الشؤون الدينية

منصات حرة

الشؤون الدينية .

نورالدين محمد عثمان نورالدين
[email][email protected][/email]

دائما أتسائل لماذا هذا التخبط فى الفتاوى ولماذا هذا الهرج والمرج فيما يخص شؤون ديننا ولماذا هذا السكوت الرسمى فى مقابلة هذا الصراع الدينى بين هذه الرابطة الشرعية وهذه الجماعة الدينية وتلك الطائفة الدينية وتلك الحركة الدينية وهل يصب هذا الصراع الذى وصل إلى حد العنف اللغوى والتكفير وممارسة أفعال إرهابية لقمع الآخر ألا يحتاج هذا الأمر لنظرة فاحصة أم هذا هو ديدن الدولة الإسلامية ، لماذا لا يتم تنظيم الشؤون الدينية عبر جسم واحد موحد يهتم بكل الشؤون الدينية فى هذا البلد وهنا أقصد كل الأديان دون فرز ، ومن ثم محاسبة كل من يفتى خارج هذه الإدارة الدينية على أن تنضوى كل الأجسام الدينية تحت هذه الإدارة مع الوضع فى الإعتبار منع أى حزب أو تنظيم يقوم على أساس دينى حفاظاً على قدسية الأديان من هذا الصراع الذى هو خصماً على الأديان التى تدعو إلى السماحة وحسن المعاملة والكلمة الطيبة ، ولكن هؤلاء الطعانون واللعانون ليس لهم صلة بآداب الدين من قريب أو بعيد وليس من حق أى تنظيم أو جماعة التحدث بأسم الدين وتنصيب نفسها ناطقاً رسمياً بأسم الدين تكفر هذا وتعنف ذلك وتمنع هذا وتحاكم ذلك ، وعلى حسب الواقع اليوم يمكن لأى مجموعة تكوين تنظيم دينى وتنصيب أنفسهم حماة للدين وهنا تكمن خطورة إستغلال الدين فى هذه النشاطات العامة والخاصة ، فالدين إخوتى لبارئ الدين وفوق الأرض صراع البشر وهذا الصراع هو صراع ثقافى وإجتماعى وإقتصادى والدين هو المنظم الأخلاقى لحياة البشر على الأرض حتى للبوذية آداب وتقاليد أخلاقية ترفض السرقة والذنا والعنف كل الأديان تتفق فى الدعوة للمحبة وحسن المعاملة والخير ، ولكن بكل صراحة مانراه اليوم فى ساحة بلادنا من مهاترات وصراعات بعيدة كل البعد من تعاليم ديننا الحنيف الذى يدعو للموعظة الحسنة والإقناع والإقتناع ، هذا وأشد ما يحيرنى أن تلك الأجسام التى من واجبها تنظيم الحياة الدينية تتملص من واجباتها وتذهب لتكفير الآخر المختلف معها فكرياً وتتجاهل عن عمد أبسط القضايا التى تضايقنا كل يوم كتلك المساجد التى تبنى من غير أى مواصفات مستقبلية فالمسجد لايستوعب بداخله بضع عشرات من المصلين وتلك الخطب الغير مسؤولة من بعض الخطباء وذلك المؤذن الذى لا يفرق بين ( أكبر) و(اكِبر) وتلك الأصوات النشاذ التى ترفع الآذان وكل مسجد يقيم الصلاة فى الوقت الذى يريد ..الخ من القضايا اليومية التى هى فى أمس الحوجة للمتابعة والرقابة ، فبدلاً من تحويل المؤسسات والوزارات إلى دور عبادة الأولى الإنتباه إلى (المسجد الجامع ) الذى هو عصب الحياه الدينية وعدم صب المزيد من السياسة فى ماعون الدين حتى لا نشهد أكثر مما نرى ..
مع ودى..

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..