مقالات سياسية

لو خاف الأنبياء !!

* الخوف شعور طبيعى إذا كان فى الحد المعقول، فليس هنالك من لا يخاف، وقد تكون له الكثير من الايجابيات، فهو ينبه الانسان لاتخاذ الحيطة والحذر من الأخطار، كما يحفزه للنجاح خوفا من الفشل، ولكنه يتحول الى مرض خطير واحساس قاتل ليس هنالك أسوا منه، أو أخطر منه، إذا سيطر على الانسان، وقد يكون أفضل منه الموت، وهنالك الكثير من حالات الانتحار التى يكون الدافع فيها هو الخوف .. الخوف من المرض، الخوف من الفشل، الخوف من الموت …إلخ، ومن أمثالنا الشعبية (كتلوك ولا جوك جوك)، ومعناه واضح ولا يحتاج الى توضيح، فأن يُقتل الإنسان خير له من ان يعيش خائفا وذليلا!!

* هنالك الكثير من الوسائل للتخلص من سيطرة الخوف، منها الروحى ومنها النفسى ومنها الدوائى ..إلخ، ولكن أهمها على الاطلاق هو اليقين، فليس من الموت مفر، وكل من عليها فان، ومهما فعل الانسان فهو ميت، ففيم الخوف، ولقد قالها المتنبئ الذى قُتل وهو يدافع عن كرامته ومبادئه، فخلد فى التاريخ الانسانى شاعرا مجيدا وفارسا مغواراً:
ولو أن الحياةَ تبقى لحىٍّ ** لعَدَدنا أضلنا الشُجعانا
وإذا لم يكن من الموت بدٌ ** فمن العار أن تموت جبانا

وقالها امير الشعراء أحمد شوقى:
وما فى الشجاعةِ حتفُ الشجاعِ ** ولا مدَ عمرَ الجبانِ الجُبنُ

* وسائل كثيرة لمواجهة الخوف والتخلص منه، ولكن من الخطأ أن نظن أن السكوت عن الحق، او التراجع عن المبادئ، والتنازل عن الكرامة، وتقبل الذل والمهانة والخنوع وحنى الرأس هو أحدها، ويا لروعة الفارس الذبيانى حين يقول :

حكّمْ سيُوفَكَ في رقابِ العُذَّل

وإذَا نَزلتْ بدار ذلٍّ فارْحلِ

وإذا بُليتَ بظالمٍ كُنْ ظالماً

وإذا لَقيتَ ذوي الجَهالةِ فاجْهلِ

وإذا الجبانُ نهاكَ يوْمَ كريهةٍ

خوْفاً عليكَ من ازْدِحام الجحْفلِ

فاعْصِ مقالَتهُ ولا تَحْفلْ بها

واقْدِمْ إذا حَقَّ اللِّقا في الأَوَّلِ

واختَرْ لِنَفْسِكَ منْزلاً تعْلو به

أَوْ مُتْ كريماً تَحْتَ ظلِّ القَسْطَلِ

فالموتُ لا يُنْجيكَ منْ آفاتِهِ

حِصْنٌ ولو شيَّدتهُ بالجنْدلِ

موْتُ الفتى في عزَّةٍ خيْرٌ لـه

من أنْ يَبيتَ أسيرَ طرفٍ أكْحلِ

* وهى قصيدة طويلة ورائعة روعة شعر عنترة، وقوية كقوته وشجاعته، ختمها بالبيتين الشهيرين اللذين يحفظهما غالبية الناس، ويستدلون بهما على بؤس حياة المذلة، ورخاء موت الكرامة:

لا تَسْقني ماءَ الحياةِ بذِلَّةٍ

بلْ فاسْقني بالعزِّ كاس الحنْظلِ

ماءُ الحياةِ بذلَّةٍ كجَهنَّم

وجهنَّمٌ بالعزِّ أطْيبُ منْزلِ

* لا بد أن نتحرر من الخوف،إذا اردنا العيش بكرامة، ولو استسلم الانبياء للخوف، لظل الناس يعبدون الأصنام حتى اليوم .. وما أسوأ أن يرهن الإنسان حياته للخوف وهو يرى حقوقه تُغتصب، وكرامته تُمتهن، وشرفه يُمرّغ فى التراب !!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يادكتور لو خاف الثوار فى اكتوبر لما كانت الثوره بعد الندوه المشهوره وحين سمع التاس صوت الرصاص لم يتراجعوا بل واجهوا وزغردة دينا التى مجد ود المكى زغروتتها فى اكتوبرياته ( زغروة دينا).وسقط الشهيد القرشى مماذاد نار الثورة اشتعالا . ولا ننسى المظاهره الهادره التى توجهت نحو القصر وهى تهتف الى القصر حتى النصر والرصاص الحى ينهمر عليهم فلم يذيدهم ذلك الا اصرارا وقد سقط كثير من المناضلات ( هحاسن عبدالعال) وكثبر من المناضلين جرحى ولكن بالاصرار كان لهم ما ارادوا وصدح موحد الوجدان السوداتى محمد وردى( اصبح الصبح فلا سجن ولا سجان باقى)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..