شخصية الفرد

شخصية الفرد

الرشيد جعفر على
[email][email protected][/email]

تتبلور وتتكون شخصية الفرد من خلال البئية المحيطة به وتلعب نقاط وعوامل متعددة فى تحديد تركيبة ونفسية الانسان وتوثر فى صفاته , مدى قوته وضعفه واندماجه وتفاعله مع الاخرين والمجتمع الذى حوله .
فالتركيب السيكولوجى للنفس يتنامى ويتطور من خلال المحيطات التى حوله ومجريات الاحداث التى تجابهه فى مختلف ضروب الحياة فما المرء الا مجموعة تجارب تمر به فيستفيد منها فتصقله الايام وتزيده قوه وحنكة فى التعامل مع مجريات وتجارب الحياة . فالبعض تجرفه الاحداث وتمر عليه مرارا وتكرارا فيقف عاجزا امامها فتتلاعب به حيث شاءت وارادات , وعندها يركن يركن لتاثيراتها السلبية ويقف امامها حائرا وعاجزا عن التصرف والتحرك ازاءها .
فهكذا يختلف عطاونا من شخص لاخر فالبعض تمر به مسارات صعبة يعتصرها ويخرج منها دنيا من الفن والادب والقوة ,يجعلها وقفة مع النفس تكون بمثابة انطلاقة جديدة وقوية واخرين توثر فيهم سلبا فترجعهم الى الخلف ويبقوا فى تلك المحطة دون حراك وتقدم فهكذا تتعدد انواع التركيبات الانسانية فنجد الشخصية الكارزمية , المرحة , الغامضة , المتسلطة , المتفائلة , الضعيفة , القوية , الصبورة وهنالك من يملك اكثر من ميزة واحده .
وهنالك من الصور والشخصيات الفريدة التى تاسرك بجمالها الروحى البديع فى روعة تعاملها مع الاخرين فتكون ذات اثر ايجابى ذو افاق اوسع وارحب فى اخذ معطيات الحياة بصورة ايجابية وعدم ركون للواقع , فتشق الصعاب بروحها الوثابة المرنة التى تحملها فتتعامل مع الاحداث بصورة مرنة ايجابية اذا عصت وتغلبت عليها الاقدار فتتخطى العقبات فى ثبات وثبور وهذا ما يطلق عليه اهلنا الزول (الملحلح) اى معنى الحركى الذى يمكن ان يرسل فى اى اتجاة لسد الناقصة وانجاز الصعاب والمهام ويمكن له ان يجابه كل الظروف .
فبمجابهة تغلبات الايام واحتكاك المرء بشتى ضروب الحياة العسيرة تنمو الشخصية المكتملة وتزداد الارادة صلابة ويصبح حينها الانسان شئيا اخر غير الحيوان والجماد.
اما النوع الاخر فهو سلبى فى تعاملة وتجاربة واخذه لمعطيات الحياة فتجده دائما يتحرك فى نطاق ضيق ومحدود فى دائرة اهتمامة ويضع اعتبارا لسفاسف الامور ومجرياتها بصورة غير عادية ويتعامل مع الاخرين وفق قناعات وتجارب سلبية حدثت سابقا حتى وان كان لا اعتبار لها تجدها تسيطر عليه مدى الازمان فى تعاملة مع الاخرين
ومن سمات بعض الافراد من تجده سلبيا فى بعض النقاط ولكن يتمتع بصفات رائعة مثال لذلك يكون انطوائيا فى حياته الاجتماعية لكنه انسان مملوء بالجمال والابداع ويمكن ان يعطى الكثير سلوكا وتصرفا وتهذيبا .
واخرون يملكون المعرفة والعلم ليس بالضرورى ادراكا اكاديميا بحتا ولكن اطلاعا والماما بشتى ضروب الحياة المختلفة ,فيكون لدية الكم المعرفى فى شتى ضروب الحياة واتجاهاتها وهذا ما يعرف بالانسان المثقف الذى يتعامل اساسا مع القيم والمبادى والادراك فيتحول تعامله هذا الى سلوك فى شخصه يعكس التغير الكيفى فى شخصيته وليس بالطبع التغير الكمى الناتج من الحفظ وكثرة المعلومات .
فهكذا نجد شخصية المرء اهم محور فى تصنيفه ولها ان تسبق كثيرا من الموهلات الاخرى فى كثير من مواقع العمل , فكثيرون جدا من يملكون المؤهل العلمى ولكن تجد شخصياتهم ضعيفة وسلبية فلا يحالفهم التوفيق فى مسيرة حياتهم العملية
فلذلك تتبع الموسسات والمصالح والمرافق العملية تفحيصا دقيقا لدى اختيار كادرها وطاقمها الوظيفى لمعرفة قدراته الذاتية مضافا اليها الموهل العلمى وتبحث فى المكون الذاتى خاصة عندما تكون الوظيفة تتعامل وترتبط مع الجمهور او تتطلب القيادة والتاثير فى الاخرين
لذا فالنعرف قدراتنا جيدا وندرى مناطق ضعفها لتقويتها بشتى الصفات المتزنة والعلوم المفضية الى ثقل الانسان . فمعرفة المرء الى مقدراته نقطة مهمة فى الوصول الى مراميه حيث ما يريد باستغلال امكاناته ومهاراته الذاتية
فدائما ما نفحص وننقد الاخرين فى شتى الاتجاهات والطرق دون ان نلقى نظرة على ذاتنا فالاولى ان نلتفت الى انفسنا وتصرفاتنا , فيناقش الانسان نفسه عبر حوار داخلى فيشجعها ويدفعها ان نجحت وتسامت فوق الصغائر ودرجت به الى مكام الاخلاق ويحاسبها ويعاتبها ان اخطاءت وساقته الى مقام لا يشرفه ولا على شاكلته ومبادئه فى الحياة فكلنا نخطى ونصيب وليس هنالك معصوم من الخطاء ابدا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..