تفكيك شفرة التوقيع و الانبطاح

تفكيك شفرة التوقيع و الانبطاح
محمد وداعة
[email][email protected][/email]
لعل أهم بند فى اتفاقية اديس (الثانية)،الموقعة بين حكومتى السودان و جنوب السودان هو توقيع السيد/ رئيس الجمهورية عليها ، و ربما تجاوزت دلالات هذا التوقيع مجرد التوافق مع المراسم والبروتوكول حيث ان السيد سلفاكير قد وقع عليها ايضآ ،هذه الدلالات التى تقول بان هذا هو رئيس الدولة و قد وقع بنفسه ، بعد ان شارك فعليآ فى التفاوض فهذه الاتفاقية بوجود توقيع الرئيس عليها قد خرجت من دائرة الانبطاح والانهزام ، وأصبح المطلوب ( القراءة الهادئة) ، ماهو الجديد فى رأى من عارض كل بارقة امل فى الوصول الى اتفاق سلام فى محادثات اديس وجعلهم الان يعيدون القراءة وبهدوء ، وماذا دهى اللذين دعونا لحفر قبورنا بايدينا وانتظار الموت ونحن على حافة القبور ، لقد تم تفكيك شفرة غلاه المعارضين للسلام والمبتهجين بحفر القبورهؤلاء اللذين رضعوا من ثدى الانقاذ والمؤتمر الوطنى وظلوا يمتصونه حتى جف اوكاد ، هؤلا اللذين اعتاشوا من مائدة الحكومة وحزبها سنين عددا، وكعادة من لايعرفون الوفاء ، فجأة أكتشفوا ان فى هذه الاتفاقات ما يفرض قراءاتها مرة ثانية بهدوء لا لشيء فيها جديد سوى أن التوقيع في أديس قد فك شفرة خال الرئيس ، هؤلاء اللذين وبعد اكثر من 20 عاما اكتشفوا ان هذه الحكومة لاتطبق الشريعة ، وان الدستور الذى يحكم البلاد لايستند الى شرع الله وان الحكومة فقدت مبررات وجودها لامتناعها عن تطبيق الشريعة وهم الذين كانوا راضين عنها ممتدحين لادائها يمسون و يصبحون مسبحين بالشكر و الحمد.
فى حالة من عدم الوفاء للحكومة التى تربوا فى حضنها واكلو وشربوا من نعيمها انقلبوا يهرفون ويظنون أنهم الوارثون ، ايها الواهمون بان سقوط الانقاذ سيجعل منكم الوارثون للحكم و السلطة بمبرر مما تعارضون الان ، و الجميع يعلم انكم انما تعارضون المفاوضون شاغلى المواقع التى بها تحلمون ، انكم على يقين من ان نهاية الاحتراب مع دولة الجنوب و انتهاء الحرب فى جنوب كردفان و النيل الازرق و انتهاءها فى دارفور ن ينهى معه تمامآ اى مبررات لوجودكم ن و يجفف كل الموارد التى تمول الة الكراهية و العنصرية ، و يسد كل المنافذ التى تنبعث و تفوح منها و اليها ، صحيح ان هذه الاتفاقات ليست كاملة و هناك العديد من الملفات التى تنتظر تسويتها واغلاقها ، و على اقل تقدير فما تم خير من الانزلاق الى حرب جديدة وهو لاى عاقل افضل من فرض الحل بموجب القرار2046 ، و هو يعبر عن ارادة لطرفى النزاع للجنوح الى السلم غض النظر عن الدوافع و الاسباب ، وهو بداية لوضع العلاقة مع حكومة الجنوب فى اطارها الصحيح بالوصول الى علاقات طبيعية يسودها الاخاء و حسن الجوار و تبادل المنافع ، لا شك ان ما تم من اتفاق لم يجد المعارضة و التشكيك من مؤيدى حزب الكراهية ليس بسبب ان الاتفاق جيد و يتطلب القراءة الهادئة،هم لا يستطيعون معارضة هذا الاتفاق بالذات لان عليه توقيع الرئيس، التحليل الاولى لهذا الاتفاق ربما قادنا للتفاؤل بشأن التوصل لاتفاقات مشابهة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال و الحركات المسلحة فى دارفور ، من دون انبطاح وكفى حربآ ، فى المرة القادمة قد يحرم البرتوكول الرئيس من التوقيع او الحضور ، يكفى ان يعلن السيد رئيس الجمهورية اعلان حمايته و مساندته للمفاوضين.
نشر فى الصحافة 3/10
يحدثنا همساً نفر غير قليل عن الصراع الخفي بين جهتين أو أكثر لورثة الحكم الراهن في حالة سقوطه زهداً من الحاكم أو استباقاً لما قد يحدث بواسطة الممسكين بفاصل العتاد و عدة الضوضاء من أهل السند الأنقاذى. لا أعتقد بأن أحداً من اهل الحكم الحالى سيتأذى من الأحلال أو الابدال لأنهم( أولاد حفرة). ولكن اخشى ما أخشى ان تكون هنا حكومة ظل جاهزة مما جميعه حين تحين الساعة والكل مكبل حينها لايستطيع الحركة حتى لو كانت حركة صرصار مقلوب. أما عن العالم فيهمه تفعيل اتفاقات اديس أببا. بغير ذلك فإن لنا أسوة ليست بحسنة في ما حدث في دولة مالي, ردالفعل هو رفع الأكتاف تعبيراً عن اللامبالاة.
هل هذه خطبه أم مرافعه أفيدونا يا ساده؟