الفرصة الأخيرة

لن أكون مُغالياً ولا متحاملاً على “الإنقاذ” إن قلتُ إن الفساد الذي شهدته هذه الحقبة كان الأكبر والأفظع، لن أكون مُغالياً ولن يحسَبُني أحدٌ كذلك، فقد قالها من هو خيرٌ مني ومن كل “الإنقاذيين”، نعم، فقد قال بذلك من هو أبرأهم زمةً، وأنقاهم سريرةً ، وأطهرهم يداً، وأعفهم لساناً، وأصدقهم قولاً، وأكثرهم جرأةً في الحق، ألا وهو الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد…

في مطلع التسعينات ما كان لأحد أن يشغل نفسه بالحديث عن الفساد في عهد نظام الإنقاذ لسببين: الأول، لأن الفساد لم يكن مُنتشراً بالقدر الذي يلفت الانتباه، والسبب الثاني، لأن الفاسدين أنفسهم لم يكونوا بالجرأة وقوة العين التي نشهدها الآن، ومع ذلك بعث عرّاب الإنقاذ السابق الراحل الشيخ الترابي، برسالة غايةً في الجرأة حيث أطلق تصريحاً أشار فيه إلى أن نسبة الفساد داخل الجهاز التنفيذي تصل إلى 9%، وكان ذلك التصريح بمثابة الحجر الكبير الذي حرّك سكون البحيرة الآسنة، غير أن تصريحات الترابي تلك اُعتبرت في ذلك الوقت معادية للسلطة التنفيذية لأنها شهدت بوادر التوتر والأزمة المكتومة بين الجهازين التنفيذي برئاسة البشير والتشريعي برئاسة الترابي وهو ما عُرف فيما بعد بـ ” صراع القصر والمنشية”..

منذ ذلك الوقت ظلّ نظام الإنقاذ ينظر إلى أي حديث عن الفساد على أنه استهداف للسلطة التنفيذية ورموزها، ولهذا السبب لم تكن الإنقاذ تُعطي حيزاً لمحاربة الفساد وتعتبره محاولات للنيل من قياداتها ورموزها وأنصارها الذين اختاروا الانحياز لمعسكر القصر، وتحت غيوم الاستقطاب بين القصر والمنشية ترعرع المفسدون واستقووا وتمدّد نفوذهم وقويت مخالبهم وأنيابهم وأمنوا واستيقنت نفوسهم، ولعل هذا التغافُل الحكومي لممارسات الفساد خلق الإحساس بالأمان لدى جهابذته وأباطرته، ولعل هذا أيضاً ما يُفسرالجرأة التي تصاحب ممارساته والتي جعلت البعض يفسدون فساد من لا يخشى العقاب والمحاسبة…

وطبقاً للمعطيات أعلاه، تضاءلت الآمال في حرب حقيقية على الفساد، وما عزَّز هذا الإحساس لدى الناس أن النظام نفسه شكل لجاناً ومفوضيات وآليات في فترات متفاوتة مع تصاعد قصص وحكايات الفساد، ورغم ذلك عجزت كل تلك الأجسام أن تقدم واحداً ممن يُشار إليهم بالبنان إلى المحاكمة.. جدير بالذكر هنا أن أشير إلى حوار سابق أجريته مع مدير جهاز الأمن الأسبق العميد عبد الرحمن فرح نشرته الإنتباهة قال فيه إن الإنقاذ لن تجرؤ على مكافحة الفساد لأنه جزء من حمايتها… أعود وأقول الآن لم يعُد أمام النظام الحاكم إلا فرصة أخيرة، فإما أن يَصْدُق شعبه في محاربة الفساد ويقدِّم الفاسدين المشهورين والمعروفين إلى المحاكمة، أو فإن أحداً لن يصدقه بعد الآن، وليكن ما قال المرحوم عبد الرحمن فرح… اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة:

ضع نفسك في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

الصيحة

تعليق واحد

  1. اللهم هذا قسمي فيما أملك
    أخجل ليك يا أستاذ ولا المعايش جبارة
    ما سألت يوم من الايام الصحيفة البتكتب فيها
    دي جات من وين !!! عارف مين صاحب الصحيفة !
    عارف كيف اسسها وقبلها (الإنتباهة) من وين ليهو
    كل القروش دي عارفه ساكن وين وكيف !!
    بطلوا إستهبال كلكم فاسدين مفسدين
    المضحك نبضك الأخيرة :
    ضع نفسك في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

    والله لو بتؤمن بالله عن حق كنت تركت الصحيفة السوداء وصاحبها

  2. اللهم هذا قسمي فيما أملك
    أخجل ليك يا أستاذ ولا المعايش جبارة
    ما سألت يوم من الايام الصحيفة البتكتب فيها
    دي جات من وين !!! عارف مين صاحب الصحيفة !
    عارف كيف اسسها وقبلها (الإنتباهة) من وين ليهو
    كل القروش دي عارفه ساكن وين وكيف !!
    بطلوا إستهبال كلكم فاسدين مفسدين
    المضحك نبضك الأخيرة :
    ضع نفسك في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

    والله لو بتؤمن بالله عن حق كنت تركت الصحيفة السوداء وصاحبها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..