سيدي الرئيس كلامك طيب ولكن العقبة في التنفيذ؟ا

بلا انحناء

سيدي الرئيس كلامك طيب ولكن العقبة في التنفيذ؟

فاطمة غزالي
[email protected]

توجيه رئيس الجمهورية عمر البشير بمحاربة سياسة التمكين وعدم تطهير الخدمة المدنية من الذين لا يوالون الإنقاذ تعد خطوة مهمة في إطار بناء دولة راشدة بيد أنها جاءت في الوقت الضائع ، وبعد أكثر من (20) عاما ، وخلال أعوام الإنقاذ جرت مياه كثيرة تحت جسر الخدمة المدنية التي فقدت جوهرها عن قصد وفقاً لسياسة تمكين كوادر الحركة الإسلامية واالمواليين للإنقاذ بغرض الانتفاع مقابل الولاء، وهذا النهج الإنقاذي في الخدمة يعد من أخطر سلبيات النظام،لأنه نهج مخالف لتعاليم الدين الإسلامي وجميع الديانات السماوية التى توجب على السلطان العدل والمساواة بين الرعية، وليس هذا فحسب بل غزو الخدمة المدنية من قبل منسوبي الحزب الحاكم أفرغها من محتواها حيث حل الولاء محل الكفاءة والخبرة مما ترتبت عليه أخطاء في ممارسة الواجبات الوظيفة، فكانت عبارة “أمشي وتعال بكرة ” يحملها كل مواطن في ذهنه هو يقف أمام موظف الخدمة المدنية لأن بعض موظفيها يمارسون سياسة تعطيل مصالح المواطنين لا لشيء سوء أنه لا يدرك ماهية وأدبيات وسلوكيات الخدمة المدنية الجيدة التي تعبرعن مدى الخبرة والشعور بالمسئولية تجاه مهامه الوظيفية، واحترام الوقت وكثيرون لا يدركون أن الخدمة المدنية مرآة تعكس سلوك الشعوب ومدى التطوروالتقدم في الشعوب.
توجيه رئيس الجمهورية صحيح أنه خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنها جاءت بعد أن فقد السودان عدد ليس بالقليل من الخبرات والكفاءات بسبب الإنتماء السياسي، حيث صعب على كثير من المعارضين أن يكونوا جزءاً من منظومة الخدمة المدنية الأمر الذي رفع نسبة عدد السودانيين في دول المهجر وبدلاً من أن يكونوا مصدر عطاء وتنمية بشرية لأهل السودان أفادوا شعوب أخرى بعلمهم ومقدراتهم، حقيقة أغلب الصالح شد الرحال إلى حيث يجد الاحترام والدخل المادي الذي يعينه على الوفاء بالتزاماته الشخصية و الأسرية، فبينما تهدر أموال الشعب السوداني في الكوادر الضعيفة في دواليب الدولة وفي ذات الوقت تُجبر الكوادر المؤهلة على العيش في الغربة.
سيدي الرئيس الكلام طيب وهذا ما يتطلع إليه أي سوداني ينادي بالمساواة والعدالة والتحرر من سلوكيات دولة الحزب الواحد لتصبح دولة الوطن للجميع ،ولكن هل هذا التوجيه سيجد استجابة من منسوبي حزب المؤتمر الوطني الذين يتمتعون بالتمييز الايجابي في التوظيف والاستثمار والسيطرة على سوق العمل الخاص، وهل سيتوجه الخريجيين إلى لجنة الاختيار بدون أن يمروا بمرحلة التوهان والبحث عن من يزكي هذا ويطعن في ذاك، هل منسوبي الحزب الحاكم يستطعون التنازل عن ما يرونه حقاً حصرياً لهم خلال ال(23)عاما، وإذا كان بعض شباب المؤتمر الوطني قدم مذكرة تصحيحة بسبب استمرار الشيوخ في السلطة وحشر في وسطها قضية الفساد ليجملها ،فكيف يفسح المجال للأخرين للدخول في ساحات الخدمة المدنية ،حقيقة القضية ليست سهلة لأنها مرتبطة بمفاهيم إنقاذية تستند على مفهوم حق الملكية السودانية لحزب المؤتمر الوطني ، لا نشكك في النوايا ولكن نبحث عن مناهج تساعد على تطبيق توجيه رئيس الجمهورية على أرض الواقع.

الجريدة

تعليق واحد

  1. الاعتراف بخطا التمكين لوحده لا يكفى .. اذ يجب ازاحة كل الارزقية الذين زج بهم فى مواقع غير جديرين بها بدءا بالمرافق الحساسة وان دعى الامر فلتطال الوزراء وجوقة المستشارين والمساعدين الذين يشكلون عبئا على الميزانية العاجزة اصلا اضافة الى ان كبار القوم هم اس البلاء فى دغمسة التمكين ..

  2. سيدى الرئيس ( كلامكو حلو , واكلكو حلو , ومويتكو باردا . لكيييييين طمركوا للحم في لب الكسره بجيب لكو ملامه ….. )

  3. يا فاطمه غزالي .. هل وصل بك الحد لتصديق .. كلام ابوجاعوره .. بالرغم من انه هو لا يصدق كلامو .. فيا بت غزالي .. 23 سنه تمكين .. هل يمكن معالجتها في ظل بقائهم علي السلطة .. فالعلاج يجب ان بيدأ بسحقهم من الوجود .. والبشير لو كان صادق .. كان يبدأبنفسه و باخوانه وحرمه وداد .. واعيد الدولارات لخزينة الدولة .. فاعادة الدولارات .. لا تحتاج غير تحول قروش من بنك لبنك .. اما موضوع الخدمة المدنية فتحتاج لاجيال واجيال .. والاهم من ذلك هو اخلاقيات الناس .. الوصلت الحضيض .. ووصلت بيع الشرف .. ومع ذلك ان الله قادر علي كل شيء .. بس الناس تزيل ابالسة وملاقيط الانقاذ من الوجود ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..