مقالات سياسية

أشعريون التي نريد!!

دشن والي ولاية الخرطوم رئيس المؤتمر الوطني حملة (أشعريون) بأرض المعارض ببري الثلاثاء ودعا المجتمع للمساهمة في تغطية الأسر الضعيفة، وجدد تمسكهم بالحركة الإسلامية، وكشف الوالي أن الحملة تشمل مبادرات ذراع الخروف وقدرة أهل الحي بالفول أو العدس وفطور عزة للتلاميذ وحلة الجزار والخضرجي، بالإضافة إلى نقل المواطنين بالسيارات والعلاج المجاني والأدوية والشتاء الدافئ وكسوة العيد للأطفال، بجانب توزيع 500 كرتونة بها مواد غذائية للفقراء بكل حي.
وحتى لا ننظر لهذه الحملة بنظارة سوداء، نؤيدها بعين الرضا، فلأول مرة يحس الحزب الحاكم أن هنالك فقر وفقراء وأحياء فقيرة، ومن يحتاجون لمساعدة تستدعي إعلاء قيم التكافل والرحمة، ولكن السؤال هل الفقراء هم بعدد اليد أم إن كل المواطنين باتوا معدمين وفي عداد الفقراء؟
والمدخل للإجابة عن هذا السؤال هو أن قيادات الحركة الإسلامية التي تمسك بها الوالي، هم من يسكنون في الأحياء الراقية في قصور فخيمة ومنيفة، ويعيشون في بحبوحة ويأكلون في كل الموائد.
قضية الفقر أصبحت كلية نتيجة السياسات التي اتبعتها الحكومة، والتي تسببت في تدهور الاقتصاد، وبالتالي معالجة الفقر لا تحتاج لحلول ترقيعية أو تخديرية، فالفقراء ظلوا يسمعون عن أسواق البيع المخفض التي تظهر عند الأزمات والغضب وسرعان ما تختفي بعد تثبيت الأمر الواقع مثلها كـ(علوق الشدة)، وسمعوا عن شعارات الحزب الحاكم بشأن أزمة الغاز ومبادرة (غازك في بيتك) وغيرها من المبادرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
(أشعريون) التنزانية التي نفذها الرئيس ما غوفولي وهو غير مسلم بدأت بمشاركة الرئيس التنزاني بنفسه آلاف من مواطني بلده في حملة لتنظيف شوارع العاصمة التنزانية “دار السلام” بدلاً من حفل التنصيب، فضلاً عن قيامه بزيارات دورية للمستشفيات، وتخفيضه عدد الوزراء في بلاده، وتقليصه مظاهر الرفاهية الممثلة في عقد مؤتمرات في فنادق ضخمة بكلفات كبيرة، وكذا قلص بعثات بلاده المشاركة في مؤتمرات خارجية. وألغى كافة مظاهر البذخ.
ما غوفولي أمر بجمع كافة سيارات المسؤولين التابعة للدولة من نوع الدفع الرباعي وطرحها للبيع في مزاد علني، وأبدلهم بسيارات أخرى، ويبقى السؤال: ماذا لو فعل الحزب الحاكم ذلك في إطار حملة أشعريون ألا تكفي فقط سيارات المتنفذين من الحزب الحاكم فقط لحل الأزمة الاقتصادية، وماذا لو تواضعوا وتبرعوا بقصورهم و(عماراتهم) لصالح هذه الحملة (طبعاً في الداخل والخارج)، ألا تؤثر على دعم الإصلاح الاقتصادي؟
من المؤكد إذا كانت حملة أشعريون نفذت بأن يوقي الإسلاميون (المرطبين) شح أنفسهم ويعيدوا ما كنزوه بفضل استغلال الدولة لها، فبالتأكيد ستحقق قول والي الخرطوم الفريق أول مهندس عبدالرحيم محمد حسين (الوطني حركة إسلامية وشعاراته إسلامية تحتاج لأن نلتزم بها وعندما نقول هي لله هي لله الحكاية دايرة ثمن وما تبقى مجرد شعارات بدون عمل)، فقط فليدفعوا ما في جحور خزائنهم وعندها ستنجح (أشعريون) وستكون هي التي نريد.
الجريدة

تعليق واحد

  1. والي الخرطوم الألقاب التي تسبق إسمه هي : الفريق أول ركن مهندس /…….وأعتقد فيها المستشار قبل مهندس ولا شنو يا جماعة؟؟!!

  2. والي الخرطوم الألقاب التي تسبق إسمه هي : الفريق أول ركن مهندس /…….وأعتقد فيها المستشار قبل مهندس ولا شنو يا جماعة؟؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..