دعوة للرجوع إل قيمنا السودانية السمحة

لم يكن اهل البلد الطيب يوما جبناء ولن يكونوا فهم اهل الشجاعه وقول الحق والصدق والطيبه والقلب الكبير ومعروف عنهم حبهم للتسامح والمغفره وإن ظن البعض انهم تخلوا او إنسلخوا عن تلك الكنوز الاخلاقيه فقد أخطأوا لأن تاريخنا الثوري يشهد بقوتنا وجسارتنا في ثوراتنا وتاريخنا الاخلاقي يشهد بكرمنا وسترنا لبعضنا البعض إن اخطأنا او قصرنا ولكن ما رأيناه من افعال في الاونه الاخيره ولم نتقبلها ما هي إلا إحباط ويأس ملأ قلوب وعقول البعض كرد فعل للحاله الصحيه المتدهوره التي وصل لها حالهم وحال الوطن من شلل في الاقتصاد وضعف في البنيه الحدوديه وفقر دم للمواطن وسيلان في السرقه والنهب وسكرات موت في القوانين وتدمير لسلوكيات راقيه كانت دوما مقرونه بذكرنا وذكر إسم وطنا الحبيب كالمريض تماما عندما لا يجد الدواء فيذيد الالم وتسؤ حالته وتضعف قوته فيبدأ بالهذيان والأنين وقد يموت إن لم تتدخل العنايه الإلاهيه ويعود الفضل في هذا الدمار السحيق لتلك الكائنات التي لم نعد ندري هل هي سودانيه لها ما لنا وعليها ما علينا ام هي فقط تحمل الملامح الشكليه الخارجيه ولكنها كائنات ملعونه اتت من كوكب آخر ونحن في غفله من امرنا وقبضت على ارواحنا وكأنها عقدت رهان مع الشيطان من الاقوى هي ام هو؟ اسئله تلح علي إلحاح رهيب اتمنى أن اسمع اجابات لها من تلك الفئه الملعونه …أي متعة تحسون بها وانتم تهوون بالوطن لاسفل سافلين ؟ لماذا يلازم كل مواطن سوداني إحساس الاوجود له ؟ولماذا اصبح يحمل السكين بيده ليجرح اخيه بعد ان كان يحملها ليحصد بها سنابل القمح؟ ولماذا اخذ يضرب بعصاته بعد أن كان يرعى بها غنمه؟ ولماذا خارت قوته الفكريه الرشيده لتشتد قوته البدنيه لتضرب اخيه؟ ولماذا تعطلت لغة الحب عنده لتعمل بدلا عنها لغة الكراهيه ؟ الإنسان السوداني ما زال بخير في اخلاقه تجاه نفسه واخيه ومن شب على شئ شاب عليه ونحن خلقنا الله كرماء رحماء و لكن ما نراهم اخيرا في الساحه السودانيه مواطنين غيبهم الالم واليأس فاختلطت ألامهم برغبتهم في الاصلاح وبتر كل عمل قبيح وربما لعلمهم ايضا بغياب القانون وغياب امير المؤمنين الذي يحكم بكتاب الله والحكمه والحق وقد يكونوا اوجدوا العذر لذلك اللص بمد يده ليسرق ما رغبت فيه نفسه ولم يستطع له سبيلا وهم لا يذيدون عنه إلا بالصبر ولكنهم كرهوا معنى السرقه او كرهوا القبح الذي اخذ يكبر بدواخلهم وقد يكونوا ارادوا الإنتقام واخذ الثأر من اللصوص الكبار في شخص اللص الضعيف وقد ارادوا الإنتقام من اوضاع مهينه لا تليق بالإنسان السوداني ففجروا ما بدواخلهم من براكين فكان أن احرقت النار المخطئ والمصيب فيهم فجعلونا نعتقد أن السوداني والذي تميز بحلو الشمايل وسمح الصفات يؤذي اخيه بلا رحمه وبلا اخلاق ونصب نفسه حكما وقاضيا وجلادا ولكن دعونا نقف عند هذا الحد وكل منا يدخل لاعماق نفسه ويتأملها جيدا بنظرة من اوتي الحكمه ويعيد ترتيب سودانيته السمحه وكما كنا لابد ان نظل قابضين على زمام كل الامور دون ان تهوى او تنحدر اخلاقنا ولا ننسى ولو للحظه من الزمن اننا اهل الحاره والكرم وشبعنا الجعان في يوم القرم ولم تلد امهات الدنيا كما ولدت امهات السودان من رجال صناديد اقوياء بقوة الريح التي تستطيع إقتلاع كل نبته سامه من وجه الارض ولنجلس جلسة صلح مع موروثاتنا والتي استطاع هذا الطوفان الغاشم ان يلهينا عنها ويشغلنا بالركض وراء لقمة العيش حتى انقطعت انفاسنا ولم ولن نجد منها نصيبنا إن تركناه يلهينا عن كرامتنا وسماحتنا السودانيه ويحولنا لوحوش وعندما ننغض او نفترس نبدأ بأنفسنا وأخواننا وبذلك نكون قد نولناه مراده وحققنا له بغيته ولاتى علينا يوما ونحن لا نجد لنا سودان …دعوه لكل رجال وطني الشرفاء والذين ظللت كل سنوات عمري احكي قصص بطولاتهم وامجادهم عبر التاريخ لاولادي أن نتكاتف لرفع شأن الوطن بالمحافظه على هيبتنا داخل وخارج الوطن وأن يتعاون المتعلمين فينا من باحثين في كل المجالات من علماء في ديننا السمح وعلماء في الطب النفسي وعلوم الاجتماع وكل المثقفين الذين يجيدون التعبير بالكلمه أن يكون شعارهم ..بالكلمه نصنع امه ومعلمين وطنا الاجلاء والذين قال فيهم امير الشعراء شوقي :كاد المعلم أن يكون رسولا ..أرايت أجل واعز من الذي يبني وينشئ انفسا وعقولا ….لنأتي بمقررات دراسيه نعلم طلابنا واجيالنا القادمه كيفية التعامل مع كل امور الحياة وغرس الانسانيه الصحيحه وتقويم السلوكيات وتنوير العقول بالحكمه واهمية الرجوع للقانون لانه اساس لتنظيم كل صغيره وكبيره ومحاربة الفساد بالطرق السليمه بدون التخلي عن الاخلاق والتي إن فقدت فقدنا كل شئ …..عاش المواطن السوداني عزيزا ما دامت إنسانيته الطييه …دمتم
[email][email protected][/email]