الناس على دين ملوكهم …

الناس على دين ملوكهم …

موسى محمد الخوجلي
[email][email protected][/email]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة ) وأتساءل عن هل الناس أشبه بزمانهم منه بأباءهم ام أنهم على دين ملوكهم يمشون ويتشبهون …
والإنسان المظلوم مسلوب الحرية شئ من سقط المتاع .. ولكنه محبول ببركان من الغضب متى ما أتى وقته فالمولود ( ثورة ) تأكل الفساد وتحرق شره وثماره ..
في زمن ما كانت الدولة تُولي إهتماماً مُتعاظماً بالإنسان وتُقدم إنسانيته على ما سواه من أولويات .. الوليد بن عبد الملك لمن قرأ سيرته أعطى لكل ( مُقعد ) خادماً وأعطى لكل ضريرٍ قائداً يقوده لقضاء حاجته ..
أعود لتساءلي في صدر البوست وأقول أنه في عهد سليمان بن عبد الملك احيا الصلاة لمواقيتها وإختتمها كافضل ما تكون النهايات بإستخلافه للعادل عمر بن عبد العزيز وكان عُمر ذا سيرة حسنة سعى لجمع كلمة المسلمين ويترجح ذلك من حُسن تصرفه مع من خرج عليه فكاتبهم وناظرهم حتى إقتنعوا بعدالته وإطمئنوا لحكمه وآبوا للرشاد .. فسكتت الفتنة وأُغمد سيفها وكفى الله الإسلام شرها .. في عهده كان الإهتمام مُتعاظماً بالصلاة والقرآن فكان الرجل إذا لقي أخاه سأله عن ورده الليلة وكم يحفظ من القرآن وكم ختم وكم صام في شهره …
أوكل العادل عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن عبد الملك والذي بدأ بسيرة حسنة ولكنه ختمها بسيرة سيئة فجازاه الله بفتنة يزيد بن المهلب .
وُلي الوليد وكان صاحب بناء ومصانع وضِياع وكان الناس يلتقون في زمانه يسأل بعضهم بعضا عن البناء والمصانع .. فولي سليمان بن عبد الملك وكان صاحب نكاح وطعام وكان الناس يسأل بعضهم بعضا عن التزويج والجواري ..
إيران كانت سنية بالكامل وحين إستولى الصفويين عليها غلب الأمر للشيعة وسادوا البلاد وآلت لهم الأمور .. كذلك دولة الأندلس غير بعيدة عن ذلك بعد سقوطها فتحولت من إسلامية 100 % إلى بلاد أسبانيا المسيحية التي نشاهدها الآن .. والأمثلة كثيرة على ذلك ..
في بلاد السودان الدولة الآن ظالمة وهي مؤمنة وحتماً لن ينصرها الله بإيمانها ولكن بعدالتها بين الناس وحفظ حقوقهم من نهب السارقين وظُلم المُنتفعين الذين سيروا القوانين كما يشتهون والذين ظلموا الضُعفاء وأكلوا أموال الزكاة وأشاعوا الربا وهلمجرا من الظُلم البائن صباح مساء .. ولم يجدوا من الدولة عدالة ولا من عُلماء الأمة من يقول لا للظلم ؟؟ هكذا تنتهي وتندثر دولة الظُلم بيدها لا بيد عمر !!!!
هكذا تنطبق مقولة إبن تيمية على دولة الظلم ودولة السرقة التي تمثلت الدين كمنهاج والعدالة شريعة بين الناس فلما غابت العدالة أفلت الشمس وغابت للأبد ..
الإمام سفيان الثوري آثر الصدع بكلمة الحق وعدم السكوت على الباطل ووقف بكل عِلمه في وجه الظلم في عهد تحكمت فيه أهواء الحاكم وكثر زلله وخطله ولم تكن وقفته تلك إلا صفحات بيضاء ما زال التاريخ وبقطاره السريع يتوقف عندها كمحطات مُشرقة في التاريخ الإسلامي .. عكس ما كان عليه بعض أئمة التابعين ممن جندوا عِلمهم وحُجتهم لمصلحة الحاكم فأضحوا لا شئ وزال ما سخروه من علم باطل مع الزمن وفاته القطار سريعاً لا يلوي على ذكره ولا التوقف عنده .

كسرة

للثوار وللتغيير هرع الجميع كبيرهم وصغيرهم نساءهم ورجالهم شيبهم وشبابهم وشاباتهم لا ينتظرون موائد الحظ لتشملهم بالتغيير وإنما سعوا إليه وضحوا لأجله .. أراهم يعملون بشكل جاد ولا وقت لديهم للثرثرة بل الأفعال تأخذ مكان الأقوال بالصبر سينالون مُبتغاهم كما نالوه من قبلهم من ثورات الربيع العربي ولا بأس أن تهوي بمطرقتك على الصخرة الكبيرة مرةً وعشراً وحيث لا أمل ولا رجاء ولا تتحرك الصخرة ولكن فجأة وتحت الضربة العشرون تنفلق الصخرة فجأة ولك أن تسأل ؟؟ هل كان الضربة الأخيرة هي السبب في كسر الصخرة وحدها ؟؟ أقول : كلا !! فلولا الضربات العشرون الخائبة ما كانت الضربة الأخيرة الصائبة ,,,
ولكم أن تُمهدوا لتلك الضربة القاضية ومعكم مذخور خبرة الخُبراء وعميق تجربتهم السياسية وبالعمل الجاد لن يكون الأمر مُجرد ضربة حظ بل جُهد رجال كالمحركات الكبيرة تُدير العمل الجاد لا تفتر و يكل لها عزم ..

أبو أروى – الرياض 212-07-10

تعليق واحد

  1. لا فض الله فوهك الغالي ابو اروي فكثرة الضرب تفل الحديد ونسال الله ان يرينا فيهم يوما اسودا وان يولي الله من يصلح البلاد والعباد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..