مقالات وآراء
حمى الضنك .. كم يكللني العار!!

خارج السياق
مديحة عبدالله
طالبت لجنة الأطباء المركزية السلطات بإعلان الأبيض منطقة كوارث بسبب تفشي حمى الضنك، ووصول حالات الإصابة إلى معدلات تفوق طاقة المستشفيات، وأعلنت وزارة الصحة عن حالات وفاة وزيادة في نسب الإصابة بالحميات أكثرها الملاريا، وشددت لجنة الأطباء على ضرورة تحويل معدات الأجهزة النظامية خاصة الطائرات للمساعدة في حملات الرش الضبابي بصورة واسعة، وتهيئة فرق الاستجابة وهيئة مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات وتوفير الناموسيات وتوزيعها مجانًا لكل المواطنين وتحفيز الأطباء والكوادر الطبية والصحية وإغلاق المؤسسات التعليمية.
وانتشرت الحمى في ولايات أخرى، وكشف مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) عن تفشي جدري القرود والحصبة والتهاب الكبد الوبائي، وإصابة أكثر من مليون مواطن بالملاريا في (12) محلية منذ بداية العام، وهذه الأمراض المستشرية أسبابها معروفة وتفاديها ممكن بقليل من العمل الوقائي، فكل المؤشرات كانت توضح أن خريف هذا العام وما سببه من تدهور بيئي هيأ الأجواء لأمراض سببها البعوض، وكتب الكثيرون عن انتشار الملاريا وداء جدري القرود لكن لا حياة لمن تنادي، فسلطة الانقلاب مشغولة بالصرف على آلة الموت لقتل الثوار واعتقال وملاحقة المعارضين، ولم تحرك وزارة الصحة ساكنًا إلا عندما استفحل الأمر، وأصدرت منظمات دولية تقارير تكشف تردى الوضع الصحي.
حقيقة وضع يدفع للشعور بالعار، عندما أنظر لأوضاع الشعوب من حولنا، حتى من تواجه نفس مشاكلنا، تتوفر لديها إمكانية التخطيط لتفادى أوبئة متوقعة بسبب الأمطار والسيول والفيضانات، إلا نحن الذين نشهد تراجعًا في أبسط مناحي الحياة، ويشحذ الموت سلاحه في وجه المواطنين بسبب أمراض كان من الممكن أن لا يكون لها وجود أصلًا لو توفر القدر المطلوب من الوقاية فقط أو حتى التدخل الطبي في الوقت المناسب.
كل ذلك يحدث والخطاب السياسي والإعلامي يتقاصر أمام تردي الأوضاع الصحية والبيئية، حيث يكاد يخلو من القضايا والمعلومات المتصلة بالصحة، ولولا منظمات دولية ولجنة الأطباء المركزية لما توفرت معلومات دقيقة عن حقيقة الوضع الصحي الخاص بالحميات بالذات حمى الضنك، مما يستدعى مراجعة هذا الخطاب وأولوياته ليمثل أداة ضغط على سلطة الانقلاب لتوجه الموارد الوافرة لديها لحماية المواطنين من الأمراض عوضًا عن شراء أدوات قتلهم وتعذيبهم.
الميدان