اثيوبيا..الثوره هل تصمد..؟!

منكم
مجاهد عبدالله
قلت لصديقي وانا اتابع الحركه الدؤوبه التي يقوم بها رئيس الوزراء الاثيوبي الجديد (ابي احمد) منذ تسلمه منصبه (الزول ده) .. تنطبق عليه المقوله السودانيه الشهيره ( فات الكبار والقدرو) اي انه تفوق على الذين يكبرونه سنا وكذلك على اقرانه..وقلت له ايضا ان طريقته في العمل السياسي لاتشبه حكام افريقيا .
(الشاب الوجيه ابي احمد) في فتره وجيزه تحرك حركه سريعه في كل الاتجاهات (محاولا) مسح وكنس اثار العهود الظالمه التي شهدتها اثيوبيا وبدا اكثر انفتاحا على الداخل الاثيوبي وكذلك على الخارج..حيث اطلق سراح جميع السجناء السياسيين الذين كانوا يقبعون في السجون لسنوات طويله جدا و مد لهم يده بيضاء من غير سوء.. لكي يمارسوا عملهم السياسي بكل حريه، كما انه فك حظر اكثر من 200 وسيله اعلاميه ..ومع الخارج ذهب الى عدد من دول الجوار الاقليمي وعقد عددا من الاتفاقات والصفقات السياسيه وحتى انه في موضوع سد نهضه الذي تتجادل فيه مصر مع اثيوبيا كثيرا .. ذهب وطمان المصريون وقال لهم امام الملا بانه لن يحق بهم الضرر مهما كانت الظروف والاوضاع.
في اعتقادي ان اهم انجاز حققه (ابي احمد) غير تلك الانجازات السياسيه الكثيره هو اطلاقه سراح الالاف من المواطنين الاثيوبيين في سجون عدد من الدول ..كالسودان ومصر ..وقد جاء ذلك بعد زيارته لهذه الدول والاتفاق مع قادتها حول العديد من الملفات متقدما بطلبه لهم مباشره بفك اي مواطن اثيوبي موجود في سجونها …هذا المسعى في الحقيقه لن ينساه له الشعب الاثيوبي ابدا لانه يعتبر قضيه انساني بحته.
لا احد كان يصدق ان يجلس الاثيوبيين مع الارتريين في القريب العاجل ..وذلك لطبيعة الخلاف الحاد بينهما..ولكن في عهد هذا الرجل المختلف جدا (ابي احمد) يمكن ان تتحقق المستحيلات ..حيث انه وبدون اية مقدمات نادى على مستشاريه ..واجتمع بهم وفاجاءهم بفتح ملف الخلاف مع ارتريا ..وانه يريد ان يعقد مصالحه سريعه معهم وبعدها تناقلت وسائل الاعلام تصريح سفير دولة ارتريا في اليابان بانه نقل اليه رغبة الحكومه الاثيوبيه اجراء مصالحه شامله وانهاء الخصومه مع دولته ..وقد كان.. فكلنا شاهدنا الاسبوع الماضي الزيارة التي قام وزير الخارجيه الارتري ومعه مستشار الرئيس افورقي الى العاصمه الاثوبيه اديس ابابا واستقبالهم بواسطة رئيس الوزراء (ابي احمد) نفسه( مكسرا) للبرتكول الدولي..فلم يقف عند هذا الحد بل انه احتفى بهم حفاوة لاتوصف والبسهم وشاحات من الورود ..وقال لهم ان نفسه تشتاق لرؤية اسمرا .
لم يقف رئيس الوزراء الاثيوبي عند مشكلات بلاده فقط وانما عمل بالمثل السوداني الذي يقول ( الداب نفسو مقصر) اي انك عندما تفكر في حل مشاكلك الخاصه فانك كانك لم تفعل شيئا فقام ..ايضا وفاجاءة العالمين بدعوة الفرقاء الجنوبيين ..رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وزعيم المعارضه الجنوبيه رياك مشار ..وحرك ما كان ساكنا ..وبدات المفاوضات بين الطرفين المتقاتلين في اديس ابابا ثم لعب(باص) جميل الى الخرطوم لتسجل الحكومه السودانيه الهدف الاول وتحرز بذلك تقدما واضحا في حل مشكلة جنوب السودان.
رجل بمثل هذه القدرات ..كان لابد ان يتعرض لمحاولة اغتيال ..واكثر…! والسبب هو ان الذي يقوم به يخالف تماما نهج الذين سبقوه ..بل وانه يتقاطع مع مصالحهم ..كما ان هناك دولا عظمى لديها اجندات في المنطقه وكل من يتحرك ضد اجندتها ودون مشاورتها فانها لن تتركه على حاله وستعمل مع عملائها في الداخل والخارج لاجهاض مثل هذه التحركات فكانت محاولة اغتياله الاسبوع الماضي اثناء حضوره لمخاطبة الحشد الجماهيري لمناصريه الذي احتشدوا لتاييد تحركاته في كل الانجاهات ليقوم شاب في اوساط الحشود بتفجير قنبله يدويه اراد توجيهها الى المنصه حيث يجلس( ابي احمد) ولكن من كان حوله غيروا اتجاهها من انصار رئيس الوزراء غيروا اتجاهها لتنفجر في في وسط الحشد وتخلف عددا من القتلى والجرحى .
في تقديري ان (ابي احمد) سيتعرض لكثير من المخاطر مالم يقراء الاوضاع في الساحتين الاقليميه والدوليه جيدا ..وعليه ان يبحث عن اعداءه في الداخل ليتخلص منهم قبل كل شي ..ويستعين على من يتفقون معه في نهجه الجديد ..هكذا يفعل كل سياسي (شاطر) .
ان مايقوم به رئيس الوزراء الاثيوبي لهو انتفاضه حقيقيه على القديم ..ولذلك مثل هذه الثورات تحتاج لرجال اقوياء لتامينها ..قبل ان ينقض عليها الاعداء واذيالهم من العملاء في الداخل.



