المتقافزون من المركب الغارقة بعد خراب الخرطوم

((المتقافزون من المركب الغارقة بعد خراب الخرطوم))!!
تعيش علي الحسرة الزمانها طويل … يذهب بك الخيال بعيدا بعيدا للوراء وانت تمر بشارع من شوارع ام در الفرعية الضيقة فتمر من امام دكان صغير لأحد أبناء دارفور معلقة فروة صلاته الجلدية علي باب الدكان وعجلته متكولة علي احد الجوانب فجأة ينبعث من داخل ذلك المتجر صوت الراحل محمد وردي المعتق بلهجته العربية المختلطة بلكنة نوبية واضحة مثل شاي اللبن (المقنن) من خلال راديو عتيق خلفه بطاريه كبيرة موضوع علي رف .. وورى يشدو برائعة اسماعين حسن (بعد ايه جيت تصالحني بعد أيه).
فجأة تعود من ذلك الخيال وام درمان بتنوعها الديني – ولي في المسالمة غزال – والثقافي والإثني الذي جمع كافة قبائل السودان من حلائب وحتي نمولي لتجد نفسك من خلال جهاز موبايل اصغر من كفة اليد تشاهد ذلك الانسان النوبي العملاق الذي تذكرك قامته الشامخة والسامقه بملوك النوبة العظام (بعانخي) و(تهراقا) والذي غني بعد خروجه من سجن النميري ومعه رفيقه محمد الامين بصوت عالي النبرة (الحزن القديم) – ورحلت وجيت .. في بعدك لقيت كل الارض منفي – فاذا به ممسك بعوده وهو جالس بين مجرمين (عمر البشير وعبد الرحيم حسين) قتلة شعبه في كل مكان في الجنوب وحده بالملايين وفي دارفور بمئات الألآف وفي مناطق البجا وجبال النوبة والنيل الأزرق والمناصير بل في شوارع الخرطوم.
ثم توالي السقوط … حميد والطيب صالح .. وفنان الشباب محمود رحمهم الله .. وسيف الجامعه محمد الامين وجزء من عقد الجلاد واخيرا الكابلي اضافة الي عدد من المبدعين بدأوا السقوط مبكرا .. لا تتدرى هل تغفر ام تعذر؟ !!
(٢)
(المتقافزون عن المركب
بعد خراب الخرطوم). التي سبقها خراب ودمار بنيوي واخلاقي وقتل وابادة في جميع جهات السودان جنوبا وغربا وشرقا وشمالا وتواصلت معاول الهدم والدمار حتي وصلت الي قلب الخرطوم. فهل كانت قفزة هؤلاء صحوة ضمير متأخرة ام هي قناعة تامة وأستسلام بالأمر الواقع وإعتراف بفشل المشروع .. ام لان مال حرام النظام قد نضب وجفت منابعه؟
لا اظن حركت مشاعرهم واسالت دموعهم المركب الغارقة التى استشهد داخلها ٢٢ طفلا وطفلة في عمر الزهور ومعهم طبيبة من أبناء وبنات المناصير من بينهم خمس شقيقات من بيت واحد جميعهم ضحايا الإهمال وتردي الخدمات – والنيل يفيض مزمجرا في مثل هذا الوقت من كل عام – هم ضحايا التنمية غير المتوازنة والفساد واهدار المال العام والصرف الخرافي علي العسكرة والمليشيات وادوات القتل والقمع.
ومن قبل قتل الملايين في جنوب الغالي واحرقت قراهم وكنتم ايها المتقافزون تتبسمون في وجه الطاغية وتهللون وتكبرون وكنتم اعيانه واعوانه واقلامه الخائنة واللئيمة تجنون من وراء ذلك الأموال والسيارات الفارهة والإعفاءات الجمركية والضريبية التي تؤخذ من ستات الشاي وهن صاغرات .. وكنتم تحصلون علي قطع الاراضي مقابل نشر الكلمة الخائنة المغيبة للوعي وما خفي اعظم !!
لا اظن غيرت مواقفكم صفوف الخبز والبنزين وصرافات البنوك فشهداء دارفور بمئات الالاف من البسطاء ما كانوا يعرفون طريقا لتلك الصفوف بل كانت غاية امانيهم حياة هانئة كريمة علي ارضهم بين اهلهم وذويهم وأطفالهم.
لكن ضمائركم لم تشعر وقتها وواصلتم دعمكم للطاغية ولمشروعه الأقصائي (الحجاجي) وهو يهدد ويتوعد ويجلد الحرائر مرددا مقولة الحجاج الأول (أنج سعد فقد هلك سعيد) بكلمات وعبارات جديدة (اكسح امسح ما تجيبو حي). كنتم في صمتكم الجبان ترددون معه ذلك التهديد والوعيد .. لم تهتز ضمائركم وطائرات الانتنوف وقنابلها وبراميلها المفخخة تحرق وتشتت اشلاء اطفال وعجائز جبال النوبة والنيل الأزرق وانتم تواصلون تدبيج المقالات وتسافرون مع الطاغية بالطائرات تستمتعون بما لذ وطاب من الأكل الحرام تعمي بصائركم وعقولكم جنة الانقاذ الكذوبة.
صنعتم من المخنثين واشباه الرجال ومجروحي الذوات ابطالا وقارنتم بينهم وبين قمم الجبال الشامخة كل همكم مواصلة التمرغ في بلاط السلطان الجائر الطاغية لئيم النظرة والنفس واللسان الذي لم يعرف الرحمة والعدل يوما في حياته.
لقد تدثرتم مثله بثوب الإسلام ولا انتم ولا هو يهمكم دين او تهمكم اخلاق وفي كل يوم ترون عدد السودانيات الشربفات عزيزات النفس في ازدياد وهن يأكلن اضطرارا من طريق ما كانت ترضاه السودانية لنفسها وامتلأت حواري دبي وجده والقاهرة بالكثير والمثير ومن أجل انتصار المشروع ساهتم مع العصابة في افقار شعب بلده من اغني بلاد الدنيا ذهبا وبترولا ومزارعا ومراع.
وتنقل اشرطة الفيديو الي اي مستوى وصل الحال بعدد كبير من الشباب الذين كانوا يملأون العيون فأصبحوا لا يملأون ملابسهم وإما ان صاروا من (اياهم) او التحقوا بالدواعش … بل ان بعضهم اخذ معه شقيقته ليسلمها بيديه فربسة للدواعش وللمتهوسين كلحم طير مما يشتهون انتصارا لمشروع متوهم رجعي وظلامي متخلف تجاوزه العصر منذ مئات السنين حتي اصبح من يناصرونه لا يستطيعون الدفاع عنه جهرة وبكل وصوح خجلا مما سوف يقولون وحتي لا يصبحوا مكان سخرية وإستهزاء وهل تقبل ٱنسانية هذا العصر سبيا وإسترقاقا وملك يمين؟؟
لقد كنتم اصدقاء مقربين ومخبرين ناجحين لكبار رجال الأمن ولقاتلي شعبنا الأبي ولمعذبي الشرفاء في بيوت الأشباح.
لقد صعب عليكم التزام اضعف الإيمان عبيتم من نعيم الدنيا الزائل قدر استطاعتكم .. يومها كان الشرفاء يرمقونكم بنظرات الإزدراء والإحتقار وها أنتم الان تتسابقون للقفز من المركب الغارقة بعد ان وصل الخراب والدمار داخل (الخرطوم) بجميع اشكاله ويا سبحان الله اصبح ناعق الشر (الطيب مصطفي) ناصحا امينا وأصبح المسيخ (امين حسن عمر) معارضا .. وحامل الكلاش عام ١٩٧٦ الدكتور (غازي صلاح الدين) بديلا محتملا للطاغية و(الكودة) هاربا بجلده وهذا افضلهم. وانتم ايها المتقافزون تسعون للحاق بركب الشرفاء وتصبحون من عددادهم بعد ان عشتم في بلاط الطاغية الدكتاتور حجاج العصر لأكثر من ربع قرن من الزمان وبعد ان احرج الكل بترشحه لخمس سنوات أخري لا من اجل خير للسودان او لرفاهية شعبه وتحقيق السلام بل بسبب الجبن والخوف من (الجنائية) ولكي يحقق غاية امنياته بان بصبح الرئيس الراحل لا السابق او المحبوس!
أزهري محمد علي :
خمسة سنين كمان لي شنو ؟؟؟
نشيلك هم على هم القراية أم دق
ودي لا بتحوق ولا بتلحق
تلبس عورة الباطل تياب الحق
كفاك أرحل دي خمسة
ولا بتسوي زلط
رقصت على الخماسي سنين
أمانه عليك كم في الخط
خطاوي على الوجع عديتا
في السكه البديتا غلط
شعائر اقمتها وصليتا
لا نزلت عليك خيرات
ولا اخضرت مشاعرك قط
تاج السر حسين
[email][email protected][/email]
مية مية المرة دي
مية مية المرة دي
بقى قلت لينا ، ثم توالى السقوط ؟
حميد ساقط ؟
محمد وردي ساقط ؟
الطيب صالح ساقط ؟
محمد الأمين ساقط ؟ الكابلي ساقط ؟
تاج البتاع ، دا إنت طلعت أي كلام يا جدع !!
ونصيحة لوجه الله ، بَطِّل كتابة واقعد في البيت وأنا أصرف عليك والله على ما أقولُ شهيد …
بقى قلت لينا ، ثم توالى السقوط ؟
حميد ساقط ؟
محمد وردي ساقط ؟
الطيب صالح ساقط ؟
محمد الأمين ساقط ؟ الكابلي ساقط ؟
تاج البتاع ، دا إنت طلعت أي كلام يا جدع !!
ونصيحة لوجه الله ، بَطِّل كتابة واقعد في البيت وأنا أصرف عليك والله على ما أقولُ شهيد …