
إبراهيم ادم ✍️……..
تدقيق: احمد مبارك
*عندما يُقابِل بني الإنسان وفاء الكلاب غدرًا ، فمّن يُلهِم الأخر الوفاء الإنسان ام الكلاب!*
وانا اتجول في أزقة أحد الأحياء الشعبية في واحدة من مدن السودان الحبيب؛ فوجئت بمشهد لم يخطر لي على بال قط. رايت رجلاً اربعينيًّا وحوله خمسة كلاب؛ والكلاب ملتفة حوله تلامس جلبابه الانيق الناصع البياض (على طريقة مداعبة الكلاب لمن تألف) مما يخبر الناظر أن ثمة إلفة وعشرة جمعت الكلاب بالرجل. الغريب في الأمر ان الرجل كان منهمِك بقتل إحدى كلابه اللطيفة. كان يضع حبلاً متيناً على عنق الكلب رابطاً اياه مع عتبة باب المنزل المطل على شارع كبير في مشهد اشبه بمن يسلخ شاة في صباح يوم عرفة.
ما أدهشني وأثار حفيظتي هو أن الكلب الذي يتم شنقه لم يُبْد أي نوع من المقاومة أو محاولة للإفلات من الشنق، فهو لم يصرخ رغم الألم إذ يُقتل، ظنًا منه أن القتل والغدر لا ياتي من جانب صاحبه ومليكه الذي الفه وأخلص له. والكلاب الأربعة الأخرى أيضاً منشغلة بملاعبة الرجل ولم تحاول الهجوم عليه ، إعتقاداً منهم وكما يُملي عليهم مبدأ الوفاء ،أن صاحبهم يلاعب أخيهم الكلب. والمعروف أن الكلاب تصرخ بمجرد إحساسها باذى أو خطر مداهم، ولكن على غير المعتاد تحمل هذا الكلب وإخوته وجع الموت شنقا بسبب إخلاصهم وثقتهم المفرطة بان صاحبهم الانسان لا يجروء على الايذاء ناهيك عن القتل شنقًا وبكل هدوء. هذا الموقف يتماشى مع فكر الأديب الإنجليزي وليم شاكسبير حيث قال : “مهما بلغت ثقتك بالآخرين لا تفتح لهم من غرف حياتك إلا غرفة الضيوف”. وعلى نسق أحمد شوقي إذا قال: “مخطئ من ظن أن للثعلب دينا” والثعلب هنا كناية عن بني الانسان. لو عاملوا الكلاب صاحبهم وفقًا لمبدء الحذر لما نالهم ما نالوا من صاحبهم الانسان، وسمحوا له بقتل إخيهم رغم امتلاكهم القوة وأدوات المقاومة والدفاع.
الحكمة : إن كنت في موضع الكلب فاحذر في من وثقت بهم فإن الطعنة القاتلة غالبا لا تأتي من عدو لقلة معرفته عن مواضع ضعفك. وأن الإخلاص المنقطع النظير والتفاني في خدمة البعض قد لا يقابله المثل من الاخر. وإن كنت في مكان الإنسان فتذكر ان الغدر عار ؛ والإحسان محمودًا وإن كان صانعه كلبًا.
صاحبهم يلاعب أخيهم الكلب
لا يجروء
وليم شاكسبير
لو عاملوا الكلاب صاحبهم وفقًا لمبدء الحذر
وسمحوا له بقتل إخيهم
والإحسان محمودًا
يا سيد الطاحونة أدرش لي ديل سريييع عندي عجول ماعلقن
بس مع دا كلو الفكرة حلوة ولك السبق
لعل الإدارة تعتمد مدققين ( مهرة )
الانقلابيون الغدارون يعتقلون بعض القحاتة شركاءهم السابقين (الكلب المشنوق) وبقية رهط القحاتة الحزبين الطائفين (بقية الكلاب يتمسحون بالغدار وهم يرونه يفعل بأخيهم راضين بدورهم في الشنق لاحقاً !