الامريكان دولة قطر لتنفيذ سياساتها وإختار الاخوان مرسي ليتولى الرئاسة.
اخى اسماعيل لك التحية على السرد والتحليل لموضوع الساعة عالميا كلنا يعلم تاريخ امريكا مع الاحزاب الاسلامية على مستوى العالم وما القاعدة الاصنيع لسياسة امريكا واللوبى اليهودى فى مخطط اعادة رسم خارطة العالم الاسلامى بقيادة تركيا كدولة مخلب قط لنفيذ السياسات الامريكية .نحن امام تنظيم يناور مع كل التيارات ويقبل كل ماهو مختلف معه فى سبيل مصالحه الخاصة فى السلطة والتمكين .امريكا لبست بالغباء لتنفذ سياسات وقتية بل تعمل ينفس طويل وسياسات مدروسة لتنفيذ وتحييد اوربا والصين وروسيا عن هيمنتها على العالم الولايات المتحدة تدرك ماتفعل وتفهم نفسية الاخوان ومشاريعم وادبياتهم فى السلطة والحكم.ان المخطط الصهيونى لايراهن على الجماعات الاسلامية الالمعرفته بقدرتهم على احداث اقصاء لكل اشكال الحكم اليمقراطى وليبرالية الحكم والدولة المدنية القائمة على اسس ديمقراطية يجوز فيه التعدد والتداوال السلمى للحكم والسلطة .ان امريكا تدرك ان الخلل لايكمن فى الاسلام ولكن الاخوان خير من ينفذ مخطط اخافة الناس من الاسلام.
أختم وأقول كل شعوب العالم العربى اليوم مع ثورة الشعب السورى ولكن إن تأكد لهم بأن البديل سيكون نظام الأخوان فسيفضلون بقاء الأسد وإلى الأبد على أقل تقدير هو لايتدخل فى شئونهم الشخصيه ,رغم دكتاتوريته المطلقه فهل يرضون بدكتاتور يتدخل حتى فى حياتهم اليوميه ؟؟؟
إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده الصالحين …. وليس الفاسدين المفسدين
أسوأ صفة أمريكية وسبب فشلهم الذريع هم والإخوان هو الهلع الزائد من كل الخصوم وحتى الشركاء فتجد التجسس والتحسس يأخذ الحيز الأكبر ويتم تتبع الآخر المتخاصم معهم في كل صغيرة وكبيرة واقتحام خصوصيته الخاصة وعد أنفاسه حتى فتتراكم كمية كبيرة من المعلومات تؤدي لمعاداة أبدية
لا وألف الف لا لن تسيطروا على الشعوب وان صرفتم وتجسستم على خلق الله أجمعين خلقنا أحراراً ولم يسيطر حتى الرسول صلى الله عليه وسلم على أصحابه بل المنافقين الصريحين من حوله بهذه الطريقة المقززة الهلعة الواجفة الراجفة من كل صغير وكبير – سنفقونها ثم تكون عليهم حسرة – وما أرسنالك عليهم وكيلاً – كل نفس بما كسبت رهينة – لا تجسسوا … الآية – هذه مبادئ الإسلام للتعامل مع البشر لا التجسس واقتحام الخصوصية لذلك تجد عندهم في التنمية تمديد الكميرات أولى من تمديد خطوط المياه وفق فقه الضرورة والضروريات تبيح المحظورات حسب مبدئهم الأسمى الغاية تبرر الوسيلة وكفى بها من شر وقبح
يا أمريكا ويا إخوان ماتريده الشعوب هو عيش كريم وعدالة إجتماعية وقانونية وتوزيع عادل للثروات
فما أيسر مايطلبون وما أعسر ماتفعلون
أفنجعل المسلمين كالمجرمين * مالكم كيف تحكمون
لشعب المصري اثبت عظمتة وفشل المشروع الاخوانى القطرى التركى وفشلت امريكا في القضاء علي حزب اللة والاسد والحمد للة اتضحت الصورة
وانا متوقع قطر سوف ترجع من دعمها للإخوان والاسد سوف يقضى علي المعارضة واروغان سوف لايفوز لانة كوز متخفي
الاستاذ الفاضل اسماعيل زين العابدين .. تحيه عـطـره .
نثمن عـاليا هـذا الجهد المقدر .. والعقل الوثاب ، والقراءه المتأنيه .
كـم يســعـدني وجود مثل هذه القراءات الجـاده .
وأرجـو شــاكرا أن تســمـح لـي بإيراد هـذه الـدراسـه ( المـخيفه ) .. راجـيا تـعـليقكم عـليهـا .. إذا سـمـحـت ظروفـكم .. حـتي يعـم الـنور .
———————
خريطة الدم الأمريكية: الوجه الحقيقي لمشروع الشرق الأوسط الجديد ..
( الذين يظنون أن ما صنعته أمريكا بالعراق من احتلال وتقسيم ، وما جرى في السودان من تقسيم ، له دوافع وأسباب مصطنعة ، وما يجري في عموم المنطقة العربية من أحداث مأساوية وفوضى ، أمرًا مفاجئًا جاء وليد الأحداث التي أنتجته .. ولكن الحقيقة الكبرى هي أن ما يحدث الآن هو تحقيق وتنفيذ للمخطط الاستعماري الذي خططته وصاغته وأعلنته الصهيونية والصليبية العالمية، لتفتيت الوطن العربي والعالم الإسلامي ، من خلال سياسات واستراتيجيات ومشاريع باتت مكشوفة للعالم ) ؟؟؟؟؟.
—————————-
خريطة الدم الأمريكية : الوجه الحقيقي لمشروع الشرق الأوسط الجديد ( دراسة )
عبدالوهاب محمد الجبوري
المقدمة
وضع بن غوريون ، أول رئيس وزراء لحكومة العدو الاسرائيلي ، عام 1953 بالتعاون مع أمريكا وبريطانيا مشروع تفتيت الوطن العربي . في عام 1972 قمتُ شخصيا بترجمة وثيقة عبرية ، هي جزء من ذلك المشروع ، والتي تتحدث عن تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات ضعيفة في العراق : كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب . والأحداث اللاحقة التي شهدتها المنطقة العربية والأزمات التي حصلت بعد ذلك ، والتي لعبت الإدارة الأمريكية ، دورا رئيسا في صناعتها وتطويعها لصالحها ولصالح حليفتها إسرائيل، والضبابية التي تلف الساحات والميادين العربية والإقليمية ، وعدد الضحايا الذي يتزايد هنا وهناك ، وجبل الأوهام الكبير الذي يتراكم باسم الحرية والديمقراطية ، لا يمكن أن تحجب مجموعة حقائق كبيرة خلاصتها أن المنطقة دخلت فعلاً ، بعد حربي العراق وأفغانستان، مرحلة ( الفوضى الخلاقة) التي أعد لها المحافظون الجدد بالتعاون مع الخبراء الاستراتيجيين الإسرائيليين، تمهيداً لتفتيت المنطقة إلى دويلات عنصرية وطائفية، تلعب فيها ( إسرائيل الكبرى) دور المركز، فيما تلعب الطوائف والأعراق والقبائل دور الضواحي ، ومرحلة الفوضى الخلاقة هي التطبيق الميداني لمشاريع تفتيت الوطن العربي بشقيها الإسرائيلي ( الشرق الأوسط الجديد وغيرها من المشاريع والخطط لا مجال لذكرها هنا ) والأمريكي : ( الشرق الأوسط الكبير ) و ( مشروع رالف بيترز الشرق أوسطي ) و ( مشروع لويس ) كما سنرى في سياق الدراسة .
استراتيجية الفوضى الخلاقة
يمثل مصطلح الفوضى الخلاقة أحد أهم المفاتيح التي أنتجها العقل الاستراتيجي الأميركي في التعامل مع قضايا الوطن العربي ، حيث تمت صياغة هذا المصطلح بعناية فائقة من قبل النخب الأكاديمية وصناع السياسة في الولايات المتحدة، فعلى خلاف السائد في المجال التداولي العربي لمفهوم الفوضى المثقل بدلالات سلبية من أبرزها عدم الاستقرار أضيف إليه مصطلح آخر يتمتع بالإيجابية وهو الخلق أو البناء، ولا يخفى على أحد خبث المقاصد الكامنة في صلب مصطلح (الفوضى الخلاقة) بغرض التضليل والتمويه على الرأي العام العربي والعالمي. وتمثل كتابات اليوت كوهين أحد المصادر المهمة لنظرية الفوضى الخلاقة وخصوصا كتابه: ( القيادة العليا، الجيش ورجال الدولة والزعامة في زمن الحرب) ويرى كوهين أن الحملة على الإرهاب هي الحرب العالمية الرابعة باعتبار أن الحرب الباردة هي الثالثة، ويؤكد بأن على الولايات المتحدة أن تنتصر في الحرب على الإسلام الأصولي.
أما (مايكل ليدين) – العضو البارز في معهد (أمريكا انتربرايز) ? فهو أول من صاغ مفهوم (الفوضى الخلاقة) ، أو (الفوضى البنَّاءة)، أو (التدمير البنَّاء) ، في معناه السياسي الحالي، وهو ما عبر عنه في مشروع ( التغيير الكامل في الشرق الأوسط) ، الذي أعده عام 2003 ، حيث ارتكز المشروع على منظومة من الإصلاحات: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، الشاملة لكل دول المنطقة، وَفقًا لإستراتيجية جديدة تقوم على أساس الهدم، ثم إعادة البناء.
وهذا المصطلح أدرجته الإدارة الأمريكية منذ العام 2007 وردده كبار مسئوليها ومنهم (كوندوليزا رايس) في حديث لها أدلت به إلى صحيفة ( الواشنطن بوست) الأمريكية في شهر نيسان من العام المذكور ، عندما قيل لها أن التفاعلات التي تموج بها هذه المنطقة من العالم لا تترك مجالا آخر سوى للاختيار بين الفوضى أو سيطرة الجماعات الإسلامية على السلطة، ولن تؤدي بالضرورة إلى انتصار الديمقراطية، لم تتردد في أن تقول إن الوضع الحالي ليس مستقرا ، وأن الفوضى التي تفرزها عملية التحول الديمقراطي في البداية هي من نوع ( الفوضى الخلاّقة) التي ربما تنتج في النهاية وضعا أفضل مما تعيشه المنطقة حاليا . ثم لخصت عملية الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط بقولها: إن الولايات المتحدة سعت على مدى ستين عامًا إلى تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط على حساب الديمقراطية، ولم تحقق أيًّا منهما، وتتبنى الآن نهجًا مختلفًا. وتمثل الأطروحة الرئيسية لنظرية الفوضى الخلاقة على اعتبار الاستقرار في العالم العربي عائقا أساسيا أمام تقدم مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، ولذلك لا بد من اعتماد سلسلة من التدابير والإجراءات تضمن تحقيق رؤيتها التي تطمح إلى السيطرة والهيمنة على العالم العربي الذي يمتاز بحسب النظرية بأنه عالم عقائدي وغني بالنفط ، الأمر الذي يشكل تهديدا مباشرا لمصالح الولايات المتحدة، وينادي أقطاب نظرية الفوضى الخلاقة باستخدام القوة العسكرية لتغيير الأنظمة كما حدث في أفغانستان والعراق وتبني سياسة التهديد بالقوة التي تساهم في تفجير الأمن الداخلي للعالم العربي وتشجيع وتأجيج المشاعر الطائفية وتوظيفها في خلق الفوضى . والحقيقة أن مصطلح الفوضى الخلاّقة هو تغطية للفشل الأمريكي الذريع في المنطقة لدرجة أن الفوضى أصبحت مصلحة أمريكية مؤقتة. فالفوضى لم تكن يوما ولن تكون يوما بنّاءة، بأي شكل من الأشكال فهي دائما هدّامة، والمقصود بالبناءة هنا : أي التي تصب في مصلحة أمريكا وبذلك تكون بنّاءة للولايات المتّحدة ولكن هدّامة للجميع.
الشرق الأوسط الجديد (مشروع شمعون بيرس )
استكمالا للدور الإسرائيلي في تفتيت الوطن العربي ، فقد تم طرح فكرة مشروع الشرق الأوسط الجديد بعد حرب الخليج الأولى ، وكان أحد أهم منظريها ومتبنيها وزير خارجية إسرائيل آنذاك (شمعون بيريس) ، فبعد توقيع اتفاقية اوسلو عام 1993 أصدر بيرس كتابه (الشرق الأوسط الجديد)، وكان تصوره قائماً على أنّ وحدة اقتصادية ستتحقّق بين المنطقة العربية وإسرائيل، وستجمع هذه الوحدة الاقتصادية بين العبقرية الإسرائيلية في القيادة، والأيدي العربية الرخيصة المستخدمة في التصنيع، والثروة العربية المتكدّسة من بيع البترول …الخ ، واعتبر بيرس أن ما طرحه هو أسلوب جديد في التفكير للوصول للأمن والاستقرار الذي يتطلب من الجميع نظاما أمنيا وترتيبات إقليمية مشتركة واسعة النطاق وتحالفات سياسية لدول المنطقة كلها . وتحولت فكرة الشرق الأوسط الجديد عمليا إلى المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بغية تطوير الفكرة وضم أطراف أخرى إليها غير البلدان العربية الشرق أوسطية . ورؤى قادة إسرائيل تتمثل بأن كيانهم أصبح بحكم الأمر الواقع دولة موجودة وقوية ومتفوقة، وعليهم الإسراع في إيجاد الصيغة المناسبة لاستمرار وجودهم وتمَكّنِهم، والتغلغل في أرجاء الوطن العربي وتحويله إلى أجزاء ممزقة، مقطعة الأوصال، ويكون الدور القائد والمهيمن فيه للأقوى. واعتبر بيرس إن عظمة إسرائيل تكمن في عظمة أسواقها.
خلاصة ما نظّر له (بيريس) : شرق أوسط جديد تقوده تل أبيب، شرق أوسط مدجج بالتنمية والرفاه- هذا في الظاهر- أما في الباطن فهو شرق أوسط مفكك على أسس عرقية وطائفية ومذهبية يشتبك الجميع فيه مع بعضه، بينما يتصالحون جميعاً وربما يتحالفون أيضاً مع إسرائيل ، وفق استراتيجية إسرائيلية جديدة لضمان استمرارية هيمنتها وتفوقها في المنطقة، وإن اختلفت الوسيلة وتغيرت من دبابة وقذيفة إلى بضاعة وسلعة للاستهلاك . ويعترف بيريس مكرها أن الانتفاضة كانت الذخيرة الحية والنضال الحاد الذي أكد فشل الأمر الواقع الذي صُمم لغرض فرض نظرية الأمن الإسرائيلية. والأمر الأخر الملفت للنظر في كتاب بيرس هو دعوته لإدخال الاقتصاد الإسرائيلي ضمن اقتصاديات السوق العربية المشتركة ، وهذا يعني أن بيرس يلهث لإيجاد سوق شرق أوسطية، مستعجلا ذلك بشتى الطرق والوسائل ، قبل أن تتبدل الأحوال وتتغير موازين الصراع لصالح العرب والمسلمين . إن المطلع على كتاب بيرس ربما ينخدع للوهلة الأولى بموضوعيته ومنطقه ، غير أنه سرعان ما يكشف القارئ الواعي أن هذا السياسي الإسرائيلي المخضرم إنما يدس السم بالعسل وأن دعوته الظاهرية للسلام لا تخفي الإستراتيجية التوسعية التي التزم بها قادة إسرائيل والحركة الصهيونية حتى من قبل قيام دولتهم على أرض فلسطين. ومع ذلك فالكتاب لا يخلو في الوقت ذاته
من اعترافات أجبر بيريس على تدوينها ليس أقلها أن الحروب التي خاضتها إسرائيل لم تستطع أن تضمن لها النصر النهائي أو حتى الأمن. ويمكن اختصار مشروع بيرس بالمعادلة الآتية :
تفعيل التكنولوجيا الإسرائيلية واستثمار المياه التركية والعمالة المصرية والأموال الخليجية ، كي تصبح إسرائيل جزءا من ترتيبات إقليمية اقتصادية،
تضمن لها أداء دور الوكيل المعتمد في إطار اقتصادي، والانفتاح على العرب وأسواقهم تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد . وفي هذا يقول المحلل الإسرائيلي ( زئيف شيف) أن العراق بعد احتلاله يمكن إلحاقه بالشرق الأوسط الجديد لأنه يمتلك المقومات الأربعة – على حد تعبيره – وهي ( التكنولوجيا والمياه والأموال والأيدي العاملة ) .
الشرق الأوسط الكبير( مشروع الرئيس بوش الأب )
بعد احتلال العراق وتدميره عام 2003 ، أعيد طرح فكرة الشرق الأوسط لكنه سمي ( الشرق الأوسط الكبير ) من قبل الرئيس بوش ، ليشير هذه المرة إلى الوطن العربي بالإضافة إلى باكستان وأفغانستان وإيران وتركيا وإسرائيل ، ظنا من الإدارة الأمريكية أن ما تم تحقيقه بالقوة في العراق من الممكن قطف ثماره سريعا سياسيا واقتصاديا، ورغم محاولات تسويق هذه الفكرة عربيا إلا أنها خبت لعدم قدرتها على ضمان ما تم إنجازه عسكريا في العراق ، ثم بشرت (كونداليزا رايس) وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بولادة (شرق أوسط جديد)، سينمو ليحقق ? حسب تعبيرها – حلا سحريا لعلاج أزمات المنطقة المزمنة . ومن قراءة متأنية لمشروع الشرق الأوسط الأمريكي نجد أنه لا يشترط حل القضية الفلسطينية، أي أنه يمكن أن تبدأ الدول العربية تطبيق المشروع قبل أن يوجد حل للقضية الفلسطينية. جدير بالذكر أن بنود هذا المشروع نوقشت ? بعد طرحها من قبل بوش – في اجتماع الدول الثمانية الصناعية الكبرى في يوليو 2004 في جزيرة ايلاند، وأبرز ما جاء في المشروع آنذاك هو الدعوة إلى الديموقراطية، والتغيير الثقافي، وحقوق الإنسان، والتأكيد على حقوق المرأة، وإنهاء الأُمّية … الخ، وقد وُضعت برامج تفصيلية تحقّق تلك الأهداف، كما رُصدت ميزانيات مالية من أجل الإنفاق على تلك البرامج بين الدول الثمانية. لكنّ شيئاً من ذلك لم يتحقّق، بل تحقّق ما أسموها (الفوضى الخلاقة)، وتجلّت هذه الفوضى في أبهى صورة في العراق، فالدمار يعمّ كل شيء: البناء والطرق والجسور والبنى التحتية .. الخ والكل يقتل الكل والقاتل مجهول ، والجميع يتآمر على تقسيم العراق، ولم تتحقّق ديموقراطية، ولا حقوق إنسان، ولا ارتقاء ثقافي، ولا محو أُمّية ، ولا أي شيء مما ناقشه اجتماع الدول الثمانية .
أهداف مشروع الشرق الأوسط
تركز هذه الأهداف بالدرجة الأساس على القضاء على الإسلام والحضارة العربية الإسلامية ، واهم خطوة في مشروع الشرق الأوسط الجديد الكبير هو زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة مثل تركيا، سوريا، إيران والعراق لتسهيل تقسيمها. وهنا نقرأ أن بيرس يطالب العرب بنسيان تاريخهم والتخلص من لغتهم ، وهو بهذا يريد دفن ذاكرتنا ووعينا ويصادر وعينا ويعتبر ( ارض الميعاد ) حقيقة ثابتة ، ويعترف بيرس أن إسرائيل حصلت على تنازلات ما كانت تحلم بها . وفي حديثه عن موضوعه الاقتصادي ، يدعو إلى ما اسماه مقاومة الاقتصاد المبني على جهود غربية ، ويقفز من اجل ذلك على مسلمات كثيرة ليصل إلى ضرورة التعاون الإقليمي الذي يذيب الدين واللغة والروابط المشتركة من جهة ، ويعطي الحق بالتالي لمجتمعه اليهودي أن يأخذ مكانة بين هذه التشكيلة المفترضة : إسرائيل ، إيران ، تركيا ، والبلاد العربية ،ليفتت من ثم أي مواجهة أو خطر قادم يمكن أن تتعرض له إسرائيل ، وبالتالي يجهض أي مشروع اقتصادي يمكن أن يقوم مستقبلا سواء اتسم باتحاد عربي أو إسلامي . ولكي يتحقق لإسرائيل ( الشرق الأوسط الجديد ) ولأمريكا ( الشرق الأوسط الكبير ) لا بد من مواصلة سياسة تفتيت العرب والمسلمين وإحداث تغيرات ضرورية في المنطقة، تحقق الأمن لإسرائيل وتضمن مصالح الولايات المتحدة في المنطقة ، وتعيد رسم خريطة المنطقة بسايس بيكو جديدة
واستخدام استراتيجية الطرق على الجدران من أسفلها التي تبناها مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق ( بريجنسكي ) ، وهو ما يطلق عليه تجزئة التجزئة، لما يحقق
الأهداف بأسرع الطرق، والأهم من ذلك كان لابد من تقسيم المنطقة على أساس طوائف وأجناس وأصول قومية ومذاهب، وإعادة صياغة المنطقة باعتبارها فسيفساء من أقليات
إثنية ودينية – كما الحال في العراق الآن – على أن يستمر بينها قدر من الصراع المعقول الذي يمكن التحكم فيه من قبل القوى المهيمنة في المنطقة، ومع ذلك لا تقبل الفوضى
الشاملة، إذ لابد أن يستمر البيع والشراء والإنتاج والاستهلاك وسلب الموارد.
ملامح خريطة الدم المقترحة ( مشروع رالف بيترز)
في مجلة القوات المسلحة الأمريكية (عدد يوليو / تموز 2006 ) نشر الضابط الأمريكي السابق (رالف بيترز) مقالة بعنوان: ( حدود الدم) وهي جزء من كتابه الجديد: ( لا تترك القتال أبدا)، وتشكل هذه المقالة تقريرا متكاملا عن الصراعات الشرق أوسطية والتوتر الدائم في المنطقة ، والتي يعتبرها ( بيترز) نتيجة (منطقية) لخلل كبير في الحدود الاعتباطية الحالية التي وضعها حسب تعبيره (الأوروبيون الانتهازيون). ويعترف (رالف بيترز) بأن المجموعات الإثنية والدينية في الشرق الأوسط مارست الاختلاط والتعايش والتزاوج ، ولكن لابد من إعادة رسم الحدود لإنصاف الإثنيات الموجودة، ويذكر قائمة طويلة بهذه المجموعات من منظور إثني وتصنيف ديني أو طائفي. ويرى (بيترز) أن الحروب المستمرة بين العرب واليهود ليست صراعا على الوجود بل هي خلاف على الحدود وأن المنطقة ستظل تعاني من الاضطراب ما دامت الحدود مضطربة وغير نهائية. لذلك ومن أجل شرق أوسط أمريكي (جديد ? كبير) يتقدم (بيترز ) بخارطة أمريكية جديدة تلغي الحدود القائمة ويعتمد على مبدأ تقسيم الدول الحالية ، فتتحول الدولة الواحدة إلى دويلات وتنشأ دول جديدة وتكبر دول صغيرة وتصغر دول كبيرة.
1 . الدولة الكردية: تقضي الخطة المذكورة بإقامة دولة كردية مستقلة للأكراد البالغ عددهم ما بين (27 ? 36) مليون كردي يعيشون في مناطق محاذية لبعضها البعض في الشرق الأوسط، إذ يعتبر التقرير أن الأكراد هم أكبر قومية في العالم لا يعيشون في دولة مستقلة، وأنه يجب تحقيق دولتهم المستقلة عبر عدد من الخطوات منها:
أولا : استغلال الفرصة التاريخية التي لاحت للولايات المتحدة بعد سقوط بغداد في إنشاء دولة كردية إثر تقسيم العراق إلى ثلاث دول، لأن الأكراد سيصوتون بنسبة 100% لصالح قيام دولة مستقلة إذا عُرضت عليهم فرصة قيام دولة مستقلة.
ثانياً: دعم أكراد تركيا على الرغم من أن هجماتهم في الداخل قد خفّت خلال العشر سنوات الماضية، إلا أنهم عادوا من جديد الآن، وعليه يجب استغلال هذه الفرصة للضغط على تركيا، وإظهار الجزء الشرقي منها كما وأنها (منطقة محتلة).
ثالثاً: بعد قيام الدولة الكردية المستقلة في العراق وتركيا، فإن أكراد إيران وسورية سينضمون بمناطقهم مباشرة إليها وسيشكلون (دولة كردستان الكبرى المستقلة) بحدودها النهائية. وستكون هذه الدولة الكردية الممتدة من ديار بكر في تركيا إلى تبريز في إيران أكبر حليف للغرب في المنطقة ما بين اليابان وبلغاريا.
2 . الدولة الشيعية العربية: وفقاً للتقرير، فإن الجزء الجنوبي من العراق سيكون نواة لتشكيل دولة شيعية عربية تنضم إليها مناطق واسعة من الأراضي المحيطة بها ليشكل حزاماً على المنطقة المحاذية للخليج العربي على أن تشمل المناطق التالية:
أولاً: الجزء الجنوبي الغربي من إيران والمعروف بمنطقة الأهواز أو عربستان والتي تضم معظم الشيعة العرب في إيران.
ثانياً: الجزء الشرقي من المملكة العربية السعودية والذي يضم العدد الأكبر من الأقلية الشيعية في المملكة.
3 . دولة سورية الكبرى: بعد تقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام: كردي في الشمال، شيعي في الجنوب وسني في الوسط، سيضطر الجزء السني إلى الالتحاق بسورية، وذلك لأنه سيصبح دولة لا مقومات لها بين مطرقة الدولة الكردية الكبرى إلى شماله، وسندان الدولة الشيعية إلى جنوبه إذا لم ينضم إلى سورية، وسيتم إجبار سورية عن التخلي عن جزء صغير منها لضمه إلى لبنان لتشكيل (دولة لبنان الكبير) على البحر المتوسط لإعادة إحياء دولة فينيقيا.
4 . تقسيم المملكة العربية السعودية: ستكون المملكة إلى جانب الباكستان بالإضافة إلى تركيا من الأكثر الدول التي ستعاني نتيجة للتغيير الذي سيطرأ على المنطقة، وسيتم تقسيم المملكة إلى خمسة أقسام:
أولاً: القسم الشرقي الساحلي حيث تتواجد الأقلية الشيعية في المملكة، وسيتم إلحاق هذا القسم بالدولة العربية الشيعية التي تحدثنا عنها أعلاه.
ثانياً: القسم الثاني هو جزء يقع في شمال غرب وشرق المملكة، وسيتم إلحاقه بالأردن الذي سيشكل بحدوده الموجودة حالياً إضافة إلى الجزء السعودي دولة (الأردن الكبرى) التي ستضمّ كل الفلسطينيين في الشتات.
ثالثاً: القسم الثالث من المملكة سيضمّ كل المدن الدينية ولاسيما مكة المكرمة والمدينة المنورة التي سيتم تشكيل دولة دينية عليهما يحكمها مجمع ديني من مختلف الطوائف والمذاهب الإسلامية ويشبه إلى حدّ كبير الفاتيكان.
رابعاً: إلحاق قسم من جنوب المملكة بالجمهورية اليمنية التي سيزيد حجمها.
خامساً: تشكيل دولة سياسية في القسم المتبقي من حجم المملكة الأصلي.
5 . الكويت وقطر وعمان والإمارات واليمن: ستبقى هذه الدول على الأرجح بشكلها الحالي دون زيادة أو نقصان، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الإمارات قد تشهد بعض التغييرات، وذلك تبعاً للتغيير الذي سيصيب بعض الدول المجاورة لها، سواء لناحية إيران أو لناحية دولة الشيعة العرب، فيما سيزيد حجم اليمن نتيجة لمنحها جزءاً من المملكة العربية السعودية.
6 . الجمهورية الإيرانية: صحيح أنه سيتم اقتسام بعض الأجزاء من إيران لصالح تشكيل دولة كردية ودولة شيعية عربية ودولة بلوشية وجزء صغير لضمه لدولة أذربيجان، إلا أنه سيتم اقتطاع جزء من أفغانستان المجاورة لتشكيل دولة قومية فارسية تحل محل الجمهورية الإيرانية الحالية.
7. أفغانستان وباكستان: القسم الذي سيتم اقتطاعه من أفغانستان لمنحه لإيران سيتم تعويضه من خلال منح أفغانستان جزءاً كبيراً من باكستان حيث العديد من القبائل الأفغانية والقريبة لها، وسيتم اقتطاع جزء آخر أيضاً من باكستان حيث يقيم البلوش لمنحه لدولة بلوشستان الحرة، وبذلك يتبقى مساحة ثلث أو أقل من حجم باكستان الحالية التي ستشكل الدولة الجديدة المنتظرة.
وكما نرى فإن إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد سيتم على أساس قومي أو إثني أو طائفي في أحيان أخرى، وبما أن إعادة رسم مثل هذه الخريطة ، لا يمكن أن تتم فوراً
إلا أن ( بيترز ) يرى : انه ما لم يحدث تصويب للحدود في الشرق الأوسط الكبير بشكل تتفق فيه هذه الحدود مع الروابط الطبيعية للدم والدين فسوف يكون هناك مزيد
من سفك الدماء في المنطقة، ومع مرور الوقت فإن تحقيق هذه الخريطة الجديدة سيكون ممكناً جداً. هكذا يهدد ( بيترز )بحدود دموية إن لم تنجح حدود الدم الأمريكية .
ومما لا شك فيه أن الخطط الأمريكية تجاه منطقتنا تعدّدت وتنوعت على مر السنين لتتلاءم مع التغيرات التي تطرأ عليها بين الحين والآخر، لكنها في جميع الأحوال
والظروف حافظت على عاملين اثنين أساسيين اعتبرتهما كثوابت في جميع هذه الإستراتيجيات، وخطاً أحمر يمسّ الأمن القومي الأمريكي: العامل الأول هو: حماية أمن إسرائيل
ودعمها بأي ثمن،والعامل الثاني : تأمين النفط والمصالح الإستراتيجية الأمريكية الأخرى.
مشروع لويس الشرق أوسطي
في العام 1983، اقر الكونغرس الاميركي بالإجماع، في جلسة سرية، (مشروع برنارد لويس)، وتمّ بذلك تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الاميركية الاستراتيجية للسنوات المقبلة. وقد أرفق لويس خرائط تقسيم الدول، بهذا المشروع على الشكل الآتي:
1 . مصر : وطبقاً للمخطط الذي رسم لويس ملامحه الأساسية مطلوب تقسيم مصر إلي 4 دويلات هي:
– سيناء وشرق الدلتا ستكون تحت النفوذ اليهودي (ليتحقق حلم اليهود من النيل إلى الفرات).
– الدولة المسيحية وستكون عاصمتها الإسكندرية.وتمتد من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط وتتسع غربًا لتضم الفيوم وتمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون ليربط هذه المنطقة بالإسكندرية. وستتسع لتضم أيضًا جزءًا من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسى مطروح.
– دولة النوبة المتكاملة وتضم الأراضي الشمالية السودانية وستكون عاصمتها أسوان.وتضم الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر.
– مصر الإسلامية: وستكون عاصمتها القاهرة وتشمل الجزء المتبقي من مصر ويراد لها أن تكون أيضًا تحت النفوذ الإسرائيلي (حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبرى التي يطمع اليهود في إنشائها).وقد بدأت بوادر هذا المخطط تطفو علي السطح من خلال إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في مصر ، وقد بدأ تنفيذه في عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك وأعتقد أنه وبعض أجهزته الأمنية كانوا مشاركين في تنفيذ هذا المخطط وبعد سقوطه سعت بقايا أذرع وأركان هذا النظام التي ما زالت تسيطر علي الكثير من المؤسسات في الدولة إلي الإسراع في تنفيذ هذا المخطط لصالح إسرائيل والقوي الاستعمارية .
2 . السودان: 4 دويلات أيضا هي:
– دويلة النوبة: التي تتكامل مع دويلة النوبة في الأراضي المصرية التي عاصمتها أسوان.
– دويلة الشمال السوداني الإسلامية.
– دويلة الجنوب السوداني المسيحية.
– دويلة دارفور.
وقد نجح الأمريكان وإسرائيل والغرب بمساعدة نظام مبارك وبعض الأنظمة العربية الأخرى في فصل جنوب السودان عن شماله وإنشاء دويلة جديدة مسيحية في جنوب السودان ، ولا شك أنهم في البداية سيدعمون هذه الدويلة الناشئة بالمال والسلاح ، ثم يستخدموها بعد ذلك في إشعال الحروب والنزاعات بين دويلة شمال السودان المسلمة أو دويلة دار فور التي ما تزال المؤامرات مستمرة لفصلها عن السودان بعد الجنوب مباشرة حيث إنها غنية باليورانيوم والذهب والبترول.
3 . دول الشمال الأفريقي : يهدف (مشروع لويس) إلى تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف إقامة:
– دويلة البربر: على امتداد دويلة النوبة في مصر والسودان.
– دويلة البوليساريو.
– دويلات المغرب والجزائر وتونس وليبيا.
4 . شبه الجزيرة العربية ودول الخليج يقضي (مشروع لويس ) بإلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والأمارات العربية المتحدة، من الخريطة، ومحو وجودها الدستوري والدولي، بحيث تضم شبه الجزيرة والخليج ثلاث دويلات فقط هي:
– دويلة الإحساء الشيعية (تضم الكويت والأمارات وقطر وعمان والبحرين).
– دويلة نجد السنية.
– دويلة الحجاز السنية.
5 . إزالة الكيان الدستوري الحالي للدولة اليمنية بشطريها الجنوبي والشمالي واعتبار مجمل أراضيها جزءًا من دويلة الحجاز.
6 . العراق: يرى لويس ضرورة تفكيكه على أسس عرقية ومذهبية على النحو الذي حدث في سوريا في عهد العثمانيين، أي إلى 3 دويلات هي:
– دويلة شيعية في الجنوب حول البصرة.
– دويلة سنية في وسط العراق حول بغداد.
– دويلة كردية في الشمال والشمال ـ الشرقي حول الموصل (كردستان) وتقوم على أجزاء من الأراضي العراقية والإيرانية والسورية والتركية والسوفيتية (سابقا).
7. سوريا : يرى المشروع ضرورة تقسيمها إلى أقاليم متمايزة عرقيا أو مذهبيا، وعددها أربعة هي:
– دولة علوية ـ شيعية (على امتداد الشاطئ).
– دولة سنية في منطقة حلب.
– دولة سنية حول دمشق.
– دولة الدروز في الجولان ولبنان (الأراضي الجنوبية السورية وشرق الأردن والأراضي اللبنانية).
8 . لبنان : استقر رأي لويس على وجوب تفتيته إلى ثمانية كانتونات عرقية ومذهبية، هي:
– دويلة سنية في الشمال، عاصمتها طرابلس.
– دويلة مارونية ـ مارونية شمالا (عاصمتها جونيه).
– دويلة سهل البقاع الشيعية (عاصمتها بعلبك).
– بيروت الدولية (المدولة).
– كانتون فلسطيني حول صيدا حتى نهر الليطاني تسيطر عليه السلطة الفلسطينية.
– كانتون في الجنوب يعيش فيه المسيحيون مع نصف مليون من الشيعة.
– دويلة درزية (في أجزاء من الأراضي اللبنانية ? حاصبيا – والسورية والفلسطينية المحتلة).
– كانتون مسيحي جنوبي خاضع للنفوذ الإسرائيلي.
9 . الأردن : يقضي المشروع بتفتيته وتحويله إلى دولة فلسطينية تضم فلسطينيي الداخل أيضا. وفي المشروع فقرة تتصل باليمن الذي يفترض أن يذوب لينضم في نهاية المطاف إلى دولة الحجاز.
10. تركيا : يقترح المشروع انتزاع جزء منها وضمه إلى الدولة الكردية (كردستان الحرة) المزمع إقامتها في شمال العراق.
11 . إيران وباكستان وأفغانستان: يتم تقسيمها إلى عشرة كيانات عرقية ضعيفة:
( كردستان. – أذربيجان. تركستان.- عربستان.- إيرانستان ” ما بقي من إيران بعد التقسيم”- بوخونستان. بلونستان. أفغانستان “ما بقي منها بعد التقسيم” باكستان “ما بقي منها بعد التقسيم” – كشمير) .
الثورات العربية والمشاريع الأمريكية الاسرائيلية
عرفنا أن الفوضى الخلاقة ومشاريع الشرق الأوسط ، هي نظريات سياسية تقوم على أساس الاستفادة من الاضطراب وعدم الاستقرار في المناطق الحيوية بما يحقق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة على العالم وبما يوفر لإسرائيل الأمن والاستقرار والتدخل في شؤون العرب والمسلمين ، وقد جاء المحافظون المسيحيون الجدد، بقيادة جورج بوش الابن، فأرادوا تطبيق هذه النظريات في العالم العربي والإسلامي ، إذ كانت الإدارات قبلها تميل للمحافظة على الاستقرار الدولي بما يخدم مصالح أمريكا وحلف النيتو، فتبنى المحافظون الجدد هذه السياسات الجديدة، ولإيمانهم الديني بالنبوءات وأن العالم سيشهد اضطرابات وحروبا تمهد لنزول المسيح، فقد دفعوا باتجاه إحداث الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار، للاستفادة منها في إحكام قبضة الولايات المتحدة وسيطرتها وحلفائها على العالم ، وعندما قال بوش الابن بأن حربه على الإرهاب ستكون (حربا صليبية) كان ذلك عن إيمان بما يقول . كان المشروع الأمريكي للمنطقة يقتضي ضرب استقرارها وإعادة ترتيبها من جديد، وذلك بضرب مشروع سايكس بيكو ، ورسم حدود المنطقة من جديد، بتفتيتها وتجزئتها أكثر وأكثر، بما يحقق مصالح أمريكا، وإذكاء نار الصراع والخلافات الطائفية والعرقية والقبلية والمناطقية في العالم العربي، لتهيئة وتبرير التجزئة، وبناء شرق أوسط جديد، يخدم أمن إسرائيل من جهة، ويحافظ على سيطرة الولايات المتحدة عليها لقرن قادم من جهة أخرى . لقد كانت أمريكا حريصة غاية الحرص على أمن الخليج العربي واستقراره لحماية مصالحها، وكانت تخشى عليه من أي اضطراب، غير أنها ? وحسب الباحثين – وجدت بأن الفوضى التي حدثت بعد حرب 1991 حققت لها ما لم يكن في حسبانها، وفتحت لها آفاقا أوسع ليس لتعزيز سيطرتها على الخليج بشكل كامل وبانتشار قواعدها العسكرية في كل بلد، بل بفتح الطريق للسيطرة على العراق نفسه والذي تحقق سنة 2003 ، فتعزز إيمان الولايات المتحدة بصحة نظريات الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد ، وأن الاضطراب قد يكون أنفع وأجدى لها من الاستقرار.
وقد كانت حرب احتلال أفغانستان 2001 ثم حرب احتلال العراق سنة 2003 في سياق تطبيق نظريات التقسيم والتفتيت والفوضى ، إلا أن ما حدث هو أن الولايات المتحدة وحلفاءها وبعد تعرضهم للهزيمة العسكرية في أفغانستان والعراق، وجدوا أنفسهم بأنهم أصبحوا هم في دائرة الفوضى الخلاقة نفسها. لذلك أرادت الولايات المتحدة إعادة ترتيب أوضاع الدول العربية للسيطرة عليها أكثر فأكثر، من خلال التدخل المباشر وغير المباشر، وقد آثرت – حين رأت عجزها عن القيام بحرب جديدة بعد هزيمتها في أفغانستان والعراق ، ورأت عجز التيار الليبرالي العربي وعدم شعبيته وعدم قدرته على الوصول للسلطة عن طريق الانتخابات ، ومن خلال الديمقراطية – أن تحافظ على حلفائها التقليديين مع رغبتها في مشاركة الإسلاميين التقليديين في السلطة لكسب شعبيتهم، فوجدت أنه يمكن التفاهم معهم، وأنهم يمكن أن يحققوا حين يتم إشراكهم في السلطة استقرارا للأنظمة العربية التي يهم أمريكا وإسرائيل عدم اضطرابها، لكن (الثورة العربية الخلاقة) جاءت لتنسف المشروع الأمريكي للمنطقة من أساسه، ولتعيد ترتيب الأوراق من جديد، لا كما يريد الغرب الاستعماري، وإنما وفق ما تتطلع له الأمة وشعوبها، فكانت الثورة العربية التي لم يتوقعها أحد، ولم تخطر ببال أحد، حدثا تاريخيا مفاجأ بكل المقاييس، فقد أربك سياسة أمريكا، وأذهل أوربا، حدوث مثل هذه الثورة دون سابق إنذار ، ولهذا حاولت – ولا تزال تحاول – بكل ما تستطيع التسلل لهذه الثورات ولتعيد خلط الأوراق من جديد تبعا لمصالحها وفي محاولة لإرباك الوضع العربي وخاصة في دول الثورات العربية . والمعروف أن الفوضى لا تنتج إلا فوضى، فلقد أثبتت الوقائع أن نظريات (الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط ) ليست أسلوبًا سياسيًّا ناجحًا وناجعًا على الإطلاق؛ فقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وسناريوهات الفشل المتلاحقة لهذه النظريات والمشاريع أصابت سَدَنتها بالإحباط، وعلى فرض وجود دور لنظرية ( الفوضى الخلاقة) فيما يحدث في ثورات الربيع العربي، إلا أن المحصلة إزاحة الكثير من الديكتاتوريات الحاكمة الجاثمة فوق صدر الشعوب العربية، والخادمة بامتياز للمشروع ( الصهيوأمريكي) في المنطقة، وتنامي صعود التيارات الوطنية السياسية بدعم من الإرادة الشعبية الواعية، وهو ما يعني: السير في إطار الكثير من الثوابت، التي لا تخدم المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة. والإخفاقات التي تعرضت لها أمريكا دفعتها إلى إعادة التركيز من جديد على مشاريع الشرق الأوسط – التي ستفشل بعون الله – لتعزز سياستا وتوجهها نحو تمزيق الوطن العربي ومحاولة السيطرة على الأوضاع الناشئة بعد الثورات العربية . والحقيقية التي نؤكدها هنا ، هي أن كافة المخططات الأمريكية بالمنطقة لا مستقبل لها، حيث مُنِيت بخسارة كبيرة على يد المقاومة الباسلة في كل من العراق والصومال وأفغانستان ، بعدما لقنت المحتل الأمريكي درسًا لن تنساه، وجوبهت أيضا بصخرة الصمود الشعبي العربي الذي بدأ يعي حقيقة الصراع وأبعاده . والمخططات الأمريكية في المنطقة، تقوم على جذور فكرية هدفها الخلاف – وليس الاختلاف – ونحن كعرب ومسلمين أصحاب حضارات نؤسس للاختلاف القائم على المبادئ والقيم والحرية والعدل والمواطنة والحوار وحرية الإنسان، بدلاً من الخلاف القائم على الصراع، والذي تتبناه الإدارة الأمريكية.
الخاتمة
الذين يظنون أن ما صنعته أمريكا بالعراق من احتلال وتقسيم وما جرى في السودان من تقسيم له دوافع وأسباب مصطنعة ، وما يجري في عموم المنطقة العربية من أحداث مأساوية وفوضى، أمرًا مفاجئًا جاء وليد الأحداث التي أنتجته، ، ولكن الحقيقة الكبرى هي أن ما يحدث الآن هو تحقيق وتنفيذ للمخطط الاستعماري الذي خططته وصاغته وأعلنته الصهيونية والصليبية العالمية، لتفتيت الوطن العربي والعالم الإسلامي ، من خلال سياسات واستراتيجيات ومشاريع باتت مكشوفة للعالم وأبرزها : مشروع تفتيت الوطن العربي الذي أعده بن غوريون وخبراء الأمن القومي الأمريكان والبريطانيين عام 1953 والذي تطور بعد ذلك تبعا لأحداث ومتغيرات مرت بها المنطقة ، وتم نشره تباعا خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ثم تجدد نشره أيضا في العقد الأول من هذا القرن بصيغ وعناوين أكثر تفصيلا ومن قبل صحفيين عالميين وسياسيين غربيين ، وكذلك مشروع الفوضى الخلاقة (كتابات اليوت كوهين) و (صياغة مايكل ليدن ) وطروحات ( الرئيس بوش الابن وكونداليزا رايس ) ، ومشاريع الشرق الأوسط الجديد ( شمعون بيرس ) والشرق الأوسط الكبير ( الرئيس بوش الابن ) والشرق الأوسط الجديد ( كونداليزا رايس ) ومشروع خريطة الدم ( رالف بيترز) و( مشروع لويس ) وغيرها ، كل هذه المشاريع تعود إلى اصل واحد ومنبت أمريكي إسرائيلي بريطاني مشترك وبدعم من الصهيونية العالمية ، وان تغيرت بنودها وتوقيتات طرحها ، فهي تستهدف القضاء على الإسلام وتجزئة الوطن العربي والاستحواذ على ثرواته ومقدراته والتحكم فيه حاضرا ومستقبلا وتحويله إلى ( فسيفساء ورقية) يكون فيه الكيان الغاصب السيد المطاع، ونحن عندما نتحدث عن هذه المشاريع ? الوثائق – فإننا نهدف إلى تعريف العرب والمسلمين بالمخططات التي تستهدف حياتهم وأوطانهم ومستقبلهم وحضارتهم وخاصة الشباب الذين هم عماد الأمة وصانعو قوتها وحضارتها ونهضتها ، والذين يتعرضون إلى محاولات عمليات غسل دماغ خطيرة بهدف تغيير قاعاتهم وخداعهم وتضليلهم .
مراجع
1 . عيسى القدومي ، الشرق الأوسط الجديد ، هل حان وقته ؟ مجلة الفرقان الكويتية ، في 7/ 3/ 2011 .
2 . دكتور غازي التوبة ، الشرق الأوسط بين الجديد والكبير ، موقع نوافذ .
3 . محمد بوري ، موقع إسرائيل في مشروع الشرق الأوسط الجديد ، صحيفة ايدينلك ، ترجمة محمد سلطان ، مركز الناطور للدراسات والأبحاث .
4 . قراءة في اخطر كتاب ، الشرق الأوسط الجديد : تأليف شمعون بيرس ، مجلة الابتسامة ، قسم كتب السياسة والعلاقات الدولية .
5 . خفايا وأسرار . خريطة الدم الأمريكية. الوجه الحقيقي للربيع العربي ، وكالة النخيل للأنباء .
6. دكتور خالد النجار ، الفوضى الخلاقة وسياسة ترتيب التحالفات ، شبكة الالوكة .
7 . دكتور حاكم المطيري ، الثورة الخلاقة لا الفوضى الخلاقة ، الموقع الرسمي .
1- أمريكا تدعم الماسونيين الذين ينفذون تعليماتها وتوجيهاتها بدقة متناهية بل بأكثر مما تتطمع وتحلم ( الفصل السلس لجنوب السودان ، تفتيت المجتمع السوداني ، تقتيل وتشريد حملة القرآن في دارفور ، إبادة الشباب المجاهد في جنوب السودان ، وآخر منتجات ماسونيي السودان إشعال الحروب بين القبائل في دار فور وكردفان وسيتبعها بقية السودان ) .
2- تعدد الفرق المتأسلمة وتفريخها لفرق جديدة كله من تخطيط اليهود ويقوم بالتنفيذ الماسونيين من أبناء الشعوب العربية والإسلامية ، وذلك لإستيعاب أكبر قطاع ممكن من المسلمين في تلك التنظيمات ، وفي النهاية السيطرة ومفاتيح تلك الفرق بيد اليهود الذين يديرون الماسونيين بالرموت كنترول .
3- بالنظر إلى كل الأموال التي تهدر بالصرف على الأحداث الجارية الآن هي أموال المسلمين عامة والعرب منهم على وجه الخصوص ، كما أن الأمفس والأرواح التي تزهق والدماء التي تسيل نجدها حصراً على المسلمين ، وهو هدف وغاية يهودية تنجز بالإنابة عنهم وهم مسرورون ويضحكون .
4- الماسونيين أكثر كثافةً بين التيارات الإسلامية ، ولكن نجدهم مندسين في كافة الإتجاهات العلمانية والأحزاب السياسية والقوات النظامية ، وللأسف كلهم يدارون من جهة واحدة وهي التي تتحكم في صنع الأحداث وإدارة المواقف المختلفة لتحيقي أهدافها والتنفيس عن أحقادها .
5- لإيقاف الماسونيين وكشف هويتهم وتعرية عمالتهم وخذيهم وعارهم ، لا بد أن يستيقظ الذين ينفذون تعليماتهم من غير أن ينتبهوا إلى ذلك .
كنت أردد دوما في نقاشاتنا عن الأوضاع السياسية أن حركات الاسلامويين هي خير من ينفذ اجندة الغرب و بغباء لا يضاها.
ومن التنازلات المجانية لنظام الكيزان في السودان وضح للامريكان هوان هذه الجماعة و استعدادها لبيع كل شئ في سبيل بقائهم في الحكم ….. تسليم ملفات الحركات الاسلامية ل CIA و “الارهابيين … كارلوس نموذجا” و انفصال الجنوب ثمنا لغض الطرف عن ملاحقات الجنائية الدولية
ما لم يقتلع الشعب هذه العصابة فلن نجد وطنا اسمه السودان
أذاعت قناة الحياة الفضائية خبراً عاجلاً منذ قليل , أفاد قيام قوات الأمن بإلقاء القبض على قناص سوداني الجنسية , كان احد الذين يطلقون الرصاص من اعلى مئذنة مسجد الفتح , اليوم السبت, بميدان رمسيس بالقاهره.
شاهد المحتوى الأصلي علي بوابة الفجر الاليكترونية – قوات الأمن تقبض على قناص سوداني الجنسية أطلق النار من مئذنة مسجد الفتح
مع احترامى للوثائق الصحيحة لكن المهم ان نعلم ان الوعي والتجارب الفاشلة جعل اللعب بورقة الدين غيرممكن وليست قابلة للحياة فاالوعي كالنهر لا يرجع الى الخلف
البشير ما كضب لمن قال ” امريكا زاتا بقت موتمر وطني” في احد خطاباته الانفعالية يس شكلهم-ناس علي عثمان- ما فهمو الكلام كويس
الأخ اسماعيل البشاري التحية والشكر لك لمقالك الكبير الذي أصاب كبد حقائق سياسة الدول ومدى ارتباط مصالحها اللوجستية مع خطط الاخوان وماأورده الحازمي كنموذج لهم يبقى حقيقة واضحة تضئ نفق الظلام قد دمروا بلاد السودان عملاق أفريقيا في مدة قصيرة عندما نقيسها بعمر هذا البلد العظيم وأعتقد انى أحد الناس أكد الى اخوان عدة انهم سوف يخربوا مصر في فترة وجيزة اذا الشعب المصري لم يحزم أمرهم بسرعة لأنهم بدأوا بأخونة القضاء والاعلام وتغير قيادات النقابات وبعض قطاعات الجيش المصرى عقب انتخابهم مباشرة الذي سرقوه في غفلة الشعوب المصرية ولكن أعجبني الشعب الوفي لوطنه تحرك بسرعة ولحق بها من الضياع والخراب وفي الحقيقة أحيي البلدان العربية الأصيلة باصالة أهلها السعودية والامارات والاردن وبقية الشعوب العربية الأخرى لوقوفهم ودعمهم المادي والمعنوى لشعب مصر وأرض الكنانة ، كذلك اتفق مع ود بابكر ان جماعة الاخوان لا تخلو من سم الحركات الماسونية التي يسايرها الغرب والصهيونية في تنفيذها اغراض وتضم أشخاص أذكياء في شتى المجالات ، وان شاء الله نحن السودانيين نحاولوا جاهدين ان لا يضيعوا لنا باقي بلدنا كما لحظت سكوت الغرب واعلامه عن مسألة دارفور وجبال النوبة بعد فصلهم جنوب بلادي كذلك ابتعد عن الضغوط عليهم وكأنه اراد ان يعطيهم دافع معنوى الى الامام لاكمال المخطط الباقي واذن نود ان نقول لجماعة الاخوان بالسودان ما هو تعريف الوطنية السزدانية في قاموسهم والقوات الاجنبية تمرح في كل شبر من بلادى وفتن الحروب القبلية تفتك بارواح العباد بدارفور والشرق وكردفان والسيول تدمر الشمالية وشرق النيل، اللهم الطف بوطنى السودان وارحم أهله من كل شر
لو يقرأ دعاة تطبيق الشريعة تاريخ الخلفاء بعد الارعة الراشدين لمافكروا في الدعوة الى اقامة الخلافة المستحيلة…
ولو يقرأ عامة المسلمون تاريخ الخلافات من خلافة بني أمية إلى الخلافة التركية لما ترددوا لحظة في اسقاط كل منادي بتبيق الشريعة في فهمها الخلافي السلطاني العضود ولفضل الناس ان يتلزموا باسلامهم من تلقاء انفسهم وصالحوا انفسهم والآخر المذهبي والملي وكل آخر..
لماذا لأن الداعين الى تطبيق الخلافة او الشريعة لا يبدأونها ولن يبدأونها من فهمها المفترض .. فهم آية العدالة التي علفها الكفار الصليبيين في جامعاتهم ايمنا منهم بأنها منتهى العدالة الذي ليس بعد مبتدأ..
لو كان كا بعد على ابن أبي طالب خلافة لتم جلد خلفاء بسبب السكر والعهر ولتم رجم آخرين بسبب الشذوذ الجنسي ولتم ولتم ولتم لتم ما يشيب لهوله الولدان… لم تكن خلافة الا ملكا عضوضا يسمى اسلامي ويستظل به المسلمون معنويا ليس الا وهم عبيد لفساق وفجار لو فسقوا وسكتو وابتعدوا عن سياسة الناس لكان الامر هينا ولكن ان ينصبوا انفسهم ظلال الله في الارض مع عهرهم وفجورهم فتلك هي الطامة التي لا يبنغي ان تتكرر انظروا الى اخلاق الداعين لتطبيق الشريعة ودعوة الخلافة انظروا ما يفعلون بحقوق الناس وعقولهم وقارنو بين آخرين لا يدينون باي دين حتى ويوفرون ليني البشر الاطعام من الجوع والامن من الخوف ليتبقى ماذا ؟؟؟؟ العبادة لله الواحد الأحد الا من أبى.. بربكم اي ظل يفضل المؤمن الحق ان يستظل به ظل مسلم فاسق فاجر يظلمه ويسلمه للعدو ويغتصب نساءه ويأكل ماله ام ظل ملحد كافر او نصراني يجل مجرد كلمة لا ترضى اختك سببا لسجن قائلها 12 عاما جماية اختك وشرفك ومنع كل من تسول له نفسه العبث بحرمات الناس .. اشهد انه تفوق علينا الكفار والنصارى سموهم ماشئتم في حفظ كرامة الانسان مسلمه وكافره .. ولا ادري باي منطق نفضل مسلم ظالم فاسق غادر فتان شتام لوام على غير مسلم عادل كريم امين حفيظ لحقوق البشر في الامن والحياة والتعليم والسلامة وال وال وال وال وال وال وال وال وال …
امريكا خاسرة لرهانها فاروبا التي تعرف البئر وغطاءها نأت بنفسها عن حماقة الكاوبوي.. وليست المرة الاولى فكم عرفت اوروبا ما ينغي فعله وابت امريكا الا ان تجرب.. هاهم اخوانها فلتجربهم وبظني هي ليست جاهلة لما فعلو بها في سبتمبر وغيره وقبله وبعده وبحلفاءها في اماكن اخرى بل ربما تريد ان تنقتم على المدى الطويل لالامها وجراحها تمكن لهم حتى يجي يوم القضاء عليهم ومن جاورهم لحماقة سيتم الاعداد لهم ليرتكبوها ولا يخيبوا الظن هؤلاء.
حرب سوريا والان مصر هي حرق للاسلام السياسي وليس الاسلام الحقيقي الذي نتدينه ومن هنا اوصي بشطب جميع الاحزاب التي ترتبط اسماؤها بالاسلام لان ذلك يجنب الاسلام اخطائهم الجسيمة.
مقال محترم ، و يجب نشره على الساحة الإقليمية إبتداءاً بمصر . (يتعاون قراء و إدارة الراكوبة على توزيعه).
الأخ الرائع إسماعيل البشارى ، أرجو إضافة فقرة توضح معرفة السودانيين لنهج الجزيرة (المصريين إكتشفوها بعد ما جاتهم في العضم) . و يكون أجمل لو تم إختصار المقال (بدون إغفال عناصره الرئيسية ، أو كتابة موجز للمقال + ملحق أو ذيل بالتفاصيل) ، حتي يكون في متناول أكبر شريحة من القراء . (أهلنا همومهم كثيرة و بيعدوا يومهم خنق) .
المقال دسم ، و كل فقرة فيه تحتاج لموضوع منفصل ، نتوقع المزيد . و دمتم
لماذا فشل إسماعيل البشاري في اختياره الديمقراطيّة بديلا عن الإسلام ؟
اقتباسات : (لقد بلغت شعوب العالم العربى والإسلامى قمة اليأس والإحباط ولا تريد تكرار تجربة الخلافه الإسلامية الأموية التى ينشط فيها مايسمى (بأهل الحل والعقد) وهؤلاء هم كل شيئ وأهل البلد لاوجود لهم فقط قطيع يسمع ويطيع والعقل العربى والمسلم اليوم يرفض هذه ويرفض الشيوعيه والبعثيه ولم يبق له إلا هذه الليبراليه وهو يصر إصرارا ويناضل ويكابد لتجربة هذه الديمقراطيه فكل المسميات تمت تجربتها على هذه الأرض فلماذا لاتتم تجربة الديمقراطيه على نهج (وست منستر)أو الرئاسيه الأمريكيه؟) (هل كفر العالم العربى عندما كان يحكمه المستعمر المسيحى أم أنكر وجود الله عندما تم حكمه بأنظمة تتبع النهج الشيوعى وترفض مجرد التفكير فى المزاوجه بين السياسه والدين !!هل يكسب الأمريكان الرهان ؟؟لا أظن فحركة تمرد المصريه تدل على أن العالم العربى قد تمرد على واقعه وعلى الشموليه وعلى الأخوان والأمريكان فخيار الشعوب الديمقراطيه على أى نهج تراه هذه الشعوب وشبابها وفق البيئه والمجتمع فقد ولى عهد الوصايه منذ الحرب العالميه الثانيه وأوربا أول من أدرك ذلك ) ( أختم وأقول كل شعوب العالم العربى اليوم مع ثورة الشعب السورى ولكن إن تأكد لهم بأن البديل سيكون نظام الأخوان فسيفضلون بقاء الأسد وإلى الأبد على أقل تقدير هو لايتدخل فى شئونهم الشخصيه ,رغم دكتاتوريته المطلقه فهل يرضون بدكتاتور يتدخل حتى فى حياتهم اليوميه ؟؟؟) … انتهى الاقتباس ….
يا أستاذ إسماعيل ، من خلال فقرات مقالك وتكرار المعاني فيها وسرد تاريخ الأخوان وعلاقتهم بأمريكا – تريد أنْ تُبرهن لنا أنَّ الخيار الوحيد للحكم في الدول العربيّة هو ( الديمقراطيّة ) لكنَّك قد أخطأت التَّقدير و ما أراهُ مناسباً لقراءة الوضع الحالي أنَّ هذه الأمّة لا يصلُح فيها إلا الحكم الذي أراده الله تعالى ( الشريعة الإسلاميّة ) وإليكم أولاً تعريف الديمقراطيَّة لنعرفَ حقيقتها :
الديمقراطية كلمة معربة عن اللغة اليونانية وأصل الكلمة فيها مكونة من لفظين: الأول (ديمو) ويعني الشعب، والثاني (كراتوس) ويعني السلطة أي سلطة الشعب، وبمعنى آخر فإن الديمقراطية بمفهومها الأساسي تعني حكم الشعب لنفسه دون أن تستأثر طبقة أو جماعة أو فرد بهذا الحكم ومن دون أن يصبح كل أفراد الشعب حكاماً، فيصبحوا بحاجة عندئذ إلى شعوب يحكمونها.
وبهذا التعريف تأتي الديمقراطية رديفة للشورى في بعض الوجوه من حيث إعطاء حق المشاركة للشعوب في صناعة القرار وإدارة شؤون الحكم، عدا أن الشورى نظام تميزت به الشريعة الإسلامية باعتباره جزءاً من العقيدة، بينما الديمقراطية نظام وضعي أي من وضع الإنسان فهي نظام سياسي اجتماعي غربي النشأة عرفه الغرب من الحقبة اليونانية ودخل عليه تطوير في الحضارة المعاصرة كما أنها تنظم العلاقة بين الفرد والمجتمع والدولة من منطلق مبدء المساواة بين المواطنين، ومنح حق المشاركة في صنع التشريعات، وسن القوانين التي تنظم الحياة العامة وفق مبدأ أنَّ الشعب مصدر السلطات، فالسلطة في النظام الديموقراطي، هي للشعب بواسطة الشعب أما الشورى الإسلامية فهي صورة من صور المشاركة في الحكم تستمد جذورها من أصول الدين وجذوره، وهي من أهم المبادئ الشرعية التي يقوم عليها النظام السياسي في الإسلام،بل إنَّ بعض الباحثين يرى أنَّ الشورى هي النظام السياسي ذاتة، وليس واحداً من مبادئه، أو قاعدة من قواعده، نظراً لما يترتب على الشورى في المنظور الإسلامي من بيان العلاقة بين الحاكم وأهل الشورى، والتزام الدولة بالقواعد المشروعة.
ومن السهل أنْ نعرف لماذا يحال بيننا وبين الإسلام، إذا عرفْنا الذين يحُولون بيننا وبينه أو يقطعوننا عنه، ولا يحُولُ بيننا وبين الإسلام إلا الاستعمار، ولا يقطعنا عن الإسلام إلا الحكومات الإسلامية التي تُقَام في بلاد الإسلام – لأنَّها لا تُريد أنْ تحكم بالشّريعة الإسلاميّة بل تُريد أنْ تُحكِّمَ بطشها وظلمها واستبدادها .
وعدو الإسلام الأول هو الاستعمار، فهو الذي هيَّأ لنبذ أحكامه واستبدال القوانين الوضعية به، وإنها لعداوة طبيعية فما يستطيع الاستعمار أن يقف على قدمَيْهِ في بلد يطبق أحكام الإسلام ، وذلك أنَّ الإسلام لا يقبل أَنْ يُدنِّسَ الاستعمار بلاد الإسلام، ولا يسمح أن تعلو في البلد المسلم إلا كلمة الإسلام.
والإسلام يوجب على المسلمين في كل بقاع الأرض أن يتكتلوا ضد من يغزو بلدًا إسلاميًا، فقيام أحكام الإسلام يؤدي إلى تكتل المسلمين وتحزُّبهم ضد الاستعمار، وقد يطيق المستعمرون أن يواجهوا بلدًا إسلاميًّا ولكنهم لا يطيقون أن يواجهوا وحدة حقيقية تجتمع فيها كل بلاد الإسلام.
والإسلام يجيز للمسلمين في حالة ضعفهم أن يهادنوا المستعمرين هدنة مؤقتة قصيرة على أن يعدًّوا ويستعدوا، فإذا خافوا الإضرار بالمسلمين أو خشوا خيانة المستعمرين نبذوا إليهم عهدهم وعادوا إلى حربهم بعد إنذارهم، فأحكام الإسلام تمنع من مسالمة المستعمرين إلا إلى أجل، وتجيز نقض الهدنة والعود إلى الحرب كلما اقتضت ذلك مصلحة المسلمين والإسلام.
والإسلام بعد ذلك يحرم الاحتكار، ويحرم الاستغلال، ويحرم الربا في كافة الصور والأشكال، ولا يقوم الاستعمار إلا على هذه كلها، فإذا لم يكن احتكار ولا ربا ولا استغلال، فما نفع المستعمرين من الاستعمار؟
لذلك كله ولغيره، حرص الاستعمار على أن يبعد المسلمين عن أحكام الإسلام، فما دَخَلَ بَلَدًا إلا بعد أن هَيَّأَ لإبعاده عن الإسلام، وما استقرَّ في بلد إلا بعد أن أقصى عنه سلطان الإسلام.
وبعد هذا كلّه يا أستاذ ويا قُرّاء أرى أنَّ العدالة لا تكون إلا في الحكم بالشريعة الإسلاميّة – وإذا لم يحكم بها نظام الإخوان فلماذا نرفض الحكم بالشريعة الإسلاميّة ونبحث عن البديل لها بالديمقراطيّة فهل نحن جرّبْناها حقّاً في العصر الحديث؟- وهل معنى هذا أنّ المسلمين هم طائفة ( الإخوان المسلمين ) فقط ؟ بالتأكيد لا وألف لا .
وما كان ينبغي لك يا أستاذ أنْ تُروِّج للديمقراطيّة با عتبارها لم يُحكَم بها في الأرض وقد تمَّ الحكم في السودان بالديمقراطيّة أيام حكومة الأحزاب والجمعيَّة التأسيسيّة لم ننساها ما كانت إلا فترة تخبًّط في الحكم وهي أوهن وأضعف حكومة مرَّتْ على السّودان – فالمسلمون اليوم أحوج ما يكونون إلى معرفة حقائق الإسلام وقد تكالب عليهم الاستعمار والشيوعية، وزيَّنتْ لهم الديمقراطية والاشتراكية، ولْيعلموا أن لا عاصم لهم من الاستعمار والشيوعية إلا الإسلام، وأنه لا يحقق العدالة والمساواة في بلادهم إلا الإسلام وإذا أردنا أنْ نحيا حياة سعيدة علينا المطالبة بإقامة شرع الله بين المسلمين، وحثهم على الالتزام بعراه، وأن تَكُونَ الحَاكِمِيَّةُ لله تعالى وحده، وهذه غَايةٌ عُظمى تقصر كل البدائل الأخرى ، فلتختار الشعوب حاكماً يطبق شرع الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- بين خلقه: {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} (الأحزاب: 62). {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} (فاطر: 43).
فبالله عليك هل نرضى بحكم الله الذي رضيه لنا أم نبحث عن الديمقراطيّة؟