بين اشتطاط العنوان.. وعقلانية النص!

لا أدري لم أثار ما كتبناه هنا كل هذه الانتباهة.. وكل هذا الجدل.. وعلى غير العادة فقد شغل العنوان حيزا من ذلك الاهتمام.. العنوان الذي كان.. اللهم احفظ هذه الحكومة.. بشرط.. رأيناه نحن نصا يعبر عن ما نعني.. وما يمكن أن يتمناه الكثيرون.. وهو أن تلتزم الحكومة جادة الصواب.. تصمد على موقفها.. وتدافع عن قرارها بإلغاء الإعفاءات الضريبية والجمركية.. وادعاء البعض أننا قد اشترطنا على الله.. فمحض افتراء معاذ الله.. فقد كان جليا أننا إنما تمنينا على الحكومة أن تحرص على قرارها هذا لتنال رضى الله ورضى الشعب.. ولا أدري ما حكم هؤلاء في الآية الكريمة في قوله تعالى: “وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون”.. ألم يكن الظلم هنا شرطا يوجب الهلاك..؟ والعكس صحيح.. والله أعلم..!
ولكن.. وبعيدا عن العنوان واشتطاط البعض حوله.. فقد تعامل آخرون مع النص بموضوعية.. وجاءت تعليقاتهم ملتزمة بمناقشة ما طرح.. دون غلو أو إسراف.. تلقيت مثلا من الزميل الصحافي التلفزيوني المعروف ومسؤول الأخبار بفضائية طيبة ما يلي: (نشهد أن معتز موسى مجتهد ولكنه لا يملك عصا موسى.. ونشهد أن معتز موسى مجابه بأصحاب مصالح ونفوذ غير مرتاحين لسياساته.. نسأل الله له التوفيق والسداد ولكن صدقني مجاهدات معتز موسى ستنتهي بتقديم استقالته).. ويختم بقوله.. نسأل الله أن (يكضب الشينة) ويعطي معتز موسى بعضاً مما عند أسامة عبد الله من عناد وإصرار على ركوب التحدي وقوة شكيمة تعينه على الصمود..!
أما الأستاذة نهلة خليفة المحررة الصحافية بوكالة السودان للأنباء فتقول: عقلية المسؤول المودرن جديدة على الساحة السياسية السودانية يا أستاذ لطيف.. وإن كانت تجد الاستحسان بل والسند الجماهيري بدليل التجاوب مع تغريدات السيد رئيس الوزراء.. وبإيمان شديد بأن الرجل يأخذ بالرأي الآخر.. أنا شخصيا أسجل الإعجاب بمثل هذه العقلية وإن كانت تكشف كثيرا من عورات وثغرات سياسات وعقليات بقيت زمانا طويلا في المكان غير المناسب.. وهي واحدة من الإشكالات التي تعقد الأزمات وتهدر موارد البلاد.. لأن سوء الإدارة كارثة حقيقية.. وهذا الظاهرة الجديدة تثبت مقبوليتها كل يوم من قبل الجماهير.. وفي المقابل يزداد المغبونون عليها من السادة أصحاب المصالح المتضررة.. وبالنتيجة سيتأجل انفراج الأزمات بنوع آخر من العراقيل.. وعموما يحسب للرجل التفكير الجديد في طريقة حل الأزمات.. ولكن الأمر يحتاج لتأهيل وتدريب ورفع قدرات من يتحركون حول رئيس الوزراء.. وتختتم بقولها: سأدعو معك أستاذ لطيف بأن يحفظ الله من أراد خيرا بالبلاد والعباد.
أما نجمة المعارضة الأستاذة الصحافية إحسان عبد العزيز.. فقد أوجزت كل أوجاعها في عبارة.. اللهم أهلك الحكومة.. دون قيد أو شرط!
اليوم التالي