“الأشراف”.. فيمَ تفكر أسرة الشريف الهندي

من الصعوبة بمكان الإشارة إلى تنسيق ظاهر بين: مريم الشريف الهندي، والأمين الشريف الهندي، الشريف صديق الهندي، في النشاط السياسي المحموم الذي يخوضونه هذه الأيام، لكن ما يرجح ذلك هو احتمال تحركهم لاستعادة أمجاد سياسية تليدة عرفت بها أسرة الهندي ذائعة الصيت. وبالطبع، لم تغن كتب التاريخ، ولا المواقف المحفوظة في الصدور من استذكار سيرة العشائرية، وأثرها في العملية السياسية في السودان الحديث وتاريخه، والمتتبع لتاريخ البيوتات الكبيرة بإمكانه أن يرى جدلية الحالة السياسية، بل وصراعاتها الممتدة، من لدن الاستقلال والاتحاد مع مصر، ومن وراء تلك السيرة انبنت الكثير من المواقف ورصفت طرق لسلسة من الأحداث استمدت وحيها، لكن بالتأكيد فإن الدور الأبرز في العملية السياسية وركنها الأساسي يظل في الموقف من الحكومات والأنظمة الحاكمة، ويحفظ التاريخ مليا لأسرة الهندي مواقفا مشهودة منافحة عن الحقوق، منذ عهد مؤسسها الشريف يوسف الهندي الذي تنقل المآثر أنه اقتيد وسجن في سجون المستعمر بسبب مواقفه المناهضة لسياسات الحكم الإنجليزي المصري، بينما يبرز دور أيقونة الثورة والانتفاضة السودانية الشريف حسين الهندي، الذي ظل يناهض الأنظمة الشمولية، بينما عاد الشريف زين العابدين الهندي حاملا مبادرة الحوار الشعبي الشامل، فاتحا كوة للضوء، إلا أنها تعرضت لما تعرضت له مشاريع المبادرات السياسية والوطنية في النظم التي تقودها أقليات أوليغاركية.
أخيراً، برزت إلى السطح صيحات عالية توجهها قيادات من أسرة الهندي للواقع السياسي برمته، أو للواقع داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يمثلونه بالقرابة السياسية، فمن ولاية الجزيرة ينطلق صوت القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي وممثله في الحكومة الامين الشريف الهندي معلنا طلاقه البائن للحزب الاتحادي الديمقراطي، ومرسلا نقدا حادا لما ظل عليه الحزب منذ وفاة رئيسه الشريف زين العابدين الهندي، ملقيا باللوم على قيادته الحالية المتمثلة في الأمين العام للحزب الدكتور جلال الدقير، والآخرين. الشريف الأمين يجدد ما كان يطلقه منذ زمن عن عملية اختطاف تعرض لها الحزب، حالت بينه وبين دوره الوطني المرتقب، فقد أكد في حوار سابق مع (اليوم التالي) أن غايات قيادة الحزب الحالية، لن تكون امتدادا لغايات الشريف زين العابدين، ولا لمواقفه، لأنها، بحسب رأيه، كانت مسرورة لانتهاء دوره في الحزب حتى يخلو لها الجو تماما.
قبله كان الشريف صديق الهندي يسعى بجهد كما لو أنه في مهمة لإعادة سير قاطرة الحزب في مدها التاريخي. صديق يجمع الاتحاديين ويحدثهم عن قوتهم وعدتهم وعتادهم في دور أكبر، ويرحل إلى دائرته الانتخابية في مناطق نفوذ قبيلته السياسية، وينتهي به إلى خسارة المنافسة الانتخابية. يعلم صديق الهندي أن طريقه ليس سالكا، وأن الإصلاح الذي ينشده لن يتحقق، ويحاول بتقديرات سياسية أن يضع حدا فاصلا بين حزبه والسلطة، فتأتي النتيجة خطابا في الصباح منشورا على الصحف: “لجنة المحاسبة بحزب الدقير تفصل صديق الهندي”. أقصى ما طالب به الصديق هو تجديد الأجل الشرعي للحزب في عقد مؤتمر عام، وفطم الحزب من ثدي الحكومة.
الآن خسر صديق الهندي موقعه في الحزب، وقبله المنافسة في الانتخابات، ليطل التساؤل ساعتها: كيف يمكن أن يتجاوز الاتحاديون الهندي ويصوتوا للدقير؟ لأن الأخير حفلت به السيرة في عهد الإنقاذ وقبلها كان طبيبا مغمورا في منافي مدن الضباب.
الوداع الذي كتبه الهندي في دفتر حزبه تركه يبحث بعيدا عن مواقف تشبه تاريخ من يحمل سيرتهم، مات الشريف حسين الهندي مقاتلا عن الديمقراطية في المنافي ضد النظام المايوي، يهاجر صديق الهندي إلى كمبالا ليوقع على ميثاق الفجر الجديد في 2013 تحت راية “الحركة الاتحادية”، بعدها يهب نفسه لجميع المدن التي تحمل هموم القضية السودانية في باريس وأديس أبابا.
في ذات الثورة الهندية تطل الصيحات من أفواه المنتمين الضاربين في جذور العملية السياسية بين الفينة والأخرى، كأنها تطرق على أبواب موصدة. القيادية بالحزب مريم الشريف الهندي أرادت أن تمد جسور الإصلاح في حزبها عبر الصوت الداخلي، وهي بغير عادة عمها صديق الذي غادر، ما تزال تطرح آراءها داخل ردهات ومؤسسات الحزب لاستعادة دوره الطليعي. تقول مريم لـ(اليوم التالي) إنها تنادي باستعادة كل المواقف المشهودة والمعروفة للحزب، أو مغادرة من يريدون التلاعب باللافتات حسب قولها، الشريفة مريم تشير إلى ضرورة اصطفاف الحزب خلف المبادئ الديمقراطية كشأن لازم عرف به، وعدم الانقياد وراء رؤى الأحزاب الأخرى لابتغاء الوظائف أو الكسب المادي، وتؤكد أنها ستبقى على موقفها الرافض للوضع التنظيمي الحالي في الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة الدقير.
ويقول مقربون من أسرة الهندي إنها عرفت بالزهد والنزاهة في العمل العام والحزبي، ووصل العديد منهم إلى قناعة أن ما يدور في الحزب لا يشبه مدرستهم، ما دعاهم للتململ، وعدوا ما يدور الآن باسم الحزب مجرد متاجرة باسم الشريف زين العابدين الهندي وكانت نتيجة ذلك عزوف البعض منهم من العملية السياسية، أو اتجاه البعض لتأسيس كيان سياسي يحافظ على الأرث الاتحادي، أو الهندي إن شئت مزيداً من الدقة.
اليوم التالي
أسره المهدي أسره الميرغني أسره الهندي……..
كلهم انتهازييين كيزان متلونين تجار الدين استغلوا البسطاء باعوا لللناس الوهم حولوهم لعبيد و سخره و هم يكنزوا في الأموال و الاراضي ، و بعد ما مصوا دم الناس
حصدنا الخراب و الدمار و الفقر و الجهل و الجوع
هسا شوفوا اولاد المهدي اولاد الميرغني اولاد الشريف كلهم حلفاء الكيزان و شركاء هم في السلطه و الثروة و السرقه و النهب و في الدم كمان