مقالات وآراء

شهادة عالمية

منذ أن وصلت حكومة الإنقاذ إلى السلطة قبل 27 سنة بدأ التعليم بجميع مستوياته في التدهور نتيجة السياسات التى اتخذتها حياله .. خيل لها أنها يمكن أن تغير فيه بذات الطريقة التى جاءت بها إلى السلطة فدمرته ، كانت متعجلة في تغيير كل شيء ، وكأن الامر لا يتعلق بمصير دولة لها مؤسسات تحتاج إلى التأني والدراسات وخاصة حين يتعلق الأمر بالتعليم ، لم تستمع إلى صرخات المواطنين الذين أرهقتهم بتلك التغيرات السريعة والثقيلة والسالبة، لم تستجب إلى نداءات الخبراء والمتختصين والمعلمين الذين نقدوها ونصحوها وقدموا لها الحلول ، لم تسأل نفسها :إلى ماذا تهدف من تلك السياسات و إلى أين سيقودها الطريق الذي سلكته ؟ ولكن كأنها كانت تتربص بالسودان و تريد تدمير كل ما تركته الحكومات السابقة لتضع بصمتها الخاصة حتى وإن كانت دمارا ، وقد نجحت في ذلك ، وها هو العالم يصنفها حكومة لا تحترم التعليم .. ليس هناك أسوأ من هذا اللقب ولكن كيف ستستقبله الحكومة ، هل ستفرح لأنها وضعت بصمتها وأضافت إلى سجلها الاسود صفحة سوداء كعادتها أم ستحزن لأول مرة .

لم أكن أتوقع أن هناك إدارة في وزارة التربية والتعليم اسمها الإدارة العامة للتخطيط الاستراتيجي والمعلومات ، ولكنى أصبت بحالة غثيان وأنا أطالع خبرا بصحف الامس يقول إن مدير هذه الإدارة واسمه دكتور محمد سالم قطبي كشف أن السودان صنف في دراسة علمية عالمية كثالث أسوأ دولة في التعليم ، تسبقه دولة جنوب السودان، التى انفصلت قبل خمس سنوات فقط ، يمكننا أن نجد العذر لحكومة الجنوب ولكن ما عذر حكومتنا ونحن دولة لها تاريخ ضارب في الجذور فيما يتعلق بأمر التعليم .

الدكتور قطبي مدير الإدارة التى تسمى التخطيط الاستراتيجي والمعلومات أرجع تصنيف السودان إلى هذه المرتبة بسبب تسرب 3 ملايين تلميذ من المدرسة العام الماضي ، وعدم توفر الإجلاس ووجود مدارس مبنية من القش، وأسباب أخرى كثيرة لكنه لم يذكرها . ماذا كنتم تفعلون خلال ال27 سنة يا مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي ؟ ومعلوم أن التعليم يعتبر من أهم الأولويات لأية حكومة في العالم .

إن الأسباب التى جعلت التعليم ينهار في السودان كثيرة جدا ، و سبب واحد يكفي لأن تصنف الحكومة بأنها الأسوأ فى العالم ، وليست هي المرة الأولى التى تنال فيه حكومتنا مثل هذا التصنف فقد نالته في الصحة والاقتصاد وحقوق الإنسان وغيرها ، والحكومة التى تنال هذه المكانة تستحق بجدارة أن يعاديها العالم لأنها فعلا تستحق العداء والاحتقار وأن تعزل عن العالم .

إنجاز جديد لحكومة المؤتمر الوطني تتفوق به على حكومات العالم في الفشل ، وتثبت موهبتها الفذة في القضاء على كل ما هو جميل وداعم للتقدم والتطور ، وتلحق بالتعليم دمارا شاملا كاملا ، ليصبح السودان في عام 2016 ثالث أسوأ دولة عالميا في التعليم ، متساويا مع الجنوب الدولة الفاشلة التى انشطرت منه قبل سنوات قليلة .. حكومتنا لا تحترم التعليم ولا الاقتصاد ولا الصحة ولا حتى المواطن نفسه ، وعليه فهي لا يهمها تصنيف السودان مهما تذيل العالم ، ولذلك سنويا تمنح شهادة فشل عالمية ورغم ذلك لا تحسن مستواها .
التيار

تعليق واحد

  1. أستغرب جداً للذين يقولون أن الانقاذ دمرت التعليم.. الانقاذ عندما جاءت في 89 لم يكن هناك تعليم أصلاً يا ناس.. لم يكن في طول البلاد وعرضها سوي 5 جامعات.. دارفور التي تعادل مساحتها مساحة فرنسا لم يكن بها جامعة واحدة.. المدارس الابتدائية والثانوية كانت قليلة جداً وطبيعي أن تكون قليلة حسب قلة وندرة الجامعات.. الان دارفور لوحدها بها 4-5 جامعات والسودان كله به أكثر من 50 جامعة.. ممكن نقول أن الانقاذ لم تهتم بالجودة بما فيه الكفاية لكن القول بأنها دمرت التعليم هو كلام غريب وشاذ جداً.. وقبل رجم الانقاذ بالطوب بهذه الطريقة أسألوا أنفسكم لماذا لم تقم الحكومات السابقة لأكثر من 50 سنة بعمل أي شئ من الأساس؟؟ لماذا جاءت الانقاذ في 89 ووجدت التعليم منهار؟؟ هذا هو السؤال.

  2. أستغرب جداً للذين يقولون أن الانقاذ دمرت التعليم.. الانقاذ عندما جاءت في 89 لم يكن هناك تعليم أصلاً يا ناس.. لم يكن في طول البلاد وعرضها سوي 5 جامعات.. دارفور التي تعادل مساحتها مساحة فرنسا لم يكن بها جامعة واحدة.. المدارس الابتدائية والثانوية كانت قليلة جداً وطبيعي أن تكون قليلة حسب قلة وندرة الجامعات.. الان دارفور لوحدها بها 4-5 جامعات والسودان كله به أكثر من 50 جامعة.. ممكن نقول أن الانقاذ لم تهتم بالجودة بما فيه الكفاية لكن القول بأنها دمرت التعليم هو كلام غريب وشاذ جداً.. وقبل رجم الانقاذ بالطوب بهذه الطريقة أسألوا أنفسكم لماذا لم تقم الحكومات السابقة لأكثر من 50 سنة بعمل أي شئ من الأساس؟؟ لماذا جاءت الانقاذ في 89 ووجدت التعليم منهار؟؟ هذا هو السؤال.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..