الحرية والتغيير بولاية كسلا.. نكبة الثورة.. وفشل التغيير..

لم تتكون لجنة تفكيك وازالة تمكين بالولاية.. ولم يتم تعيين والي مدني.. ولم يتم تغيير المدراء المكلفين بالولاية.. ولم تشهد ولاية كسلا أي تغيير يعكس أن الولاية فعلاً بها قوى ثورية حريصة على تحقيق مكتسبات الثورة.. “فالهرجلة السياسية” بولاية كسلا التي تمارسها الحرية والتغيير جعلت من والي كسلا المُكلف “ألفة فصل بمدرسة” بدلاً من أن يكون ثوريّاً يدعم التغيير.. وينصرف للعمل التنفيذي كأمين عام حكومة، فصار يتقلب بين خلافاتها ونزاعاتها، يقرّب هذه ويلفظ تلك.. مستدعياً مزيداً من الأزمات للولاية..
الأزمة السياسية بولاية كسلا.. وغياب تعيين والي لكسلا سببه فشل الحاضنة السياسية في أن تُوفّر للثورة حُضناً آمناً.. يحضن جميع أبنائها في قبيلة «تنمية الوريفة».. فانصرفت أحزابها السياسية المتعددة في صراعات ونزاعات لا علاقة لها بمخرجات الثورة ومكتسباتها.. بل انتجت فتن بالولاية كادت أن تعصف باستقرار الولاية..
“جيبو ده وشيلو داك”.. جعلت من الوالي المكلف السابق السيد فتح الرحمن يقيل ويعين مدير التعليم المكلف الحالي ثلاث مرات.. وتناقضات كثيرة طرأت بفعل انقسامات هذه الحاضنة، وتسببت في تعيين أمين عام الحكومة الحالي الطيب محمد الشيخ في حين غفلة من صراعهم.. فلم تُرشحه أي كتلة أو حزب من أحزابهم وقتها.. والآن قلّة متشرذمة كسبت وُدّه.. وأغلبية متعددة تمارس الهرجلة بلا وعي سياسي..
أسئلة لا بُد من طرحها.. لأي حزب من أحزاب الحرية والتغيير الحالية بالولاية: هل يبلغ عدد عضويته بولاية كسلا.. ١٠٠ او ٨٠ او حتّى ٧٠..؟! وأين هي قائمة العضوية المعتمدة هذه التي تمّ تسجيلها..؟! ليثيروا بالولاية كل هذه الضجّة والنزاعات.. دون أي حصاد عملي يفيد الولاية..؟!
هل يعقل أن يتم استقبال وفد مركزي قادم من الخرطوم، لم يدعوكم والي كسلا لإستقباله وتجاهلكم متعمّداً.. بهذه الطريقة..؟! .
ان كانت لأحزابكم مجتمعة عضوية مُؤثرة.. وقواعد شعبية مئات من الجماهير.. تهز الأرض لمطالبها.. فهي بالتأكيد لن تحتاج للبحث عن مسؤولي الخرطوم واستجدائهم لمقابلتها.. فسيأتون إليها مُرغمين.. فالمجتمعات والشعوب صوتها أقوى والشارع هو الفيصل في إرغام المسؤولين للإستجابة للحقوق والمطالب..
أما الوفد المركزي القادم من الخرطوم، فيبدو أنه لم يحضر ليعرف الحقائق من المجتمعات ومن المواطنين المكتوون بفشل هذا الأمين العام لحكومة الولاية.. فانشغل ببرنامج الزيارات التي رسمتها له حكومة الولاية.. ولم يكلّف نفسه عناء النزول الى الشارع والدخول للمجتمعات لمواجهة الحقائق على الطبيعة.. بدلاً.. من اللوحات الزاهية التي ترسمها حكومة الولاية بقيادة هذا الأمين الفاشل..
السيد رئيس مجلس الوزراء.. د. عبدالله حمدوك.. هذه الوثيقة ليست كتاباً مُنزلاً من السماء.. يجب عليكم ابعاد هذه الحاضنة السياسية عن المشهد السياسي بالولاية.. فقد أثبتت خلال عامين كاملين من عمر الثورة أنها لن تتفق.. وأنّها وُلدت لتختلف.. وأنها أضعف من أن تجد القوة والحكمة والدهاء السياسي الذي تواجه به خفافيش الظلام التي تسعى لعرقلة الثورة بالولاية.. ولاية كسلا التي مازالت كوادر المؤتمر الوطني ترتع في اداراتها.. وتنتقل من فشل لآخر ضاربة بالمؤسسية الادارية عرض الحائط ومُبددة ميزانيات الولاية ومواردها..
ضاعت كسلا وضاعت مكتسبات التغيير.. وأسمعت إذ ناديت حيّاً.. ولكن لا حياة لمن تُنادي..
✍🏻 علي جعفر