أخبار السودان

حكومة وجهاء الريف

في التنك48

حكومة وجهاء الريف

د.بشرى الفاضل
[email protected]

هذا المصطلح نجرته من عندي لوصف رموز الحكومة الحالية فهم وجهاء ريف ليس إلا. لو كنتم من أبناء القرى مثلي فإنكم ستنظرون إلى ضابط الجيش من أبناء القرية ولو كان برتبة ملازم باعتباره وجيهاً من وجهاء القرية.هو في نظر القرويين، أكثر وجاهة من المساعد الطبي ومن المدرس وحتى من مفتش الغيط.هذا الضابط القروي إذا نما لديه حس تآمري بالاستيلاء على السلطة بالتعاون مع زملاء آخرين فإنه يمكننا قراءة أفكاره كما يلي: ما الذي يسعى إليه؟ لا شك أنه يسعى لما يفقده في الغالب وهو الثروة والسلطة.وذلك حتى تكتمل دائرة وجاهته فإن جاءته السلطة مصحوبة بالإعلام الذي يتبعها عادة فالثروة تجيئه صاغرة ولو كان نزيها يقتصر على راتبه فحسب فرواتب الدستوريين ومكاسبهم وبيوتهم وعرباتهم وسفرياتهم وراحاتهم هي الأعلى طبعاً.
حكومتنا الحالية هي حكومة مجموعة من الضباط أبناء الريف سعوا للسلطة بطريقة غير مشروعة ونالوها فكانت حكومتهم حكومة وجهاء الريف.ومن قبلهم كان مجموعة من الضباط المدينيين من بيوتات معروفة في أمدرمان وغيرها من المدن السودانية قد سعوا للسلطة في مايو ونالوها. ومنذ عشرين سنة جاء دور الريف .كل فئة من هاتين الفئتين يمكن تصنيفها طبقياً طبعاً لكن لا يجب أن نستند على التحليل الطبقي وحده فمن السهل دمغ هؤلاء بصفة البرجوازية الصغيرة وفي نظري إن في هذا تبسيط. هؤلاء وجهاء ريف وهو تصنيف يدخل فيه التصنيف الطبقي لكن يزيد عليه بحالة كون هؤلاء قرويين . وقد رفعهم الإعلام في نظر عامة القرويين درجات فوق البشر.نحن في القرى تغيرنا الآن وأصبح المزارع والراعي والسباك والسائق والنجار قبل المدرس و(حكيم) القرية والطالب الجامعي يحلل المسائل السياسية بما يضاهي ما يفعل بعض المختصين من أساتذة العلوم السياسية. لكن في السابق كانت جداتنا كلما رأت اختراعاً كالترانزيستور مثلاً تقول محتارة
– والله الحكومة دي شديدة شدة!
كان يمكن لوجهاء الريف على أيامهن أن يتضخموا ويتضخموا بالسلطة والجاه والثروة والإعلام حتى يسموا فوق البشر.
لكن الآن كل الاكاذيب أصبحت (فشوش) والتضخم (ركه) على دبوسة.

تعليق واحد

  1. من الأسباب القليلة التى تخلى الواحد يفتح موقع الراكوبة هو أنت
    أعلم أنك لاتعانى من آفات الذات المتضخمة ( فأنت بشرى من نوع كويس )
    تحليلك هذا وكل ماذكرت صحيح وحقيقى ويحتاج أن تكتب فيه أكثر ……………………
    سئل المنفلوطى عن من هو الفنان ( المبدع ) فقال مامعناه : أنك عندما تتلقى منتوجه تحس أنك أنت المنتج …………..
    لقد عبرت عن وجهة نظر اعتملت كثيرا فى عقلى ونفسى
    لك الله

  2. يا أستاذ بشرى

    وجهاء الريف دول…كانوا بيمشوا المدارس بالحمير وبعد المدرسة فى العصريات كانوا يحشو (السعدة*) من البلدات عشان يشترو السكر واللبن لبيوتهم.

    بعد ماسرقو السلطة الحمار إنقلب مرسيدس وليلى علوى وبرادو.و بي إم دبليو.

    والسعدة بقت تفاح وكمثرا وكيوى شمندر

    أولاد الريف عايزين ضرب فى ( الكلتش )

  3. سلام دكتور بشرى كاك ديلا طبعا وجهاء الريف اضافة من عندى هم فى الريف عواطلية تجدهم فى فى كل الموائد و يكونوا فى احسن هندام و ارقى العطور الباريسية مع انهم لا يعملون فى الزراعة كغيرهم من مزارعى القرية هذه فئة موجودة فى كل قرى السودان. ناس كده بتعين شو لهم كثير من الصفات المكروهة من قبل غبش القرية نسبة لكسلهم و فلهمتهم لكن فى زمن الانقاذ الغابر انضم جميعهم للموتمر الوطنى و منهم من ذهب للبرلمان و اتحدى اى واحد سودانى من كل قرى السودان و نعمل احصائية لهذه الفئة و ستجدهم الاغلبية فى هذا الحزب الحاكم .

    تحياتى

  4. انتو الشعب بيدفع ضرائب و ينتج عشان شنو؟؟ مش عشان يلقى خدمات اساسية من تعليم و صحة اساسيتين مجانا و خدمات بيئة و طرق و انارة و شرطة و جيش لحمايته و حماية البلد من اعداء الخارج و الخرجين على القانون فى الداخل مش المعارضين المدنيين للسلطة المغتصبة بالقوة!!! اذا ما لاقى الحاجات دى بيدفع ضرايب لماذا؟؟؟ انا فى رايى انه الشعب يمتنع عن دفع الضرائب لانه اصلا ما ح يخسر حاجة هو اصلا ما لافيها!!! البيخسروا هم سارقيه و جلاديه!!! و خليهم يختوا الشعب كله فى السجن و اذا السجن ما شال الاستادات موجودة!!!! كسرة : المصيبة الاكبر انه بعد دفع الضرائب المواطن يدفع تانى جبايات لاى معاملة يعملها فى الدوائر الحكومية!!! ده شغل عصابات و ليس شغل دولة!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..