نظام بديل

في شهر اكتوبر الماضي وحسب تعميم صحفي قالت وزارة الصحة إنها نفذت حملة تفتيشية لشركة النيل للأعشاب فرع شروني ، قام بها كل من مباحث حماية المستهلك وإدارة المؤسسات العلاجية الخاصة، وذلك إثر بلاغ من مواطن ضد الشركة يشكو فيها من وفاة ابنته إثر تناولها لأعشاب من الشركة، و قبل 7 أيام ورد خبر في الصحف أن سيدة توفت اثناء علاجها بالرقية الشرعية من قبل شيخ ، حيث قام بضربها بغرض إخراج الجن الذي سكن جسدها حسب تشخيصه إلى أن سكنت حركتها وتبين أنها توفيت .
هذا النوع من الحوادث يتكرر كثيرا وفي جميع انحاء السودان ، فالمواطنون يبحثون عن الصحة التى استخسرتها فيهم الحكومة ، ويقول المثل السوداني ( العندو رايحة بفتح خشم البقرة ) وما أعز هذه الرايحة حين تكون هي الصحة والعافية ، ولولا ضعف توجه الدولة في تطوير القطاع الصحي لما انتشر هذا النوع من الطب الذي يسمى بديلا او تقليديا ، ولا اعتقد أن هناك فرقا بين الطب الاصيل والبديل، فالطب طب سواءً أكان حديثا أو تقليديا.. في النهاية الهدف واحد يجب ان يكون العاملون فيه حريصين على حياة الناس ، فكل الدول في العالم لديها من يعملون في الطب التقليدي ولكن بأحدث الإمكانات وبعلمية وتحت رقابة الصحة ولم يترك لكل من هب ودب ليعمل فيه ، ولكن تأتي المشكلة عندنا لان الطب كله :حديثا أو تقليديا، أصبح تجارة يرتادها كل باحث عن المال و الثروة تحت رعاية السلطة .
اول امس وزارة الصحة من غير (خجل) كشفت عن وفيات بسبب الاستخدام الخاطئ للاعشاب وأقرت بوجود تلاعب وغش وتدليس في الممارسة العشبية واعترفت بعجزها عن إيقاف الممارسة وقال رئيس لجنة السياسة القومية للطب التقليدي وطب الاعشاب هناك 1230 عشابي بالبلاد منهم 472 عطارين و397 فكي 102 عشاب و136 جبار كسور و57 شيخة زار و6 قابلات تقليديات ، نحن الآن في العام 2017 وكل الدول تتسابق في إنجاز ارفع نظام صحي مصطحبة معها الطب التقليدي ، ونحن حكومتنا ما زالت تشكو من عجزها في وضع حد للفوضى التى تحدث في ممارسة الطب .
اعتقد ان هذا العدد الكبير من العشابين لم يظهر في تاريخ السودان حتى من قبل ظهور الطب الحديث، وقناعتي الشخصية ان هذا العدد ما كان له ان يظهر لولا الفراغ الذي تركته وزارة الصحة: قلة في المستشفيات والموجود منها اسم على غير مسمى ، فساد يضرب الوزارة من القمة وحتى القاعدة ، عشرات الجامعات تخرج مئات الاطباء سنويا ولا نجدهم ، ثم تاتي الوزارة لتشكو لنا عن انتشار العشابين وممارسي الطب التقليدي بصورة عشوائية وتعلن عن عجزها في السيطرة عليهم ، وماذا تريد ان يفعل المواطن ليعينها على تجاوز عجزها وهي بيدها القانون والسلطة وكل الامكانات..إذا عجزت فلتترك المجال لغيرها .
واضح أن وزارة الصحة عجزت من محاربة الفوضى لأن بعض الذين يعملون في هذا المجال لديهم القدرة على التحدى لأنهم تحت حماية السلطة أو الثروة فهذه هي الأشياء الوحيدة التى تهزم القانون والدستور والأخلاق والمبادئ والدين ، وهكذا كل الوزارات تشكو عجزها في محاربة الفوضى في مجالها ، لذلك ليس هناك وزارة في السودان تقوم بدورها كما يجب، ولذلك نحتاج الى نظام حكم بديل يهتم بالطب كله ولا يشكو عجزه للمواطن .
التيار
هذه هي حكومة العساكر خريجو الشهادة السودانية والباقي قوة ساكت…
هذه هي حكومة العساكر خريجو الشهادة السودانية والباقي قوة ساكت…