الخرطوم والرياض.. علاقات متقلبة

الخرطوم: هناء خيري

ظلت العلاقات السودانية السعودية تشهد تقلبات عدة في الفترة الاخيرة الماضية سيما بعد التقارب السوداني الإيراني ومن ثم العودة منه الى المربع الخليجي والعودة مجددا للحلف الايراني عبر بوابة تركيا.
ووفقا لاستاذ العلوم السياسية راشد التجاني راشد في حديثه مع (اخبار الوطن ) ان علاقات السودان خلال الفترة الناصية شهدت العديد من التقلبات ولجأ السودان مؤخرا الى المشاركة في التحالف العربي لحرب اليمن بهدف تحسين علاقاته مع دول الخليج، الا ان هذا التحسن في العلاقات لم يكن مبني على قبول واضح في شكل العلاقة. الا انً الدعم الخليجي كان وأضح للدول التي لم تشارك في التحالف العربي في اليمن وكان الأولى والاجدى ان يكون الدعم للسودان الذي شارك وبالتالي فانه يبدو واضحا ان مشاركة القوات السودانية تلم تكن اضافة قوية في التحالف العربي.
وأضاف التجاني، ان الخلافات الأخيرة في منطقة الخلبج بين قطر ودوّل المنطقه المتمثّلة في السعودية والإمارات ووقوف السودان في موقف محايد وعدم إعلانه لانحيازه لدولة فهم منه في ذاك بانه عدم تعاون مع دول الخليج وعليه بدا الدعم الاقتصادي يقل عن السودان وكذلك الاستثمارات الامر الذي جعل إعلان بامكانية سحب قواته المشاركة في التحالف هو رد فعلا لذلك التراجع .
وأكد التجاني، ان اكبر خطا ارتكبه السودان هو ربط المشاركة في التحالف العربي في اليمن بقضية الدعم للسودان فكان من الأجدى المشاركة دون انتظار لأي دعمٌ او منحة او استثمارات بل تكون المشاركة بالتراضي دون اللجؤ لتهديد او مقاطعة او تهديد بالانسحاب .
وأشار الى الدعم السعودي الذي أعلن مؤخرا إبان زيارات الوفد السوداني للسعودية وتوقيع اتفاقيات بين الطرفين هو مؤشر إيجابي للعلاقة بين البلدين الا ان تحديد سقف زمني للاتفاقيات يشير الى ان الدعم والعلاقات في تطورها محسوب بمدى زمني قصير .
أما الخبير الاقتصادي عبدالله الرمادي، يوقل ان العلاقات السودانية السعودية هي علاقات ذات جذور عميقة منذ سنوات طويلة امتدت باواصر اقتصادي وهي تعد أقوى من الاعراف السياسية وتقلباتها.
وأوضح الرمادي في حديثه لـ(اخبار الوطن)، ان العلاقات بين السعودية والسودان هي علاقات يسودها الاخاء ولا تتاثر بالمصالح السياسية. وأشار الرمادي، الى ان الاستثمارات السعودية في السودان كبيرة خاصة في المجال الزراعي حيث بلغ حجم الاستثماري الزراعي ٤٠٪؜ حيث وجدت السعودية أراضي زراعية بمواصفات أفضل من تلك التي تجدها في البرازيل وغيرها من المناطق التي تستثمر فيها .
وقلل الرمادي قي حديث عن تأثير اَي توتر او تأرجح في العلاقات بين البلدين من ان يؤثر في متانة العلاقات بينهم ولا في المصالح الاقتصادية بين البلدين لن يطالها اَي تأثير .
والمح الرمادي الى ان موقف السودان من الأزمة الخليجية التي طالت العلاقات بينهم وقطر التزم فيه الحياد ولَم يعلن عن موقف محدد تجاه دولة تفاديا لأي موقف يمكن عن ينجم من انحيازه لدولة، مشيرا الى انه مهما حصل بين السودان والسعودية من توتر يجب الا تتاثر المصالح المشاركة بينهم.
هذا وقد كان سفير المملكة العربية السعودية بالخرطوم قد أعلن مطلع الأسبوع الماضي عن توقيع بلاده لكركوك تفاهم معا أسودان في المجالات العسكرية والاقتصادية الي جانب استثمارات سعودية دون سقف محدد لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وأكد في ذات الوقت على متانة العلاقات السعودية السودانية في أوج عهدها وتطورها.
ويقول دبلوماسي فضل حجب اسمه، رغم توتر العلاقات بين الخرطوم والرياض لكن الخرطوم لم تشأ ان تتخذ موقف تجاه خروج أو انسحاب القوات السودانية من اليمن بالرغم من الانتقادات التي تعرضت لها الحكومة السودانية وتلويحها بامكانية السحب الا ان حرصها على العلاقات مع الرياض جعلها لم تلجأ الى اتخاذ قرارا كرد فعل بالرغم من ان قرار سحب القوات اصبح ضرورة وواقع .
وأشار المصدر الى مساعي الخرطوم في حرصها على استمرار العلاقات مع الرياض وذلك عند اعادة النظر في العلاقات مع ايران وإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية بالخرطوم وذلك في إطار تمتين علاقاتها مع الرياض ،
والي ذلك قال ان العلاقات بين الخرطوم والرياض علاقة متينة مهما تعرضت لتقلبات السياسة قد تطرأ فتور وتوتر لكنها لم تصل لمرحلة القطيعة او توتر معلن وقرار دبلوماسي مضيفا ان البلدان يعلما مكانة الآخرى سياسيا وماتمثلة لبعضهما وتظل التوترات هي مجرد ملح العلاقات بينهما.
أخبار الوطن