يظنون أنهم لا يموتون

طه مدثر
(1)
ما فتحت الحكومة باباً للاستدانة من الجمهور عبر الشهادات الاستثمارية أو الاستدانة من البنك المركزي(الذي يشكو قلة الأوراق النقدية)إلا وزادها الله به فقراً وعوزاً وتخبطاً في سياساتها الاقتصادية.
(2)
يُروى أن الطير لو فكر في الذبح ما حام حول القمح والسؤال الذي يقلق منام الحكومة وحار بها الدليل من هم الطير الذين يحومون حول القمح ولا يخافون من الحكومة؟ فهناك طيور قوية (الكاتب والمواطن لا يعرفها) حامت حول القمح وما زالت تحوم بل و(تعوس)في(قوت الشعب) فساداً والشيء المؤكد أن الحكومة تعرفها ولكنها تعاملها بـ(نعومة مفرطة)
فالحكومة تقول إن الدقيق يكفي حاجة الأفران وأصحاب الأفران يقولون إن سبب الأزمة تناقص حصصهم من الدقيق وعدم وجود الغاز إذاً وقبيل لحظات من وصول الدقيق الى الأفران توجد جهات تتلاعب في حصص الدقيق فمن هذه الجهات؟وهناك أسئلة (بنات ناس) وهناك أسئلة (عبيطة وهبلة)منها هذا السؤال (من يتحكم ويتلاعب في حصص الدقيق؟)وفين أيام رفاعة الطهطاوي الله يرحمك يا طهطاوي وقاسم أمين وعلي مبارك وزكي جمعة وأسامة داوود؟ وأتمنى أن تسألني الحكومة مين أسامة داوود دا؟ وأرجو أن تُطلعنا الحكومة على الطيور التي تتلاعب في حصص قوت الشعب؟ فحصة الدقيق ليست مثل أي حصة مدرسية يمكن أن تدكها دون أن تؤثر في تحصيلك الدراسي.
(3)
نعترف أننا غلطنا (كثير) في حق (حزب قائد لوطن رائد) أي حزب المؤتمر الوطني (وسامحني غلطان بتعذر) فإننا حملناه كل ما جرى ويجري للبلاد من سوء إدارة مواردها الطبيعية والبشرية وإفساد البلاد والعباد والمفروض و(أختها حقو)
أن نوجه سهام النقد واللوم لـ(أمه)الحركة الإسلامية فالابن تربية أمه وما المؤتمر الوطني إلا سيئة كبيرة وعظيمة من سيئات أمه المتعاظمة!! بالمناسبة عملتوا شنو في تعظيم (الإنتاج والإنتاجية؟)ومحاسبة بعض (الفاسدين) بالحركة الإسلامية
فـ(البصلة الفاسدة تفسد باقي البصل).
(5)
شيء غريب يحدث في فضائيتي السودان والخرطوم وتحديداً في برنامجي خطوط عريضة والساعة العاشرة والبرنامجان متخصصان في قراءة وتحليل ما تجئ به بعض الصحف السودانية وكلما تم استضافة محلل وكاتب سياسي (مشهور أو مغمور نص كم أو كم طويل موالٍ للحكومة أو معارض لها)ثم جاءت سيرة الإمام الصادق المهدي أو جاء تصريح أو إفادة للإمام تجد كثير من المحللين يسلقون الإمام بالسنة حدادٍ أشحة على الخير ولا يتركون صفة كريهة أو ذميمة إلا كالوها للإمام دون أن يعطوا الإمام أو حزبه فرصة الرد على هؤلاء المحللين فأين قانون التكافؤ في الفرص للأخذ والرد؟ بل أين دور معد ومقدم ومخرج البرنامج ومحاولته الاتصال بالإمام أو بمكتب حزبه حتى تتاح له فرصة الرد؟ أم إن الإمام أو مكتبه لا يمكن الوصول اليهما بفضل توجيهات ما؟ ونحن في زمن الإنترنت ما أسهل الاتصالات بمن تشاء ويتم ذلك في وقت وجيز فهولاء المحللين أحسب أن الشاعر قال فيهم (إن يسمعوا الخير يخفوه وإن سمعوا شراً أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا) أو الشاعر الآخر الذي ذهب في نفس الاتجاه وقال (إن يعلموا الخير يخفوه وأن علموا شراً أذاعوا وإن لم يعلموا بهتوا) وأيها الناس هيهات هيهات ما في الناس من لا عيب فيه والذي لا عيب فيه هو الذي لا يموت أفيظن أولئك المحللين وأحزابهم أنهم لا يموتون؟
الجريدة